معنى ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء

معنى ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء، مع مرور سنوات وعقود وقرون على زمان الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، أصبح يصعب على المسلمين فهم جميع المعاني الواردة في النصوص الدينية، وذلك بسبب تطور اللغة المستمر وتغير طرائق التعبير وتبدل المصطلحات المتداولة، مما جعل البحث في معاني النصوص الدينية آخذا بالازدياد شيئا فشيئا. في هذا المقال يقدم موقع المرجع شرحا لحديث روي عن النبي محمد قاله في الصحابي أبي ذر الغفاري، حيث يبدأ المقال بالحديث عن أبي ذر الغفاري، ثم شرح نص حديث ما أقلت الغبراء.

من هو أبو ذر الغفاري

هو جندب بن جنادة الغفاري، أحد الصحابة السابقين رضوان الله عليهم جميعا، كان له مكانة كبيرة، ومما قيل فيه إنه من أوائل من اعتنقوا الدين الإسلامي وأعلنوا إسلامهم قبل الهجرة النبوية. عُرِف باتساع علمه وغزارة معرفته بأصول الدين، وذلك لكثرة الأسئلة التي كان يطرحها على النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ولازمه في جميع غزواته، وساهم في انتشار الإسلام حيث دعا إليه بين قومه فاستجاب له النصف ولحقهم النصف الآخر بعد هجرة النبي محمد إلى يثرب، وفيهم أقام أبو ذر شعائر الإسلام، وقد تبدل حاله بين الجاهلية والإسلام فصار مثالا يحتذى به في مقدمة المسلمين إلى أن توفاه الله في السنة الثانية والثلاثين للهجرة.[1]

شاهد أيضًا: من كتب علم الحديث رواية

معنى ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء

إنّ معنى ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء يفهم في ضوء الحديث المروي عن النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، حيث ورد للنبي الكريم حديث في مدحه الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه، وقد جاء في نص الحديث: “ما أظلَّتِ الخَضْراءُ، ولا أقلَّتِ الغَبْراءُ من ذِي لَهْجةٍ أصدَقَ من أبي ذَرٍّ”[2] والمقصود بكلمة الخضراء السماء، أما كلمة الغبراء فهي تعني الأرض، وهكذا يتضح معنى الحديث أن السماء والأرض ليس فيها من هو أصدق من أبي ذر الغفاري.

شاهد أيضًا: الفرق بين الحديث القدسي والنبوي

صحة حديث ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء

من الضروري التأكد من صحة الأحاديث المنقولة عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فإن فيها تمام الدين ووضوح ما أشكل على المسلمين من أحكام الدين، وفي ضوء الحديث عن صحة قول الرسول المصطفى ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء فقد وردت روايات كثيرة لهذا الحديث اختلف حكم العلماء فيها، فمنها ما قيل إنه ضعيف ومنها ما هو حسن ومنها ما هو صحيح ومنها ما هو ثابت، أما صيغة الحديث التي وردت في هذا المقال فهي من الحديث الثابت عن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

شاهد أيضًا: أحاديث عن يوم الجمعة

أصدق الصحابة لهجة

من الأمور التي يهتم بها المسلمون ويبحثوا فيها تفاضل الصحابة في صدق الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة جميعا من الشرف والرفعة في مكان فوق المساس به، لكنهم في تفاوت في دقة النقل والحفظ عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأصحاب الرسول من الصدق ما لا يطاله تجرؤ، وقد نقلوا عنه مما قال الكثير وفق أسس وقواعد اتخذها الصحابة ليصح السند وهي:

  • التحرِّي في الرواية والحيطة لقبول الحديث.
  • الشاهد على صدق الحديث والقسم على صدقه في بعض الحالات.
  • تدوين الحديث مما يحفظه من الضياع.
  • وجود منهج الجرح والتعديل في الأحاديث وهو منهج مأخوذ من الأسلوب القرآني المعجز.
  • نقد المتون وتحري صدق المعنى.

شاهد أيضًا: حديث عن الصلاة على النبي

أحاديث رواية أبي ذر الغفاري

نقل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه عن النبي الكثير من الحديث الشريف، ومما صح وثبت سنده من رواياته ما يلي:

  • “رَأَيْتُ أبَا ذَرٍّ الغِفَارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عنْه وعليه حُلَّةٌ، وعلَى غُلَامِهِ حُلَّةٌ، فَسَأَلْنَاهُ عن ذلكَ، فَقَالَ: إنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا، فَشَكَانِي إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَالَ لي النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أعَيَّرْتَهُ بأُمِّهِ، ثُمَّ قَالَ: إنَّ إخْوَانَكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أيْدِيكُمْ، فمَن كانَ أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ ممَّا يَأْكُلُ، ولْيُلْبِسْهُ ممَّا يَلْبَسُ، ولَا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ، فإنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ فأعِينُوهُمْ”.[3]

  • “أَلَا أُخْبِرُكَ بأَحَبِّ الكَلَامِ إلى اللهِ؟ قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بأَحَبِّ الكَلَامِ إلى اللهِ، فَقالَ: إنَّ أَحَبَّ الكَلَامِ إلى اللهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ”.[4]
  • “كُنْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المَسْجِدِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَقالَ: يا أبَا ذَرٍّ أتَدْرِي أيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ؟ قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّهَا تَذْهَبُ حتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ العَرْشِ، فَذلكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ} لَهَا ذلكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ”.[5]

إلى هنا يصل المقال إلى ختامه بعد أن أوضح معنى ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء، من خلال مقدمة عن الصحابي أبي ذر الغفاري، تلاها شرح للحديث الشريف الذي ذكر في مديحه، كما تناول الحديث شروط صحة السند التي اتخذها الصحابة للتحقق من صحة الأحاديث المنقولة عن النبي المصطفى، أما ختام المقال فكان بمجموعة أحاديث رواها الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه وصحابة رسول الله جميعا.

المراجع

  1. mssader.com , معلومات عن أبي ذر الغفاري , 05/04/2022
  2. فتاوى العلائي , صلاح الدين العلائي، 158، ثابت
  3. صحيح البخاري , البخاري، أبو ذر الغفاري، 2545، صحيح
  4. صحيح مسلم , مسلم، أبو ذر الغفاري، 2731، صحيح
  5. صحيح البخاري , أبو ذر الغفاري، البخاري، 4802، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *