الأسهم الأمريكية تسجل أسوأ أداء شهري خلال عام 2024

أغلقت الأسهم الأمريكية تعاملات شهر أبريل بأسوأ أداء شهري لها في عام 2024، حيث سجلت عشرة من أصل 11 قطاع على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أكبر انخفاض شهري لهذا العام.

وتكبد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي ومؤشر ناسداك المركب خسائر بنسبة 4.2% و4.4% على التوالي في أبريل ليسجلا أول انخفاض لهما منذ أكتوبر، حيث أدى التضخم الثابت إلى تراجع الرهانات على تخفيضات أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي، في حين أدت مجموعة متباينة من تقارير الأرباح للربع الأول والتوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط إلى زيادة تقلبات السوق.

كما سجل مؤشر داو جونز الصناعي المكون من 30 سهمًا خسارة بنسبة 5% في أبريل وهو أكبر انخفاض شهري منذ سبتمبر 2022، وفقًا لبيانات سوق داو جونز.

تراجعت الاحتمالات الضمنية لثلاثة تخفيضات فى أسعار الفائدة مع نهاية هذا العام من 66% إلي 7% خلال شهر أبريل، وفقا لأداة CME FedWatch، في الوقت نفسه، سجلت عوائد سندات الخزانة ذات آجال الاستحقاق المتباينة أعلى مستوياتها في عام 2024، حيث شهدت عوائد سندات الخزانة لآجل عامين ولآجل 10 سنوات مكاسب تخطت 30 نقطة أساس في شهر أبريل.

تغيير في توقعات السياسة النقدية

في بداية عام 2024 توقع المستثمرون أن يخفض البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بشكل كبير هذا العام مع تراجع ضغوط الأسعار، لكن سلسلة من بيانات التضخم التي جاءت أعلي من المتوقع في أبريل أجبرت وول ستريت على التراجع عن توقعاتها بشأن توقيت سعر الفائدة، بل إن البعض يراهن على أن التخفيض الأول لن يأتي قبل سبتمبر أو ربما لن يحدث على الإطلاق هذا العام.

جاء التحول في توقعات السياسة النقدية في أعقاب بيانات التضخم التي جاءت أكثر ارتفاعًا من المتوقع في شهر أبريل، يذكر أن البنك الاحتياطي الفيدرالي بدأ سياسة رفع أسعار الفائدة منذ عام 2022 من أجل السيطرة على الارتفاع القياسي في معدلات التضخم التي وصلت إلى أعلى مستوياتها في أكثر من 40 عام.

إن ارتفاع عائدات السندات وارتفاع أسعار الفائدة عادة ما تؤثر على الأسهم، حيث أن ارتفاع تكاليف الاقتراض تؤثر على الأرباح نتيجة ارتفاع نفقات الفائدة على ديون الشركات.

وعلى الرغم من خسائر شهر أبريل إلا أن الأسهم لا تزال مرتفعة هذا العام، حيث حقق مؤشر داو جونز ارتفاع بنسبة 0.3% منذ بداية العام حتي الآن، وارتفع كل من مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر ناسداك بنسبة 6% لكل منهما، والجدير بالذكر أن مؤشرات الأسهم لا تزال مرتفعة بشكل ملحوظ من أدنى مستوياتها في أكتوبر 2022 عندما بلغت مخاوف الركود ذروتها، حيث عاد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمكاسب تخطت 30% في الأشهر الثمانية عشر الماضية.

يعتقد العديد من خبراء سوق تداول الأسهم أنه حتى مع تزايد جاذبية عوائد السندات للمستثمرين، لا تزال مؤشرات الأسهم قريبة من أعلى مستوياتها على الإطلاق التي حققتها في مارس، وذلك لأن الأسهم لا تحتاج إلى تخفيضات أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي لمواصلة الارتفاع، كل ما تحتاجه هو نمو قوى فى الأرباح، فالأمر لا يقتصر فقط على تخفيضات أسعار الفائدة للتأثير على تقييمات الأسهم، خاصة وأن النمو القوي في الأرباح لا سيما في قطاع التكنولوجيا قد عوض مستثمري الأسهم عن خفض سعر الفائدة.

ما الذي يجب مراقبته؟

سيعلن البنك الاحتياطي الفيدرالي نتائج اجتماعه الدوري الثالث لهذا العام في بداية شهر مايو، ورغم أن أغلبية واسعة من الاقتصاديين يتوقعون أن تظل سعر الفائدة المستهدفة على الأموال الفيدرالية ثابتة بين نطاقي 5.25% و 5.50% وهو أعلى مستوى منذ عام 2001، إلا أن الأسواق تتفاعل عادة بشكل حاد مع الاتجاه المستقبلي للسياسة النقدية، وربما توفر فكرة عما إذا كانت خسائر شهر أبريل ستجلب المكاسب للمستثمرين في مايو.

مع استعداد البنك الاحتياطي الفيدرالي للحفاظ على أسعار الفائدة دون تغيير وسط التضخم الساخن، سيتحول تركيز المستثمرين إلى ما سيقوله رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” في المؤتمر الصحفي حول توقعاته للتيسير، أظهر تقرير صادر عن مكتب إحصاءات العمل قفزة أعلى من المتوقع في تعويضات الموظفين، في حين من المتوقع أن لا تظهر بيانات فرص العمل (JOLTS) وكذلك تقرير التوظيف الرسمي أي تباطؤ كبير في سوق الوظائف، ويشير ذلك إلى أن الاقتصاد لا يزال قوياً وأن التضخم مرتفع ويتجاوز بكثير هدف البنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، وقد أوضح المسؤولون أنهم بحاجة إلى دليل ملموس على أن التضخم يتجه نحو هذا المستوى قبل خفض أسعار الفائدة.

أمازون تحقق مكاسب بفضل تقنية الذكاء الاصطناعي وشركتي AMD و Super Micro يتراجعان بسبب النتائج المخيبة للآمال

حققت أمازون مكاسب عقب نتائح الأرباح التي جاءت متفوقة على توقعات المحللين، في حين تأخر اثنان آخران من نجوم الذكاء الاصطناعي، ارتفعت أسهم أمازون (AMZN) بنسبة 2% تقريبًا بعد أن أعلنت شركة التكنولوجيا العملاقة عن نتائج أعلى من المتوقع للربع الأول حيث تجاوزت التوقعات بسبب وحدة الحوسبة السحابية التابعة لهاAmazon Web Services (AWS) ونمو إيرادات الإعلانات، إن الدلائل على أن طفرة الذكاء الاصطناعي تعمل على تعزيز النمو في AWS أبهجت المستثمرين حتى مع عدم تقديم شركة التكنولوجيا أي طريق لدفع الأرباح، حيث قال الرئيس التنفيذي “آندي جاسي” إن أكثر من 100000 من شركاء البيع في أمازون استخدموا واحدًا على الأقل من تطبيقات الذكاء الاصطناعي المولدة للشركة.

في المقابل، تراجعت أسهم شركة Advanced Micro Devices (AMD) بأكثر من 7% بعد أن الاعلان عن إيرادات العام بأكمله التي جاءت مخيبة لآمال الشركة، وانخفضت أسهم شركة Super Micro Computer (SMCI) بأكثر من 13% بعد أن خالف الخادم ومزود تخزين البيانات توقعات المحللين للإيرادات في الربع الثالث من السنة المالية.

سقوط تسلا بسبب إغلاق ماسك لقسم الشاحن الفائق

انخفضت أسهم Tesla (TSLA) بنحو 2% بعد أن قام الرئيس التنفيذي “إيلون ماسك” بإغلاق قسم الشاحن الفائق لشركة صناعة السيارات الكهربائية مع استمرار الشركة في تبسيط سوق السيارات الكهربائية المتباطئ، ذكرت صحيفة The Information نقلاً عن مذكرة داخلية أن رئيس المنتجات الجديدة في شركة تسلا لن يعمل بعد الآن مع فقدان حوالي 500 شخص لوظائفهم، وفي منشور على X لاحقًا، قال ماسك إن تسلا لا تزال تخطط لتنمية شبكة Supercharger أو الشحن الفائق ولكن بوتيرة أبطأ للمواقع الجديدة وسيكون هناك مزيد من التركيز على وقت التشغيل بنسبة 100% وتوسيع المواقع الحالية، وكانت أسهم الشركة هي الأسوأ على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خلال الربع الأول، لكنها ارتفعت مؤخرًا حيث نظر المستثمرون إلى التحديات الأخيرة وركزوا على خطط لتسريع إنتاج نماذج جديدة وموافقة مبدئية لنشر نظام القيادة الذاتية الكامل في الصين.

كيف تستثمر في شهر مايو؟

بعد خمسة أشهر متتالية من المكاسب والتي انتهت بحلول نهاية شهر أبريل، يفكر المستثمرون الآن فيما إذا كان القول المأثور “البيع في مايو والرحيل” سيكون ذا صلة هذا العام، حيث من المتوقع أن تدخل الأسهم في فترة أضعف.

يشير المثل القائل “البيع في شهر مايو والذهاب بعيدًا” إلى أنه يجب على المستثمرين بيع ممتلكاتهم من الأسهم في شهر مايو وعدم العودة حتى الخريف، وتستند هذه الاستراتيجية إلى الأنماط التاريخية لأداء سوق الأوراق المالية، حيث تميل الأسهم إلى الأداء الضعيف خلال أشهر الصيف والتعافي في الخريف.

ومع ذلك، فمن غير المؤكد ما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستكون فعالة هذا العام، في حين أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي شهد ارتفاعًا في الأشهر الأولى من العام، فإن هذا لا يعني بالضرورة أن السوق سوف يتراجع في مايو.

يؤمن بعض المستثمرين بهذا القول المأثور وقد يختارون تقليل تعرضهم للسوق في شهر مايو، وقد يتخذ آخرون نهجا أكثر دقة، مع الأخذ في الاعتبار البيئة الاقتصادية الحالية وعوامل أخرى قبل اتخاذ قرارات الاستثمار، ومع ذلك، يجب على المستثمر أن يلاحظ أنه من المهم بالنسبة للمستثمرين إجراء أبحاثهم الخاصة والنظر في مدى تحملهم للمخاطر وأهدافهم الاستثمارية قبل اتخاذ القرارات بناءً على هذا القول المأثور أو أي اتجاهات أخرى في السوق.

الأداء التاريخي

يظهر التاريخ أن أداء سوق الأوراق المالية يميل إلى التراجع في الفترة من مايو إلى أكتوبر مقارنة بالفترة من نوفمبر إلى أبريل، ومع ذلك، يمكن للمستثمرين أن يتوقعوا مكاسب منخفضة من رقم واحد خلال الأشهر الستة المقبلة.

بالعودة إلى عام 1928، كان الأداء السنوي لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 في الفترة من نوفمبر إلى أبريل هو أقوى دورة مدتها ستة أشهر في العام، تشير بيانات سوق داو جونز إلى أن مؤشر S&P 500 حقق متوسط مكاسب بنسبة 5.2% خلال الفترة من نوفمبر إلى أبريل، وهذا أكثر من ضعف الارتفاع البالغ 2.1% في دورة مايو إلى أكتوبر، وقد تعزز هذا الاتجاه منذ عام 1950 مع زيادة بنسبة 7% لدورة بداية نوفمبر مقابل 1.7% لدورة بداية مايو.

لكن النتائج كانت أقل دراماتيكية في الأعوام العشرة الماضية، مع زيادة في الفترة من نوفمبر إلى نيسان بنسبة 5.5% مقابل زيادة بنسبة 4% في الأشهر الستة الأخرى، واتسعت الفجوة قليلاً خلال السنوات الخمس الماضية لتصل إلى 6% مقابل 4% وفقاً لبيانات سوق داو جونز.

ومع انتهاء الفترة من نوفمبر 2023 إلى أبريل 2024 يبدو من شبه المؤكد أن يستمر هذا الاتجاه هذا العام، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 22% منذ نهاية أكتوبر الماضي، وهو في طريقه لتحقيق أفضل امتداد من نوفمبر إلى أبريل منذ تحقيق مكاسب بنسبة 27.9% خلال الفترة من نوفمبر 20020 إلى أبريل 2021.

الانتخابات الرئاسية تعطي المستثمرين بعض الأمل

خلال سنوات الانتخابات بلغ متوسط أداء مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خلال الفترة من مايو إلى أكتوبر 4.2% ويتفوق هذا بكثير على الارتفاع بنسبة 2.6% في عام ما قبل الانتخابات والزيادة بنسبة 2.1% في عام ما بعد الانتخابات وانخفاض بنسبة 0.5% في عام التجديد النصفي.

على الرغم من أهمية الاتجاهات التاريخية، فإن المستثمرين الذين يتبعون أسلوب الاستثمار هذا يعرفون أن الإستراتيجية الأكثر أهمية هي البقاء في تناغم مع المؤشرات الرئيسية، حيث دخلت سوق الأسهم في تصحيح في وقت سابق من شهر أبريل حيث انخفض مؤشر ناسداك وستاندرد آند بورز 500 ومؤشر داو جونز الصناعي إلى ما دون المتوسطات المتحركة لمدة 50 يومًا، لكن المؤشرات حاليًا تقوم بمحاولة للارتفاع، لذلك يمكن أن يبدأ الاتجاه الصعودي للسوق مرة أخري.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *