ما هو اللغم البحري

تَساءل مُتابعون ما هو اللغم البحري الذي يُعتبر أحد أنواع الأسلحة المُلفتة للنظر، حيث تمّ اعتمادها رسميا للعمل في صفوف القوات البحرّية منذ فترات طويلة، وتتحدّث الروايات التاريخية عن الحروب حول استخدام الألغام البحريّة في عدد واسع من المعارك التي كان هذا السّلاح حاضرًا فيها، انطلاقًا من أهميتها وقدرتها على وضع العراقيل أمام الخصم، وعبر مَوقع المَرجع يُمكن للزّائر أن يتعرّف على معنى اللغم البحري، وتاريخ الألغام البحريّة.

ما هو اللغم البحري

إنّ اللغم البحري هو سلاح حربي يُمكن تعريفه على أنّه جهاز يتم تفجيره بشكل آلي بحيث يتم وضعه في الماء للتدمير وإحداث أكبر الأضرار في لسّفن الحربيّة أو المدنيّة أو الغواصات وغيرها من الأسلحة البحريّة الأخرى كالفرقاطات وغيرها، فالألغام البحريّة تعمل بعكس عبوة العمق، حيث توضع في مساحة محدّدة ويتم تركها إلى أن تصطدم بها السّفن المعاديّة، ويُمكن اعتبار هذا السّلاح فعّالًا في شلّ حركة السّفن، وإعادة توجيه سفن أخرى نحو ميناء ما.[1]

شاهد أيضًا: من نتائج الحرب العالمية الثانية

دخول اللغم البحري في الحروب والنزاعات

انطلاقًا من أهميّة اللغم البحري والقدرات الدفاعيّة والهجوميّة التي نشأت مع إدخاله في القوّات البحريّة، فقد كان حاضرًا في عدد واسع من الحروب العالميّة والنزاعات العسكرية بين الدّول، وأبرز ملامح الحضور:

اللغم البحري في الحرب العالمية الأولى

تُعتبر الحرب العالميّة إحدى مآسي العالم التي تمّ خلالها استخدام كافّة أنواع الأسلحة وقد كان اللغم البحري حاضرًا في تلك المعركة العالميّة، إلّا أنّه كان يستخدم بشكل بطيء، وقد تمّ استخدامه في الحروب التي اندلعت ما بين الاتّحاد السوفييتي واليابان في العام 1905 ميلادي، ما استدعى القوات العسكريّة الأمريكية إلى النظر بشكل جدّي لخطورة ذلك السلاح في توقيف وشلّ القدرات القتالية للبارجات الحربيّة، فتم تطوير آليات دفاعيّة.

اللغم البحري في الحرب العالمية الثانية

التي تُعتبر واحدة من أكبر كوارث العالم، والتي تمّ خلالها استخدام كافّة أنواع الأسلحة في الحروب التي شاركت معظم جيوش العالم، وقد كانت البحرية تعتمد بشكل أساسي على اللغم البحري، وذلك بعد أنّ تمّ تطوير الألغام البحرية على خلفيّة الاستخدام في الحرب العالمية الأولى، فأصبحت آليات تفجيرها تختلف عن قبل، فمنها ما ينفجر بمجرد ملامسته الهدف، ومنها ما ينفجر في حالة حصول أيّ تغيير طفيف في المجال المغناطيسي المحيط به، ومنها ما تمّ اعتماد تفجيره عندما يقوم على رصد ذبذبات صوتية معينة.

اللغم البحري في الحرب الكوريّة

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تمّ التركيز على تطوير القدرات الهجوميّة لحاملات الطائرات والمدمّرات والفرقاطات الثقيلة، وهو ما أحرج القوات الأمريكية التي هرعت لنجدة القوّات الكوريّة الجنوبيّة التي كانت تتراجع أمام قوّات الجيش الشعبي الكوري الشمالي، حيث تعرّضت السفن الأمريكية لأضرار بالغة عند وصولها إلى ميناء إنشون الكوري بألغام بحريّة سوفيتيّة الصّنع، وهو ما أجبر تلك القوّات إلى الانتظار في البحر لعدّة أيّام حتّى تمّ كسح الطّريق وتطهير الميناء من الألغام البحريّة.

واقع الألغام البحرية في المرحلة الحديثة

لا تزال الألغام البحريّة حاضرة وبقوّة في ميادين الحروب، والنزاعات، وفي حديث تطوير الصناعات العسكريّة البحريّة، وفي ذلك نسرد لكم المعلومات الآتية:

• غابت الألغام البحرية عن السّاحة العسكريّة للحروب والنزاعات منذ حرب تحرير الكويت وحتّى العام 2019 ميلادي، باستثناء جماعة نمور التاميل، التي قامت على عرض بعض النماذج المحدّثة منها في سيرلانكا، حتى عادت للظهور بشكل رسمي في تاريخ العام 2019 لل 2020 بعد أن تمّ إصابة عدد من نواقل النفط الدوليّة في الخليج العربي بأضرار واضحة على خلفيّة استهداف بالألغام البحرية في الخليج العربي.
• تمّ توجيه الاتّهام للقوّات العسكريّة الإيرانيّة باستخدام الألغام البحريّة لاعتراض التجارة البحريّة في الخليج العربي، ممّا وضع القوّات الدوليّة الأمريكيّة وغيرها في توجّهات جديدة مع تلك الأسلحة التي باتت متطوّرة وخطيرة سواء في روسيا أو الصين أو إيران وغيرها.

إلى هنا نصل بكم إلى نهاية المقال الذي تناولنا فيه الحديث عن تعريف ما هو اللغم البحري وانتقلنا مع سطور وفقرات المقال في التعريف باللغم البحري والتعريف بأبرز الاستخدامات العسكريّة في الحروب والنزاعات الأخيرة لنختمك أخيرًا مع خطورة الألغام البحريّة على التجارة الدوليّة.