حكم التوكل على الله والاعتماد عليه في جلب الرزق

حكم التوكل على الله والاعتماد عليه في جلب الرزق هو أحد الأمور التي يرغب الكثير من الأشخاص في معرفتها، فرزق الإنسان هو أهم ما يشغل باله لأنه عِماد حياته وحياة أبنائه من بعده، لذلك سوف يقوم موقع المرجع في هذا المقال بتوضيح حكم توكل الإنسان على الله في الرزق بالإضافة إلى تعريف الفرق بين التوكل على الله والتواكل عليه وغيرها من الأمور المتعلقة بالرزق وقضاء الله وقدره.

حكم التوكل على الله والاعتماد عليه في جلب الرزق

من الواجب على المسلم أن يتوكل على الله ويعتمد عليه في الرزق، فقد قال الله تعالى “وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ”[1]، كما قال الله تعالى في موضع آخر من كتابه الكريم “وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا”[2]، وهو ما يدل على أنه يجب على الفرد المسلم أن يعرف أن الرزق بيد الله فقط لا أي شخص غيره مهما علا قدره وعظمت مكانته، وأيضًا عليه أن يعرف أن الإنسان إذا توكل على الله فإن الله سيزيد له في رزقه بعكس ما إذا اعتمد الإنسان على إنسان مثله، ويدل على هذا قول رسول الله ﷺ “مَنْ أَصابَتْهُ فَاقَةٌ فَأنزلَها بِالناسِ، لمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ، ومن أنزلَها باللهِ، أوْشَكَ اللهُ لهُ بِالغِنَى، إِمَّا بِمَوْتٍ عَاجِلٍ، أوْ غِنًى عَاجِلٍ “[3]، ويمكن معرفة المزيد عن وجوب التوكل على الله من خلال الاستماع لأحد علماء الإسلام “من هنا“.

شاهد أيضًا: الرقية الشرعية للعين والحسد والسحر والرزق مكتوبة

هل المال الحرام هو رزق كتبه الله للإنسان؟

من المعروف أن الإنسان لن يأخذ أكثر مما كتب الله له، فلو سرق الإنسان مالًا فعليه أن يعرف أن الله قد قدره له منذ الأزل لكنه أخذ ما هو من نصيبه بصورة تتسبب له في أن يصلى السعير جزاء فعلته، ويدل على هذا قول رسول الله ﷺ “أيُّها النَّاسُ اتَّقوا اللَّهَ وأجملوا في الطَّلبِ فإنَّ نفسًا لن تموتَ حتَّى تستوفيَ رزقَها وإن أبطأَ عنْها فاتَّقوا اللَّهَ وأجملوا في الطَّلبِ خذوا ما حلَّ ودعوا ما حَرُمَ”[4]، لذلك فعلى الإنسان أن لا يستعجل رزقه الذي قدره له الله ويعرف أنه لو قدر الله له شيئاً فسيأخذه بالحلال ولا يحتاج القيام بفعل حرام للتحصل عليه وإن لم يقدر الله له شيء فحتى المعاصي لن تمده بالمال الحرام الذي يبتغيه.

هل المال الحرام رزق للإنسان

شاهد أيضًا: 100 دعاء الرزق الحلال مكتوب ، أفضل أدعية مستجابة لجلب الرزق

شروط تحقيق كمال التوكل على الله

حتى يكون الإنسان متوكلًا على الله فيجب أن تتحقق فيه الشروط الآتية:

  • يجب عليه ألا يتساءل عن حكمة الله في أفعاله وأن يعرف أن ما قدره الله له خير حتى ولو بدا له شرًا وأن ما بعده الله عنه شر حتى ولو بدا له خيرًا.
  • عليه أن يتجنب تمامًا ارتكاب أيًا من المعاصي، فمن يتوكل على الله عليه أن يتوكل عليه بقلب سليم، فالله لا يساعد عاصيًا لقوله تعالى “إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ”[5].
  • يجب أن يقوم الإنسان بالإتيان بأسباب الرزق أثناء اعتماده على الله، لما ورد في الأثر عن سيدنا عمر بن الخطاب قوله “لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق وهو يقول: اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة”[6].

شاهد أيضًا: ما هي السورة التي تجلب الرزق والسعادة

الفرق بين التوكل والتواكل على الله

يجب على المسلم أن يقوم بالتوكل على الله لا بالتواكل عليه، ويمكن التفرقة بين التوكل على الله والتواكل عليه من خلال الأمور الآتية:

  • الشخص الذي يتوكل على الله يقوم بالإتيان بأسباب الرزق بعكس الشخص الذي يتواكل على الله فهو لا يفعل أي شيء إلا طلب الرزق من الله.
  • الشخص الذي يتوكل على الله يحاول بأقصى جهده أن يجتهد في عمله بعكس الشخص الذي يتواكل على الله إذ لا يقوم إلا بأقل جهد وينتظر منه أكبر عائد لا لشيء إلا لأنه يدعو الله فقط بالرزق.
  • عادة ما يكون الشخص المتوكل على الله قادرًا على تحمل الأمور الصعبة والصبر على الأمور السيئة التي تحدث له لأنه مدرك لأن الله دائمًا لديه حكمة من أفعاله، بعكس الشخص المتواكل على الله فإنه يظهر السخط بمجرد مروره بأي موقف سيء أو أي صعوبات.
  • الشخص المتوكل على الله عندما يفشل في الوصول لما يريد يراجع نفسه ويحاول تصحيح خطئه، بعكس الشخص الذي يتواكل على الله فإنه يرمي الذنب على القدر وعلى ظلم الحياة له، ويتناسى كون أخطائه هي من تسببت في حدوث العراقيل له.

الفرق بين التوكل والتواكل على الله

شاهد أيضًا: دعاء الرزق الذي لا يرد مكتوب

لقد قمنا في هذا المقال بتوضيح حكم التوكل على الله والاعتماد عليه في جلب الرزق حتى يستطيع كل من يرغب في معرفة حكم التوكل على الله في هذا الأمر أن يقف عليه بوضوح ويعرف أن الرزق بيد الله فقط لا برزق أي أحد غيره.

المراجع

  1. سورة الطلاق , الآية 3
  2. سورة هود , الآية 6
  3. السلسة الصحيحة , الألباني ، عبدالله بن مسعود، 2787 ، صحيح
  4. صحيح ابن ماجه , الألباني ،جابر بن عبد الله ، 1756 ، صحيح
  5. سورة البقرة , الآية 190
  6. كتاب إحياء علوم الدين , الإمام الغزالي، صفحة 65

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *