حكم من لم يخرج زكاة الفطر لسنوات

حكم من لم يخرج زكاة الفطر لسنوات، الزكاةُ بمعنى الطهارةِ والنّماء، وهِيّ إنفاق جزء مُقدَّر من مالٍ نامٍ في مصارف حدّدتها الشريعة عند بلوغ هذا المال نِصاب الزكاة، والزكاة هِيّ الرُكن الثاني من أركانِ الإسلام، ومن الفرائضِ الواجبّة التي ثبتت في كتاب الله، وسُنّة نبيّه الكريم، وإجماع الأمّة التي ثبتت في كتاب الله، وسُنّة نبيّه الكريم، وإجماع الأمّة، ومن خلالِ موقع المرجع على حكم زكاة الفطرِ، وكفارة عدم إخراج زكاة الفطر لسنوات.

زكاة الفطر

زكاةُ الفطرِ هيّ صدقةٌ تجب على كلّ مسلمٍ عند الفطر من رمضان، تطهيرًا له ممّا قد يقع به من لغوِ الكلام أو سفاهةِ أمرٍ تُعارضُ عليه المسلم الصائم، وقدْ فُرضت على المُسلميّن في السنة الثانية من الهجرة في شعبان من العام نفسه الذي فُرِض فيه الصيام، وحُدِدَ مقدراها عندَ جمهورِ الفقهاء بصاع من حنطة، أو شعيّر، أو قمحْ، وقد ذكر أهل العلم وجهان لتسميتها بزكاة الفطر، الوجه الأوّل: أنّ المقصود بالفِطر ما يقابل الصوم، أي الإفطار من الصوم، ويكون ذلك حين اكتمال شهر رمضان، وبدء شهر شوال، والوجه الثاني: الفَطْر، أي الخَلق، من الخَلقة، وبذلك اعتُبِرت من زكاة الجَسد، قال -تعالى-: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا).[1]

شاهد أيضًا: على من تجب زكاة الفطر وكيف يجب إخراجها؟

حكم من لم يخرج زكاة الفطر لسنوات

منْ ترك إخراج زكاة الفطرِ عمدًا فهوَ آثم، وقد عصى الله -سبحانهُ وتعالى-، وخالفَ أمر شريعتهُ، وسنّة نبيّه مُحمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد ثبت في حديث متّفق عله: (أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِن رَمَضَانَ علَى كُلِّ نَفْس مِنَ المُسْلِمِينَ حُر، أَوْ عَبْد، أَوْ رَجُل، أَوِ امْرَأَة، صَغِير، أَوْ كَبِير صَاعًا مِن تَمْر، أَوْ صَاعًا مِن شَعِير)، وقد اتفقَ العُلماءُ هُنا أنّ الفرضَ بمعنى الوجوب، فزكاةُ الفطرِ تجبُّ على كُل من وجدَ من المُسلميّنَ مقدار زكاة الفطر فاضلاً عن قوتِه وقوتُ من تجبُّ عليّه نفقتهمُ ليلةَ العيّد ويَومهُ.

كفارة عدم إخراج زكاة الفطر لسنوات

يترتبُ عدّة أمور على عدمِ إخراجَ زكاة الفطر، منها التوبّة إلى الله -سبحانهُ وتعالى-، وقضاءَ ما فات منْ السنينَ التي يُخرجَ فيّها زكاةُ الفطرِ وقد كانَ قادرًا على إخراجِها لكنّه عمدَ عدم إخراجِها، ويجب أن يخرجها عن كلّ من كان عليه أن يخرجها عنهم، من زوجة وولد صغير ووالدين فقيرين وإن استغرق ذلك ماله، وعلى تارك زكاة الفطر أيضًا أن يعزم على المواظبة على إخراج زكاة الفطر في المستقبل، فإنّ زكاة الفطر لا تسقط عن المسلم لو تركها ولو مضى زمن على ذلك بل تبقى في ذمّته، وإن أوصى مريض بإخراج زكاة الفطر أخرجت من ثلثه.

شاهد أيضًا: متى يبدأ وقت إخراج زكاة الفطر

حكم زكاة الفطر

زكاةُ الفطرِ فريضةٌ واجبّة على كُلِ مُسلّم ومُسلمة، والدليلُ على وجوبِها ما رواه أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-: (كُنَّا نُخْرِجُ إذْ كانَ فِينَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ، عن كُلِّ صَغِيرٍ، وَكَبِيرٍ، حُرٍّ، أَوْ مَمْلُوكٍ، صَاعًا مِن طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِن أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ فَلَمْ نَزَلْ نُخْرِجُهُ حتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ حَاجًّا، أَوْ مُعْتَمِرًا فَكَلَّمَ النَّاسَ علَى المِنْبَرِ، فَكانَ فِيما كَلَّمَ به النَّاسَ أَنْ قالَ: إنِّي أَرَى أنَّ مُدَّيْنِ مِن سَمْرَاءِ الشَّامِ، تَعْدِلُ صَاعًا مِن تَمْرٍ فأخَذَ النَّاسُ بذلكَ. قالَ أَبُو سَعِيدٍ: فأمَّا أَنَا فلا أَزَالُ أُخْرِجُهُ كما كُنْتُ أُخْرِجُهُ، أَبَدًا ما عِشْتُ).[2]

حكم تأخير إخراج زكاة الفطر

اتفقَ جمهور الفقهاءَ على أنّ زكاةَ الفطر تخرجُ قبلَ صلاةَ العيّد، بدليلِ ما رواهُ ابن عمر -رضيّ الله عنّهُ-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَمَرَ بإخْرَاجِ زَكَاةِ الفِطْرِ، أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ)[3]، وقد أجازَ العُلماءُ إخراجها قبل العيد بيوم، أو يومَين، حتى يستطيع الفقير الانتفاع بها، فإن أخرجها قبل الصلاة فقد أدّى الفرض، ويُؤجَر على ذلك، وإن أُخرِجت بعد الصلاة فهي صدقة، كما ورد عن ابن عبّاس، إذ إنّ صيام المسلم يبقى مُعلقًا حتى يُخرج زكاة الفطر، فلا يُعفى منها حتى يخرجها، إلّا أنّها تكون بأجر الصدقة، وليست بأجر الزكاة، وذهب جمهور الفقهاء من الشافعية والمالكية والحنابلة إلى أنّ من لم يخرج زكاة الفطر في وقتها المُحدَّد مع قدرته على إخراجها آثم، وهي دَينٌ لا يسقط إلّا بأدائها.

شاهد أيضًا: هل الاسهم عليها زكاة ،  طريقة حساب زكاة الأسهم

حكم نسيان إخراج زكاة الفطر

إذا نسيّ المُسلم إخراجَ زكاة الفطر في وقتها المُحدد قبلَ صلاةِ العيّد فإنّه لا إثمَ ولا حرجَ عليّه، ولكّنْ يجبّ عليّه إخراجِها حتى ولو طالتَ المُدّة، أما إذا وكل شخصًا موثوقًا أو جهة مُعينّة بإخراجِ زكاة فطرهِ قبلَ صلاةِ العيّد، ثم حدثَ التأخيّر من قبلِ الوكيل في إخراج زكاة الفطرِ في وقتها الشرعيّ، فلا يلحقهُ الإثمَ، وذلكَ لأنّه أخرجَ الزكاة من ذمتّهُ إلى ذمةِ الوكيّل، فالإثم يكون على الوكيل إذا فرّط في ذلك لأنه هو الذي تسبّب في التأخير بدون عذر.

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

حكمة مشروعية زكاة الفطر

شرّع الله -سبحانهُ وتعالى- زكاةَ الفطرِ لعدّة أسباب بالغة، ومنّها:

  • في زكاةِ الفطر تطهيّرٌ للصائم بما قد يقعَ به من لغو الكلامِ، وزلزالِ الأمر، بالإضافةِ إلى أنّ فيها إطعامًا للفقراءِ والمساكينَ.
  • في زكاة الفطر أجر عظيّم، وثواب كبيّر لمنْ أخرجها في وقتِها المُحدد.
  • تعدُّ زكاة الفطر زكاة للبدنِ، حيثُ أنّها واجبة على كلّ مسلم، كبيرًا كان أم صغيرًا، ذكرًا أو أنثى، غنيًّا أو فقيرًا، شُكرًا لله على عُمره الذي وهبه الله إيّاه.

إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا حكم من لم يخرج زكاة الفطر لسنوات، حيثُ تعرفنا على أحكام زكاة الفطرِ على أوجه عدّة، وبنهايةِ الأمر فزكاة الفطر فرض واجب على كل مسلم ومسلمة.

المراجع

  1. سورة الروم , الآية 30
  2. صحيح أبي داود , الألباني ، أبو سعيد الخدري ، 1616 ، صحيح
  3. صحيح البخاري , البخاري، عبدالله بن عمر ، 1503 ، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *