ما هي العوامل التي تساعد على امتصاص الكالسيوم

ما هي العوامل التي تساعد على امتصاص الكالسيوم، تُعدّ المعادن إحدى المجموعات الغذائية الأربعة كالفيتامينات والأحماض الأمينية والدهنية الأساسية، من العناصر الضرورية المغذيّة لجسم الإنسان، يتمّ إنتاج هذه المعادن في الأرض ومن ثمّ تقوم النباتات بامتصاصها من التربة، وهي بذلك تدخل إلى جسم الإنسان عن طريق أكل النباتات والحيوانات أو شرب المياه، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ التعرُّف على أهمية الكالسيوم في الجسم والعوامل التي تسبب النقص في مخزونه وأعراضه، بالإضافة إلى الاحتياج اليومي بحسب الفئات العمرية، والأشخاص الأكثر عُرضة لهذا النقص.

أهمية الكالسيوم في الجسم

تصنّف المعادن في الجسم ضمن مجموعتين وهي المعادن الخمسة الرئيسية، التي تشمل عنصر الكالسيوم بالإضافة إلى البوتاسيوم، المغنسيوم، الصوديوم، والفوسفور، والمعادن الأخرى التي تسمّى بعناصر التتبّع وهي الحديد والزنك والنحاس وغيرها، يعدّ عنصر الكالسيوم خامس العناصر الموجودة بكثرة في جسم الإنسان، إذ يقوم بدور حيوي مهمّ في الوظائف والعمليات الكيميائية والفيزيولوجية الحيوية في الخلايا، وتحديدًا في إفراز الهرمونات والأنزيمات والنواقل العصبيّة وبالتالي توصيل الرسائل إلى الدماغ، ويساعد الأوعية الدموية في توزيع الدمّ لكافة أنحاء الجسم، كما يدخل بشكلٍ أساسي في تركيب العظام بالجسم، ويؤدي النقص في مخزونه في الجسم إلى تقلُّص العضلات، اضطرابات الوظائف الحيوية، وهشاشة العظام والأسنان، ومن أهم المصادر الغذائية الغنيّة به الحليب ومشتقاته والقرنبيط الأخضر.[1]

شاهد أيضًّا: استخدام كميات مختلفة من المضادات الحيوية في تجربة على البكتيريا مثال على

ما هي العوامل التي تساعد على امتصاص الكالسيوم

تقوم الأمعاء الدقيقة في الجسم بامتصاص نسبة من الكالسيوم الذي تمّ إدخاله إلى الجسم عن طريق النظام الغذائي أو المكمّلات الغذائية، ويعتمد ذلك على كميّة الكالسيوم والنوع الذي يتمّ استهلاكه في الجسم، فيما يلي أهم العوامل التي تساعد في امتصاص الكالسيوم في الجسم:[2][3]

البيئة الحمضية في الأمعاء

يشترط في امتصاص كربونات الكالسيوم في الجسم وجود وسط حمضي مناسب حتى يتمّ امتصاصها في الأمعاء ومن ثمّ إيصالها إلى الدم، ويؤدي تناول الغذاء إلى إفراز حمض المعدة وبالتالي يُفضّل تناول كربونات الكالسيوم أثناء تناوُل الوجبات الغذائية حتى يتمّ امتصاصها بشكلٍ أفضل، في حين أنّ امتصاص سترات الكالسيوم لا يتطلّب وسط حمضي وبالتالي يمكن تناوُلها على معدة ممتلئة أو فارغة.

فيتامين د

يعتمد امتصاص الكالسيوم على مستوى مناسب من فيتامين د النشّط، ويمكن تحصيل هذا الفيتامين من الغذاء كالحليب المدعّم بفيتامين د، صفار البيض، والأسماك، كما يمكن الحصول عليه من خلال التعرُّض يوميًا لأشعّة الشمس لمدة 10 – 15 دقيقة، ومن الجدير بالذكر أنّ حدوث نقص في مخزون هذا الفيتامين يؤدي إلى صعوبة امتصاص الكالسيوم، وبالتالي استخدام الكالسيوم المخزّن في العظام مما يؤدي إلى هشاشتها وإضعافها.

هرمون الإستروجين

يلعب هرمون الإستروجين دورًا مهمًّا في امتصاص الكالسيوم في الجسم، لذلك بعد انقطاع الطمث ووصول النساء لسنّ اليأس يقلّ معدل امتصاص الكالسيوم في الجسم بسبب انخفاض مستوى هذا الهرمون، وقدّ تمّ التوصُّل حديثًا إلى العلاج ببدائل هرمون الإستروجين كدفاع أولي ضدّ ضعف وفقدان العظام في هذا السنّ، ولكن الدلائل تشير إلى أنّ هذا العلاج بسبب الجلطات الدمويّة في الرئتين والسكتة الدماغية وسرطان الثديّ.

انخفاض معدلات استهلاك الكالسيوم

يقلّ امتصاص الجسم للكالسيوم بزيادة معدل استهلاكه عن الحدّ المطلوب، لذلك يُفضّل الالتزام بالجرعة اليومية لاستهلاكه والتي يجب أن لا تتجاوَز 500 مليجرام خلال اليوم، بالإضافة إلى الفصل بين الجرعات بفترات زمنية تتراوح ما بين (4 – 6) ساعات في اليوم.

انخفاض الكالسيوم في الدم

يؤدّي انخفاض مستوى الكالسيوم في الدمّ إلى إفراز الجسم لهرمون الغُدّة الدرقيّة وبالتالي زيادة إنتاج فيتامين د، والذي يساعد في تحسين عملية امتصاص الكالسيوم وإعادته إلى المستوى الطبيعي في الجسم، وأيضًا تخزينه في العظام بشكلٍ أفضل.

اللاكتوز

وهو أحد الكربوهيدرات الموجودة في الحليب، ومن الجدير بالذكر أنّ زيادة نشاط اللاكتوز المعوي في الجسم يعمل على زيادة الامتصاص الكليّ للكالسيوم لتقليله من درجة الحموضة.

نوع المكملات الغذائية

من العوامل الأخرى التي تؤثّر في امتصاص الكالسيوم في الجسم هي أنواع المكمّلات الغذائية وجودة ذوبان أقراص الكالسيوم، ووفقًا لمعايير دستور الأدوية الأمريكي (USP)، يجب أن يحتوي قرص الكالسيوم الواحد على (90-110)% من كمية الكالسيوم المدرجة في اللائحة الطبية للمكمّل، كما يجب أن تذوب خلال 30 إلى 40 دقيقة.

الأحماض الأمينية

يقوم الجسم بدمج الكالسيوم الإضافي مع جزيئات بروتينية تسمّى بالأحماض الأمينية، والذي يعمل على مساعدة الجسم في امتصاصها أثناء الهضم، ومن أشهر الأمثلة عليها اللايسين والأرجينين.

عوامل تقلّل من امتصاص الكالسيوم في الجسم

فيما سبق تمّ التعرُّف على العوامل التي تساعد في امتصاص الكالسيوم في الجسم، في المقابل هناك عوامل تؤدّي إلى تقليل معدلات امتصاصه في الجسم، وهي كما يلي:[3]

  • حمض الأكساليك، إذ يرتبط حمض الأكساليك مع الكالسيوم مكوّنًا بلورات ملحيّة والتي يصعب امتصاصها للاستفادة من الكالسيوم فيها، ويوجد هذا الحمض في السبانخ والشكولاتة والسلق.
  • حمض الفيتيك، تعتبر الأطعمة الغنيّة بالألياف والحبوب الكاملة المصدر الرئيسي لهذا الحمض، وهذا الحمض تأثير مشابه لحمض الأكساليك على معدلات امتصاص الكالسيوم.
  • الفوسفور، يؤدي تناول الفوسفور بشكلٍ مُفرط إلى ترسُّب الكالسيوم على شكل فوسفات الكالسيوم والتي يصعب على الأمعاء تحليلها وامتصاصها.
  • الإجهاد، ويكمن دوره بالتأثير بشكلٍ سلبيّ على إنتاج حمض الهيدروكلوريك في المعدة، وبالتالي التأثير في طريقة الهضم الطبيعية في الجسم والذي يؤثّر سلبًا على امتصاص الكالسيوم.
  • تناوُل الكافيين بكميّات كبيرة.
  • تناوُل الأدوية لفترات طويلة مثل الكورتيزون ومضادات التخثر وهرمون الغدة الدرقية يؤدي إلى تقليل امتصاص الكالسيوم في الجسم.
  • قلة ممارسة التمارين الرياضية ونقص فيتامين د.

شاهد أيضًّا: اين يوجد حمض الفوليك اسيد، تعتبر الاحماض

الاحتياج اليومي للكالسيوم في الجسم

بناءً على العديد من الدراسات فإنّ انخفاض معدل تناول الكالسيوم طِوال الحياة يؤدّي إلى انخفاض كتلة العظام بالتالي ارتفاع معدلات تعرُّضها للكسور، ويبيّن الجدول التالي مقدار الكالسيوم الذي يحتاجه الجسم لكل يوم حسب الفئات العمرية المختلفة:[4]

الفئات العمرية ميلجرام/يوم
0 – 6 أشهر 200
6 – 12 شهر 260
1 – 3 سنوات 700
4 8 سنوات 1,000
9 – 13 سنة 1,300
14 – 18 سنة 1,300
19 – 30 سنة 1,000
31 – 50 سنة 1,000
51 – 70 سنة (للذكور) 1,000
51 – 70 سنة (للإناث) 1,200
الأعمار التي تتجاوز 70 عامًا 1,200
14 – 18 سنة (للحامل/المرضع) 1,300
19 – 50 سنة (للحامل/المرضع) 1,000

الأطعمة الغنية بالكالسيوم

يبيّن الجدول الآتي قائمة لبعض الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم ومقداره بالمليجرام:[4]

الغذاء مقدار الكالسيوم (مليجرام)
دقيق الشوفان المدعّم 350
سردين معلّب (وزن 93.3 جرام) 324
جبنة شيدر (42.5 جرام) 306
حليب خالي الدسم (1 كوب) 302
زبادي قليل الدسم (1 كوب) 300
فول الصويا المطبوخ (1 كوب) 261
عصير برتقال مدعم بالكالسيوم (186.62 جرام) 200 – 260
سمك السلمون المعلب (93.3 جرام) 181
فاصوليا مطبوخة (1 كوب) 142
اسباجيتي/لازانيا (1 كوب) 125
 اللفت الأخضر المسلوق (نصف كوب) 99
بروكلي نيئ (1 كوب) 90
آيس كريم، فانيليا (نصف كوب) 85
حليب الصويا أو الأرز المدعم بالكالسيوم (1 كوب) 80 – 500

أعراض نقص الكالسيوم

يؤثّر النقص في مخزون الكالسيوم في الجسم على أداء العضلات والعظام والأسنان، ومن الممكن أن يؤثّر أيضًا على الصحة العقلية، عادة لا تظهر أعراض نقص الكالسيوم بشكلٍ مبكّر في حال كان السبب في هذا النقص هو النظام الغذائي المنخفض، وقد يعاني الإنسان على المدى البعيد من هشاشة العظام، ولكّن السبب الرئيسي في نقص الكالسيوم هو وجود مشاكل صحيّة كالفشل الكلوي أو قصّ المعدة أو تناوُل بعض الأدوية مثل مدرّات البول، وفيما يلي أعراض نقص الكالسيوم:[5]

  • آلام وتشنُّج العضلات، الشعور بآلام وخدران ووخز في الذراعين والفخذين أثناء الحركة وكذلك حول الفمّ.
  • يؤدي النقص الحادّ إلى عدم انتظام ضربات القلب والتي تؤدّي إلى الموت.
  • التعب والإرهاق الشديدين والشعور بالخمول ممّا يسبّب الأرق، بالإضافة إلى قلّة التركيز والنسيان والدوار والارتباك.
  • جفاف الجلد والتهابه الذي يؤدي إلى الأكزيما والصدفية وضعف وتكسُّر الأظافر، خشونة في الشعر وتساقطه.
  • مشاكل الأسنان، كهشاشتها وضعف جذورها والتسوُّس وتهيُّج اللثّة.
  • الاكتئاب.

هل مرض نقص الكالسيوم شائع؟

إنّ المجموعة المعرضّة لهذا الخطر هم النساء بعد سن اليأس وانقطاع الطمث، من لديهم حساسية وعدم القدرة على تحمُّل اللاكتوز، الأشخاص الذين يتّبِعون نظام غذائي نباتي، وبحسب إحصائيات أُجريت في الولايات المتحدة، فإنّ الفتيات الأكبر من 4 سنوات وخاصة المراهقات والذكور الذين تتراوح أعمارهم ما بين 9-18 عامًا أو أكبر من 51 عامًا أكثر عرضة للإصابة بهذا النقص، ووفقًا لتقديرات نُشِرَت في عام 2015 فإنّ 3.5 مليار شخص حول العالم معرّضون لهذا النقص بسبب انخفاض النظام الغذائي الجيّد، وفي عام 2013 صرّح باحثون أمريكيون بأنّ المصابين بالأمراض المزمنة هم الأكثر عرضة لهذا النقص.[5]

شاهد أيضًّا: ما الذي ينتج عن توقف كلية شخص عن العمل

وبهذا القدر نصل إلى نهاية هذا المقال، الذي تمّ بواسطته التوصُّل إلى الإجابة الصحيحة لسؤال ما هي العوامل التي تساعد على امتصاص الكالسيوم، بالإضافة إلى التعرُّف على أهم العوامل التي تقلل من امتصاصه، احتياج الجسم اليومي والأغذية الغنية به، الأعراض الناتجة عن نقصه، والأشخاص الأكثر عرضة لهذا النقص.

المراجع

  1. ods.od.nih.gov , Calcium , 14/10/2021
  2. repository.arizona.edu , Calcium Supplement Guidelines , 14/10/2021
  3. lybrate.com , Factors affecting Calcium Absorption in Body , 14/10/2021
  4. bones.nih.gov , Calcium and Vitamin D: Important at Every Age , 14/10/2021
  5. medicalnewstoday.com , What happens when calcium levels are low? , 14/10/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *