عدة المتوفي عنها زوجها وهي حامل
جدول المحتويات
عدة المتوفي عنها زوجها وهي حامل من الأمور التي تبحث فيها الكثير من النساء اللواتي فقدن أزواجهن بعد الحمل منهم، حيث أوضحت شريعة الدين الإسلاميّ كل ما يتعلّق بأمور العدّة وأمور المتزوجين في حال الطلاق أو الوفاة أو غيرها من الأسباب التي تؤدي إلى الفرقة بين الزوجين، لذا يهتمّ موقع المرجع عبر هذا المقال ببيان الحكم الشرعيّ الذي بيّنه لنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم في عدّة المرأة التي توفي عنها زوجها وهي حاملٌ منه.
تعريف العدة وحكمها
قبل كلّ شيء وقبل الخوض في ذكر وبيان عدّة المتوفي عنها زوجها وهي حامل لا بدّ من تعريف العدّة وبيان حكمها في الدين الإسلامي، حيث إنّ العدّة في المعاجم اللغوية هي ما يكون من تربّــص المرأة في المدّة التي تجب عليها، والعدّة مأخوذةٌ من الحســاب والعدّ، وقد سميّ في اللغة تربّصًا لأنّها تعدّه عدًّا لينتهي، وأمّا في شريعة الإسلام فالعدّة هي: “اسمٌ لِمُدَّةٍ تترَبَّصُ فيها المرأةُ عن التَّزويجِ بعدَ وفاةِ زَوجِها أو فِراقِه لها؛ إمَّا بالوِلادةِ، أو بالأقراءِ، أو الأشهُرِ”، وأمّا عن حكمها في الشريعة الإسلاميّة فهي واجبة على النسوة عند وجود السبب، ومن الأدلّة التي ذكرتها الكتاب الكريم والسنّة النبويّة الشريفة:[1]
- قال تعالى في سورة البقرة: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ}.[2]
- كما قال تعالى في سورة الطلاق: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}.[3]
- كذلك روت فاطمة بنت قيس -رضي الله عنها- قالت: “طلَّقني زَوْجي ثلاثًا، فكان يرزُقُني طعامًا فيه شيءٌ، فقُلْتُ: واللهِ لئِنْ كانَتْ ليَ النَّفَقةُ والسُّكْنى لَأطلُبَنَّها، ولا أقبَلُ هذا، فقال الوكيلُ: ليس لكِ سُكْنَى ولا نفقةٌ! قالَتْ: فأتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فذكَرْتُ ذلكَ له! فقال: ليس لكِ سُكْنى ولا نفقةٌ، فاعتَدِّي عندَ فُلانةَ، قالَتْ: وكان يأتيها أصحابُه، ثمَّ قال: اعتَدِّي عندَ ابنِ أُمِّ مَكْتومٍ؛ فإنَّه أعمَى، فإذا حلَلْتِ، فآذِنِيني، قالَتْ: فلمَّا حلَلْتَ آذَنْتُه، فقال رسولُ اللهِ: ومَن خطَبكِ؟ فقُلْتُ: مُعاويَةُ، ورجُلٌ آخَرُ مِن قُرَيْشٍ، فقال النَّبيُّ: أمَّا مُعاويَةُ، فإنَّه غلامٌ مِن غِلْمانِ قُرَيْشٍ لا شيءَ له، وأمَّا الآخَرُ، فإنَّه صاحبُ شرٍّ، لا خيرَ فيه، ولكِنْ انكِحي أُسامةَ بنَ زيدٍ، قالَتْ: فكرِهْتُه، فقال لها ذلكَ ثلاثَ مرَّاتٍ، فنكَحَتْه”.[4]
- عن سليمان بن يسار -رضي الله عنه- قال: “أنَّ أبا هُرَيْرةَ وابنَ عبَّاسٍ وأبا سلمةَ بنَ عبدِ الرَّحمنِ تذاكَروا عدَّةَ المتوفَّى عنها زوجُها تضعُ عندَ وفاةِ زوجِها ؟ ! فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: تعتدُّ آخرَ الأجلينِ، وقالَ أبو سلمةَ: بل تحلُّ حينَ تضعُ، فقالَ أبو هُرَيْرةَ: أَنا معَ ابنِ أخي، فأرسَلوا إلى أمِّ سلَمةَ، زوجِ النَّبيِّ فقالت: وضعت سُبَيْعةُ الأسلميَّةُ بعدَ وفاةِ زوجِها بيسيرٍ، فاستَفتَت رسولَ اللَّهِ فأمرَها أن تتزوَّجَ”.[5]
شاهد أيضًا: متى يكون للرجل عدة الزواج
عدة المتوفي عنها زوجها وهي حامل
إنّ عدة المتوفى عنها زوجها وهي حامل تجب العدة عليها إلى أن تضع حملها، وقد استدلّ أهل العلم على ذلك بقوله تعالى من سورة الطلاق: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}،[3] كذلك ممّا ورد عن سليمان بن يسار -رضي الله عنه- قال: “أنَّ أبا هُرَيْرةَ وابنَ عبَّاسٍ وأبا سلمةَ بنَ عبدِ الرَّحمنِ تذاكَروا عدَّةَ المتوفَّى عنها زوجُها تضعُ عندَ وفاةِ زوجِها؟! فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: تعتدُّ آخرَ الأجلينِ، وقالَ أبو سلمةَ: بل تحلُّ حينَ تضعُ، فقالَ أبو هُرَيْرةَ: أَنا معَ ابنِ أخي، فأرسَلوا إلى أمِّ سلَمةَ، زوجِ النَّبيِّ فقالت: وضعت سُبَيْعةُ الأسلميَّةُ بعدَ وفاةِ زوجِها بيسيرٍ، فاستَفتَت رسولَ اللَّهِ فأمرَها أن تتزوَّجَ”،[5] كم قال في ذلك ابن مسعود: “مَن شاء لاعَنْتُه؛ ما أُنزِلَت: وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ الطلاق: 4 إلَّا بعدَ آيةِ المُتوَفَّى عنها زَوجُها، إذا وَضَعَت المُتوَفَّى عنها زَوجُها فقد حَلَّت”، والله ورسوله أعلم.[6]
شاهد أيضًا: هل يجوز الطلاق للحامل
عدة الحائل المتوفي عنها زوجها
كذلك الخوض في بيان عدة المتوفى عنها زوجها وهي حامل يقتضي بيان عدة الحائل في نفس الحالة التي ذكرها المقال، والعدّة للمرأة الحائل تنقضي بأربعة أشهر وعشر، وقد استدلّ أهل العلم بذلك على قوله تعالى في سورة البقرة: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا}.[7] كذلك روت أمّ المؤمنين أم حبيبة -رضي الله عنه- في صحيح الأحاديث: “دَخَلْتُ علَى أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: لا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ، تُحِدُّ علَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ إلَّا علَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وعَشْرًا. ثُمَّ دَخَلْتُ علَى زَيْنَبَ بنْتِ جَحْشٍ حِينَ تُوُفِّيَ أَخُوهَا، فَدَعَتْ بطِيبٍ، فَمَسَّتْ به، ثُمَّ قالَتْ: ما لي بالطِّيبِ مِن حَاجَةٍ، غيرَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى المِنْبَرِ يقولُ: لا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ، تُحِدُّ علَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إلَّا علَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وعَشْرًا”،[8] والله ورسوله أعلم.[9]
شاهد أيضًا: كم عدة المطلقة قبل الدخول
الحكمة من مشروعية العدة في الإسلام
كذلك الخوض في بيان عدة المتوفى عنها زوجها وهي حامل يقتضي بيان الحكمة من مشروعية العدة في الدين الإسلامي فيما يأتي:[10]
- بيان عظمة وخطورة عقد النّكــاح، وإظهار شرفه.
- فيه رعاية لحقوق الزوج.
- القيام بحقوق الخالق سبحانه وتعالى الذي أوجبها في مصلحة الزوجين.
- العلم ببراءة الرحم لكي لا تختلف الأنســاب وتفسد.
شاهد أيضًا: ما حكم لفظ الطلاق ثلاث مرات
عدة المتوفي عنها زوجها وهي حامل مقالٌ فيه تمّ بيان ماهيّة العدّة الشرعيّة للنسوة وحكمها في شريعة الدّين الإسلاميّ، كما بيّن المقال عدةّ المرأة الحامل والحائل المتوفي عنها زوجها، ليختم بذكر الحكمة من مشروعية العدة في الإسلام.
المراجع
- dorar.net , تعريفُ العِدَّةِ، وحُكمُها , 20/12/2021
- سورة البقرة , الآية 228
- سورة الطلاق , الآية 4
- صحيح النسائي , الألباني/فاطمة بنت قيس/3244/إسناده صحيح
- صحيح النسائي , الألباني/سليمان بن يسار/3512/صحيح
- dorar.net , عِدَّةُ الحامِلِ المُتوَفَّى عنها زَوجُها , 20/12/2021
- سورة البقرة , الآية 234
- صحيح البخاري , البخاري/أم حبيبة أم المؤمنين/1281/صحيح
- dorar.net , عِدَّةُ الحائِلِ (غيرِ الحامِلِ) المُتوفَّى عنها زَوجُها , 20/12/2021
- dorar.net , الحِكْمةُ مِن مَشروعيَّةِ العِدَّةِ , 20/12/2021
التعليقات