بحث عن فضل التفسير

بحث عن فضل التفسير من الأبحاث ذات الأهمية الكبيرة؛ حيث أنه لا خلاف في على أن آيات القرآن الكريم لها معنى واضحة، خاصّة ما يتعلق بأصول الدين والأحكام، ويستطيع جمهور الناس فهم الآيات المتعلقة بها، خاصة إن كانوا عربا بسليقتهم، إلا أن هناك آيات مبهمة، يصعب على العامة فهمها، وتسمى الآيات المتشابهة، وهي بالتالي تحتاج إلى تفسير، ولاهتمام موقع المرجع في توضيح كل ما يتعلق بالقرآن الكريم من علوم فإننا نضع لكم في هذا الكتاب بحث عن فضل التفسير.

مدخل الى علم التفسير

يعرف التفسير بمعناه اللغوي في اللغة العربية على أنه الإبانة، والكشف، وإظهار المعنى المعقول. أما في الاصطلاح فمعناه كما عرفه أهل العلم؛ بأنه العلم الذي يبحث في كيفية فهم الألفاظ المذكورة في القرآن الكريم وأهم مدلولات هذه الألفاظ وأحكامها الإفرادية والتركيبية، بالإضافة إلى معانيها التي يمكن أن تحمل عليها عند التركيب. وقد بين البعض أن علم التفسير معناه؛ الإبانة والعمل على كشف المراد من الألفاظ. [1]

قال الله تعالى: “وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً” ومعنى “تفسيرًا” في هذه الآية الكريمة: بيانًا وتفصيلًا، وقد قال الزركشي معرفًا له: “التفسير علم يفهم به كتاب الله تعالى المنزل على نبيه محمد صلّى الله عليه وسلم وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه”. [1]

بحث عن فضل التفسير

نظرًا لأهمية علوم القرآن الكريم المختلفة بشكل عام، وعلم التفسير بشكل خاص فإننا نضع لكم فيما يأتي بحث عن فضل التفسير يشمل مقدمة بحث وخاتمة مناسبة يمكنكم قراءته والاستعانة به:

مقدمة بحث عن فضل التفسير

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

لقد نزل القرآن الكريم بلغة العرب، وعلى أساليبهم العرب اللغوية، فقد قال الله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” [يوسف:2]. وإن في القرآن الحقيقة والمجاز، والصريح والكناية، كما أن فيه المتشابه والمجمل ونحو ذلك، على غرار العرب في القول على الحقيقة والمجاز ومختلف ضروب الكلام. وإن أجلَّ العلوم هو العلم الذي تصرف فيه الهمم لكتاب المنزل، فهو كلام الله -سبحانه وتعالى- الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وفيه هدى وشفاء للمسلمين، ورحمة وموعظة الحسنة.

ولو  أعمار البشر أنفقت فيه لما أدركت غوره، وإذا بذلت جهود الناس كلها لما أنضبت من معينه شيء يذكر، وانطلاقًا من هنا، اجتمعت كلمة العلماء في الأمة العربية الاسلامية على الاهتمام بتفسير الكتاب العظيم، وبيانه، واستدرار ما فيه من كنوز الجمّة، والنهل من معينه الذي لا ينضب، ولإقبالهم على دراسته، تنوعت الأساليب في عرض علومه، واختلفت المشاريع في توضيح مكنوناته.

نشأة علم التفسير

من المعروف أن القرآن الكريم لم ينزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع تفسيره، كما أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- لم يفسر القرآن الكريم كلهه للصحابة رضوان الله تعالى عنهم،وذلك لأن الصحابة ممن عاصر التنزيل وشاهده كانوا هم أقدر الناس على فهم معاني آيات القرآن الكريم على الرغم من قلة ما تم رواته عنهم في علم التفسير، الذي كان الخلاف فيه اختلاف تنوّع لا تضادّ. [2]

ويعود السبب في اختلاف تفسر الصحابة للقرآن الكريم إلى تفاوت الحظوظ من معرفة الأدب الجاهلي وغريبه، ولتفاوتهم في ملازمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ووقوفهم على أسباب نزول آيات الكتاب العزيز. فضلًا عن اختلاف الصحابة في معرفة عادات العرب في الأفعال والأقوال. وكانت هذه الاختلافات هي السبب في ظهور ما عرف فيما بعد بعلم التفسير. [2]

فضل التفسير

كان من المهم جدًا لعلماء المسلمين أن يتدارسوا علم التفسير لما لهذا العلم من فضائل عظيمة نذكر لكم بعضًا منها فيما يأتي: [3]

  • معين على فهم كلام الله تعالى؛ ومعرفة المراد، وإن من أوتي الفهم الصحيح للقرآن أوتي خيرًا عظيمًا؛ حيث إن المقصود من ذلك أن فهم القرآن الكريم يفتح على طلاب العلم أبوابًا من العلوم يغفل عنها غيرهم، بل قد يسمع كلمة من رجل فيتذكر آية كان يحاول دراستها فينفتح له بها أبواب عظيمة من العلم.
  • كون كلام الله تعالى هو أشرف الكلام وأصدقه وأعظمه بركة، فهو الكلام الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
  • تفضيل الله تعالى لهذا العلم وتشريف أهله ورفع درجتهم، فإن العلم بالقرآن الكريم أفضل العلوم وأشملها، وإن من ابتغى العلم من أحسن أبوابه عليه بتدبر آيات القرآن ويعرف معانيه، وبالتالي سوف يجد من أنواع العلوم النافعة الكثير المبارك؛ لأنه جامع لشتى أنواع العلوم النافعة.
  • يدل القرآن الكريم من يقرأه ويدرسه على ما يعتصم الإنسان به من الضلالة، فقد قال الله سبحانه وتعالى: “وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ”[آل عمران من الآية:101]. كما أن الله سبحانه بين في القرآن كيف يكون الاعتصام بالله، ويكون المفسر من أفضل الناس علمًا بما هو عليه الاعتصام بالله.
  • كون المفسر يكثر من الاشتغال بما في القرآن الكريم من معاني وهدايات؛ بل إن أكثر وقته يكون مع القرآن يتلوه ويتدبره، وهذه المصاحبة للقرآن في أجل أنواعها؛ فهي مصاحبة تلاوة وتفقه واهتداء.

خاتمة بحث عن فضل التفسير

وفي الختام لا بد من أن نبين أن المفسر وارث لرسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في إرثه العظيم، وهذا الإرث العظيم هو القرآن الكريم؛ فإن من تحمل أمانة علم التفسير وكان فحسنًا في أداءها كان من أخص ورثة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله سبحانه وتعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّـهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” [إبراهيم:4]. المفسر هو المبلغ والمبين، وكما هو معروف فإن البلاغ المبين أخص وظائف الرسل عليهم السلام؛ فإن المفسر وارث لدعوة النبي، وهو يدعو بما دعا به النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ويذكر بما ذكر به أيضًا، ويبشر العباد بما بشر به، وقد قال الله جل في علاه: “فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ”. [ق:45]

شاهد أيضًا: حل كتاب التفسير ثالث متوسط

أهمية علم التفسير

هناك أهمية كبير لعلم التفسير تتمثل فيما يأتي: [3]

  • تعريف المسلمين بأصول الإيمان وما هو الاعتقاد الصحيح، بالإضافة إلى التعريف بالله وأسمائه وصفاته وسننه في الخلق.
  • التعريف بأصول الأحكام الفقهية في ما يخص العبادات والمعاملات والمواريث من المسائل، والأحكام المتعلقة بكل من الأسرة والجنايات.
  • بيان أصل المواعظ والتزكية وتهذيب السلوك.
  • تبيين الآداب والأخلاق الكريمة والخصال الحميدة.
  • توضيح أمور ضلت فيها طوائف كثيرة منذ بدء الخلق.
  • توضيح قصص الأنبياء والرسل وما ذكر عن بني إسرائيل.
  • تنبيه طلاب العلم لحاجة الأمة الإسلامية لتفسير القرآن الكريم.
  • بيان معاني القرآن الكريم ودعوة الناس بالقرآن والعمل على تذكيرهم به، وأيضًا إنذارهم بما في القرآن من الوعيد، وتبشيرهم بالبشائر وذلك لمن اتبع الهدى.

شاهد أيضًا: الحكمة من إيراد القصص القرآني

أهداف علم التفسير

إنَّ الغاية الأهم من نشأة علم التفسير هي تجديدُ الاتصال بالوحي، بالإضافة إلى تعريف المسلمين بمنهجيَّة التلقي لهدى الله تعالى الآتي من السماء حتى يكون منهج حياة للمسلمين. وإننا في هذا الزمن أحوج إلى الأمور التي احتاجها الصَّحابةُ -رضوان الله عليهم- من وأدوات تسهل فهم القرآن؛ كما أننا أحوج على الإحاطة بما لم يكونوا محتاجين له مِن أحكام الظواهر؛ بسبب قصورنا عن إدراك أحكام الله تعالى بغير علم. كما أن هناك ضرورة ملحَّة إلى قانون عام يمكن التعويل عليه في تفسير القرآن الكريم. [4]

ويكون ذلك من خلال الالتزام بالشروط التي يجب أن تتوفر في المفسِّر؛ من معرفة السِّياق وما فيه من الألفاظ ومعرفة الظاهر والباطن، ممَّا يعصم عن الوهم، ويجعل المفسر قريبًا من الإدراك والفهم الصحيح من خلال يان منهج العمل بكتاب الله والإشتغال به، وطريقة بناء النفس وفق مقاييسه، فلا تتَّخذها مشغلة عن القرآن، ولا حاجبة لك عما فيه من مَكنون كريم؛ بل إنك ستتخذخا آلةَ تبصر مثل سائر آلات فِقه الدين، مُستقاة من كتاب الله تعالى؛ فهي آيات تَربطك بالآيات في نوع من التدريج لخوض القرآن الكريم وما فيه من العلم الواسع. [4]

شاهد أيضًا: من هو ترجمان القران وحبر الأمة 

مراحل علم التفسير

هناك مجموعة من الخطوات تلخص تاريخ علم التفسير وتدوينه، يمكننا أن نوجزها لكم فيما يأتي: [2]

  •  كان التفسير في أول مرحلة له شكل الحديث، كما كان جزءًا من الحديث أيضًا وبابًا من أبوابه. فالحديث المادة الواسعة التي اشتملت على كل المعارف الدينية تقريبًا، وذلك يعود إلى أنه كان قائمًا على الرواية، التي تعد أصلًا في نقل كل العلوم الدينية والعلوم اللغوية والعلوم الأدبية.
  • التفسير في المرحلة الثانية كان بأن أخذ المؤلفون في آواخر العصر الأموي وأوائل العصر العباسي يجمعون الأحاديث المتشابهة التي تتعلق بموضوع واحد، ومن أمثلة ذلك ما فعله الإمام مالك في كتابه الموطأ، ومحمد بن إسحاق في كتابه السيرة النبوية.
  • الخطوة الثالثة كانت بأن جرد ما ورد في الأحاديث المرفوعة والموقوفة من التفسير، حتى عني بهذا الأمر جماعة من التابعين؛ فتخصص كل قوم بجمع تفسير العالم الذي كان في مصرهم، بعدها جاءت طبقة أخرى جمعت أقوال الصحابة والتابعين في المناطق المختلفة، مثلهم في ذلك مثل المحدّثين، مثل سفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح، وإسحاق بن راهويه؛ فقد كان هؤلاء من أئمة الحديث، فقد كان جمعهم لعلم التفسير جمعًا لباب من أبوابه.
  • تم في هذه المرحلة اعتبار التفسير علمًا قائمًا بحد ذاته بعيدًا عن الحديث، كما تم وضع تفسير لكل آية من آيات القرآن الكريم وفق ترتيب المصحف، مثل ما فعل بقيّ بن مخلد الأندلسي، والإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، وقد سلطنا الضوء فيه على علم التفسير وما يتعلق به من المعلومات الهامة، كما كتبنا لكم بحث عن فضل التفسير واضح وموجز يمكنكم الاستعانة بما فيه من معلومات لأداء واجباتكم المدرسية ورفع تحصيلكم الدراسي.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *