من الضوابط التي وضعها العلماء للمفسر

من الضوابط التي وضعها العلماء للمفسر، والتي ينبغي على المفسر أن يأخذها بعين الاعتبار وأن يخضع لها عند البدء بعملية التفسير، ولأن طبيعة عمله تتعلق بكتاب الله وسنة نبيه فكان لا بد أن يخضع لضوابط حتى يكون أهلا لثقة الجمهور، وتكون تفسيراته في موضوعها بدون مجال لتشكيك في مصداقيتها وفي مقالنا هذا عبر  موقع المرجع سنخوض في بحر من الضوابط التي وضعها العلماء للمفسر تابع معنا.

تعريف المفسر لغة واصطلاحا 

للمفُسر دور عظيم في ترجمة كلام الله عز وجل وتبسيطه للمسلمين لِيتسنى لهم فهم الآيات والتدبر فيها، حيث يمكن تعريف المفسر، كالآتي:

  • المفسر لغةً: هو من يقوم بالكشف، والبيان، والإبانة، والتوضيح، والشرح، لآيات القرآن الكريم.
  • المفسر اصطلاحاً: هو الشخص الذي يسعى إلى استنباط معاني الآيات؛ وليتوصل إلى درك المراد الإلهي من النصوص القرآنية، معتمداً في ذلك على المصادر والشواهد المعتبرة والأسلوب الصحيح في التعامل معها .أو هو من يقوم مؤهلاً بتفسير القرآن الكريم وفق الشروط والضوابط التي وضعها العلماء.

من الضوابط التي وضعها العلماء للمفسر 

قال سبحانه وتعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ}[1]، ولأن كتاب الله وسنة نبيه هيا المرجع النهج الأول وجب أن يكون هناك مفسرين ومبسطين لجملة الأحكام الواردة, ولكي يكون هذا المفسر أهلا لتفسير ويأخذ بقوله وجب عليه مجموعه من الضوابط التي وضعها العلماء للمفسر والتي يجب أن تتوفر عنده ونذكر أهمها :

سلامة العقيدة

يأتي في المرتبة الأولى من الضوابط التي وضعها العلماء للمفسر كي يكون المفسر أهلا لثقة ويجاز له التفسير أن ذو عقيدة سليمة ويقصد بذلك أن تكون عقيدة المفسر موافقة لعقيدة سلف الأمة من الصحابة والتابعين فإن من انحرفت عقيدته يعتقد رأيا ثم يحمل ألفاظ القرآن عليه وليس لهم سلف من الصحابة والتابعين، فإذا فسر القرآن أوَّل الآيات التي تخالف مذهبه الباطل، وحرفها حتى توافق مذهبه، ومثل هذا لا يطلب الحق فكيف يُطلب منه! ومن هؤلاء فرق الخوارج والروافض والمعتزلة وغلاة الصوفية وغيرهم.

الإلمام بدلالة الأفعال ومعرفة معانيها

لأن القران الكريم جاء بلسان عربي حيث قال سبحانه وتعالى: {إنا أنزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون}[2]، فكان لا بد على المفسر أن يكون ملما جيد بلغة العربية والذي قد يجده الكثير شرطا صعبا لأن اللغة العربية بحرا واسعا لا يستهان به وتأول به الكلمة لأكثر من معنى مما قد يسبب خطأ في تفسير معاني القران إذ يختلف معنى الفعل في اللغة العربية بحسب ما يتعدى به.

حمل كلام الله على الحقيقة

من الضوابط التي وضعها العلماء على المفسر حمل كلام الله على حقيقته ويندرج ذلك تحت بند الصدق بحيث يجب على المفسر أن يفسر كلام الله كما جاء معناه وبما يحقق المعنى المطلوب و على المفسر  عدم تغيير الحقائق الواردة في الآيات الكريمة، وأن لا يعدل عنها إلا ببرهان لأن الهوى يحمل صاحبه على نصرة مذهبه ولو كان باطلا، ويصرفه عن غيره ولو كان حقا, وورد النهي عن القول في القرآن بغير علم والوعيد الشديد على من اجترأ على ذلك.

اختيار أفضل طرق التفسير

يجب على المفسر اختيار أفضل طرق التفسير بحيث يفسر الند بالند أولا. بحيث يفسر القرآن بالقرآن حيث قال سبحانه وتعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلّ شَيْءٍ}[1]، ثم تفسير القرآن بالسنة حيث قال الإمام أحمد -رحمه الله- تعالى: “السنة تفسر القرآن وتبينه”، يليه تفسير القرآن بأقوال الصحابة، ثم تفسير القرآن بأقوال التابعين، ثم أقوال أئمة التفسير، ومن ثم ما كان بحسب قواعد اللغة العربية

أن يراعي دلالات الألفاظ ولوازمها

لقد جاءت في القرآن الكريم الكثر من الدلالات التي قد تكون واضحة وضوحا حرفيا بمعني معاني تضمنتها الآيات نصا، وهناك ما جاء ضمن السياق بمعنى معان دلّت عليها عن طريق التضمين وهنا يجب على المفسر أن يلتزم بدلالات الألفاظ وما تتضمنه من المعاني.

فهم ومراعاة سياق الآيات

في كثير من المواضع في القران لا يفهم المعنى  الا بربطه بما قبله او بعده ولكي يكمل المعنى المرجو من الآية، يجب على المفسر مراعاة سياق الآية، وأن يربطها بالآيات التي قبلها وبعدها؛ لأن مراد المتكلم لا يظهر إلا من خلال سياق كلامه.

تعريف علم التفسير لغة واصطلاحا 

يُعرف علم التفسير في اللغة بالبيان والكشف للمعاني المقبولة والمقصودة، بينمت يتم تعريفا اصطلاحاً بالعلم الذي يبحث في بيان كيفية فهم ألفاظ القرآن الكريم، وكشف ما فيه من دلالاتٍ، وأحكام، وتراكيب، ومعان، وقد عرف الزركشيّ التفسير بأنه: “علم يفهم به كتاب الله، المنزل على نبيّه محمد -صلّى الله عليه وسلم-، وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحكمه.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي جاء بعنوان من الضوابط التي وضعها العلماء للمفسر حيث تطرقنا لضوابط وتعريف المفسر وعلم التفسير.

المراجع

  1. الأنعام , الآية 89
  2. يوسف , الآية 2

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *