من هو التبع اليماني

من هو التبع اليماني الشخصية الحاضرة في الثقافات والروايات القديمة عن أهل اليمن، وحربهم مع بني قيس من أهل الشام، الذين ثأروا من ملك حِميَر قاتل ربيعة قائد بني قيس، وأثر تلك القصة في الحضارات العربية القديمة، التي تم تجسيد أحداثها في عدة مسلسلات فنتازيا تاريخية عربية، فمن هو التبع اليماني وما هي التفاصيل الواردة عنه تاريخياً، هو ما سوف يطلعكم به موقع المرجع، عبر تسليط الضوء على ما ورد عنه من الروايات وعن ملحمته وتنبؤاته.

من هو التبع اليماني

إنّ التبع اليماني الأول هو أسعد الكامل واسمه الحقيقي أسعد ملك كرب يهامن ويكنى بأبو كرب، ولد ضمن منطقة خمر وعاش في جبال الهنُوم بهمدان، فرض حكمه على اليمن بين أواخر القرن الرابع ومطلع القرن الخامس، وقد امتد سلطانه من ظفار إلى نجد والحجاز، وسيطر على سواحل البحر الأحمر والمحيد الهندي، وقد ورث الحكم عن والده الذي أعانه في الحكم قبل وصوله إليه، فكسب الخبرة وسدادة الرأي، امتد حكمه ثلاثة عقود، وكان ملكً سبأ وحضرموت وذي ريدان وأعراب الطود وتهامة، له عدة ألقاب منها (التبع اليماني – التبع الأوسط – التبع أسعد – التبع الرائد – وغيرها)، ولقب التبع هو لقب خاص بملوك اليمن، اعتنق الديانة اليهودية ويقال أنه أسلم في آخر حكمه، كما أنه أول من أمر بكساء الكعبة الشريفة.[1]

التبع اليماني والرسول

تقول كتب التاريخ القديم بورود حديث غير معلوم الصحة عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: {لا تسُبُّوا تُبَّعًا فإنَّه قد أسلَم}[2]، مما يدل أن قوم التبع حسان لم يؤمنوا بالله ورسله، أو أنّ التبع جارى قومه في الضلال والتكذيب لكنه آمن بالله تعالى في النهاية، وتروي القصص الواردة في الأثر أن التبع أسعد والد التبع حسان كان أول من ألبس الكعبة كسائها لأول مرة، بعد أن أشار عليه بعض أتباعه بقيمتها الدينية وأن بانيها هو أحد أنبياء الله، ويقال بورود حديث آخر نهى خلاله النبي الكريم عن سب التبع أسعد الحميري، بفضل وبركات هذا التصرف.

ورد ذكر قوم تبع في القرآن الكريم في سورة “الدخان”، قال تعالى: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَاهُمْ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ}[3]، وفي سورة “ق”، قال تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ. وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ. وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ}[4].

شاهد أيضًا: تقرير عن عمان في عصر النباهنة حضارة وتواصل

من هم قوم تبع

قوم تبع من قحطانيي اليمن وقد أتى الهمداني كثيراً على ذكرهم في كتبه عن الأنساب، سكنوا اليمن ولقبوا بهذا اللقب الذي درج على تسمية ملوك اليمن عليه، كما قالت روايات أخرى أنهم كُنّوا به نسبة لتبعيتهم لكسرى ملك فارس، وتوجد عدة روايات أخرى دون أن يرد تأكيد من مصادرها عن دقتها، ولكن في الغالب التبع المقصود هو  أسعد أبا كرب .

شاهد أيضًا: الحضارة الصينية من أقدم الحضارات، وأطولها في تاريخ العالم.

قصة التبع اليماني كاملة

قتل التبع حسان بن التبع أسعد ربيعة بن دهر شقيق مرة وهم من شيوخ قبائل المخواة تقع حالياً جنوب السعودية، وكان ربيعة كبير القوم، بدأت القصة بعد أن أغار ربيعة على جيش الملك الكِندي في شمال الجزيرة وأمعن فيه قتلاً، وعلى الرغم من التناحر القائم بين الكِندي والتبع إلا أن طلبه المساعدة من ملك حِميَر لمواجهة العرب أثار غضب التبع على العرب، فواجه ربيعه بجيشٍ أهجد وأسره ثم أعدمه شنقاً، لكن أبناء ربيعة (كليب – سالم “الزير”) كانو صغاراً.

كبر كليب على رغبة الثأر وتعلم فنون القتال فأتقنها، حتى بات من أشجع فرسان العرب، أما سالم فكان ضخم الجثة ومن أقوى الفرسان لكنه كان زير نساء ولهو وخمر، لكن كليب سرى في دمه حب الثأر والانتقام لوالده المقتول والذي سبي منه الحكم من قبل التبع المهووس بالسلطة والحكم، بقي يتحين الفرص، إلى أن كاد له المكيدة وقتله في عقر داره، بعد أن أرسل في طلب الجليلة خطيبة كليب.

التبع اليماني والجليلة

وصل التبع اليماني خبر عن جمال الجليلة عن طريق الوشائين والعيون، فأرسل في زفها عروساً له، الجليلة ضاع قلبها بين كليب والزير، إلا أن كليب طلبها من والدها أولاً، أشار صديق كليب العراف بأن الوسيلة هي الحيلة على التبع، فألبسه زي قشمر المهرج واتجه إليه بنية القتل، وحذره كليب من سلسلة على بابه كل من يمر بها يعلم نيته فيقتل من أراد به شراً، دخل قشمر بنية تسلية التبع فأوجس خيفةً من السلسلة ووقف بالباب، سأله التبع ما به، رد فيها شيءٌ أكرهه، أمر التبع بإبعاد السلسلة، وقد شاركت الجليلة في تلك المكيدة وغنت للتبع حسان أغنيةً من شعرها، شلّت بها مشاعره، وأججت الرغبة لها في نفسه، مما ساعدها في إقناع التبع بدعوة قشمر “كليب” مجدداً، الذي علمه التبع فور دخوله، لكن التبع سرد قصيدةً مقتله قبل مفارقته الحياة.

نبوءات التبع اليماني

للتبع اليماني حسان ملحمة شعرية سرد فيها تنبؤاته لتاريخ العرب، من عصر قبل الإسلام وحتى قيام الساعة والعلم عند الله، وكانت التنبؤات قد جاءت في القصيدة التي تلاها على كليب بن ربيعة حين أيقن أنه مقتول لا محالة، وجاء في تلك التنبؤات:

• كليب بن ربيعة قاتل التبع.
• فتنة في أرض العرب.
• مقتل كليب برمح جساس، وأن وصيته تكتب بدمه على الصخر.
• الزير سالم يثأر لدمه.
• تلد له الجليلة الجرو الذي يقتل جساس خاله.
• بعد موت كليب يظهر ذي يزن ملكاً، ابنه دمر يصل إلى بحكمه إلى الشام.
• يظهر رسول الله محمد وينشر الإسلام.
• تحدث عن الخلفاء الراشدين وقصص موتهم،
• تطرق لحكم الحسين بن علي وبعده بنو العباس.
• تحدث عن الحضارات الأخرى والملوك الذين يحكمون البلاد، ويروي قصص الحضارات التي تنطلق من اليمن.
• يبشر بأن أرض مصر سوف تدمر.
• يتنبأ بمقتل عدة شخصيات من قادة العرب.
• يتنبأ بشخصيات تنشر الفساد والفتن كالأشطان وابن عثمان المساعد، وفي آخر الزمان يظهر المهدي ينشر الحق ويفتح البلاد.
• يتحدث عن علائم يوم القيامة.
• وفي ختام أبياته يؤكد أن علمه جاء من الجفر.

شاهد أيضًا: من هم قوم تبع

هكذا؛ ومع هذا القدر من المعلومات عن التبع اليماني، نكون قد وصلنا بكم إلى ختام موضوع بحثنا، الذي جاء تحت عنوان من هو التبع اليماني، فقد تعرفنا عبر فقراته المنوعة على شخصية التبع التي حيرت العالم، في حقيقة انتمائها وولائها الديني، وكانت عبر التاريخ العربي محط أنظار مدوني التاريخ العربي القديم.