ما حكم لبس العباءة الملونه

ما حكم لبس العباءة الملونه؟ إنّ الشريعة الإسلامية جاءت بأحكام منطقيّة، حيث لها قيمة مجتمعيّة وغاية سعى الإسلام إلى تحقيقها، ومن تلك الأحكام كانت فرضيّة الحجاب، فالحجابُ هو دليل على الإيمانِ، وصدقَ العقيّدة، فقد تمّ إعطاء الحجاب قيمة كبيرة تميزه عن غيره من الأديان السماوية،  فلم يأتِ الإسلام بشريعةٍ تُخالف الفطرة السليمة أو تناقضها، وبالتالي من هذه المعطيات وخلالِ موقع المرجع سنتعرفُ على حكم لبس العباءة الملون لتعرف المسلمة حدود لباسها الإسلامي والابتعاد عن كل الملابس الملفتة.

حكم لبس العبايه

إنّ الشرع الإسلامي بين أنّ العباية واجبة على المرأة المسلمة، بالرّغم من أن الأصل في الشّرع أن تبقى المرأة في بيتها ولا تخرج إلا لحاجة، بدليل قوله -تعالى- في كتابه الكريم: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)[1]، لكن إن أرادت الخروج وجب عليها أن تلتزم بشروط الحجاب الشرعي، بحيث ينبغي أن يتحقق فيها قصد الشارع من كمال الستر والبعد عن الفتنة، فقد بينّ الله -سبحانه وتعالى- شأن الجلباب الذي بمعنى العباءة في القرآن، حيث قال -تعالى-: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ)[2][3].

حكم لبس العباءة الملونه

يجوز للمرأة لبس العباءة الملونة، حيث إن الشّرع الإسلامي لم يشترط لباساً بلون محدد، ولكن أوضح ألا تكون مما يلفت النظر، ويُسبّب الفتنة أو فيه تشبه للرّجال، فقد قال -سبحانه وتعالى-: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ)[4]، كما ثبت عن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (لا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ، وَلَكِنْ لِيَخْرُجْنَ وَهُنَّ تَفِلاتٌ)[5]، أَيْ غَيْر مُتطيّبات ويلحق بالطّيب حُسن المَلبس، فالواجب على المرأة إذا ظهرت أمام الرّجال الأجانب أن تبتعد عن الثّياب المنقوشة المزخرفة التي تجذب أنظار الرجال إليها.[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز للمرأة الصلاة بدون حجاب

حكم بيع العبايات الملونة

إن بيع العباءة الملونة جائز وحلال في الشّرع الإسلامي، طالما أنّها لا تحتوي على ألوان أو نقوش ملفتة للنظر، كما أنّ الدين الإسلامي لم يمنع المرأة من لبس العباءة الملونة، ولكن ينبغي أن تكون مناسبة لشروط الحجاب الشرعي، أما بيع العباءات التي تحتوي على تطريز أو نقوش فاتنة، أو تكون العباءات ضيقة تبين مفاتن الجسم وحدوده لا يجوز، فقد قال -تعالى-: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)[7]، حيث ينبغي الامتناع من بيعه وتفصيله حتى لا يكون البائع شريكًا في الإثم.[8]

حكم لبس العباءات المزخرفة وذوات الأكمام الواسعة

غير جائز فهو يعتبر من التّبرج والزينة، حيثُ إنّ الله عزّ وجل- نَهى نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى، كما قال -تعالى-: (وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ)[4]، وهذا دليل على عدم إظهار الزينة، كما لا يجوز لبس العباءة ذات الأكمام الواسعة فهي تُعرض المرأة لكشف يديها وذراعيها، فقد بين ابن عثيمين -رحمه الله- أنّ لبس العباءة ذات الأكمام الواسعة، والتي تحتوي على التطريز غير جائزة وهو من التبرج بالزينة، فقد نهى الله عن ذلك، حيث قال: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ)[8][9].

شروط الحجاب الشرعي

إنّ لحجاب المرأة ولباسها شروط دلت عليها النصوص الشرعية، حيث إنّ التزاماً بالحجاب الشرعيّ فيّه طاعةٌ لله -جلّ جلاله-، وتطبيقٌ لأحكامه، والتزام بفرائضه، ومن أبرز هذه الشروط ما يلي:[9]

• يشترط في الحجاب الشرعيّ ألّا يكون من اللّباس المتعارف عليه، أو كونه من لباس الرجال، فقد نُهيَ عن تشبه النساء بالرّجال.
• ألا يكون له رائحة عطر ظاهرة، وذلك لقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (أيُّما امرأةٍ تطيَّبت، ثمَّ خرَجت إلى المسجِدِ، لم تُقبَلْ لَها صلاةٌ حتَّى تغتسِلَ).
• أن يكون الحجاب ساترًا لبدن المرأة، حيث استثنى من ذلك وجه المرأة وكفيّها.
• ألا يكون شفافًا، بحيث يصفُ ما تحتّه، فتقعُ المرأةُ في الفتنة والباطل.

شاهد أيضًا: حكم النقاب ابن باز وحكم النقاب على المذاهب