حكم لبس البنطلون للنساء

حكم لبس البنطلون للنساء هو ما سوف نتعرف عليه، فقد يجهل كثير من المسلمين بعض الأحكام الشرعية والتي تمسُّ حياتهم اليومية بشكل مباشر، ولا بدَّ للمسلم من معرفة مختلف الأحكام حتى لا يقع في المحظور عن جهل وهو لا يدري هذا الحكم أو ذاك، وسوف يقدم موقع المرجع تعريفًا حول اللباس الإسلام، ويبين حكم ارتداء النساء للبنطلون ومختلف أقوال العلماء في ذلك، ومعرفة شروط ارتداء النساء للبنطلون وما إلى هنالك.

اللباس في الإسلام

لقد خلق الله تعالى الإنسان وكرَمه وأنعم عليه بكثير من النعم وفضله على بقية الخلق، ومن النعم الجليلة التي أنعمها عليه هي نعمة اللباس، حيثُ أنه باللباس يواري الإنسان جسده ويستر عورته عن الناس من حوله، وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في كتابه العزيز، حيث قال: “يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ”،[1] وإنَّ اللباس بمختلف أنواعه وأشكاله يعدُّ من النعم التي أنعمها الله تعالى على عباده وجعلها مباحة لهم، ولا يجوز تحريم شيء إلا بدليل، فالأصل في الأشياء الإباحة حسب القاعدة الفقهية، وإنَّ معظم اللباس جائز في الشريعة الإسلامية إلا ما وردَ دليلٌ على تحريمه مثل اللباس الذي يكشف العورة أو اللباس الذي فيه تشبه بالكفار.[2]

اقرأ أيضًا: طريقة الوضوء الصحيح للنساء الرجال

حكم لبس البنطلون للنساء

ذهب العلماء في حكم لبس البنطلون للنساء مذاهب شتى، وقد أجاز معظم العلماء لبس البنطلون للنساء إذا لم يكن فيه تشبُّهًا بالرجال، وإذا كان واسعًا فضفاضًا لا يصفُ الجسد ولا يشفُّ، واشترطَ بعض الفقهاء في لبس البنطلون للنساء أن ترتديه المرأة أمام المحارم فقط من الرجال أو أمام النساء المسلمات فقط، وحرموا ذلك أمام الرجال الأجانب عنها أو أمام النساء الكافرات، وذهب بعض العلماء إلى أنه لا يجوز ارتداء البنطلون حتى لو كان واسعًا لا يصف عورتها ولا يشفها لأنَّ في ارتدائه فصل الرجل عن الأخرى، ولا يتحقق تمام الستر في ذلك، وذهب آخرون إلى أنَّ ارتداء البنطلون للنساء مباح تحت الجلباب مهما كانت مواصفاته.[3]

حكم لبس البنطلون للنساء ابن باز

سئِلَ الشيخ ابن باز رحمه الله في حكم لبس البنطلون للنساء فأجاب بجواز ذلك إذا كان ساترًا للعور وليس في تشبه بالكفار أو تشبه الرجال بالنساء أو تشبه النساء بالرجال، أمَّا إذا كان البنطلون ضيقًا يفصِّل أعضاء الجسد فلا يجوز ذلك، ويقول الشيخ ابن باز في ذلك: “لا أعلم فيه مانعًا إذا كان على هيئة ليس فيها ما يصف العورة، بل يستر العورة وليس فيه تشبه، فالبنطلون الذي يختص بالرجال لا تلبسه المرأة والذي يختص بالمرأة لا يلبسه الرجال، وإذا كان على هيئة يختص بالكفار لا يلبسها المسلم أيضًا، فالحاصل: أن الرجل والمرأة كل منهما يتوخى ويتحرى أن يكون لباسه لا يشبه لباس الآخر، لا في البنطلون ولا غيره، وأن يكون لا يشبه أيضًا لباسًا يختص الكفار، أما المشترك الذي لا يخص الكفار مشترك فلا بأس، نعم. وهكذا المشترك الذي لا يخص النساء ولا الرجال كالخاتم من الفضة لا حرج في ذلك شيء لا يخص الجميع نعم، لا يخص أحداً. نعم”، وهذا هو رأيه والله تعالى أعلم.[4]

شاهد أيضًا: حكم قول اقسم بآيات الله

حكم لبس البنطلون للنساء إسلام ويب

إنَّ ارتداء البنطلون الذي لا يصف جسد المرأة ولا يفصل أعضاءها ولا يظهر حجم رجليها جائز في ذلك، ولكن يشترط أن ترتدي فوقه ثوبًا يستر إلى الركبتين أو يكون قريبًا من ذلك، وقد اختلف العلماء في ذلك أيضًا، ولكن الخلاصة أنَّه يجوز ارتداء البنطلون للنساء إذا حقق الشروط الواجبة في الستر وعدم التشبه بالكفار ولا بالرجال، فإذا كان البنطلون لا يحقق الستر وحده فلا يجوز ارتداؤه، والمقصود أن منع لبس البنطلون للنساء إنما هو من أجل تحصيل الستر، فإذا افترضنا أنَّ حصوله بلبسه مع لبس شيء فوقه، فلا إثم على من قامت بارتداء ذلك، وإن كان الأفضل والأستر والأسلم أن تلبس العباءة السابغة الفضفاضة كونها أستر وأبعد عن الزينة وأشبه بحال المؤمنات الأوليات فذلك هو الأفضل والأسلم عند الله تعالى.[3]

هل لبس البنطلون تشبه بالرجال

إنَّ لبس المرأة للبنطال لا يعدُّ تشبهًا بالرجال، لأنَّ البنطال من الثياب التي لا تختص بالنساء ولا بالرجال، فهو ليس تشبهًا بالرجال، إلا إذا كان ذلك البنطال من المخصصة للرجال، والذي يبدو عليه أنَّه فقط للرجال، فعند ذلك يعدُّ تشبهًا بالرجال ولا يجوز ارتداؤه، فقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ”،[6] ولذلك لا بأس في لبس المرأة للبنطال إذا حقق الستر المطلوب في الشرع الإسلامي كما سبق، والله تعالى يقول في كتابه العزيز في سورة الأحزاب: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا”،[5] فالمقصود من اللباس أولًا وآخرًا هو الستر.[7]

اقرأ أيضًا: متى يجب الغسل على الفتاة الغير متزوجة

حكم استخدام الألوان في اللباس

إنَّ الأصل في جميع الأشياء الإباحة، هذا ما تنصُّ عليه القاعدة الفقهية في الشرع الإسلامي، إلا إذا وردَ دليل على تحريمه، فعندئذ يصبح محرمًا ولا يجوز استخدامه، وكذلك ارتداء الألوان في اللباس فإنَّه جائز سواء للرجل أو للمرأة، وقد وردت بعض الأدلة تشير إلى أنَّ ارتداء بعض الألوان مستحبة وبعضها منهيٌ عنه، وفيما يأتي سوف يتم التوضيح في ذلك:[8]

اللون الأبيض

حثَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على ارتداء اللون الأبيض وهو اللون الذي كان يفضِّله عليه الصلاة والسلام، فقد ورد في الحديث عن الصحابي سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “البَسوا البياضَ ؛ فإنَّها أطهَرُ وأطيَبُ، وكفِّنُوا فيها مَوتاكُم”،[10] وكان الرسول يحب ارتداء الأبيض كثيرًا، ولذلك كان مستحبًا في لباس الإحرام في الحج للمسلم.

اللون الأسود

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتدي اللون الأسود ولا حرج فيه، وقد رويَ عنه أنَّه كان يرتدي يوم فتح مكة المكرمة عمامة سوداء، وفي الحديث عن أم خالد أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص قالت: “أُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بثِيابٍ فيها خَمِيصَةٌ سَوْداءُ صَغِيرَةٌ، فقالَ: مَن تَرَوْنَ أنْ نَكْسُوَ هذِه فَسَكَتَ القَوْمُ، قالَ: ائْتُونِي بأُمِّ خالِدٍ فَأُتِيَ بها تُحْمَلُ، فأخَذَ الخَمِيصَةَ بيَدِهِ فألْبَسَها، وقالَ: أبْلِي وأَخْلِقِي وكانَ فيها عَلَمٌ أخْضَرُ أوْ أصْفَرُ، فقالَ: يا أُمَّ خالِدٍ، هذا سَناهْ وسَناهْ بالحَبَشِيَّةِ حَسَنٌ”،[9] وهذا يدلُّ على جواز ارتداء اللون الأسود للرجال والنساء على حد سواء.

اللون الأخضر

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتجي ثيابًا باللون الأخضر حسب ما ورد في صحيح الأحاديث، فقد ورد عن الصحابي أبو رمثة أنَّه شاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتدي بردين أخضرين، فقد ورد في صحيح الترمذي أنّه قال: “رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وعلَيهِ بُردانِ أخضرانِ”،[11] وهذا يدل على أنَّ هذا اللون يستحب ارتداؤه في الثياب اقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام.

اللون الأحمر

لقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ارتداء اللون الأحمر للرجال، والمقصود عن ارتداء ما كان لونه أحمر خالصًا، فقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “نَهَى رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- عنِ المُفدَمِ”،[12] والمقدم هو اللون المشبع بالعصفر، ورويَ أنه المسبع الحمرة، وكان هذا النهي مخصصًا لما كان له لون أحمر خالص، أما ما اختلط بالبياض أو السواد أو أي لون آخر فلا حرج فيه، ورويَ أنَّ رسول الله قد ارتدى حلة حمراء.

في نهاية مقال بعنوان حكم لبس البنطلون للنساء تعرفنا على موضوع اللباس في الإسلام وعلى حكم لبس البنطلون للنساء والرجال، كما تعرفنا على حكم لبس البنطال للنساء إسلام ويب، وعلى حكم لبس البنطال اللجنة الدائمة بالإضافة إلى معرفة حكم لبس البنطلون مع بلوزة طويلة.

المراجع

  1. سورة الأعراف , آية 26
  2. alukah.net , ما يحل وما يحرم من اللباس , 23/10/2021
  3. islamweb.net , لُبس الفتيات للبنطلون وعليه بلوزة , 23/10/2021
  4. binbaz.org.sa , حكم لبس البنطلون للنساء والرجال , 23/10/2021
  5. سورة الأحزاب , آية 59
  6. صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن عباس، 5885، صحيح
  7. islamweb.net , لبس المرأة للنطال , 23/10/2021
  8. islamqa.info , الألوان المستحبة والمكروهة والمحرمة في ثياب الرجال والنساء , 23/10/2021
  9. صحيح البخاري , البخاري، أم خالد أمة بنت خالب بن سعيد، 5823، صحيح
  10. صحيح الترغيب , الألباني، سمرة بن جندب، 2027، صحيح
  11. صحيح الترمذي , الألباني، أبو رمثة، 2812، صحيح
  12. صحيح ابن ماجه , الألباني، عبد الله بن عمر، 2917، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *