حكم لبس اللون الأحمر للرجال
جدول المحتويات
حكم لبس اللون الأحمر للرجال من الأحكام التي يجب على الرجل معرفتها، حتى يتسنى له معرفة الحلال والحرام من ألوان الثياب، ولهذا فإن الزينة شُرعت للرجال والنساء؛ إلا أنها خصصت للنساء أكثر، وعليه فإنه سيتم التعرف في موقع المرجع على حكم لبس اللون الأحمر للرجال، وما حكم الزينة بشكل عام وما حكم لبس اللون ذاته للنساء، وسنتحدث عن حكم لبس الرجال للخاتم في هذا المقال.
حكم الزينة
لقد أجاز العلماء الزينة للرجال النساء لكن بالحدود الشرعية، حيث إن الزينة: هي كل ما يتزين به الإنسان مما يُكسب جمالًا، عليه فقد رغّب الإسلام في الزينة للرجال والنساء لما فيها من زيادة الحسن والجمال الذي يحبه الله، وقد اهتم الإسلام بزينة المرأة وحسن لباسها وَزِيِّها أكثر من اهتمامه بزينة الرجل ولباسه؛ وهذا لأن الزينة أمر أساسي للمرأة، لا سيما وأن الله قد فطرها على حب الظهور بالزينة والجمال، فمن أجل هذا أباح الإسلام للمرأة من الزينة أكثر مما أبيح للرجل؛ لأن الزينة تلبية لنداء الأنوثة، وإدخال السرور على الزوج بحسنها وجمالها فتكون بذلك زادت من رغبة الزوج لها، حيث قال تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}،[1] و”قال رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَناً وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قال: “إنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمَالَ”.[2]
أقسام الزينة
لقد حثَّ الإسلام على الزينة والظهور بأفضل صورة، سواء أكان ذلك للرجل أم للمرأة، وقد جاء لها أحكام وأقسام وأمور مخصوصة، وعليه فقد ورد في باب الزينة ثلاثة أقسام لها على النحو الآتي:[3]
- الزينة الخُلقية: وهي الصفات المحمودة التي أمر بها الإسلام، وأعلاها جاءت صفة الإيمان التي هي منبع أحسن الصفات كالتقوى، والصبر، والحلم، والكرم، والشجاعة ونحوها.
- الزينة الخارجية: وهي كل ما يدرك بالبصر، وسواء أكان في شكل الإنسان كحسن الوجه، وجمال البشرة، واعتدال القامة، وسعة العيون ونحو ذلك، أو كان حول الإنسان كالسماء وما فيها من الشمس والقمر والنجوم، وكالأرض وما فيها من الحيوان والنبات والجبال ونحو ذلك.
- الزينة المكتسبة: وهي كل زينة خارجة عن الجسم المزين بها؛ كاللباس والكحل والطيب والخضاب ونحو ذلك، وعليه فمن كملت له هذه الزينات الثلاث فقد كمل حسنه وجماله، حيث قال الله تعالى: {يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}.[4]
حكم لبس اللون الأحمر للرجال
اختلف العلماء في حكم لبس الرجال للون الأحمر، والصحيح الجواز إن خالطه لون آخر، وأما الأحمر الخالص فلا يجوز للرجال على الإطلاق، وعليه فقد وردت أحاديث مختلفة في هذا الباب، وكان منها ما ينهي عن لبس اللون الأحمر، ومنها ما يبيح لبسه؛ فاللذين قالوا بعدم جواز لبس الأحمر الخالص؛ كان ذلك لنهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، بدليل حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- : “نَهَانَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ المَيَاثِرِ الحُمْرِ والقَسِّيِّ“،[5] وعن علي بن أبي طالب قال: “نَهَانِي النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَنِ القِرَاءَةِ وَأَنَا رَاكِعٌ، وَعَنْ لُبْسِ الذَّهَبِ وَالْمُعَصْفَرِ“،[6] وممن قال بجواز لبس الأحمر للرجال أخذ بقول لبس اللون الأحمر مع ما يخالطه من لون آخر؛ وهذا بدليل حديث هلال بن عامر عن أبيه قال: “رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى يخطب على بغلة , وعليه بُرْدٌ أحمر , وعَليٌّ أمامه يُعَبِّرُ”،[7] وقد ذكر البراء بن عازب رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرْبُوعاً متوسط القامة، وقد رأيته في حُلةٍ حمراء، لم أر شيئا قط أحسن منه صلى الله عليه وسلم”، وعنه أيضًا قال: “مَا رَأَيْتُ مِنْ ذِي لِمَّةٍ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَهُ شَعْرٌ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ ، لَمْ يَكُنْ بِالْقَصِيرِ وَلا بِالطَّوِيلِ”.[8]
ومن الجدير بالذكر أن لبس الأحمر ورد في فتح الباري على سبعة مذاهب وهي كالآتي:[9]
- الأول: الجواز مطلقًا؛ وهذا لما جاء عن علي عليه السلام وطلحة وعبد اللَّه بن جعفر والبراء وغير واحد من الصحابة.
- الثاني: المنع مطلقًا؛ ولم ينسبه الحافظ إلى قائل معين إنما ذكر أخبارًا وآثارًا يعرف بها من قال بذلك.
- الثالث: يكره لبس الثوب المشبع بالحمرة دون صبغه خفيفًا وجاء ذلك عن عطاء وطاوس ومجاهد.
- الرابع: يكره لبس الأحمر مطلقًا؛ لقصد الزينة والشهرة ويجوز في البيوت والمهنة جاء ذلك عن ابن عباس.
- الخامس: يجوز لبس ما كان صبغ غزله ثم نسج ويمنع ما صبغ بعد النسج قال به الخطابي.
- السادس: اختصاص النهي بما يصبغ بالعصفر ولم ينسبه إلى أحد.
- السابع: تخصيص المنع بالثوب الذي يصنع كله وأما ما فيه لون آخر غير أحمر فلا؛ ورد عن ابن القيم أنه قال بذلك بعض العلماء ثم قال الحافظ: “والتحقيق في هذا المقام أن النهي عن لبس الأحمر إن كان من أجل أنه لبس الكفار فالقول فيه كالقول في الميثرة الحمراء وإن كان من أجل أنه زي النساء فهو راجع إلى الزجر عن التشبه بالنساء فيكون النهي عنه لا لذاته وإن كان من أجل الشهرة أو خرم المروءة فيمنع حيث يقع ذلك وإلا فلا فيقوى ما ذهب إليه مالك من التفرقة بين لبسه في المحافل وفي البيوت”.
شاهد أيضًا: هل العباية الملونة حرام
حكم لبس اللون الأحمر للنساء
حكم لبس الأحمر للنساء جاء بالجواز، حيث ذكرنا أن المرأة خصصت بالزينة أكثر من الرجال، وهذا لطبيعة خلقتها وحبها للتزين والتجمل، ولهذا تتساءل بعض النساء عن حكم لبس اللون الأحمر؟ فنقول لا حرج على المرأة في أن تلبس الثوب الأحمر في بيتها أو خارجه، إلا أنها لا تلبسه أمام الأجانب؛ لأنه في هذه الحالة قد يكون من الزينة التي أمرت بعدم إظهارها، وعليه فإنه يجوز للنساء لبس الأحمر باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة ، وهو قول طائفة من السلف،
وجاءت الأدلة من كتاب الله في قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}؛ [1] ووجه الدلالة أن الأصل في المطاعم والملابس وأنواع التجملات جميعها الإباحة ما لم يرد نص بالتحريم، وأما من السنة فعن البراء رضي الله عنه، قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعا، وقد رأيته في حلة حمراء، ما رأيت شيئا أحسن منه”، وعن أبي جحيفة رضي الله عنه: ” وخَرَجَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مُشَمِّرًا فَصَلَّى إلى العَنَزَةِ بالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ، ورَأَيْتُ النَّاسَ والدَّوَابَّ يَمُرُّونَ بيْنَ يَدَيِ العَنَزَةِ.“.[10]
شاهد أيضًا: هل يجوز لبس الساعة في العمرة
حكم لبس الخاتم للرجال
أجاز العلماء لبس خاتم الفضة للرجال لما ورد ذلك عن رسول الله، ولهذا يكون من السنة أن يلبس المسلم خاتم الفضة؛ سواء أكان بعد الزفاف أم قبله؛ وهذا لما عن أنس بن مالك، قال: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لبِس خاتَمَ فضَّةٍ فيه فصٌّ حبَشيٌّ في يمينِه كان يجعَلُ فصَّه باطنَ كفِّه“،[11] وهذا دليل على استحباب لبس خاتم الفضة بالتحديد، في اليد اليمنى لا اليسرى على الصحيح مما قاله أهل العلم، وأما خاتم الحديد، فمختلف في جواز لبسه، فالراجح في خاتم الحديد الجواز، ويدل له ما في حديث الصحيحين عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “التَمِسْ ولو خَاتَمًا مِن حَدِيدٍ“،[12] وعليه قال النووي والظاهر من كلام الألباني أيضًا في آداب الزفاف أنه يجوز خاتم الفضة، وأما خاتم الحديد فلم يفصل الكلام فيه، ولم يصرح بتحريمه؛ وعليه نقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتمًا من فضة: “فكان في يده ثم كان في يد أبي بكر ثم كان في يد عمر ثم كان في يد عثمان حتى وقع منه في بئر وقد كان نقشه محمد رسول الله”، ومن الجدير بالذكر أنه يجوز اتخاذ خاتم الفضة والنحاس والياقوت وجميع المعادن؛ إلا الذهب الذي نهى رسول الله عن اتخاذه بالنسبة للرجال، ففي حديث البراء رضي الله عنه قال: “أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع وعددها حتى بلغ ونهانا عن التختم بالذهب”، وقد نزع -صلى الله عليه وسلم- خاتمًا من الذهب كان في يد أحد الصحابة وقال: “يعمد أحدكم إلى جمرة فيضعها في يده”.[13]
ومن هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال حكم لبس اللون الأحمر للرجال، وتعرفنا على حرمة ذلك إن كان أحمرًا خالصًا، وإما إن خالطه لون آخر فيأخذ الجواز، وتطرقنا للحديث عن حكم لبس الخاتم للرجل، والأحمر للنساء، وبيّنا حكم الزينة وأقسامها.
المراجع
- سورة الأعراف , الآية 32
- صحيح مسلم , مسلم، عبدالله بن مسعود، 91، صحيح
- al-eman.com , زينة الرجال والنساء , 02/09/2021
- سورة الأعراف , الآية 26
- صحيح البخاري , البخاري، البراء بن عازب، 5838، صحيح
- صحيح مسلم , مسلم، علي بن أبي طالب، 2078، صحيح
- تخريج سنن أبي داود , شعيب الأرناؤوط، عامر بن هلال، 4037، صحيح
- صحيح مسلم , مسلم، البراء بن عازب، 2337، صحيح
- saaid.net , حكم لبس الأحمر , 02/09/2021
- صحيح مسلم , مسلم، وهب بن عبدالله السوائي أبو جحيفة، 503، صحيح
- صحيح ابن حبان , ابن حبان، أنس بن مالك، 6394، صحيح
- صحيح البخاري , البخاري، سهل بن سعد الساعدي، 5135، صحيح
- islamweb.net , تختم الرجل بالياقوت , 02/09/2021
التعليقات