حكم استعمال انية الذهب والفضة

حكم استعمال انية الذهب والفضة، التي أصبحت متاحة في الأسواق وبين الناس، والتي قد يستعملها العديد من الأثرياء بقصد بيان الغنى الفاحش، وقد بينت الشريعة الإسلامية كل ما هو حلال وحرام؛ حتى في الأواني؛ وهذا حتى لا يكون للإنسان حجة في ذلك، ولهذا سيتم التعرف في موقع المرجع على حكم استعمال انية الذهب والفضة، وما هي علة تحريم آنية الذهب والفضة، وما هو حكم اقتناء آنية الذهب الذهب والفضة، ومن ثم سنتطرق لبيان حكم استعمال آنية الذهب والفضة في الطهارة، وكل ذلك جملة وتفصيلًا في هذا المقال.

حكم استعمال انية الذهب والفضة

نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن استعمال الأواني التي من الذهب والفضة، ومن الأدلة التي نصت على تحريم آنية الذهب والفضة قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافها، فإنها لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة”،[1] وقد ورد في ذلك أيضًا ما روته أم سلمة عن رسول الله حيث قالت: سمعت رسول الله يقول: “الذي يأكل ويشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم”،[2] ولذلك فإنه لا يجوز للعبد المسلم أن يستعمل أواني الذهب والفضة في حياته، ولا يجوز له أن يأكل أو يشرب من أواني الذهب والفضة، ولا حتى أن يأتي بالملاعق المصنوعة من الذهب والفضة، وليس له الوضوء أو الإغتسال، فهذا مما حرمته الشريعة الإسلامية في النص الشرعي، وبينه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه الشريف، لأن ذلك يعد باب من أبواب الإسراف والتبذير في غير وجوه الخير، فله أن يأتي بالمبالغ التي تصرف على ذلك؛ بمساعدة الفقرا والمحتاجين، والعمل الخيري الذي يعود عليه بالثواب والأجر الكبير، وبهذا يكون الحكم الشرعي، كالآتي:[3]

  • أجمع العلماء على تحريم استعمال انية الذهب والفضة.

شاهد أيضًا: حكم البيتكوين هيئة كبار العلماء

علة تحريم آنية الذهب والفضة

إنَّ الشريعة الإسلامية لا تأتي بتحريم إلا ومعه بيان وعلة، من شأنها أن تبين للعبد المسلم الحكمة من ذلك، ليقف متفكرًا عن الإثم الذي يحصل بعد ذلك، ولهذا جاءت العلة في تحريم آنية الذهب والفضة في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “إن الكفار يتمتعون بها في الدنيا فلا يليق التشبه بهم بها”؛ ولما في ذلك من التأثير على الفقراء والمحتاجين؛ فهذا يدعو إلى الفخر والغنى الفاحش الذي حرمته الشريعة الإسلامية، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “الذي يأكل أو يشرب في آنية الذهب أو الفضة إنما يجرر في بطنه نار جهنم”.[2]

وعليه فإن العلة والحكمة في تحريم استعمال آنية الذهب والفضة؛ كما بينه الحديث الشريف؛ هو التشبه بالكافرين والضالين، الذين لا يتأثرون بحال الفقراء والمساكين، وما سوف يعود بذلك عليهم، فهم أحوج الناس إلى طعام؛ فما بال الذين يأكلون بأوانِِ من ذهب وفضة، ولذلك بعد أن يعلم الإنسان الحكمة والعلة من التحريم، لا يجوز له أن يقوم بالإتيان بذلك، وهذا حفاظًا على مشاعر الفقراء والمحتاجين والبعد عن التشبه بالكفرة الظالمين.[4]

شاهد أيضًا: تفسير حلم الذهب للعزباء في المنام لابن سيرين والنابلسي

حكم اقتناء آنية الذهب والفضة

ذكرنا أنَّ العلماء قد أجمعوا على تحريم استعمال آنية الذهب والفضة، لما في ذلك من تشبه بالكفار، وتأثر الفقراء والمحتاجين بذلك، إلا أن اقتناء آنية الذهب والفضة مما اختلف فيها الفقهاء في المذاهب الأربعة؛ فقد ذهب المذهب الحنفي وهو قول عند المذهب المالكي والصحيح عند المذهب الشافعي؛ أنه يجوز اقتناء آنية الذهب والفضة؛ وهذا لا يكون إلا لجواز بيع هذه الأواني، وأما المذهب الحنبلي، وهو القول الثاني للمذهب المالكي والأصح عند المذهب الشافعي؛ هو تحريم اقتناء آنية الذهب والفضة، وتحريم الاقتناء يعود إلى تحريم استعمال هذه الأواني بأي شكل من الأشكال كما ورد عن أهل العلم.[5]

شاهد أيضًا: حكم لبس اللون الأحمر للرجال

حكم استعمال آنية الذهب والفضة في الطهارة

قد يتساءل الإنسان بعد معرفة حرمة استعمال أواني الذهب الفضة في الأكل والشرب، هل يدخل ذلك التحريم في الطهارة باستعمال هذه الأواني؛ فقد اختلف الفقهاء الأربعة في ذلك؛ وجاء الحكم على أقوال كالآتي:[6]

  • القول الأول: يجوز الطهارة بآنية الذهب والفضة، وهذا مذهب كل من: الحنفية والمالكية والشافعية، والمشهور عند مذهب الحنابلة.
  • القول الثاني: لا يجوز الطهارة باستعمال آنية الذهب والفضة؛ وهو قول عند مذهب المالكية ومذهب أحمد، وقد قام داود الظاهري في ترجيح هذا القول، وقال به ابن تيمية.

إلا أن الراجح في المسألة؛ هو جواز الطهارة بآنية الذهب والفضة، لأن الوضوء لا يعتبر من أصل التحريم، وقد بينوا أصحاب القول الأول أن الماء يفصل عن الآنية بعد رفعه للوضوء، وهذا مما لم يرد نص بتحريمه.

ومن هنا نصل إلى ختام مقال حكم استعمال آنية الذهب والفضة، الذي جاء النص بتحريمه بالإجماع، ولا يجوز للعبد المسلم أن يستعمل أيًا من هذه الأواني في الأكل أو الشرب ما إلى ذلك، ومن ثم بينا علة التحريم، وما حكم اقتناء آنية الذهب والفضة، ومن ثم تطرقنا للحديث عن حكم استعمال الآواني في الطهارة.

المراجع

  1. صحيح مسلم , مسلم، عبدالرحمن بن أبي ليلى، 2067، صحيح
  2. غاية المرام , الألباني، أم سلمة، 116، صحيح
  3. binbaz.org.sa , حكم استعمال آنية الذهب والفضة , 03/10/2021
  4. binbaz.org.sa , الحكمة من التحريم , 03/10/2021
  5. www.al-eman.com , حكم اقتناء انية الذهب والفضة , 03/10/2021
  6. www.alukah.net , الطهارة في انية الذهب والفضة , 03/10/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *