حكم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

حكم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر إنّ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر من وسائل الشريعة الإسلامية التي تسهم في إرشاد الناس إلى الخير وتذكيرهم بحرمة أمر يقومون به، حيث أنّ هذه العبادة يؤجر من يقوم بها عند الله -سبحانه وتعالى-، كما أنّ عبادة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي عبادة يتقرب بها العبد إلى الله -عز وجل-، وعبر هذا المقال يسلط موقع المرجع الضوء على حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعريفها وأهميتها في توحيد الله -تعالى-.

تعريف الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر

إنّ المعروف في اللغة هو ما تعارف عليه الناس وعَلِمُوه، أمّا في الاصطلاح الشرعي فهو يجمع بين طاعة الله والقرب منه، والإحسان إلى النّاس، كما يتمثل في كل ما أمر به الله -سبحانه وتعالى- ورسوله الكريم ويكون من خلال الدعوة إليه وترغيب الناس به، وإشاعته في حال ظهر تركه، كما يتمثل مفهوم المنكر في اللغة بكل ما جهله الناس واستنكروه، أمّا في الاصطلاح الشرعي يقصد به كل ما حرّمَه الشّرع وقبحه وكرهه ويشمل كافة المعاصي، بحيث ينبغي الابتعاد عن كل ما نهى عنه الله -سبحانه وتعالى- ورسوله من خلال مقاومته في حال ظهوره.[1][2]

حكم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

يُعتبَر فَرض واجب على المجتمع كَكُلّ، ولكنّه فَرض كِفايَة، حيث وردت العديد من الآيات القرآنية التي تدل على أهمية الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، فقد يتساهل العديد من الناس في هذا الأمر، ولذلك أوضحها الله في كتابه الكريم للاهتمام بها فقد قال -تعالى-: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)[3]، حيث إن الأَمرُ بالمَعرُوفِ والنّهي عنِ المنكرِ من الواجبات الإسلامية التي اتفق عليها الأئمة، كما أنّ كمال رسالة الإسلام يتحقق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا خيرَ في دين لا يأمر ولا يَدعو إلى الخير والمعروف.[4]

حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إسلام ويب

إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يساهم في تحقيق خيرية الأمة الإسلامية وكمالها، وتمايزها عن غيرها من الأمم، فهي عبادةٌ يَتقرَّب بها العبد إلى الله -عزَّ وجلّ-، حيث اختلف أهل العلم بأنها فرض عين أم فرض كفاية، حيث يعتبر فرض كفاية وتمّ بيان الحكم وتفصيله على النحو الآتي:[5]

“أوضح النووي بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية إذا قام به بعض الناس سقط الحرج عن الباقين، وإذا تركه الجميع أثم كل من تمكن منه بلا عذر ولا خوف”، كما أوضح الخرشي بأنّ “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفاية بشروط أن يكون الأمر عالما بالمعروف والمنكر لئلا ينهى عن معروف يعتقد أنه منكر، أو يأمر بمنكر يعتقد أنه معروف، وأن يأمن أن يؤدي إنكاره إلى منكر أكبر منه”

شاهد أيضًا: ما هي أول وصايا لقمان لابنه

أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

يعتبر من مبادئ الدّين الإسلامي قيام المسلم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو يُعدّ سببًا في ظهور الأخوَّة بين المسلمين، وتظهر من خلال إرشادهم إلى الخير والطريق الصحيح ودفع المنكر عنهم، حيث تكمن أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما يلي:[6]

• تحقيق الوحدة والقوة للمسلمين.
• تحقيق الأمن والأمان في المجتمع وحمايته وصيانته.
• تجمع المسلمين، وتوحّد الجهود، وتجمع القلوب وترشدها إلى سبيل الحق.
• القيام بأوامر الله تعالى، حيث إنّه أمر عباده بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكلّ أمرٍ من الله عبادةٌ، والعبادة هي الغاية من الخلق.
• تعتبر عبادة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهمّ العبادات، فبها يتناصح المسلمون ويتحاوبون ويتوحدون.
• دحض الفساد من الأرض، وإعمارها بالخير والبرّ، بعيداً عن الإشراك والابتداع والعصيان.

عقوبة ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فرائض الإسلام، حيث إن تركها من كبائر الذنوب، كما يعتبر من تركها وهو يستطيع عاصٍ لله ولرسوله، ولها عقوبة من الله -عزّ وجل-، حيث قال -تعالى-: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)[7]، كما ورد عن رسول الله -صلّ الله عليه وسلم-: (من رأى منكم منكرًا فليغيرْه بيدِه فإن لم يستطعْ فبلسانِه . فإن لم يستطعْ فبقلبِه . وذلك أضعفُ الإيمانِ)[8][9].

شاهد أيضًا: ما حكم من يعمل الأعمال الصالحة يريد بذلك مجرد