ما حكم السفر لبلاد الكفار

ما حكم السفر لبلاد الكفار ومفاسد السفر لهذه البلاد هو ما سيتمّ بيانه في مقالنا هذا، حيث إن الكثير من المسلمين في هذا العصر يهاجرون من بلادهم العربيّة والإسلاميّة للعديد من الأسباب أهمّها البحث عن العمل لتأمين الحياة الكريمة والسّعي وراء الرزق الوفير، والكثير الكثير من الأسباب الأخرى، وموقع المرجع يهتمّ ببيان حكم أهل العلم في مسألة السفر إلى بلاد الكفر والبلاد غير المسلمة.

حكم السفر لبلاد الكفار

قال أهل العلم أنّ السفر لبلاد الكفار غير جائزٍ للمسلمين لما يترتّب على ذلك من المفاسد العظيمة، فالسفر لبلاد الكفر فيه خطرٌ عظيمٌ على المسلم وخاصّةّ الذي لا يملك علمًا ولا إيمانًا قويًّا يدفع به المنكرات والشّبهات والمحرّمات عن نفسه، فتؤثر به بشكلٍ سريع ويتأقلم معها ويتعايش معها، بل وقد يصل به الأمر إلى تبّنيها، لذا لا بدّ للمسلم أن يجتنب السفر والهجرة لبلاد الكفر مهما كانت المغريات، وأن يصبر ويرضى بما لديه ليحفظ نفسه ودينه من الضياع.[1]

شاهد أيضًا: حكم توديع الأهل قبل السفر

شروط جواز السفر لبلاد المشركين

استثنى أهل العلم من تحريم السفر إلى بلاد الكفار من تواجدت لديه عديد الأمور، حيث قال الشّيخ ابن عثيمين -رحمه الله- تعالى: يجوز السفر إلى بلاد الكفار بشروطٍ ثلاثٍ هي:[1]

• أن يكون لدى الإنسان العلم الكافي بالدّين الإسلاميّ ليدفع عنه المنكرات والشّبهات.
• أن يكون لديه الإيمان القويّ والدين الذي يمنعه من الخوض في الشّهوات والهوى.
• أن يكون مضطّرًا ومحتاجًا للسفر لأسبابٍ قاهرة.

حكم السفر لبلاد الكفار ابن باز

نُقل عن الشّيخ ابن بازٍ -رحمه الله تعالى- أنّه أفتى في عدم جواز السفر إلى بلاد الكفر وأهل الشّرك، لأنّ في ذلك خوضٌ في أسباب الضّلال عن دين الحقّ والخروج عنه في الكثير من الحالات، فبلاد الكفر بؤرةٌ من الفساد الأخلاقي والفساد الديني، تُرتكب فيها كافّة المحرمات من الزنا وشرب الخمور والشّرك والإلحاد والكثير من الكبائر الأخرى، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أنا بَرِيءٌ مِن كلِّ مُسلِمٍ يُقيمُ بينَ أظهُرِ المُشرِكينَ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، ولِمَ؟ قال: لا تَرَاءَى نارَاهما”.[2] فلا يجوز للمسلم أن يغترّ بالقالب الذي يغلف بلاد الكفر؛ لأنّ الفساد هو الذي يملأ هذا القالب المتحضّر، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز جمع الصلاة قبل السفر

حكم السفر لبلاد الكفار للعمل

قد أجاز أهل العلم للمسلم بالهجرة لبلاد الكفر والشرك من أجل التجارة والعمل فيها، حيث تعدّ من الحاجات الضرورية والأسباب التي تبيح للمسلم السفر والإقامة في بلاد الكفر، لكن بقدر الحاجة فقط، فإذا قام بالتجارة وأنهى عمله وجب عليه العودة لوطنه المسلم ليحافظ على نفسه ودينه وعقيدته من التدنيس والتشويه والتحريف، ولقد استدلّ أهل العلم ببعض الصّحابة الكرام الّذين كانوا يرتحلون إلى بلاد الكفر للتجارة والعمل، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز الجمع والقصر في السفر اكثر من ثلاث ايام

حكم السفر لبلاد الكفر للسياحة

إنّ السياحة في أصلها مباحة حيث يرفّه المسلم عن نفسه وعن أهله وعائلته، لكن لا يجوز للمسلم السفر إلى بلادٍ غير إسلاميّة بقصد الترفيه والسياحة والتنزّه، لأنّ في ذلك مفاسدٌ عظيمة سيجنيها المسلم وهو في غنىً عن ذلك، فإن سافر لبلدٍ مسلم للسياحة فلا بأس، أمّا السياحة في بلاد الكفر فهي محرّمةٌ لما فيها من فتنٍ وانتشارٍ للفساد والشهوات والشر، وقال أهل العلم أنّ الأمر محرّمٌ، حتى لو كان المسلم إيمانه قويٌّ يأمن به على دينه ونفسه، فلا يجوز ذلك والله أعلم.[5]

هنا نصل لنهاية مقالنا الذي حمل عنوان ما حكم السفر لبلاد الكفار، حيث بيّنا فيه الحكم الشرعيّ للسفر لبلاد الكفر بغرض الإقامة فيها أو العمل أو السياحة وما هي المفاسد المترتبة وشروط السفر إليها.