ماذا قال الرسول عن الذئب

ماذا قال الرسول عن الذئب من الأسئلة التي تمرّ كثيراً على بال المسلمين وأمامهم، فالذّئب واحدٌ من الحيوانات البرّية المفترسة التي اشتهرت جدّاً وكان لها العديد من المواقف مع الأنبياء والبشر، كقصّة الذئب مع سيّدنا يوسف وسيّدنا يعقوب -عليهما السّلام- وحتّى مع  رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان للذّئب نصيبٌ من الأحداث في عهد النّبيّ، وفي هذا المقال سيقوم موقع المرجع بإطلاعنا على ماذا قال الرسول عن الذئب وذلك بذكر الأحاديث النّبوية التي وردت في الذّئب.

ماذا قال الرسول عن الذئب

قال الرسول عن الذئب الكثير من الأحاديث الصّحيحة وكذلك ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أحاديث تختلف نسبة صحّتها بين الصّحيح والموضوع، والتي تتناول الذّئب وبعض الحوادث والصّفات الخاصّة به، وفيما يأتي سيتمّ بيان ماذا قال الرسول عن الذئب في أحاديثه الشّريفة صلى الله عليه وسلّم:

حديث إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية

ورد عن الصحابي الجليل أبو الدّرداء -رضي الله عنه- عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “ما من ثلاثةٍ في قريةِ ولا بَدوٍ لا تقامُ فيهمُ الصلاةُ إلا قد استحوذَ عليْهِمُ الشيطانُ ، عليكَ بالجماعةِ فإنَّما يأكلُ الذئبُ منَ الغنمِ القاصيةَ”.[1]

فالصّلاة هي عماد الدّين وركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، وقد أمر الإسلام بالمحافظة عليها، وحثّ على الإسراع إليها، وحثّ على الصلاة جماعة، وعدم التّخلّف عنها لما فيها من الثّواب والأجر المضاعف، وفي هذا الحديث الشّريف قام النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- يبين أهميّة صلاة الجماعة، وبيّن أنّ أيما قومٌ تركوا صلاة الجماعة فقد استحوذ عليهم الشّيطان، فيتركون الشريعة وينسونها، وبيّن النّبي -صلى الله عليه وسلّم- في الحديث أنّ الشّيطان يتسلّط على تاركي الجماعة كما يستلّط الذّئب على الشاة المنفردة المبتعدة عن القطيع.[2]

حديث ما ذئبان جائعان

وفي الحديث عن ماذا قال الرسول عن الذئب، فقد ورد عن كعب بن مالك -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- قال: “ما ذئبان جائعان أُرسِلا في غنمٍ بأفسدَ لها من حِرصِ المرءِ على المالِ والشرفِ لدِينِه”.[3] ففي هذا الحديث ضرب النّبي -صلى الله عليه وسلّم- مثالاً لفساد دين المسلم، وذلك يكون بحرصه على المال وشرف الدّنيا، وكان حرص المرء على المال والشرف أفسد لدينه من هذين الذئبين إذا تُركا في الغنم، فالحرص على المال يجعل المسلم لا يبالي للحرام والحلال في المكسب، والحرص على الشّرف يجعله يخوض في الشهرة والرّياء، والأخطر على المسلم أن يعلو على النّاس بأمور الدّين، فالدين والعبادة والعلم يُطلب بها التقرّب من الله وحده وليس التّقرّب من النّاس.[4]

حديث إقعاء الذئب على العقبين

ورد في الحديث الضّعيف في استكمال الحديث حول ماذا قال الرسول عن الذئب، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “نَهاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ أُقْعيَ في صَلاتي إقْعاءَ الذئْبِ على العَقِبَيْنِ، وكان مَعْنى قولِه: على العَقِبَيْنِ مع تَصحيحِ الحديثِ الذي قبلَه، يَرجِعُ إلى عَقِبَيْ أبي هُرَيرةَ، لا إلى الذئْبِ؛ لأنَّ الذئْبَ ليستْ له عَقِبانِ”.[5] فبالرّغم كون الحديث المنسوب للصّحابي الجليل أبو هريرة حديثاً ضعيفاً، إلا أنّ الإقعاء مكروهٌ في الإسلام، والإقعاء هو أن ينصب فخذيه وساقيه، ويعتمد على يديه حال جلوسه كإقعاء الكلب أو الذّئب ونحو ذلك.[6]

حديث تكلم الذئب عن النبي والشهادة له

ورد في الحديث الصّحيح الي رواه أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: “عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ قال : عدا الذئبُ على شاةٍ فأخذها فطلبه الراعي فانتزعَها منه فأقعى الذئبُ على ذَنَبِه قال : ألا تتقِي اللهَ ؟ تنزعُ مني رزقًا ساقه اللهُ إليَّ فقال : يا عجَبي ذئبٌ مُقعٍ على ذنَبِه يكلِّمُني كلامَ الإنسِ فقال الذئبُ ألا أخبرُك بأعجبَ من ذلك ؟ محمدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيثربَ يخبرُ الناسَ بأنباءِ ما قد سبق قال : فأقبل الراعي يسوقُ غنمَه حتى دخل المدينةَ فزواها إلى زاويةٍ من زواياها ثم أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأخبره فأمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فنُوديَ بالصلاةِ جامعةً ثم خرج فقال للرَّاعي : أخبِرْهم فأخبرَهم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : صدق والذي نفسي بيدِه لا تقومُ الساعةُ حتى يكلمَ السِّباعُ الإنسَ ويكلِّمُ الرجلُ عذبةَ سوطِه وشِراكَ نعلِه ويُخبرُه فخُذْه بما أحدث أهلُه بعدَه”.[7]

فمن المعجزات الصحيحة الثّابتة التي أكرم الله -سبحانه وتعالى- نبيّه الكريم -صلى الله عليه وسلّم- تأييداً له وإظهاراً لقدره ودلالةً على صدق نبوّته، فقد نطق الذّئب وتكلّم كلام البشر، فقد اشتهرت المعجزات الحسّيّة الكثيرة للنّبي -صلى الله عليه وسلّم- والتي أثبتها العلماء في الكتب والسّيرة والسّنّة، كنبع الماء بين أصابعه، وانشقاق القمر، وحنين الجذع وتسليم الحجر عليه، ومعجزاته كما قال أهل العلم تزيد عن ألف معجزة، ومن بينها شهادة الذّئب له بنبوّته صلى الله عليه وسلّم.[8]

شاهد أيضاً: هل لحم الكنغر حلال

ماذا قال الرسول عن الذئب وقتله

ممّا قال الرسول عن الذئب وقتله ما رواه الصحابي الجليل عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “يَقتُلُ المُحرِمُ الذِّئبَ والغُرابَ والحِدأةَ والفأْرةَ”.[9] فمن المعروف أنّ المسلم لا يحلّ له الصّيد  وهو محرم، ولا يجوز له قتل الصّيد في إحرامه، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة المائدة: {لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ}.[10] فالمحرم لا يحلّ له قتل الصيد، لكنّ الإسلام أباح له قتل الضّار من الحيوانات، فهو لا يقتل الضب والأرنب والغزال والحبارى ونحوها ممّا يعدّ صيداً، لكنّه يمكن له أن يقتل الحيوان الضّار كالذّئب والكلب الذي يتعدّى على النّاس، أو الطّيو الضارة كالغراب والعقاب، ونحو ذلك ممّا أباح الله قتله، وأخبر به رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وقد أُبيح قتل خمس دواب في الحلّ والحرم لأنّهنّ فواسق، وهنّ الغراب والحدأة والعقرب والفأرة، والكلب العقور والحيّة، وحتّى الذّئب العادي، والنّص يخبر عن كلّ جنسٍ وما يؤذي مثله والله ورسوله أعلم.[11]

شاهد أيضاً: هل يجوز أكل الكنغر عند الشيعة

ماذا قال الرسول عن الذئب وأكل ما نجى منه

في الحديث عن ماذا قال الرسول وأكل ما نجى منه فلا بدّ من ذكر الحديث الذي رواه زيد بن ثابت -رضوان الله عليه- في الصّحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم: “أنَّ ذئبًا نيَّب في شاةٍ، فذبحوها بالمروةِ، فرخَّص النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في أكلِها”.[12] حيث أنّ الشرع الإسلاميّ يبيّن طرق الذّيح الشّرعية والمباحة لكلّ ما يمكن  أكله، ويوضّح في هذا الحديث كيفيّة التّاعامل مع الحيوان المصاب، وكيف يُذبح وماذا يمكن استخدام أدوات كأداة ذبح، ففي هذا الحدي يغرس ذئبٌ نابه في شاة، لكنّها لم تمت، فلحقها أصحابها وذبحوها بحجر أبيض صلب وحاد جُعل كالسّكّين، وقد أباح لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أكلها، وأدرجها ضمن الذّبيحة المذكّاة المحللة، فتكون المروة ممّا يمكن الذّبح به مع الحرص على ذكر اسم الله والله وسوله أعلم.[13]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال، حيث تعرّفنا على ماذا قال الرسول عن الذئب، حيث ذكر المقال في سطوره عديد الأحاديث المرويّة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأجاب عن ماذا قال الرسول عن الذئب وقتله، وماذا قال الرسول عن الذئب وأكل ما نجا منه.

المراجع

  1. تحقيق رياض الصالحين , النووي/أبو الدرداء/379/ إسناده حسن
  2. dorar.net , الموسوعة الحديثية , 22/08/2021
  3. الترغيب والترهيب , المنذري/ كعب بن مالك/160/4/إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما
  4. alukah.net , شرح حديث: (ما ذئبان جائعان) , 22/08/2021
  5. تخريج مشكل الآثار , أبو شعيب الأرناؤوط/ أبو هريرة/6177/إسناده ضعيف
  6. binbaz.org.sa , حكم الإقعاء في الصلاة وأنواعه، وبيان مشروعية التورك والافتراش وكيفيتهما , 22/08/2021
  7. السلسلة الصحيحة , الألباني/أبو سعيد الخدري/ إسناده صحيح رجاله ثقات
  8. islamweb.net , شهادة الذئب بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم , 22/08/2021
  9. تخريج سنن الدارقطني , شعيب الأرناؤوط/عبد الله بن عمر/2476/صحيح
  10. سورة المائدة , الآية 95
  11. binbaz.org.sa , حكم قتل الحيوانات الضارة للمحرم , 22/08/2021
  12. صحيح النسائي , الألباني/زيد بن ثابت/4412/صحيح لغيره
  13. islamweb.net , نيل الأوطار » كتاب الأطعمة والصيد والذبائح » أبواب الصيد » باب الذبح وما يجب له وما يستحب

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *