حكم إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى بدون شهود

حكم إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى بدون شهود، فقد جعل الله -سبحانه وتعالى- الزواج من أساس الحياة وشرطًا لاستمرارها، وقد أنعم على عباده بتشريع الطلاق، وتشريع الرجعة للمسلمين، فلو تنافرت النفوس بين الزوج والزوجة، واستحالت الحياة بينهما شرع الطلاق، ولو تحسنت العلاقات وأصلحت شرّعت الرجعة، ففي الشريعة لكل داءٍ دواء، ومن خلال موقع المرجع سيتم الإجابة على هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى بدون شهود.

حكم إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى بدون شهود

إن إرجاع الزوجة المطلقة طلقة أولى أمرٌ مشروع في الإسلام ولو بدون شهود، وذلك بأن يراجع الرجل زوجته بالجماع أو بقوله لزوجته راجعتك أو أمسكتك، ولكن ذكر أهل العلم أنّه يفضل وجود شاهدين، وذلك أقوم للرجعة، ولكن لو لم يتوفر كان رجعة المرأة صحيح ولا شيء عليه، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}. [1] والإمساك بالمعروف هو الرجعة كما ذكر أهل التفسير والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: كيف أرجع لطليقي بعد الطلاق

هل يجوز أن يرجع الزوجة بعد الطلقة الأولى من غير شهود

إن الرجعة في الطلقة الأولى جائزة بغير شهود، لكن من السنة أن يُشهد الرجل على رجعة زوجته امتثالًا لأمر الله في قوله سبحانه: {وَأَشْهِدُوا ذَوَي عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ}.[3] فلو أرجعها أشهد على نفسه؛ لأنه قد يتأخر بإخبار الزوجة حتى تنقضي عدتها، فيكون له شاهدان يشهدان أن الرجعة صحيحة، ولكن لو راجعها بغير شهود في الطلقة الأولى جاز، وأجزأ كما ذكر أهل العلم والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: أنواع الطلاق الذي لا يقع

هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة

لا يجوز للرجل أن يرجع زوجته بعد أن يكون طلقها ثلاث مرات، ولو كانت بعد طلقتها الثالثة لا تزال في العدة، ولا يصح ذلك لا بشهود ولا بغير شهود، وذلك أنه قد وقع بينهما طلاقٌ بائن بينونة كبرى، ولا تحل له بعده إلا أن تتزوج من آخر زواج حقيقي ويدخل بها ويفارقها، ثم بعد ذلك يباح له أن يعقد عليها عقدًا جديدًا، ولا يكون ذلك إرجاعًا والله ورسوله أعلم.[5]

هل يجوز لمس الزوجة بعد الطلاق

اختلف أهل العلم في مسألة تعامل الرجل مع مطلقته طلاقًا رجعيًا في عدتها، فقال أهل العلم من الأحناف والحنابلة أنها كما الزوجة يجوز له معها كما يجوز له مع زوجته من نوم وتقبيل وسفر، سواءً كان ينوي إرجاعها أم لا إلى انقضاء عدتها، وقد أخبر الأحناف أن الرجعة تحصل بالقبلة واللمس بالشهوة، وعند الحنابلة لا تكون الرجعة من غير جماع، وقد أخبر المالكية والشافعية أن الرجعية أجنبية عن زوجها لا يجوز له الخلوة بها ولا حتى رؤية شعرها، والله ورسوله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز ارجاع الزوجه بعد الطلقه الاولى بدون علمها

صفة إرجاع الزوجة المطلقة طلقة واحدة

اختلف أهل العلم في طريقة وكيفية إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى، وحتى الطلقة الثانية، وذلك إما بأن يكون الإرجاع بلفظٍ صريح أو لفظ ضمني يدل ويشير إلى الإرجاع، وإما أن يكون بالجماع أو بمقدماته التي ترافقها الشهوة، وقد اشترط بعض أهل العلم انعقاد النية مع الجماع، وآخرون لم يتشرطوا النية فبمجرد وقوعه قبل انقضاء العدة وقع الإرجاع والله ورسوله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: الطلاق الرجعي في المحكمة وحكمه وكيفية اثباته

شروط إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى

إن للزوج حق في إرجاع زوجته بعد الطلقة الأولى أو الثانية، ولو بغير علمها أو رضاها، ولكن وضعت  الشريعة الإسلامية عدة شروط للرجل لكي تصح الرجعة وتباح، وتلك الشروط هي كما يأتي:[8]

  • أن تكون الرجعة من طلاق، ولا تكون في فسخٍ للنكاح.
  • أن تكون الرجعة في الطلاق الرجعي، وهذا لا يكون في الطلقة الثالثة.
  • أن تتم الرجعة في عدة المطلقة، فلو انتهت العدة لا يمكنه إرجاعها إلا بعقدٍ جديد.
  • أن لا تكون الرجعة للمطلقة بقصد الضرر بها وإهانتها وإذلالها، إنما يراد بها الصلح والإحسان.
  • أن يكون أصل النكاح صحيحًا.
  • أن يكون الطلاق قد وقع بعد الدخول بها.

الحكمة من مشروعية الرجعة بعد الطلقة الأولى

إن الله -سبحانه وتعالى- قد أنعم على عباده أن شرع لهم مراجعة الرجل لطليقته، وذلك لأنّ الطلاق قد يكون نتيجة غضبٍ في موقفٍ بغير تفكير ولا تدبر ولا تروٍ وتمهل، فعندما يفارق الرجل زوجته، وتهدأ نفسه يشعر بما فعل وبما وقع من الطلاق، وتتوق نفسه لزوجته فيجد بالرجعة سبيلًا إليها، فكانت الرجعة رحمةً من الله بعباده المسلمين.[9]

أنواع الرجعة بعد الطلاق

للرجعة بعد الطلاق نوعان اثنان، وهما كما يأتي:

  • الرجعة من الطلاق الرجعي: حيث إن الرجعة من الطلاق الأول والثاني لها حالتان، فلو طلق الرجل زوجته له أن يرجعها في الطلاق الأول ما دام في العدة، ولو طلقها طلقة ثانية كذلك يباح له أن يرجعها ضمن عدتها.
  • الرجعة من طلاق بائن بينونة صغرى: لو طلق الرجل زوجته، طلاقًا أول أو ثانياً، فانتهت وانقضت عدتها، وأراد أن يرجعها فلا يكون ذلك إلا بعقدٍ ومهرٍ جديدين، ويشترط موافقتها ووجود الشهود وموافقة وليها في هذه الحال.

إلى هنا نصل لنهاية مقال حكم إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى بدون شهود، والذي تم من خلاله معرفة ما هي الرجعة، وبيان ضوابطها وأحكامها، وتم التعرف على شروط الرجعة وأنواعها، وكل المعلومات الهامة عنها.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *