الفرق بين المشكلة العلمية والاشكالية الفلسفية

الفرق بين المشكلة العلمية والاشكالية الفلسفية، خلقَ الله سبحانه هذا الكونْ البديع، وجعلّ في كلِ ذرة فيه مُعجزة، ولم يستطع العلم الحديث بكلِ القرون التوصل لمعرفةِ خلق الكون، والأصل المادي لتركيبته، حيثُ يدّهش ويتساءل العلماء والمفكرون عندما يتعمقون في هذه التركيبة المُعجزة والآسرة، ومن خلال موقع المرجع سنركزُ الحديث حول المشكلات الغلمية والفلسفية.

أوجه التشابه بين المشكلة العلمية والاشكالية الفلسفية

تُبنى العلاقة القائمة بين المشكل العلمي والاشكال الفلسفي على الطريقة المُتبعة في محاولةِ حلْ المشكلة، بحيثُ يتشابهانِ في الآتي:[1]

• تُطرحُ كلاً من المشكلةِ العلمية والاشكالية الفلسفية بشكلٍ استفهامي .
  • كأنْ نقول: ما سبب الاحتباس الحراري ؟ ( مشكلة علمية)
  • ونقولُ: ما هي حدود العقل البشري ؟ (اشكالية فلسفية)
• الإجابةُ عن المشكلة العلمية والاشكالية الفلسفية تحتاجُ الى مهارات وخبرات سابقة.
• معرفة حقيقة المشكلة العلمية والاشكالية الفلسفية تحتاجُ الى منهجية مُنظمة وقواعد صارمة.
• حل المشكلة العلمية والاشكالية الفلسفية تحتاجُ الى بذل جهد كبير واستهلاك وقت طويل.
• هدف المشكلة العلمية والاشكالية الفلسفية هي الخروج من دائرة الجهل، وتوسيع دائرة المعارف، والارتقاءِ بالأمة بكافةِ نواحيها الحياتية.

شاهد أيضًا: الفرق بين التعميم والتقرير

الفرق بين المشكلة العلمية والاشكالية الفلسفية

على الرغمِ من وجود الكثيرَ من النقاطِ المشتركة بين المشكلة العلمية والاشكالية الفلسفية الا أنّ هذا لا ينفي وجودِ أوجه اختلاف جوهرية بينهما، مثل:

• المشكلة العلمية تشيرُ الى الأمر الصعب المتعلق بظواهر الطبيعة، والاشكالية الفلسفية تشيرُ الى المسألة المعقدة التي تتناولُ قضية يمكن الإقرار فيها بالثبات والنفي معًا، فهي أقربُ للغموض.
•  المشكلة العلمية تُعنى بالظواهر الطبيعية القابلة للملاحظة الحسية، حيثُ أنّها تطرح في مجال العلم المادي مثلَ الفلك والفيزياء والأحياء وغيّرها، فيما أنّ الاشكالية الفلسفية تُعنى في قضايا ما بعد الطبيعة التي لا يمكنُ ملاحظتها حسيًا بل إنّها تدركُ بالعقلِ مثل: الاقتصاد، السياسية، الأخلاق، وغيّرها من القيمِ المعنوية.
•  المشكلة العلمية في حلّها يتسعين الانسان بالمنهج التجريبي من الملاحظة، الفرضية، التجريب، القانون، فيما يكونُ المنهج المستخدم في حلِ الاشكالية الفلسفية هو التأمل العقلي بالاعتمادِ على التركيز الذهني والفاعلية الذهنية.
• المشكلات العلمية تتناول مواضيع جزئية فقط، ولا تتناولُ الوجودِ ككل، فالعالمُ يدرس عينات من ظواهر محددة، كالهيدروجين مثلاً يحاولُ معرفة خصائصه، فيما تتناولُ الاشكالية الفلسفية الوجود ككل، ولا تتعاملُ مع المواضيع الجزئية مثل: التساؤل عن أصلِ الكون ككل.
• المشكلات العلمية تبحثُ عن الأسباب المباشرة لحدوثِ الظواهر الطبيعية، كالقول أنّ نقص الأكسجين سبب الاختناق، فيما تتسمُ لغة الاشكاليات الفلسفية باستخدامِ المصطلحات والمفاهيم للتعبيرِ عن قضاياها مثل: الجوهر، الوجود، العدم، وغيّرها.
• نتائج المشكلة العلمية يعبر عنها بطريقة رياضية، وفي الاشكاليات الفلسفية لا يمكنُ التوصل الى نتائج نهائية، نظرًا لأنّها تحملُ عدة حلول متناقضة.

بماذا تتميز المشكلة العلمية عن الاشكالية الفلسفية

تتميزُ المشكلة العلمية عن الاشكالية الفلسفية في الطريقة المُتبعة في طرح المشكلة، فالإنسان يعيش وسط عالم مليء بالغموضِ والأسرار الكونية، التي يسعى ويجتهد لمعرفتها، وبلوغ كافة الحقائق المُرتبطة بها، والخروجُ من دائرة الجهل هذه لا يكونُ إلا بطرح الأسئلة الأولية حولَ الخلق وكيفية النشئة والتكون، إلا أنّ هذه الأسئلة تتفاوتُ وتتعددُ وتختلف بناءً على طريقةِ الطرح، ومدى صعوبةِ السؤال، والجانب الذي تطرحُ به، فنجدَ أنّ أهم أنواعِ الأسئلة هي: الأسئلة العلمية التي تُطرح على هيئة مشكلة، والأسئلة الفلسفية التي تتناولُ قضايا مُختلفة تُطرحُ في شكل اشكاليات.

شاهد أيضًا: الفرق بين الملاحظة والاستنتاج

العلاقة بين المشكلة العلمية والاشكالية الفلسفية

في الحقيقة وبرغمِ الاختلافات إلا أنّه تقومُ علاقة اتصال وترابط وثيق وتكامل وظيفي ما بينَ المشكلة العلمية والاشكالية الفلسفية، فالاشكالياتُ هي عبارة عن مجموعةِ مشكلات فرعية، بحيثُ لا ينشطُ أحدهما بمعزل عن الآخر، والمشكلة العلمية متصلة بالاشكالية الفلسفية لتقدمَ لها المبادىء والمناهج وتنقذ نتائجه، فهنالك ترابط تاريخي ما بين البحث الفلسفي والبحث العلمي، فبعضُ النظرياتِ الفلسفية تحولت لنظريات علمية، والاشكالية الفلسفية استفادت من النظرية العلمية في طرح فكرتها ودعم مبادئها، وتظهر هذه العلاقة بشكل جلي وواضح في مشكلات الكيمياء والفلك والفيزياء التي يتناولها العلم، والتي تتصلُ بالتساؤل الاشكالي حول فهمِ الوجود ككل، لذا نجدُ أنّ هنالك العديدُ من العلماء الفلاسفة والفلاسفة العلماء، وبنهايةِ الأمر فإنّهما يؤديان الى بناء معرفة متناسقة تؤدي الى خدمة الإنسان وترقيته.

الى هنا نكون قد وصلنا الى نهاية مقالنا الفرق بين المشكلة العلمية والاشكالية الفلسفية، حيثُ سلطنا الضوء على أوجه التشابه والفروقات والعلاقة بينهما.