أقوال العلماء في سن الأضحية وشروطها
جدول المحتويات
أقوال العلماء في سن الأضحية وشروطها، فالأضحية هي كلُ ما يذبحه المسلم في يوم النحر، أي في عيد الأضحى، وما يليهُ من أيام التشريق الثلاثة، من بهيمة الأنعام، نيلاً لرضا الله -سبحانه وتعالى-، وتقربًا منه، وحرصًا على الاقتداء برسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومن خلال موقع المرجع سنتعرفُ على أقوال العلماء في سن الأضحية وشروطها تفصيلاً.
مشروعية الأضحية
تُعرفُ الأضحيّة بأنها كُل ما يذبحُ المسلم من الإبل، والغنم، والبقر في يوم عيد الأضحى، وفي أيام التشريق، تعبدًا وتقربًا إلى الله -سبحانهُ وتعالى-، وقد وردت مشروعية الأضحية في قوله تعالى: (فصلّ لربك وانحر)[1]، وذكرت مشروعيتها في السنة النبوية، عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: (ضَحَّى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا)، وأجمعَ المسلمون أيضًا على مشروعيتها.
شاهد أيضًا: حكم شراء الاضحية بالكيلو أو بالميزان بعد الذبح
أقوال العلماء في سن الأضحية
تعد الأضحيّة من شعائر الإسلام، لذا وضعت لها أحكامًا وشروطًا جازمة، وإحدى هذه الشروطُ هي أن تبلغ الأضحية السن الذي حدده الشرع حتى تكون مقبولة شرعًا، وسن الأنعام الذي حددهُ الشارع واتفق عليه الفقهاء هو أنه لا يجوز التضحية بأقل من الثني إذا كانت الأضحية من الإبل، أو البقر، أو المعز، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ).[2]
شاهد أيضًا: هل يجوز المشاركة في الاضحية
أقوال العلماء في سن الجذع والثني
تعددت الأقوال واختلفت في سن كُلاً من الجذع والثني، على النحو الآتي:
أقوال العلماء في سن الجذع
تعددت أقوال العلما في سن الجذع من الضأن على ثلاثة أقوال، وهي كالآتي:
- القول الأول: اتفقَ فقهاء المذهب الحنفيّ، والحنبلي، وبعضًا من فقهاء المالكيّ على أن الجذع من الضأن هو من بلغ من العمر ستة أشهر، ودخل في السابعة، وقد اشترطُ في الحنفيّة أن يكون الضأن سمينًا.
- القول الثاني: تحيد الزعفراني من المذهب الحنفي قولهم فأقر أن الجذع من الضأن هو ما بلغ من العمر سبعة أشهر، وقيل ثمانية أشهر، وقيل تسعة أشهر.
- القول الثالث: القول الراجح لدى فقهاء المذهب الشافعي والمذهب المالكيّ هو أنّ الجذع من الضأن إذا بلغ من العمر سنة، ودخل في الثانية فإن التضحية به تُجزئ.
أقوال العلماء في سن الثني
كما تعددت أقوال الفقهاء في السن المقصود من الثني على النحو الآتي:
- القول الأول: اتفق فقهاء المذهب الشافعي، والحنبلي، والحنفيّ على أن الثني من الإبل ما بلغ من العمر خمس سنين، ودخل في السادسة، ومن البقر ما بلغ من العمر سنتين ودخل في الثالثة، والثني من المعز ما بلغ من العمر سنة ودخل في الثانية.
- القول الثاني: حدد المذهب المالكي أن الثني من الإبل ما أتم من العمر خمس سنوات، وبدأ في السادسة، ومن البقر ما أتن من العمر ثلاثة سنوات وبدأ في الرابعة، والثني من الضأن والمعز ما أتم من العمر سنتين وبدأ في الثالثة.
شاهد أيضًا: هل يجوز ذبح الاضحية قبل صلاة العيد
شروط الأضحية
تتعدد شروط الأضحية وفقًا للنقاط الآتية:
- تجزئ في الأضحية بهيمة الأنعام، فمن الضأن تُجزئ الجذع، ومن المعز والإبل والبقر تجزىء الثنية، وقد جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- البُدنة أفضل ما يتقرب به من الذبح في الحديث عن فضل الجمعة، إذ قال: (منِ اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَدَنَةً).[3]
- ذبح الأضحية في الوقت المُحدد والمخصوص لها شرعًا.
- النية عند ذبح الأضحية، فالأضحية في مفهومها تقرب وتعبد لله وحده لا شريك له، والأعمال بالنيات، ولكل امرىء ما عقد ونوى.
- أن يمتلك المضحي الأضحية بطريقة مشروعة، فإن كانت مسروقة، أو مغصوبة، أو تم شراؤها بمال حرام فإنها لا تصح ولا تجوز.
- سلامة الأضحية من العيوب، حيثُ قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا يجوزُ مِنَ الضحايا: العَوْرَاءُ الَبيِّنُ عَوَرُهَا، والعَرْجَاءُ البَيِّنُ عَرَجُهَا، والمريضةُ البَيِّنُ مَرَضُهَا، والعَجْفَاءُ التي لا تُنْقِي).[4]
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا أقوال العلماء في سن الأضحية وشروطها، حيثُ سلطنا الضوء على أحكام الأضحيّة، وشروط صحتها، والحكمة من تشريعها.
التعليقات