من هو الشاعر الذي لقب بسلطان العاشقين

من هو الشاعر الذي لقب بسلطان العاشقين هذا الشاعر الذي كتب في العشق والحب أروع القصائد وأجمل الكلمات حتَّى لقَّبه من عاصره ومن جاء بعده بهذا اللقب العظيم، فهو سلطان في كلامه وسلطان في عشقه وسلطان في قصائده، وفي هذا المقال من موقع المرجع سوف نتحدَّث عن الشاعر الذي لُقِّب بسلطان العاشقين وعن وسنذكر سبب تسميته بهذا الاسم كما سنتحدَّث عن أشهر قصائده وأشهر أقواله عن الحب أيضًا.

من هو الشاعر الذي لقب بسلطان العاشقين

إنَّ الشاعر الذي لُقِّب بسلطان العاشقين هو ابن الفارض، وهو أبو حفص شرف الدين عمر بن علي بن مرشد الحموي، شاعر من شعراء المتصوفة كتب قصائد خالدة وعظيمة في العشق الإلهي حتَّى لُقِّب وعُرف باسم سلطان العاشقين، أصله من حماة الواقعة في شمال سوريا، ولكنَّ والده هاجر إلى مصر في ذلك الزمان وهناك ولد ابن الفارض في عام 576 هـ أي ما يوافق عام 1181م، وقد درس ابن الفارض الفقه الشافعي ودرس علم الحديث على يد ابن عساكر، ثمَّ اتجه إلى التصوف فزهد في هذه الحياة الدنيا أشد الزهد، ثمَّ انتقل إلى مكة المكرمة وفيها اعتزل الناس وكتب في عزلته هذا أشهر أشعاره في العشق الإلهي التي كانت سببًا في شهرته، وبعد أكثر من 15 عامًا من العزلة في مكة المكرمة، عاد ابن الفارض إلى مصر، وبقي فيها حتَّى وفاته في عام 632هـ وهو ما يوافق عام 1235م، وهناك دُفن في جانب جبل المقطم.[1]

اقرأ أيضًا: لماذا سمي الشاعر المتنبي بهذا الإسم

لماذا سمي ابن الفارض بسلطان العاشقين

لقد سُمِّي ابن الفارض بسلطان العاشقين لأنَّه كتب جُلَّ قصائده في العشق الإلهي لله رب العالمين، وخاصة تلك القصائد التي كتبها أثناء عزلته في مكة المكرمة التي امتدت خمسة عشر عامًا من حياته، حيث قرَّر ابن الفارض أن يعتزل الناس بعد أن ادَّى فريضة الحج في مكة المكرمة وهناك تفكَّر وتدبَّر أسرار هذا العالم وحام في ملكوت الله تعالى حتَّى كتب أجمل أشعار العشق الإلهي في تاريخ الأدب العربي.

أقوال سلطان العاشقين عن الحب

لقد صارت أبيات كثيرة من أشعار ابن الفارض أقوالًا يتناقلها الناس فيما بينهم، وصارت أمثالًا تُضرب عن الحكمة والحب والعشق وخاصة العشق الإلهي العظيم، ومن أشهر هذه الأقوال ما سيأتي ذِكرُهُ:

• زدني بفرطِ الحبِّ فيكَ تحيُّرا، وارحمْ حشىً بلظى هواكَ تسعَّرا.
• أخفيتُ حبَّكمُ فأخفاني أسىً حتى، لعَمري، كِدتُ عني أختَفي.
• ولَـوْلا زفيري أغْـرَقَتْنيَ أدمُعي، ولولا دُموعي أحْــرَقَتْنيَ زَفرتي.
• لْبي يُحدّثُني بأنّكَ مُتلِفي، روحي فداكَ عرفتَ أمْ لمْ تعرفِ.
• لأنتِ مني قلبي وغاية بغيتي وأقصى مرادي واختياري وخيرتي.
• اذا كانَ حَظّي الهَجرَ منكم، ولم يكن بِعادٌ، فذاكَ الهجرُ عندي هوَ الوَصْلُ.
• يا لائِمي في حُبّ مَنْ أجلِهِ، قد جَدّ بي وَجدي، وعَزّ عَزائي

شاهد أيضًا: من هو الشاعر الذي هجا نفسه وامه وزوجته

أشهر قصائد سلطان العاشقين

إنَّ من أشهر قصائد سلطان العاشقين ابن الفارض التي انتشرت على ألسن وذاع صيت ابن الفارض بها هي القصائد الآتية:

قصيدة قلبي يحدثني بأنك متلفي

يقول ابن الفارض في قصيدته قلبي يحدثني بأنك متلفي:[2]

قلبي يُحَدّثني بأَنّكَ مُتْلِفِي
روحي فِداكَ عرَفْتَ أمَ لم تَعْرِفِ

لم أَقْضِ حَقّ هَواكَ إن كُنتُ الذي
لم أقضِ فيِه أسىً ومِثليَ مَنْ يَفي

ما لي سِوَى روحي وباذِلُ نفسِهِ
في حُبّ مَن يَهْواهُ ليسَ بِمُسرِف

فلَئِنْ رَضِيتَ بها فقد أسعَفْتَني
يا خَيبَة المَسْعَى إذا لم تُسْعِفِ

يا مانِعي طيبَ المَنامِ ومانِحي
ثوبَ السّقامِ بِهِ ووَجْدِي المُتْلِفِ

عَطفاً على رَمقي وما أبقَيتَ لي
منْ جسميَ المُضْنى وقلبي المُدَنَفِ

فالوَجْدُ باقٍ والوِصَالُ مُماطلي
والصّبْرُ فانٍ واللّقاء مُسَوّفي

لم أَخلُ من حَسَدٍ عليك فلا تُضِعْ
سَهَري بتَشْنِيع الخَيالِ المُرجِفِ

واسأَلْ نجومَ اللّيلِ هل زارَ الكَرَى
جَفني وكيف يزورُ مَن لم يَعْرِفِ

لا غَرْوَ إن شَحّتْ بغُمْضِ جُفُونها
عيني وسَحّتْ بالدّموعِ الذّرّفِ

وبما جرَى في موقفِ التوديعِ مِنْ
ألمِ النّوَى شاهدتُ هَولَ الموقفِ

إن لم يكن وْصلٌ لدَيْكَ فعِدْ به
أَمَلي وَمَاطِلْ إنْ وَعَدْتَ ولا تفي

قصيدة ما بين معترك الأحداق والمهج

ومن أشهر قصائد سلطان العاشقين ابن الفارض أيضًا قصيدة ما بين معترك الأحداق والمهج التي يقول فيها:[3]

ما بَيْنَ مُعْتَركِ الأحداقِ والمُهَجِ
أنا القَتِيلُ بلا إثمٍ ولا حَرَجِ

ودّعتُ قبل الهوى روحي لما نَظَرْتَ
عينايَ مِنْ حُسْنِ ذاك المنظرِ البَهجِ

للَّهِ أجفانُ عَينٍ فيكَ ساهِرةٍ
شوقاً إليكَ وقلبٌ بالغَرامِ شَجِ

وأضلُعٌ نَحِلَتْ كادتْ تُقَوِّمُها
من الجوى كبِدي الحرّا من العِوَجِ

وأدمُعٌ هَمَلَتْ لولا التنفّس مِن
نارِ الهَوى لم أكدْ أنجو من اللُّجَجِ

وحَبّذَا فيكَ أسْقامٌ خَفيتَ بها
عنّي تقومُ بها عند الهوى حُجَجي

أصبَحتُ فيكَ كما أمسيَتُ مكْتَئِباً
ولم أقُلْ جَزَعاً يا أزمَةُ انفَرجي

أهْفُو إلى كلّ قَلْبٍ بالغرام لهُ
شُغْلٌ وكُلِّ لسانٍ بالهوى لَهِجِ

وكُلِّ سَمعٍ عن اللاحي به صَمَمٌ
وكلِّ جَفنٍ إلى الإِغفاء لم يَعُجِ

لا كانَ وَجْدٌ بِه الآماقُ جامدةٌ
ولا غرامٌ به الأشواقُ لم تَهِجِ

عذّب بما شئتَ غيرَ البُعدِ عنكَ تجدْ
أوفى محِبّ بما يُرضيكَ مُبْتَهجِ

وخُذْ بقيّةَ ما أبقَيتَ من رمَقٍ
لا خيرَ في الحبّ إن أبقى على المُهجِ

مَن لي بإتلاف روحي في هوَى رَشَإٍ
حُلْوِ الشمائل بالأرواحِ مُمتَزِجِ

مَن ماتَ فيه غَراماً عاشَ مُرْتَقِياً
ما بينَ أهلِ الهوَى في أرفع الدّرَجِ

مُحَجَّبٌ لو سَرى في مِثلِ طُرَّتِهِ
أغنَتْهُ غُرّتُهُ الغَرّا عن السُّرُجِ

اقرأ أيضًا: من هو امير الشعراء في العصر الجاهلي

بهذه القصائد نصل إلى نهاية هذا المقال الذي تحدَّثنا فيه عن من هو الشاعر الذي لقب بسلطان العاشقين ومررنا على سبب تسمية ابن الفارض بسلطان العاشقين وتحدَّثنا عن أشهر أقواله في الحب وعن أشهر قصائده أيضًا.