سبب عتاب قوم المقنع الكندي له

سبب عتاب قوم المقنع الكندي له وهو أحد شعراء العصر الأموي، من قبيلة كندة اليمنية في جنوب الجزيرة العربية، يمتاز شعره برصانة الأسلوب وانتقاء الألفاظ والمفردات الشعرية بعناية فائقة تعرب عن تمكنه في صناعة الشعر وسمو مكانه بين شعراء العربية، ويهتم موقع الرجع في الحديث عن سبب عتاب قوم المقنع الكندي له، وعن من هو المقنع الكندي، وعن قصيدة المقنع الكندي.

سبب عتاب قوم المقنع الكندي له

  • إنً سبب عتاب قوم المقنع الكندي له هو فقره وديونه، فقد كان سخيًا كريمًا، فقد أنفق كل ما تركه له والده، فأصبح فقيرًا مديونًا.

نشأ المقنع الكندي في بيت وجاهة وسيادة، فجده عمير سيد كندة، ومن بعده والده ظفر، وقد نشأ المقنع سخياً كريماً لا يرد سائلاً من قومه، بل يسد حاجة فقيرهم، ويصرف ماله في وجوه الخير التي ترفع من شأن قومه، حتى أنفق كل ما تركه له والده، وأصبح فقيراً مديوناً، وحدث أن هوى بنت عمه فخطبها إلى إخوتها، فردوه وعيروه بفقره وما عليه من الدين، فجاءت قصيدته الدالية التي ارتبطت بهذه الحكاية معبرة عن أوجه الخير التي صرف فيها ماله فيما يسد به حاجتهم، ومعاتباً إياهم على تعييره بفقره، إلا إنه ومع كل هذا في نهاية قصيدته يشبه قومه بين الأقوام بالربيع بين الفصول.[1]

شاهد أيضًا: لماذا سمي الشاعر المتنبي بهذا الإسم

من هو المقنع الكندي

هو محمد بن ظفر بن عمير بن أبي شمر الكندي، هو أحد شعراء العصر الأموي من قبيلة كندة اليمنية في جنوب الجزيرة العربية، قيل أنه لقب بالمقنع لأنه كان أجمل وأحسن الناس وجهًا وأمدهم قامة وأكملهم خلقًا، وكان إذا كشف اللثام عن وجهه أصابته العين ويمرض ويلحقه عنت؛ فكان لا يمشي إلا مقنعاً ساتراً وجهه متلثماً خوفاً من العين، وقيل أيضاً أن المقنع هو اللابس لسلاحه، عاصر عبدالملك بن مروان وامتدحه، وكان له محل كبير وشرف ومروءة وكان المقنع يعرف بمكانته ومنزلته الرفيعة داخل عشيرته، يمتاز شعره برصانة الأسلوب وانتقاء الألفاظ والمفردات الشعرية بعناية فائقة تعرب عن تمكنه في صناعة الشعر وسمو مكانه بين شعراء العربية، كان سمح اليد بماله حتى نفد ما خلفه أبوه من مال؛ فاستعلى عليه بنو عمه بمالهم وجاههم وردوه حين خطب ابنتهم، وعيروه بتضييعه ماله وفقره ودينه فرد على بني قومه حينما عاتبوه على كثرة أنفاقه والاستدانة في سبيلهم بقصيدة شهيرة تعرف بدالية الكندي، توفي المقنع سنة 689م.[1]

قد يهمك أيضًا: من هو الشاعر الذي لقب بسلطان العاشقين

قصيدة المقنع الكندي

رد المقنع على بني قومه حينما عاتبوه على كثرة أنفاقه والاستدانة بالأبيات التالية:[1]

يُعَاتِبُنِي فِي الدَّيْنِ قَوْمِي وَإِنَّمَــا
دُيُونِيَ فِي أَشْيَاءَ تُكْسِبُهُمْ حَمْدَا
أَلَم يَرَ قَومي كَيفَ أوسِرَ مَرَّة
وَأُعسِرُ حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهدا
أَسُدُّ بِهِ مَا قَدْ أَخَلُّوا وَضَيَّعُوا
ثُغُورَ حُقُوقٍ مَا أَطَاقُـوا لَهَا سَدَّا
فَمَا زَادَنِي الْإِقْتَارُ مِنْهُمْ تَقَرُّبًا
وَلا زَادَنِي فَضْــلُ الْغِنَى مِنْهُمُ بُعْدَا
وَفِي جَفْنَةٍ مَا يُغْلَقُ الْبَـابُ دُونَهَـا
مُكَلَّلَـةً لَحْمًا مُدَفَّقَـةً ثَــرْدًا
وَفِي فَرَسٍ نَهْدٍ عَتِيـقٍ جَعَلْتُــهُ
حِجَابًا لِبَيْتِي، ثُمَّ أَخْدَمْتُهُ عَبْــدا
وَإِنَّ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي أَبِـــي
وبَيْنَ بَنِــي عَمِّـي لَمُخْتَلِفٌ جِدَّا
أَرَاهُمْ إِلَى نَصْرِي بِطَاءً وإنْ هُــمُ
دَعَوْنِي إِلَى نَصْرٍ أَتَيْتُهُمُ شَدَّا
فَإِنْ أَكَلُوا لَحْمِي وَفَرْتُ لُحُومهُمْ
وَإِنْ هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لَهُمْ مَجْدا
وَإِنْ ضَيَّعُوا غَيْبَي حَفِظْتُ غُيُوبَهُمْ
وإنْ هُمْ هَوُوا غَيِّي هَوِيتُ لَهُمْ رَشْدًا
وَلَيسوا إِلى نَصري سِراعاً وَإِن هُمُ
دَعوني إِلى نَصرٍ أَتَيتُهُمُ شَدّا
وإنْ زَجَرُوا طَيْرًا بِنَحْسٍ تَمُرُّ بِي
زَجَرْتُ لَهُمْ طَيْرًا تمُرُّ بهِمْ سَعْدَا
وَإِن هَبطوا غـــوراً لِأَمرٍ يَســؤني
طَلَعــتُ لَهُم مـا يَسُرُّهُمُ نَجــدا
فَإِن قَدحوا لي نارَ زنــــدٍ يَشينُني
قَدَحتُ لَهُم في نار مكرُمةٍ زَنـدا
وَإِن بادَهونـي بِالعَـــداوَةِ لَم أَكُــن
أَبادُهُمُ إِلّا بِما يَنـــعَت الرُشـــدا
وَإِن قَطَعوا مِنّي الأَواصِر ضَلَّةً
وَصَلتُ لَهُـم مُنّي المَحَبَّــةِ وَالوُدّا
وَلاَ أَحْمِلُ الْحِقْدَ الْقَدِيمَ عَلَيْهِمُ
وَلَيْسَ رَئِيسُ الْقَوْمِ مَنْ يَحْمِلُ الحِقْدَا
فَذلِكَ دَأبي فـــي الحَياةِ وَدَأبُهُم
سَجيسَ اللَيالي أَو يُزيرونَني اللَحدا
لهُمْ جُلُّ مَالِي إِنْ تَتَابَعَ لِــي غِنًى
وَإِنْ قَلَّ مَــالِي لَــمْ أُكَلِّفْــهُمُ رِفْـدَا
وَإِنِّي لَعَبْدُ الضَّيْفِ مَا دَامَ ثَاوِيًـ
وَمَا شِيمَةٌ لِي غَيْرَهَا تُشْبِهُ الْعَبْدَا
عَلَى أَنَّ قَوْمِي مَا تَرَى عَيْنُ نَاظِرٍ
كَشَيْبِهُمُ شَـيْبًا وَلاَ مُرْدِهِمْ مُرْدَا
بِفَضْلٍ وَأَحْلاَمٍ وَجُودٍ وسُــؤْدُدٍ
وَقَــوْمِي رَبِيعٌ فِي الزَّمَانِ إِذَا اشْتَــدَّا

اقرأ أيضًا: من هو الشاعر الذي هجا نفسه وامه وزوجته

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن سبب عتاب قوم المقنع الكندي له، وعن من هو المقنع الكندي، وعن قصيدة المقنع الكندي.

المراجع

  1. wikiwand.com , المقنع الكندي , 09/09/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *