ما هي الغزوات التي قام بها المسلمون في رمضان

ما هي الغزوات التي قام بها المسلمون في رمضان ، فبعد أن أسّس رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الدّولة الإسلاميّة العظيمة. ووضع قواعدها ولبِناتها الأساسيّة.  بدأ المسلمون بخوض المعارك والغزوات بأمر الله تعالى، وذلك للدّفاع عن دولتهم ونبيّهم والدّعوة المباركة. وكما يهتم موقع المرجع بإطلاعنا على أهمّ الأحداث والغزوات الّتي وقعت في شهر رمضان المبارك. كذلك إخبارنا ببعضٍ من الغزوات الّتي شارك بها رسول الله في غير رمضان.

مفهوم الغزوة

قبل الإجابة عن سؤال ما هي لغزوات التي قام بها المسلمون في رمضان. لا بدّ من التّعريف بمعنى الغزوة ومفهومها، فقد أمر الله تعالى رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- أن يخرج مع المسلمين لقتال المشركين والكفرة، والهدف الأساسيّ من الغزوات هو نشر الدّين الإسلاميّ وإعلاء كلمة الله الحقّ في أصقاع الأرض. وتعرف الغزوة لغةً بأنّها مأخوذةٌ من كلمة غزا، فهي طلب الشّيء وأراده،  كما تدلّ على أنّها المرّة الواحدة من الغزو. وجمع كلمة غزوة هو غزوات. أمّا شرعاً فمفهوم الغزوة هي كل معركةٍ دارت بين المسلمين والمشركين. وشارك بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- سواء كانت بقتالٍ أو حقّقت أهدافها دون قتال. أمّا المعارك الّتي تدور بينهما دون مشاركة الرّسول فيطلق عليها اسم السّريّة والله أعلم.[1]

ما هي الغزوات التي قام بها المسلمون في رمضان

الغزوات التي قام بها المسلمون في رمضان غزوتين وهما غزوة فتح مكّة الّتي وقعت في شهر رمضان من العام الثّامن للهجرة و كذلك غزوة بدرٍ الّتي وقعت في شهر رمضان من العام الثّاني للهجرة. فليس من ميّزات شهر رمضان فقط بانّه شهر نزول القرآن الكريم، وشهر ليلة القدر المباركة. بل قد تميّز بوقوع أحداثٍ مهمّة وحدوث غزواتٍ مباركةٍ، كذلك بعد وفاة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- دارت الكثير من المعارك. وكانت الكثير من الفتوحات العظيمة في هذا الشّهر المبارك والفضيل. وفيما يأتي سيتمّ الحديث عن الغزوتين المقامتين في شهر رمضان.[2]

غزوة بدر

وقعت غزوة بدر في العام الثّاني للهجرة المباركة، وتحديداً في اليوم السّابع عشر من شهر رمضان المبارك. ولقد فرّق الله تعالى في الهذه الغزوة العظيمة بين الحقّ والباطل. لذلك يطلق عليه اسم غزوة الفرقان. كما أعزّ الله تعالى المسلمين بالنّصر العظيم. وأيّدهم بألفٍ من الملائكة تقتل معهم حتّى انتصروا. كما قتل في هذه المعركة رؤوس الشّرك وقادة جيش المشركين. ومنهم أبو جهلٍ فرعون الأمّة كما وصفه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.[3]

شاهد أيضًا: قصة مصعب بن عمير مع اخيه ابي عزيز بن عمير في غزوة بدر مختصرة

فتح مكة

بعدما خانت قريش صلح الحديبية الّذي تعاهد عليه المشركون والمسلمون في السّنة السّادسة للهجرة، على وقف القتال لمدّة عشر سنوات. حيث قامت قريشٌ بمهاجمة قبيلةٍ كانت حليفةً للمسلمين، فنُقض بذلك العهد، وجاء الأمر الإلهيّ بفتح مكّة المكرّمة. وتبشير رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالنّصر والفتح المبين. كذلك قال الله تعالى مخاطباً نبيّه الكريم: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا}.[4]

وكان فتح مكّة في أوائل شهر رمضان من السّنة الثّامنة للهجرة المباركة. وقد كان فتحاً من دون قتالٍ بعد أن استسلمت قريشٌ للمسلمين. حيث دخلها رسول الله والمسلمون آمنين غير خائفين، وحطّم رسول الله الأصنام الّتي كانت منصوبةً حول الكعبة. ثمّ صلّى في جوف الكعبة بعد أن طهّره من مظاهر الشّرك. وتحقّق الوعد الرّبّانيّ بالعودة إلى مكّة الّتي هرب منها المسلمون من أذى قريش، ودخل الكثير من أهل مكّة الإسلام بعد الفتح وأعزّ الله تعالى المسلمين بهذا النّصر العظيم والله أعلم.[5]

أحداث إسلامية مهمة وقعت في رمضان

بعد الإجابة عن السّؤال الرّئيسي وهو ما هي الغزوات التي قام بها المسلمون في رمضان . وجب ذكر الأحداث الإسلاميّة المهمّة الّتي وقعت في شهر رمضان على مرّ التّاريخ الإسلاميّ. ومن الأحداث المهمّة الّتي وقعت:[6]

• استرداد بيت المقدس: وإخراج الصّليبييّن منه، حيث كان ذلك تحت قيادة صلاح الدّين الأيوبيّ في معركة حطّين الشّهيرة. والّتي وقعت في شهر رمضان من العام خمسمائةٍ وثلاثوخمسون للهجرة المباركة.
• كذلك معركة عين جالوت: والّتي دارت بين المسلمين بقيادة سيف الدّين قطز. وبين المغول وانتهت المعركة بالنّصر الحاسم للمسلمين. وقد حدثت في الخامس والعشرين من رمضان المبارك في عام ستّمائةٍ وثمانٍ وخمسون للهجرة.
• فتح القسطنطينيّة: وقد فُتحت على يد محمّد الفاتح، ثمّ أُطلق عليها اسم إسلامبول أو إسطانبول. والّتي تعني مدينة السّلام والله أعلم.

شاهد أيضًا: من اول من طاف بالبيت العتيق

غزوات الرسول في غير رمضان

قد درات الكثير من الغزوات والمعارك في عهد النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في غير شهر رمضان المبارك. حيث أنّ الغزوات الّتي وقعت في شهر رمضان هما اثنتان فقط غزوة بدر وغزوة فتح مكة. وهذه هي إجابة السّؤال ما هي الغزوات التي قام بها المسلمون في رمضان، وقد اختلف العلماء في عدد الغزوات الّتي قام بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وفيما يأتي سنعرض لكم أشهر الغزوات الّتي حدثت في غير رمضان المبارك وهي:[7]

غزوة بني قنيقناع

وقعت بعد غزوة بدرٍ في العام الثّاني للهجرة المباركطة، حيث قام يهوديٌّ بكشف سوءة امرأةٍ مسلمة، فقام مسلمٌ بقتله، وعندها اجتمع عليه اليهود وقتلوه، فحاصرهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- خمسة عشر ليلة، حتّى استسلموا، فأُخرجوا من المدينة، على أن تبقى أموالهم كلها للمسلمين.[7]

غزوة أحد

وهي الغزوة الّتي هُزم بها المسلمون وكانت الغلبة للمشركين، حيث وقعت هذه الغزوة في السّنة الثّالثة للهجرة، واستشهد فيها سبعون صحابيّاً جليلاً من أفاضل المسلمين، وكان منهم حمزة بن عبد المطّلب عمّ رسول الله، وكذلك مصعب بن عمير رضي الله عنهم وأرضاهم، حيث بدأت المعركة وكانت تبشّر بنصر المسلمين، لولا أن نزل الرّماة من جبل أحد لجمع الغنائم، فهاجمهم خالد بن الوليد مع المشركين من خلفهم، فانقلبت النّتيجة وهُزم المسلمون.[7]

حمراء الأسد

خرج الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- لمحاربة المشركين في اليوم الّذي يلي غزوة أحدٍ مباشرةً، حيث كان جيش المشركين يتحضّرون للهجوم على المدينة المنوّرة وقتل المسلمين فيها، فوصل خبرهم لرسول الله فعسكر بجيشه في حمراء الأسد، فبعث رسول الله رسولاً يخبر المشركين بأنّ النّبي قد خرج لمطاردتهم، فردّوا الرّسول بقولٍ يملؤه التّهديد، لكنّهم عندما علموا بأنّ الّنبيّ قد خرج حقّاً لملاقاتهم، ولّوا مدبرين وعادوا إلى مكّة مسرعين.[7]

غزوة بني النضير

هم قبيلةٌ من اليهود تجاور المدينة المنوّرة، خطّطوا لقتل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فعلم بذلك، فأنذرهم وأمهلهم بأن يخرجوا من المدينة خلال عشرة أيّام، لكنّ عبدالله بن أبي سلول حرّضهم على القتال، عندها حاصرهم جيش  المسلمين حتّى استسلموا وخرجوا من المدينة دون سلاحٍ، حيث وقعت هذه الغزوة في العام الرّابع للهجرة.[7]

غزوة بني قريظة

وقعت في السّنة الخامسة للهجرة النّبويّة، وتحديداً في اليوم الّذي رجع فيه المسلمون بعد أن انتصروا في غزوة الخندق، حيث قاموا بنقض العهد بينهم وبين المسلمين، فحاصرهم رسول الله خمس عشرة ليلة، حتّى استسلموا، فأمر رسول الله سعد بن معاذ رضي الله عنه، وهو صحابيٌّ من قبيلة الأوس الّتي كانت حليفة بني قريظة قبل الإلام، فحكم فيهم بأمر الله تعالى، بأن يُقتل الرّجاتل وتسبى النّساء والأطفال، وتقسّم الأموال على المسلمين.[7]

غزوة بني المصطلق

وقعت في السّنة السّادسة للهجرة، عندما علم رسول الله بأنّ بني المصطلق يجمعون لقتال المسلمين، فباغتهم رسول الله بالخروج إليهم، وانتصر بعد قتالهم انتصاراً عظيماً وكبيراً، كذلك اغتنموا فيها غنائم كبيرة، وتمّ سبي الكثير من نساء القبيلة، وكانت منهم جويريّة بنت الحارث، الّتي أسلمت وتزوّجها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقد كانت ابنة زعيم القبيلة الحارث بن ضرار.[7]

غزوة خيبر

خيبر هي أكبر تجمّعٍ لليهود في الجزيرة العربيّة، وكانوا كثيراً ما يحاولون الكيد لرسول الله لقتله، فهم من دعموا الأحزاب في غزوة الخندق، كما أنّهم هم من حرّضوا بنو قريظة على الخيانة ونقض العهد، وحدثت الغزوة في السّنة السّابعة للهجرة، وفتح حصونهم بعد عدّة معارك متتالية، ثمّ بدأ اليهود بمفاوضة الرّسول على الصّلح، فقبل الرّسول بشرط على أن يخرجوا من خيبر بنسائهم وأطفالهم، دون مالٍ أو سلاحٍ أو متاع، فقبل اليهود بذلك وخرجوا منها أذلّاء والله أعلم.[7]

غزوة حنين

غزوة حنين وقعت في السّنة الثّامنة للهجرة، وقد وقعت بين جيش المسلمين وقبائل هوزان وثقيف، وذلك بعد فتح مكة بشكل قويّ ومباغت،  ممّا أثار ضغائن القبائل العربيّة، التي هي في حالة عداءٍ تقليديّة مع بطون مضر، فاجتمعوا معاً لمحاربة المسلمين مدفوعين بعداوة الإسلام والعداوة القبليّة، وكان على رأس المشركين مالك بن عوف،  الذي اصطحب مع جيشه الأموال والنّساء والغلمان،  وذلك ليزيد الحماس في قلوب مقاتليه، وصلت أخبارهم النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فجهّز لهم جيشاً كبيراً ويضمّ الكثير من مسلمي الفتح،  الذين لم يتثبّت الإسلام في قلوبهم بقوّة.

وكان المسلمون في الجيش كثر حتّ أعجبتهم كثرتهم حدّ الغرور.  والظّنّ أنّ النّصر يأتي من الكثرة،  سبق جيش مالك جيش المسلمين إلى وادي حنين،  فنصب لهم الكمائن ووزّع جيشه ليرمي المسلمين بالسّهام فور دخولهم إلى الوادي،  ودخل المسلمون الوادي وهم لا يعلمون بالكمين الذي ينتظرهم،  وانهالت عليهم السّهام من كلّ حدبٍ وصوب،  فاندهش المسلمون وتراجعوا دون نظام وتسلّل الشّك في قلوبهم، حتّى قام النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- ونادى بالمسلمين وخصّص ندائه للمهاجرين والأنصار،  فاجتمع المسلمون حوله،  ولم تمض إلا ساعاتٌ قليلة حتّى أيّد الله -سبحانه وتعالى- المسلمين بنصره، وتقهقر المشركين أمام جيش الإسلام، وفرّوا لعدّة أماكن منها الطّائف التي حاصرهم النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فيها، وقد ذُكرت غزوة حنين في القرآن الكريم بتفاصيلها.[8]

غزوة تبوك

وقعت غزوة تبوك في شهر رجب من السّنة التاسعة للهجرة، حيث أنّه وبعد فتح مكّة وانتصار جيش المسلمين، وصلت أخباره أصقاع الأرض،  فخشي الرّوم من تعاظم أمر المسلمين، فهيأ ملك الرّوم ومن معه من حلفاء جيشاً جرّاراً، ليهاجم به الدّولة الإسلاميّة قبل أن تشكّل خطراً عليهم،  وانتهت الغزوة بانتصار جيش المسلمين على جيش الرّوم ومن معهم،  ولكن دون قتال وذلك أنّ جيش الرّوم قرّر الفرار خوفاً من المواجهة، وقد سمّيت بغزوة تبوك نسبةً للعين الذي انتهى إليها المسلمون، وسمّيت أيضاً بغزوة العسرة وذلك لما لاقى المسلمون فيها من مشقّة السفر لمسافاتٍ طويلة، وضعف التّجهيزات التي كانت تخدم جيش المسلمين،  وقلّة المال لدى الدّولة الإسلاميّة حينها.[9]

شاهد أيضًا: كم عدد الانبياء والرسل عامه الذين ذكروا في القرآن الكريم واللذين لم يذكروا

ما هي الغزوات التي قام بها المسلمون في رمضان هي ما تناوله المقال، حيث أجاب عن السّؤال وعدّد الغزوات الّتي وقعت في رمضان المبارك، كذلك ذكر الأحداث الّتي وقعت في رمضان على مرّ التّاريخ الإسلاميّ، كما ذكر الغزوات الّتي غزاها رسول اله في غير رمضان خلال حياته المباركة.