الفرق بين الحيض والاستحاضة في السيلان والانقطاع

الفرق بين الحيض والاستحاضة في السيلان والانقطاع من الأمور المهمة التي ينبغي على كل امرأة أن تكون على إحاطة وعلم كافٍ بها، فالتفريق بين علامات الحيض والاستحاضة يترتب عليه أمور شرعية ضرورية في حياة كل مسلمة، من حيث الصلاة أو تركها، وجواز الجماع أو عدم جوازه، وغيرها من الأحكام المتعلقة بالحيض وأحكامه، وفي موقع المرجع نتعرف على الفرق بين الحيض والاستحاضة، وأسباب كل منهما، وطرق العلاج.

ما هو الحيض

الحيض له عدد من الخصائص والصفات التي تميزه عن غيره من الدم الذي قد ينزل من المرأة، ومن أهم خصائص الحيض ما يلي:

• دم الحيض هو دم ينزل على المرأة عند وصولها سن البلوغ، وهو من علامات وصول الأنثى إلى سن التكليف في الشرع.
• دم الحيض ينزل مرة في كل شهر أو مرة كل ثمانية وعشرين يومًا في الغالب.
• الحيض يحدث بسبب عدم حدوث الحمل، فالبويضة عندما تخرج من مبيض المرأة مرة في كل شهر إذا وجدت حيوان منوي، فإنه يحدث التلقيح ومن ثم الحمل والتعلق بجدار الرحم، وفي حالة عدم وجود حيوان منوي للتلقيح لا يحدث الحمل وتنزل البويضة مع الأنسجة والبطانة الداخلية للرحم، والذي يبدأ في هدم هذه البطانة التي يقوم بتكوينها خلال الشهر استعدادًا للحمل المنتظر.
• دم الحيض يستمر في النزول من ثلاثة إلى خمسة أيام، كما يكون دم الحيض مستمر وشديد في أول النزول ومن ثم يقل تدفقه وجريانه.
• غالبًا ما يكون الحيض مصحوبًا بآلام وأوجاع في جسم المرأة، وتغيرات هرمونية وتقلبات في المزاج.

ما هي الاستحاضة

دم الاستحاضة هو دم ينزل من فرج المرأة، ويكون له عدد من الخصائص والصفات التي تميزه عن دم الحيض، ويمكن التعرف على خصائص الاستحاضة فيما يلي:

• الاستحاضة عبارة عن دم قليل ينزل من فرج المرأة في غير أوقات الدورة الشهرية المعتادة.
• دم الاستحاضة لا يعد من الأمور المقلقة للمرأة، بل هو من الأمور الطبيعية التي كثيرًا ما تصاب بها النساء في مراحل مختلفة من حياتها.
• لون دم الاستحاضة يكون أحمر فاتح ، وفي الغالب لا يكون مصحوب بآلام أو الشعور بتقلصات وأوجاع في البطن.
• دم الاستحاضة قد ينزل على المرأة حتى في وجود الحمل، ولا يشكل قلق ما لم يكن غزيرًا ومصحوبًا بأعراض مزعجة للمرأة.

شاهد أيضًا: حكم استمرار الدورة الشهرية أكثر من 10 أيام

الفرق بين الحيض والاستحاضة في السيلان والانقطاع

يمكن القول أن الفرق بين الحيض والاستحاضة في السيلان والانقطاع والاختلاف بينهما يتمثل في النقاط التالية:

• دم الحيض ينزل بشكل مستمر لمدة معلومة تعتاد عليها المرأة، ويكون الدم غزيرًا متتابعًا.
• الحيض يكون دمها غليظ القوام سميك لما فيه من نسبة تجلط، بينما دم الاستحاضة يكون دم رقيق قوامه سائل مثل قوام الدم المعتاد.
• الاستحاضة يكون الدم فيها قليلًا في الغالب، ولا يوجد له موعد معين، ولا يكون بالغزارة التي ينزل بها دم الحيض، إنما على شكل نقاط من الدم تراها المرأة على ملابسها الداخلية.
• دم الحيض لونه أسود في الغالب، ويكون له رائحة كريهة منفرة تعرفها المرأة، فهو عبارة عن أنسجة وخلايا تالفة يتخلص منها الرحم.
• دم الاستحاضة أحمر اللون مثل الدم العادي في جسم الإنسان، وليس له رائحة كريهة.
• الأغلب أن نزول الحيض والدورة الشهرية على المرأة يكون مصحوبًا بآلام وتقلصات في المنطقة السفلية وقد تحتاج معها المرأة إلى مسكنات، أما الاستحاضة غالبًا لا يصاحبها ألم ولا تشعر المرأة بنزول الدم إلا عند رؤيته في ملابسها الداخلية.

أعراض الحيض

الحيض له عدد من الأعراض التي يمكن التعرف على أشهرها فيما يلي:

• تقلب في المزاج وعدم استقرار في الحالة النفسية للمرأة.
• آلام أسفل البطن وفي الجزء السفلي من الظهر.
• الشعور بآلام متزايدة في منطقة الثدي.
• وهن عام وإرهاق ورغبة في النوم.
• الإصابة بالصداع.

أعراض الاستحاضة

غالبًا ما تكون الاستحاضة بدون أعراض نظرًا لقلة الدم النازل، ومن ثم قلة التأثير على الجسم، ولكن في بعض الحالات يكون للاستحاضة أعراض وعندها من المهم مراجعة الطبيب، ومن أبرز الأعراض المحتملة للاستحاضة ما يلي:

• حرقان وألم عند التبول.
• الشعور بآلام في الرحم عند الجماع وهو ما يعد دليل على وجود الالتهابات في الرحم والبطانة الداخلية منه.
• اضطراب الدورة الشهرية وعدم انتظام موعد نزولها أو انتهائها.
• حكة وهرش في المهبل.

شاهد أيضًا: هل تأتي الدورة الشهرية في أثناء الحمل في الشهر الأول؟

الفرق بين الحيض والاستحاضة في الأسباب

هناك أسباب لكل من الحيض والاستحاضة من المهم التعرف عليها فيما يلي:

أسباب الحيض

كما أوضحنا من قبل فإن الرحم يستعد لاستقبال البويضة الملقحة من خلال بناء البطانة الداخلية على الرحم من الأنسجة والخلايا التي تتعلق بها البويضة عند التلقيح، والمرأة تمتلك مبيضين، وتولد بعدد من البويضات لا يزيد خلال حياتها، وفي كل شهر تنزل بويضة واحدة من أحد المبيضين، فإن كان ثمة حيوان منوي حدث التلقيح والحمل وتعلقت البويضة بالرحم ولم تنزل الدورة الشهرية او دم الحيض، وفي حالة عدم وجود حيوان منوي للتلقيح وعدم حدوث الحمل فإن الرحم يقوم بهدم ما بناه طوال الشهر وطرده خارج الجسم، وهو ما تراه المرأة في شكل دم الحيض المعروف.

أسباب الاستحاضة

الاستحاضة بخلاف الحيض لها العديد من الأسباب التي يمكن التعرف عليها فيما يلي:

وسائل منع الحمل الهرمونية

تتعدد وسائل منع الحمل التي يمكن للمرأة أن تأخذها لتأخير الحمل أو منعه، فهناك اللولب النحاسي الذي يمنع وصول الحيوانات المنوية إلى الرحم وتلقيح البويضة، ولكن هناك أيضًا وسائل منع الحمل الهرمونية مثل حبوب منع الحمل، والحقن التي يتم إعطاءها كل فترة، وهذه الوسائل الهرمونية لمنع الحمل قد تسبب خلل في جسم المرأة في بداية أخذها، كما أن عدم الالتزام في مواعيد هذه الموانع قد يتسبب في حدوث الاستحاضة عند المرأة.

الحمل

في كثير من الأحيان قد ترى المرأة دم الاستحاضة وهي حامل، وهو من الأمور الطبيعية التي لا تشكل قلق للمرأة إذا كان الدم النازل قليلًا ولا يشكل خطورة، ولكن نزول الدم بغزارة وعلى فترات متقاربة في أثناء الحمل قد يكون إشارة على وجود مشاكل في الحمل واحتمال التعرض للإجهاض، لذلك من المهم متابعة الطبيب المعالج في هذه الحالة.

نزول البويضة للرحم

في فترة التبويض أو الإباضة الشهرية للمرأة وهو وقت نزول البويضة واستعدادها لاستقبال الحيوان المنوي قد يصاحب ذلك نزول القليل من الدم الأحمر الطبيعي على المرأة، وهو من الأمور الطبيعية التي لا تدعو للقلق.

التهابات الحوض

إصابة الحوض بالالتهاب قد يكون من أسباب الاستحاضة ونزول الدم في غير موعد الدورة، كما أن الالتهابات في الرحم والبطانة الداخلية له قد يكون أيضًا من أسباب الاستحاضة، وكذلك المشكلات في قناة فالوب تسبب نزول الدم.

الأورام السرطانية

إصابة الرحم بالأورام سواء كانت الحميدة أو الخبيثة يترتب عليه تغيرات في هرمونات الجسم، وتعرض المرأة للاستحاضة ونزول الدم في غير موعده المعتاد، وهناك العديد من أنواع السرطان التي يمكن أن تسبب الاستحاضة عند المرأة مثل سرطان الرحم وسرطان المبايض وسرطان عنق الرحم، لذلك كان من المهم متابعة أوقات الاستحاضة ومدة غزارة الدم واستشارة الطبيب إذا كانت الأمور تدعو للقلق.

القلق والتوتر

في كثير من الأحيان تكون التغيرات النفسية والتعرض للقلق والتوتر لها تأثير على جسم المرأة واحتمال تعرضها للاستحاضة ونزول الدم، كما أن الإصابة بالاكتئاب وعدم الاستقرار النفسي يعد أيضًا من أسباب الاستحاضة.

اقرأ أيضًا: كيف اعرف اني حامل من اول يوم تلقيح ومعلومات حول اختبارات الحمل

الفرق بين الحيض والاستحاضة في العلاج

هناك عدد من الوسائل التي بها يمكن التخفيف من أعراض الحيض والاستحاضة، وفيما يلي نتعرف على أهم هذه الوسائل:

علاج آلام الحيض

بالطبع لا يوجد علاج لتوقف الحيض ومنع نزول الدم، إنما الأدوية تتمثل في تخفيف آلام الحيض والتقليل من أوجاعه وتأثيراته على جسم المرأة والتي يمكن عرضها فيما يلي:

• تناول بعض الأدوية مثل الأسبرين، وتناول المسكنات الخفيفة مثل الأيبوبروفين.
• التوقف التام عن التدخين والذي يحتوي على مركبات القطران والنيكوتين والتي تتسبب في زيادة آلام وأوجاع الحيض.
• استعمال كمادات الماء الدافئ على المنطقة أسفل الحوض وأعلى المثانة للتقليل من الآلام.
• ممارسة الرياضة السهلة غير العنيفة يساعد بشكل كبير على تسريع نزول الدم ومن ثم تقليل فترة الحيض.

علاج الاستحاضة

أما علاج الاستحاضة إذا كانت غزيرة ومتكررة يكون كما يلي:

• تناول المضادات الحيوية التي تعمل على قتل البكتيريا والجراثيم المسببة للالتهابات.
• العمليات الجراحية لإزالة الأورام من الرحم في حالة الإصابة بالسرطان أو الأورام الخبيثة.
• تغيير وسيلة منع الحمل والتوقف عن تناول وسائل المنع الهرمونية إذا استمر نزول الدم لفترات طويلة وبكميات كبيرة.

الفرق بين الحيض والاستحاضة في العبادات للمرأة

هناك فرق في الأحكام الشرعية المتعلقة بكل من الحيض والاستحاضة كما يلي:

أحكام الحيض

المرأة الحائض يتعلق بها عدد من الأمور والأحكام في فترة حيضها تتمثل فيما يلي:

• التوقف عن الصلاة
• منع لمس المصحف عند جمهور العلماء.
• منع الصيام سواء السنة أو الفرض.
• عدم جواز الجماع خلال فترة الحيض.
• ضرورة الاغتسال بعد توقف الدم، ومن ثم قضاء الصوم ولا يتم قضاء الصلاة.

أحكام الاستحاضة

الاستحاضة هو دم عادي ينزل على المرأة، ومن ثم لا يتعلق بها توقف عن صلاة او صيام أو جماع، والمستحاضة لها ثلاث حالات عند اتصالها بدم الحيض تتمثل في التالي:[1]

• الحالة الأولى: عندما يتصل دم الاستحاضة بدم الحيض، وكانت المرأة قبل الاستحاضة لها عادة شهرية تعرف مدتها مثلًا خمسة أو سبعة أيام، فإنها في حالة استمرار نزول الدم بعد انقضاء هذه المدة تعتبر نفسها في استحاضة، فتقوم بالاغتسال والصلاة والصيام ويجوز لزوجها جماعها، وتعتبر ما فيه هو استحاضة.
• الحالة الثانية: المرأة إذا لم يكن لها عادة أو قت معتاد للحيص، مثل أن الدم كان ينزل عليها مرة في أول الشهر، ومرة في أوسطه ومرة في آخره، ولكنها تستطيع التمييز بين لون دم الحيض الأسود السميك، وبين دم الاستحاضة الاحمر الخفيف. فإنها تمتنع عن الصلاة والصيام والجماع خلال فترة نزول دم الحيض، ثم تغتسل عند تغير لون الدم وتستأنف الصلاة والصيام.
• الحالة الثالثة: الحالة الثالثة للمستحاضة إذا لم يكن لها موعد دورة معتاد مثل باقي النساء، وكانت لا تستطيع التفرقة بين لون دم الحيض ولون دم الاستحاضة، فإنها تمتنع عن الصلاة والصيام والجماع مثل أغلب عادة النساء وهي ستة أو سبعة أيام كل شهر، ومن ثم تعتبر الباقي استحاضة وتغتسل وتكمل صلاتها وصيامها.

شاهد أيضًا: حكم الإفرازات الصفراء بعد الدورة الشهرية

تعرفنا على الفرق بين الحيض والاستحاضة في السيلان والانقطاع، كما تعرفنا على الفرق بينهما في الأسباب، وأعراض كل من الحيض والاستحاضة، وكذلك كيفية التخفيف من آلام الحيض وأوجاع الاستحاضة إن وجدت، والأحكام الشرعية المتعلقة بكل منهما.