حكم استعمال جلد الإبل المذكى ذكاة شرعية

حكم استعمال جلد الإبل المذكى ذكاة شرعية تُعتبر من الأحكام التي يهتم بها المسلمين حيث أنها تتعلّق بالأمور اليوميّة، فقد نظّم الإسلام حياة المسلم من كلّ جوانبها منذ نعمة أظفاره وحتّى مماته، حتّى تكون حياته مستقيمة ومتوازنة كما أرادها الله -عزّ وجل- فلا تشوبها الفوضى والجهل، ومن هذه المعطيات سوف نسلط لكم الضوء من خلال سطورنا التالية في موقع المرجع على مفهوم التذكية الشرعية، وبيان إجابة السؤال المطروح، كما سيتم التطرق لشروط وآداب التذكية.

مفهوم التذكية الشرعية

تعرف التذكية بأنها إزهاق رُوح الحيوان البرِّيِّ المأكول اللحم، حيث يتم من خلال نَحرِه إذا كان إبلا يتم نحره أسفل الرَّقبة، أما إذا كان بقرًا أو غنمًا يتم ذبحه في الحلق، أو جرحه في أيِّ موضعٍ من بدنه كالصيد والشارد من البهائم إذا لم يكن باستطاعته، حيث قال الله تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ)[1][2]

شاهد أيضًا: هل يجوز اكل الكنغر ، هل اكل الكنغر حلال أم حرام

حكم استعمال جلد الإبل المذكى ذكاة شرعية

تعتبر التذكية الشرعية بأن لها حكمة شرعية بحيث أنه يتم من خلالها إظهار العبوديَّة لله -عزّ وجل- بذبحها على اسمه، وإظهار شُكرِه على إنعامه بها، كما أنها تطييب الحيوان من الفَضلات الضارَّة بإخراج الدم الفاسد لتمييزه عن الميتة المحرّم أكلها، حيث من هنا ينبغي معرفة الإجابة الصحيحة للسؤال الذي ينص على “حكم استعمال جلد الإبل المذكى ذكاة شرعية”، فإن حكمه:[3]

  • جائز.

بحيث يمكن للمسلم استخدام جلد الإبل المذكى ذكاةً شرعية والانتفاع بها، حيث أنَّ الإبل مأكول اللحم، ومن الجدير بالذّكر أنَّ الحيوان مأكول اللحم يعدُّ طاهرًا في حياته وبعد ذكاته.

حكم أكل لحم الإبل المذكى ذكاة شرعية

يعتبر حكم أكل لحم الإبل جائز للمسلم، بحيث أنه من الحيوانات الطاهرة مأكولة اللحم، لكن هناك خلاف بين العلماء من حيث إذا كان لحمه يُنقض الوضوء أم لا، فهناك قولين سيتم بيانهما فيما يلي للتوضيح الحكم الشرعي:[3]

  • القول الأول: حيث ذهب الأحناف والمالكية إلى أنَّ الأكل من لحم الإبل يعتبر بأنه لا يُنقض الوضوء، وهو القول الصحيح عند الشافعية والحنابلة، حيث أن دليلهم عن سعيدِ بنِ الحارثِ عن جابرِ بنِ عبدِالله رَضِيَ الله عنهما أنَّه سألَه، عن الوُضوءِ ممَّا مسَّتِ النَّارِ، فقال: ((لا؛ قد كنَّا زمانَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لا نجِدُ مثلَ ذلك مِن الطَّعامِ إلَّا قليلًا، فإذا نحن وَجَدْناه لم يكُن لنا مناديلُ إلَّا أكفُّنا وسواعِدُنا وأقدامُنا، ثم نصلِّي، ولا نتوضَّأُ)[4].
  • القول الثاني: فقد ذهب الحنابلة إلى قول أنَّ الأكل من لحم الإبل يُنقض الوضوء، حيث كان دليلهم ما رُوي عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه-: عن جابرِ بنِ سَمُرةَ رَضِيَ اللهُ عنه: ((أنَّ رجلًا سأل رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أأتوضَّأُ مِن لُحومِ الغنَم؟ قال: إنْ شئتَ فتوضَّأ، وإن شئتَ فلا توضَّأ. قال: أتوضَّأُ مِن لُحومِ الإبِلِ؟ قال: نعَم، فتوضَّأْ من لحومِ الإبِلِ. قال: أُصلِّي في مرابِضِ الغنَم؟ قال: نعَم. قال: أصلِّي في مبارِكِ الإبلِ؟ قال: لا)[5].

شروط التذكية

هناك عدة شروط وآداب للتذكية، حيث ينبغي معرفتها ومراعاتها والتقيد بها، ومن هذه الآداب والشروط التي يتوجب على المذكي الالتزام بها على النحو الآتي:[6]

  • قصد التذكية: بحيث يكون المذكِّي عاقلاً، أي يمكن منه قصدُ التذكية؛ لقوله تعالى: (إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ)[7]، حيث لا يُمكِن منه القصد كالشيخ الهرم، والطفل دون التمييز، والمجنون، والسكران فلا تحلُّ ذبيحتهم.
  • أن يكون الذابح مسلمًا: كما يمكن أن تكون إمرأة، أو فاسقًا فِسقًا غير مكفر، أو كتابيًّا؛ فقد قال الله -تعالى-: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ)[8]، إذ أنه ثبَت أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن يهوديٌّ دعاه إلى خبز شعير وإهالة سَنِخَة فأكَل، حيث أن الإهالة هي الشَّحم المُذاب إذا تغيَّرت رائحته.
  • ألاَّ تكون لغير الله: بحيث لا يجوز الذبح تقرُّبًا للأصنام والأوثان كما يفعل أهل الشرك فهو لا يحلُّ، ولو ذكر عليه اسم الله.
  • أنْ يُسمِّي الله على الذبيحة: فقد قال الله -تعالى-: (فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ)[9]
  • أنْ تكون التذكية بمحدَّدٍ من سكِّين وحجر: بحيث يكون غير سن وظفر.
  • أنْ ينهر الدَّم: بحيث يَسِيل الدم بقوَّة وكثْرة.

شاهد أيضًا: حكم تعليق شيئ من القرآن

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي حمل التساؤل عن حكم استعمال جلد الإبل المذكى ذكاة شرعية، حيث أجبنا عن هذه السؤال وقد ظهر أنه جائز، كما تم بيان مفهوم التذكية الشرعية، بالإضافة إلى بيان شروط وآداب التذكية الشرعية.

المراجع

  1. سورة المائدة , الآية 3
  2. dorar.net , تعريفُ التذكيةِ , 13/02/2022
  3. dorar.net , أكْلُ لحم الجَزور (الإبل) , 13/02/2022
  4. صحيح بخاري , بخاري، جابر بن عبدالله، 5457، صحيح
  5. صحيح مسلم , مسلم، جابر بن سمرة، 360، صحيح
  6. alukah.net , التذكية وما ينبغي لها , 13/02/2022
  7. سورة المائدة , الآية 3
  8. سورة المائدة , الآية 5
  9. سورة الأنعام , الآية 118

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *