الذي يصدر الحكم على احد بانه كافر

الذي يصدر الحكم على احد بانه كافر سؤالٌ سنجيب عنه في هذا المقال، فقد كثر البحث عن إجابة هذا السّؤال مؤخّرًا، وذلك مع اقتراب فترة الامتحانات الدّراسيّة لنهاية الفصل الدّراسيّ الأوّل، يبدأ الطّالب في البحث والتّقصّي ليجمع قدرًا كبيرًا من المعلومات، ليكون مع المتفوّقين والنّاجحين، وموقع المرجع يهتمّ بالإجابة على أسئلة الطّلبة وغيرهم، حيث سبيّن لنا ما هي الإجابة الصّحيحة على السّؤال المطروح.

الذي يصدر الحكم على احد بانه كافر

سنوافيكم فيما يأتي بإجابة السؤال الذي يصدر الحكم على احد بانه كافر، حيث أنّ هذا السّؤال من المحتمل أن يرد في الامتحانات والمذاكرات للفصل الدّراسيّ الأول، والإجابة الصّحيحة هي:

  • هم أهل العلم الرّاسخين فيه، والمشهود لهم بالتّقى وصلاح الأعمال.

فلا يجوز لأيّ مسلمٍ أن يطلق الأحكام ويصدرها على من أراد من النّاس ولو رأى منهم ما يدلّ على كفرهم، لأنّه لا بدّ من قاضٍ ذو علمٍ أن يحكم بهذه المسألة، فمسألة التّكفير والحكم على أصحابها، من المسائل الخطيرة الّتي حذّر منها القرآن والسّنّة النّبويّة المباركة، قال الله تعالى في الذّكر الحكيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا}.[1] ومن وقع في هذا الخطأ فعليه التّوبة والاستغفار، فإنّ ذلك من الظلم، وقد يكون إطلاق الحكم هذا بغير وجه حق، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أيما رجلٍ قال لأخيه : كافرٌ ، فقد باء بها أحدُهما”.[2] فمن واجب المسلم الحذر من هذا الأمر وتركه لمن هو أهلٌ له، لكي لا يحصل النّزاع والشّقاق بين المسلمين ممّا يؤدّي إلى تفكّك المجتمع الإسلاميّ، وعلى المسلم الالتزام بما أمر به الله تعالى ورسوله، وأن يترك ما ليس له فيه علمٌ، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: حكم الميل على المشركين، ومداهنتهم؟

معنى كلمة كافر

إنّ كلمة كافر تُطلق على من كفر بالحقّ، وعارض الدّين الإسلاميّ الحنيف وهو مدركٌ بأنّه الدّين الحقّ وأنّه دين الله تعالى وشريعته الصّحيحة في الأرض، وكذلك الكافر هو الّذي يجحد بآيات الله تبارك وتعالى، ويرفض اتّباعها واتّباع ما ورد في سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويقرّ بأنّ القرآن الكريم والسّنّة كذبٌ وسحرٌ وجنون كما فعل أهل الجاهليّة، والكفر هو من أعظم الكبائر في الإسلام وعقاب الكافر هو نار جهنّم خالدًا فيها، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.[4] ما لم يتب إلى الله تعالى ويسلم ويؤمن، وإن أصرّ على كفره كما فعل كفّار قريش، فما كصيره ومآله إلّا نار السّعير يخلد فيها، والله ورسوله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على الكافر

حكم الشهادة على كافر معين بأنه من أهل النار

لقد قال الله تعالى في محكم تنزيله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا}.[6] وهذه الآية الكريمة تشير إلى أنّ من مات على الكفر ولم يؤمن بالله تعالى ولا بالشّريعة الّتي أنزلت على رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه خالدٌ في نار جهنّم، لكنّ أهل العلم والفقه قد قالوا أنّ هذه الآيات تُطلق على العموم، أي دون تحديد شخصٍ بعينه أنّه في نار جهنّم، ومن قال وشهد بأنّ الكفّار على العموم هم من أهل النّار استشهادًا بقول الله تعالى وكلامه، فلا حرج عليه بذلك إطلاقًا، أمّا من شهد لشخصٍ معيّنٍ وحدّده باسمه وقال إنه من أهل النّار غير الّذين ذكرهم الله تعالى في القرآن الكريم، وذكرهم النّبيّ أنّهم في النّار كأبي لهب وأبي جهلٍ وأبي طالب، فذلك إثم، لأنّ في ذلك ادّعاءٌ بما خفي في علم الغيب، فلا يجوز للمسلم أن يحكم ويشهد وهو ليس علمٌ ولا بيّنةٌ على ذلك أبدًا، فالله تعالى وحده يعلم مصير كلّ من مات وكلّ من سيموت سبحانه وتعالى.[7]

شاهد أيضًا: حكم من صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله

إلى هنا نكون قد وصلنا على نهاية مقالنا الذي يصدر الحكم على احد بانه كافر، حيث بيّنا الإجابة الصّحيحة لهذا السّؤال، بالإضافة إلى الحديث عن معنى كلمة كافر، وحكم من شهد على كافر بأنه من أهل النّار.

المراجع

  1. سورة النساء , الآية 94.
  2. صحيح الأدب المفرد , الألباني، عبد الله بن عمر، 340، صحيح.
  3. islamweb.net , الحَذَر من الحُكْم على إنسانٍ بالكفر , 18/11/2021
  4. سورة البقرة , الآية 39.
  5. islamweb.net , ماهية الكفر...وعلى من يطلق , 18/11/2021
  6. سورة النساء , الآية 168-169.
  7. islamweb.net , حكم الشهادة على كافر معين بأنه من أهل النار , 18/11/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *