دعاء سيدنا أيوب عليه السلام مكتوب ربي اني مسني الضر
جدول المحتويات
- 1 سيدنا أيوب عليه السلام
- 2 دعاء سيدنا أيوب عليه السلام مكتوب ربي اني مسني الضر
- 3 كيف شفي أيوب عليه السلام من المرض؟
- 4 ما حكم الدعاء بدعاء سيدنا أيوب عند المرض؟
- 5 دروس مستفادة من قصة سيدنا أيوب
- 6 هل الدعاء يرفع البلاء؟
- 7 دعاء سيدنا يعقوب عليه السلام
- 8 دعاء سيدنا يوسف عليه السلام
- 9 دعاء سيدنا يونس عليه السلام
- 10 دعاء سيدنا عيسى عليه السلام
- 11 المراجع
دعاء سيدنا أيوب عليه السلام مكتوب ربي اني مسني الضر هو أحد الأدعية التي يبحث عنها المسلمون، فهو يعدّ من أدعية الفرج المستجابة، والذي دعا به سيّدنا أيوب -عليه الصّلاة والسّلام-عندما ابتلاه ربّه بالمرض والفقر والكثير من الابتلاءات، فأزاح عنه الله ما ابتلاه به بعد دعائه، لذلك يهتمّ موقع المرجع بإخبارنا عن دعاء سيدنا ايوب عليه السلام مكتوب، وسيقوم بالتعريف بسيدنا ايوب وحياته.
سيدنا أيوب عليه السلام
قبل الخوض في الحديث عن دعاء سيدنا ايوب عليه السلام مكتوب، لابدّ من معرفة من هو سيّدنا أيوب -عليه السّلام- فهو نبيٌّ من عند الله، وذُكرت نبوّته في القرآن الكريم في قوله تعالى: {نَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}.[1] ينتهي نسبه عليه السّلام إلى نبيّ الله إسحاق بن إبراهيم، وكما ورد عن أهل العلم أنّ بعثته كانت بين فترتي موسى ويوسف عليهما السلام، وقد وهب الله -سبحانه وتعالى- سيّدنا ايوب أموالاً كثيرة، وذريّةً كبيرة، حتّى ابتلاه في ماله وولده وسلبه كلّ ما رزقه، فصبر وأناب، واحتسب أمره عند ربّه، ودعا ربّه ردعاءً أجاب الله له إيّاه وأعاد عليه صحّته وماله وولده.[2]
دعاء سيدنا أيوب عليه السلام مكتوب ربي اني مسني الضر
دعاء سيدنا أيوب عليه السلام مكتوب ربي اني مسني الضر وأنت أرحم الرّاحمين، هو دعاءٌ مشروع في القرآن الكريم، وقد استجاب الله لسيدنا ايوب عليه السلام عندما دعا به، فقد أخبر الله -سبحانه وتعالى- أنّه ابتلى أيوب -عليه السلام- في جسده وماله وولده، حتّى لم يبق من ماله وولده شيء، ولم يبق له من جسده موضعاً سليماً، صبر أيوب عليه السّلام على هذا الوضع فترةً طويلة، ثم شاء الله ودعا أيوب ربه، قال تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ}.[3]
وبعد ذلك استجاب الله له، فأمره بأن يقوم ويضرب الأرض برجله ففعل، فأنبع الله عين ماء وأمره أن يغتسل بها، فعافاه الله في بدنه، وأعاد عليه أمواله، ورزقه الذّريّة الصّالحة، ورفع عنه البلاء الذي حلّ به، ويحلّ للمسلم أن يدعو بهذا الدّعاء فهو دعءٌ مشروع، وفيه نفعٌ وبركة وهو مستجابٌ بإذن الله، لو تحرّى المسلم أوقات الإجابة، وقام بتحقيق شروط الدّعاء والله ورسوله أعلم.[4]
شاهد أيضًا: فضل دعاء ربي اني مسني الضر
كيف شفي أيوب عليه السلام من المرض؟
بعد الخوض في دعاء سيدنا ايوب عليه السلام مكتوب سيتمّ الحديث عن كيفيّة شفاء أيوب -عليه السّلام- حيث وصل به الابتلاء إلى حدٍّ كبيرٍ جداً، لكنّ نبيّ الله كان ذاكراً لله شاكراً له، أن وصل المرض في جسده إلى قلبه ولسانه، قلبه الذي يؤمن فيه بالله -سبحانه وتعالى- ولسانه الذي يذكر الله فيه فيسبّحه ويحمده ويشكره ويستغفره، فدعا ربّه بدعائه المعروف ربّ إنّي مسّني الضّرَ وأنت أرحم الرّاحمين، فلقد خاف بوصول المرض لسانه أن يعجز عن الذّكر فيه، وعندما لجأ نبيّ الله لربّه استجاب الله له بقوله تعالى: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ}.[5] فقد جعل الله له عيناً من الماء ليغتسل بها، فذهب المرض من جسده وبدنه، ثمّ جعل له عيناً أخرى ليشرب منها فذهب كلّ السّوء الذي كان في باطنه.[1]
ما حكم الدعاء بدعاء سيدنا أيوب عند المرض؟
إنّ دعاء سيدنا أيوب عليه السلام مكتوب ربي اني مسني الضّر وأنت أرحم الراحمين، من أفضل الدّعاء فهو مأثورٌ بالقرآن والسنّة، وقد قصّه الله -سبحانه وتعالى- في كتابه لحكمةٍ بالغةٍ يعلمها الله، فمن الحكمة أن يحفظ المسلم هذا الدّعاء ويدعو به، ويتقرّب به إلى الله سبحانه، فمن أصابه مرض أو ضرّ أو غير ذلك، له أن يدعو بما دعا به نبيّ الله أيوب -عليه السّلام- فاللجوء إلى الله في الأوقات الصّعبة والمرض من الأمور المستحبّة، بل على المسلم أن يلجأ لله في كل أوقاته وظروفه، لكن الدّعاء لا يغني عن التّداوي بالأمور المباحة من العلاج والأدوية فهي من الأخذ بالأسباب في سبيل العلاج.[6]
دروس مستفادة من قصة سيدنا أيوب
إنّ قصّة سيّدنا أيوب -عليه السّلام- من أروع القصص التي تحتوي على دروسٍ وعبر، ينبغى على كلّ مسلم أن يتّعظ بها ويستفيد منها، فلقد قصّها الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم لهذا الغرض، ومن الدّروس المستفادة من قصّة سيّدنا أيوب:[7]
- إنّ الله -سبحانه وتعالى- يجعل الفرج والمخرج قريباً لأوليائه المتّقين، فنبيّ الله أيوب كان قد حلف أن يجلد زوجته مئة جلدة، فلمّا ردّ الله إليه عافيته، أفتاه الله أن يأخذ شمراخ نخلٍ فيه مئة فرع ويضرب به زوجته ضربةً واحدة فيكون قد برّ ولم يحنث بقسمه، وهذا الموقف فرج ومخرج لنبي الله التّقي، ولزوجته التقيّة الصّابرة.
- على المراة الصّالحة أن تصبر على مرض زوجها، وفقره وغير ذلك ممّا قد يصيبه من ابتلاءٍ ومحن، وعلى نساء المسلمين أن يقتدين بزوجة أيوب -عليه السّلام- وكيف أنّها صبرت واحتسبت حتّى فرّج الله على زوجها وعليها.
- إنّ الصّبر على المصائب والمحن والابتلاءات، والاحتساب عليها والاسترجاع لله من أسباب أن يعوّض الله من فعل ذلك خيراً، بل يزيده خيراً أكبر ممّا فاته، وإنّ الصّبر سبيلٌ للعوض من الله وما هو إلّا مفتاحٌ للفرج.
- إنّ ابتلاء الله -سبحانه وتعالى- لنبيّ الله أيوب -عليه السّلام- ما زاده إلّا صبراً وذكراً لله، حتّى ضُرب في صبره المثل.
هل الدعاء يرفع البلاء؟
إنّ دعاء سيدنا أيوب عليه السلام مكتوب كان سبباً لرفع البلاء عنه من الله -سبحانه وتعالى- والبلاء من قضاء الله وقدره، والإيمان بالله لا يكتمل حتّى يتمّ الإيمان بالقضاء والقدر، فهو ركنٌ من أركان الإيمان، وقد ورد عن أهل العلم أنّ الدّعاء من القدر، ومن الواجب على المسلم أن يلجأ لله بدعائه إذا أصابه مكروه أو خشي أن يصيبه، ومن السّنّة أن يدعو الله تعالى ويسأله رفع البلاء ودفع الشّر، ولا يعني ذلك تعارضٌ بين الدّعاء والقدر، لكن ما هو مكتوبٌ في الصّحف قد يغيّره الله بالدّعاء، فمن دعا الله أن يصرف عنه البلاء صرفه عنه، وقد ورد عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ” لا يُغني حذرٌ من قدرٍ والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان إلى يومِ القيامةِ”.[8] وقد ثبت عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يدعو الله في أوقات الشّدّة ويسأل الله أن يزيح الغمّة، فالدّعاء يرفع البلاء بإذن الله تعالى.[9]
دعاء سيدنا يعقوب عليه السلام
بعد الحديث عن دعاء سيدنا أيوب عليه السلام مكتوب، لا بدّ من الحديث عن أدعية الأنبياء والرّسل عليهم السّلام، وإنّ أوّلهم يعقوب عليه السّلام، وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الّنبيّ عليهم السّلام جميعاً، وقد بعثه الله تعالى نبيّاً لبني إسرائيل، الّتي قد ذخرت القرآن الكريم بالآيات الّتي تتحدّث عنهم وتخاطبهم، كما ذكر القرآن الكريم يعقوب النّبيّ عليه السّلام في العديد من المواضع والآيات، نذكر منها: أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}.[10] وقد ذكرت القرآن الكريم بأنّ يعقوب عليه السلّام، كان نبيّاً حكيماً وقاضياً عادلاً ، كذلك قد كان عالماً، وكان قويّاً في العبادة والدّعوة لله تعالى الواحد الأحد، وقد سكن وقومه أرض كنعان الّتي سكنها من قبل جدّه إبراهيم عليه السّلام، ثمّ ارتحل مع بني إسرائيل جميعهم إلى مصر، عندما صار ابنه النّبيّ يوسف عليه السّلام، عزيزاً لمصر.[11]
وقد وردت روايةٌ تحوي حديثاً، ذُكر فيه دعاءٌ منسوبٌ ليعقوب عليه السّلام، عندما حزن على فقدان ابنيه يوسف وبنيامين، وقد انتشر الحديث على أنّ قائله هو رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقد كذّبه العلماء وصنّفوه مع الأحاديث الضّعيفة جدّاً، والموضوعة والمنكرة، ولا يجوز نشره وتداوله بين المسلمين على أنّه دعاءٌ مذكورٌ عن نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم، والحديث هو:
“- كان ليعقوبَ أخٌ مؤاخٍ في اللهِ تعالى ، فقال ذاتَ يومٍ ليعقوبَ : يا يعقوبُ ! ما الذي أذهبَ بصرَك ؟ قال : البكاءُ على يوسفَ قال : ما الذي قوَّسَ ظهرَك ؟ قال : الحزنُ على بِنيامينَ فأتاه جبريلُ فقال : يا يعقوبُ ! إنَّ اللهَ يُقرِئُك السلامَ ويقول لك : أما تستحي تشكوني إلى غيري ! ( قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ ) فقال جبريلُ : اللهُ أعلمُ بما تشكو يا يعقوبُ ! ثم قال يعقوبُ : أي ربِّ ! أما ترحمُ الشيخَ الكبيرَ ؟ أذهبتَ بصري ، وقوَّستَ ظهري ، فاردُدْ عليَّ ريحانَتي أشمُّه شمَّةً قبل الموتِ ، ثم اصنعْ بي ما أردتَ قال : فأتاه جبريلُ فقال : إنَّ اللهَ يُقرِئُكَ السلامَ ويقول لك أَبشِرْ ولْيفْرَحْ قلبُك ، فوعزَّتي لو كانا مَيِّتَينِ لنشرتُهما ، فاصنعْ طعامًا للمساكينِ ، فإنَّ أحَبَّ عبادي إليَّ ، الأنبياءُ والمساكينُ أتدري لمَ أذهبْتُ بصرَك ، وقوَّستُ ظهرَك ، وصنعَ إخوةُ يوسفَ بيوسفَ ما صنعوا ؟ إنكم ذبحتُمْ شاةً فأتاكم مسكينٌ يتيمٌ وهو صائمٌ فلم تطعِموه منها شيئًا – قال : – فكان يعقوبُ بعد ذلك إذا أراد الغداءَ أمر مناديًا فنادى : ألا من أراد الغداءَ من المساكين فليتغدَّ مع يعقوبَ ، وإن كان صائمًا أمر مناديًا فنادى : ألا من كان صائمًا من المساكينِ فليُفطِرْ مع يعقوبَ عليه السلامُ”.[12] وقد قيل في حكم الحديث أيضاً غرابةٌ ونكارة، وأنّ هذا الحديث موضوعٌ ومكذوبٌ عن رسول الله والله أعلم.[13]
دعاء سيدنا يوسف عليه السلام
إنّ دعاء سيدنا أيوب عليه السلام مكتوب، هو الموضوع الرّئيس، وعلى سبيل ذكر أدعية الأنبياء، وجب ذكر دعاء نبيّ الله يوسف عليه السّلام، وإنّ يوسف هو ابن يعقوب الّذي ألقاه إخوته في البئر للتّخلّص منه، فأخته السّيارة وباعته لقصر عزيز مصر، حيث نشأ هناك وشبّ وكبر بين أهل مصر الّذين كانوا يكفرون بالله تعالى، ويعبدون الأصنام الصّمّاء، وعندما كبر يوسف دخل السّجن بسبب سيّدة القصر الّذي عاش فيه حين حاولت أن تراوده عن نفسه، فاستغلّ سنوات سجنه بالعبادة والدّعاء، ومن أبلغ الأدعية الّتي دعاها، وذكرها القرآن الكريم في السّورة الّتي حملت اسم نبيّ الله يوسف، والآية هي: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}.[14] وهذا الدّعاء المذكور هو من أعظم وأبلغ الأدعية، ففيه معانٍ عظيمةٍ، فحريٌّ بكلّ مسلمٍ أن يدعو بهذا الدّعاء العظيم، ويسأل الله تعالى أن يتوفّاه وهو على ملّة الإسلام، مؤمناً مسلماً غير كافر، وأن يلحقه ويحشر بالصّالحين العابدين الأتقياء يوم القيامة، والله أعلم.[15]
شاهد أيضًا: دعاء اللهم اجعل من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا
دعاء سيدنا يونس عليه السلام
يونس عليه السّلام واحدٌ من الأنبياء والرّسل الّذين بعثهم الله تعالى إلى قومٍ كانوا يسكنون العراق، وتحديداً في نينوى، وعندما عارضه قومهواستكبروا عن دعوته، وكذّبوه، غضب منهم غضباً شديداً، فأوحى إليه الله تعالى أن يمهلهم ثلا ثة أيّامٍ فقط، إن لم يؤمنوا ويمتثلوا لأمر الله تعالى، فسينزل بهم الله تعالى العذاب ويحلّ عليهم الهلاك، لكنّ نبيّ الله يونس قد قطع الأمل منهم وذهب غاضباً قبل أن يُتمّ الثّلاثة أيّام، ولم يصبر عليهم كما أمره الله تعالى، وخرج من المدينة في سفينةٍ في عرض البحر، وكانت السّفينة مليئةً بالرّكّاب، وعندما ماج فيه البحر وكادت السّفينة تغرق بمن فيها، ألهمهم الله تعالى أن يقترعوا، فمن خرج اسمه من القرعة قذف نفسه في البحر ليخفّف من الحمل، وخرج اسم نبي ّالله يونس من القرعة، فقفز في البحر، فالتقمه حوتٌ عظيم، وأوحى الله تعالى للحوت ألّا يأكله أو يأذيه، ومكث يونس عليه السّلام في بطن الحوت مدّةً من الزّمن، ثمّ نجّاه الله تعالى بلطفه وعفوه وبعد أن دعاه واستغاث به، وتاب لله تعالى واستغفر لذنبه.[16]
وقد ذكر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- دعاء يونس عليه السّلام وشمله في حديثه المبارك، وذكر فضائله العظيمة، فقد قال عليه الصّلاة والسّلام: ” دَعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا ربَّه وهو في بَطْنِ الحُوتِ: لا إلهَ إلَّا أنتَ سُبْحانك إنِّي كُنتُ مِن الظَّالمينَ، لم يَدْعُ بها رجُلٌ مُسلمٌ في شَيءٍ قطُّ إلَّا اسْتُجِيبَ له”.[17] وفي هذه الدّعوة فضائل كثيرة، منها التّكفير والاستغفار للّذنوب، والنّجاة من الكربات، وكل من دعا الله تعالى بهذا الدّعاء وذكر من بعده حاجةً له، استجاب الله تعالى له، وقضى له حاجته، والله أعلم.[18]
دعاء سيدنا عيسى عليه السلام
كان نبيّ الله عيسى عليه السّلام، يدعو الله تعالى كثيراً كسائر الأنبياء، فكان تارة ًيدعو لنفسه، وتارةً أخرى يدعو لقومه، فقد بعثه الله تعالى نبيّاً لبني إسرائيل، وكان في خلقه معجزة، لأنّه وُلد دون أبٍ ومن أمٍّ عذراء، وهي مريم بنت عمران، وفي دعاء سيّدنا عيسى عليه السّلام، نجد معالم وأسمى صور التّأدّب مع الله تعالى في دعائه ورجائه، فقد دعا الله تعالى بأن ينزل عليه مائدةً من السّماء ليطمئن قلبه، فأجابه الله تعالى وأنزل عليه وعلى المؤمنين معه مائدةً من السّماء، ولقد ذُكرت دعوته في القرآن الكريم حيث قال: {اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.[19] وقد أسلم عيسى في دعواه وأقرّ بأنّ الله تعالى هو الرّزّاق، ومن دونه لا حول للإنسان ولا قوّة، وأنّ الإنسان هو العبد الفقير، والله تعالى هو الّذي يغمره بلطفه وفضله ويحطه بعنايته، فتبارك الله وسبحانه عمّا يشركون.
خلاصة القول إنّ أيوب عليه السّلام كان نبيّاً من أنبياء الله، اتّصف بالصّبر على الابتلاء، ابتلاه الله بصحّته وماله وأهله، لكنّه صبر حتّى دعا الله فاستجاب له، وقد قام هذا المقال بنقل دعاء سيدنا أيوب عليه السلام مكتوب، مبيّناً أهميّة الدّعاء في رفع البلاء، وذاكراً أدعيةً واردة عن بعض الأنبياء.
المراجع
- سورة النساء , الآية 163
- islamweb.net , قصة أيوب عليه السلام , 26/06/2021
- سورة الأنبياء , الآية 83،84
- islamweb.net , لا حرج في الدعاء بدعاء أيوب عليه السلام عند المرض , 26/06/2021
- سورة ص , الآية 42
- islamweb.net , حكم الدعاء بقول: أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين لم لا يعاني من أي مرض , 26/06/2021
- alukah.net , قصة نبي الله أيوب عليه السلام , 26/06/2021
- الترغيب , المنذري/عائشة أم المؤمنين/391/2/إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما
- islamweb.net , قدر البلاء يدفعه قدر الدعاء , 26/06/2021
- سورة البقرة , الآية 133
- islamweb.net , قصة يعقوب عليه السلام في القرآن , 26/06/2021
- ضعيف الترغيب , الألباني/أنس بن مالك/1859/منكر
- islamqa.info , حول صحة حديث دعاء يعقوب فقال الله له "لو كان يوسف ميتا لأحييته لك " , 26/06/2021
- سورة يوسف , الآية 101
- alukah.net , دعوة يوسف عليه السلام , 26/06/2021
- alukah.net , قصة يونس عليه السلام: دروس وعبر , 26/06/2021
- تخريج زاد المعاد , شعيب الأرناؤوط/سعد بن أبي وقّاص/182/4/صحيح
- islamweb.net , دعوة يونس عليه السلام يستجيب الله للداعي بها , 26/06/2021
- سورة المائدة , الآية 114
التعليقات