صحة حديث لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب وتتقارب الأسواق

صحة حديث لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب وتتقارب الأسواق، ورد في السنة النبوية عدّة من الأحاديث التي تُخبر بعلامات اقتراب الساعة، وقد قسّمت إلى علامات الساعة الصغرى التي تظهرُ قبل قيام الساعة بأوان بعيد جدًا، وعلامات الساعة الكُبرى التي تظهرُ قبل يوم القيامة بوقت قصير جدًا، ومن خلال موقع المرجع سنتحدثُ باستفاضة أكبر عن علامات يوم القيامة.

صحة حديث لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب وتتقارب الأسواق

من رحمّته -سبحانه وتعالى- أنّه أخفى وقت يوم القيامة عن عباده وعن رسوله مُحمد -صلى الله عليه وسلم-، إلا أنّه جعل بعضُ العلامات والأشراط التي تدلّ على قرب القيامة، قال -تعالى-:  (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا)[1]، وقد جاءت عدد من الأحاديث الواردة في قيام الساعة وعلاماتها وما يتعلق بها، فما مدى صحة حديث: (لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب وتتقارب الأسواق ويتقارب الزمان ويكثر الهرج قلت وما الهرج قال القتل)[2]؟

• حديثُ صحيح نقل عن راويّه أبو هريرة -رضي الله عنه-.

شاهد أيضًا: صحة حديث لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة إسلام ويب

علامات الساعة الصغرى

هي علامات تسبقُ العلامات الكُبرى، وتحدثُ قبل وقوع الساعة بمدة من الزمن بعيدة وطويلة جدًا، وتصنفُ وفقًا لحدوثها إلى الآتي:

العلامات التي وقعت وانتهت

هي مجموعة من علامات الساعة الصغرى التي وقت وانتهت، وفيما يأتي بيانها:

• بعثة نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم-: فبعثة النبي من علامات الساعة التي وقعت منذ زمن بعيّد، وكان نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء والمرسلين، وبُعث ليقيم الحجة على الناس، وقد دلت على ذلك عدة أحاديث نبوية، منها قول النبي -عليه السلام-: (بُعِثْتُ أنا والسَّاعَةَ كَهذِه مِن هذِه، أوْ: كَهاتَيْنِ وقَرَنَ بيْنَ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى).[3]
• موت النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: موت النبي -صلى الله عليه وسلم- وانقطاع الوحي من علامات الساعة الصغرى، فعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (اعْدُدْ سِتًّا بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَمِ…).[4]
• ظهور مدعي النبوة: فمن علامات الساعة الصغرى ظهور الكذابين الدجالين الذين يدعون النبوة، وقد ظهر عدد منهم في حياته -صلى الله عليه وسلم-، منهم: مُسيلمة الكذّاب في منطقة اليمامة، والأسود العنسي في اليمن.

العلامات التي ظهرت وما زالت مستمرة

يوجد عدة علامات للساعة الصغرى قد ظهرت، وما زالت مستمرة، ويأتي بيانها فيما يأتي:

• ظهور الفتن وانتشارها بكثرة: كما في أخبرنا نبي الله محمد -صل الله عليه وسلم- في حديثِ (بَادِرُوا بالأعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا).[5]
• التطاول في البنيان: حيثُ أن المال يصبح في يد أشخاص لا يحسنون استثمارهُ أو التصرف بهِ، وفي ذلك قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا كانَتِ العُراةُ الحُفاةُ رُؤُوسَ النَّاسِ، فَذاكَ مِن أشْراطِها، وإذا تَطاوَلَ رِعاءُ البَهْمِ في البُنْيانِ، فَذاكَ مِن أشْراطِها).[6]
• انتشار المال الحرام: من انتشار السرقة والرشوة والمعاملات المحرمة، ودليل ذلك ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: يَأْتي علَى النَّاسِ زَمانٌ، لا يُبالِي المَرْءُ ما أخَذَ منه، أمِنَ الحَلالِ أمْ مِنَ الحَرامِ).[7]

العلامات التي لم تظهر بعد

يوجدُ عدة من علامات الساعة الصغرى التي لم تظهر بعد، ومنها:

• كثرة المال: ودليل ذلك قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (تَقِيءُ الأرْضُ أفْلاذَ كَبِدِها، أمْثالَ الأُسْطُوانِ مِنَ الذَّهَبِ والْفِضَّةِ، فَيَجِيءُ القاتِلُ فيَقولُ: في هذا قَتَلْتُ، ويَجِيءُ القاطِعُ فيَقولُ: في هذا قَطَعْتُ رَحِمِي، ويَجِيءُ السَّارِقُ فيَقولُ: في هذا قُطِعَتْ يَدِي، ثُمَّ يَدَعُونَهُ فلا يَأْخُذُونَ منه شيئًا).[8]
• عودة جزيرة العرب جنات وأنهار: وقد قيل ذلك بسبب الزراعة وحفر الآبار، أو بسبب مناخها من مناخ حار إلى مناخ معتدل، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وحتَّى تَعُودَ أرْضُ العَرَبِ مُرُوجًا وأَنْهارًا).[9]

شاهد أيضًا: ما صحة حديث يحسر الفرات عن جبل من ذهب

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا صحة حديث لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب وتتقارب الأسواق، حيثُ سلطنا الضوء على علامات الساعة التي أخفاها الله تعالى، من أجل العباد على الاستعداد للقاء ربهم، وتجنّب الوقوع في المعاصي والمنهيات.