حكم اخذ حصى الجمار خارج مكه

ما حكم اخذ حصى الجمار خارج مكه؟ يعتبر الجمار بأنّه يُعبّر عن الحصى الصغيرة، حيث أنّ رمي الجمار هو إحدى شعائر الحج التي تقام بشكل سنوي، فهي عبارة عن رمي ثلاث جمرات يتم البدء بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة الكبرى، كما يرافقها مجموعة من الأدعية، ومن تركها كلها عمدًا أو سهوًا يترتب على ذلك فدية يقوم بها الحاج وهذا باتفاق الفقهاء، ومن هذه المعطيات يهتم موقع المرجع ببيان حكم أخذ حصى الجمار خارج مكة.

تعريف الجمار في الحج

الجمرات أو الجمار في اللغة تعني الحجارة الصغيرة، وهي مسمى مواضع الرمي في مشاعر الحج في منى، التي يرمي فيها حجيج بيت الله الحرام الجمار فيها، ويقصد برمي الجمار التعبد لله -تعالى-، حيث إن رمي الجمرات شعيرة من شعائر الله وجزء مهم وسلسلة أعمال الحج الذي يقام بشكل سنوي في مكّة المكرمة، حيث ترمى ثلاث جَمرات الأولى منها وهي التي تلي مسجد الخيف، والوسطى التي بينها وبين جمرة العقبة والأخيرة جمرة العقبة، وهي تعتبر أقرب الثلاث إلى مكة.[1]

حكم اخذ حصى الجمار خارج مكه

لا حرج عند أخذ المسلم حصى الجمار من مكة، ولكن ليس هناك حاجة إليها، ولكن بشرط أن لا يكون هذا النقل مضرًا بالمكان وأهله وبالحجاج، ولكن إذا كان المقصود من أخذها البركة لا يجوز، فهي ليس مما يتبرك به بل يخشى من المحل ويلقى في محل آخر، كما أنّ أخذ الأحجار من مزدلفة ليس بسنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فينبغي عن المسلم أن يأخذ الأحجار من أي مكان آخر، كما أوضح ابن عثيمين -رحمه الله- بأن من يزيد معه حجرات، وينسى ويأتي بها إلى بلده يستطيع رميها في أي مكان دون الرجوع لإعادتها.[2][3]

شاهد أيضًا: اوقات رمي الجمرات في ايام التشريق الثلاثة

حكم أخذ حجارة من الحرم إلى خارجه

هناك خلاف بين أهل العلم حول حكم أخذ شيء من حجارة الحرم، فقد ذهبوا الحنابلة بالكراهة، والشافعية إلى التحريم، أما الحنفية فقد ذهبوا إلى جواز أخذ حجارة من الحرم، كما جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: “صرح الشافعية بحرمة نقل تراب الحرم، وأحجاره، وما عمل من طينة – كالأباريق وغيرها ـ إلى الحل، فيجب رده إلى الحرم”، فإذا كانت الحجارة المأخوذة من مزدلفة أو من حدود الحرم فأخذها إلى خارج الحرم ممنوع عند بعض أهل العلم، ومن الاحتياط ردها إلى الحرم وإرسالها مع شخص ثقة ليضعها في حدود حرم مكة.[4]

الحكمة من رمي الجمار

إنّ رمي الجمار هي واحدة من واجبات الحج والحكمة من رمي الجمرات الاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- واتباع أمره، حيث رمى الجمرات وقال: “خذوا عني مناسككم”[5]، بالإضافة إلى التّذكير بقصّة نبيّ الله إبراهيم عليه السّلام، عندما أوحى إليه الله تعالى في منامه، أن يذبح ابنه فامتثل لأمر الله تعالى، وتجنّب اتّباع الشّيطان في أن يعصي أمر الله تعالى، حيث رمى الشّيطان بسبع حصيّاتٍ عندما وسوس له بذلك، وأيضًا إغاظة الشّيطان الرّجيم بهذا الأمر، فهو يغتاظ عند رؤية النّاس ترجم المكان الّذي رجمه به نبيّ الله إبراهيم عليه السّلام، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: دعاء رمي الجمرات في الحج