ما هو التعليم المدمج

ما هو التعليم المدمج الذي انتشر في بداية القرن الواحد والعشرين، لقد دخلت التكنولوجيا والمعلوماتية إلى جميع مفاصل الحياة وقدمت كثير من التسهيلات والفوائد العظيمة في مختلف المجالات، وأصبح صعبًا على الإنسان أن يتخلى عنها، وخصوصًا بظهور الإنترنت والتطور الهائل الذي طرأ على خدمة تخزين المعلومات وسهولة وسرعة استرجاعها، ومن خلال موقع المرجع وفي هذا المقال سنتعرف على التعليم المدمج وأنواعه وميزاته وسلبياته.

تعريف التعلم الإلكتروني

يشير مفهوم التعلُّم إلى تغيير شبه مستمر في سلوك الشخص لا تتم ملاحظته بشكل مباشر ولكن يظهر في سلوكه وفي تغير أدائه ويتكون نتيجة الممارسة، وهو عملية تقوم على ثلاثة عوامل هي: تدريب العقل والتذكُّر والتغيير في السلوك، ويمعنى آخر هو عملية يتلقى بها الإنسان القيم والمهارات والمعرفة من خلال الخبرات أو الدراسة والتلقي، وهذا ما يؤدي إلى تغيير دائم في سلوكه، ويعرَّف التعليم الإلكتروني بأنه إحدى الوسائل التعليمية التي تعتمد على الإلكترونيات والتكنولولجيا الحديثة في التعلم والتعليم مثل الحواسيب وأدواتها والإنترنت وما قدمه من تسهيلات للإنسان.[1]

اقرأ أيضًا: من هو مخترع الإنترنت

ما هو التعليم المدمج

التعليم المدمج هو برنامج تعليمي رسمي يقوم على الدمج بين التعلم عن طريق الإنترنت والتعلم عن طريق المدرس في الصف، لذلك أطلقَ عليه اسم التعليم المختلط والتعليم التمازجي والتعليم المزيج والتعليم المهجن، حيث أطلق عليه في اللغة الإنجليزية اسم: “Blended Learning”، وفي هذا التعليم يتلقَّى الطالب التعليم جزئيًا من خلال التعلم الإلكتروني والوسائل والأدوات الرقمية الحديثة، حيث تعدُّ الحواسيب والإنترنت ومختلف برامج الحاسوب الحديثة من الوسائل المستخدمة في التعليم المدمج ، بالإضافة إلى تلقيه التعليم من المدرس وجهًا لوجه في المدرسة أو المعهد أو الجامعة، وهو يجمع بذلك بين أساليب التعليم القديمة التقليدية وأساليب التعليم الحديثة، وقد تمَّ تطبيق هذا النظام في الوقت الحالي في كثير من الدول حول العالم لما له من ميزات كثيرة.[2]

التعليم عن بعد

التعلم عن بعد أو التعليم عن بعد هو أحد أنماط التعليم التي ظهرت في العصر الحديث بعد ظهور الإنترنت، ويعتمد بشكل رئيسي على وجود المعلم في مكان والشخص المتعلم في مكان آخر بعيد عنه، أي يكون الطالب أو الشخص المتعلم بعيد عن مصدر التعليم، ويتم من خلاله نقل المواد التعليمية من المدرسة أو الجامعة إلى أماكن مختلفة، ويكون ذلك تخفيفًا على الطلاب الذي لا يستطيعون متابعة التعليم التقليدي لظروف صعبة، ويختلف التعليم عن بعد عن التعليم عبر الإنترنت، لأن التعليم عبر الإنترنت هو أحد الوسائل التي يعتمد عليها التعليم عن بعد، ولكن بسبب شيوع التعليم عبر الإنترنت فقد اعتبره الناس مرادفًا للتعليم عن بعد، وقد يكون التعليم عن بعد كاملًا أو جزئيًا يجمع بين التعليم عن بعد والتعليم التقليدي وجهًا لوجه مع المعلم في الصف وهو التعليم المدمج الذي تمَّ الحديث عنه.[3]

شاهد أيضًا: بحث عن تطور التعليم في المملكة العربية السعودية

أنواع التعليم المدمج

يوجد ستة أنواع للتعليم المدمج تختلف حسب كمية المواد الدراسة التي يتلقاها الطالب عن بعد، وهي فيما يأتي:[4]

التعليم المرن

يعتمد هذا النوع من التعليم المدمج على وجود منصة من خلال الإنترنت، تقوم بتدريس غالبية المناهج، حيث يتم تلقي أغلب المواد من خلال الإنترنت والتعلم عن بعد مع إمكانية وجود معلم يقدم الدعم للطالب من خلال جلسات تدريس خاصة، أو جلسات لمجموعات صغيرة من الطلاب حسب ما تقتضي الحاجة.

التعليم بالتناوب

هو أحد أنواع التعليم المدمج الذي يقوم على تناوب الطالب في دراسته وفق جدول زمني ما بين دراسته الذاتية عبر الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة وبين التعلم بالشكل التقليدي من المدرس وجهًا لوجه في الصف.

شاهد أيضًا: البوابة الذكية lms.moe.gov.ae تسجيل الدخول في بوابة التعليم الذكي

التعليم وجهًا لوجه

في هذا النوع من التعليم المدمج يعمل المدرس على تعليم معظم المناهج للطلاب بشكل تقليدي ومباشر، وتتم فيه إضافة العديد من المواد من خلال التعليم عن بعد، مثل إكمال بعض الدروس أو مراجعة بعض المواد الدراسية، وفي هذه الحالة يتمكن الطالب من دراستها في الصف أو في المنزل أو في المختبر.

الدمج الذاتي

هو نوع ذاتي من التعليم بشكل كامل يمكِّن الطالب من أخذ دورات تعليمية عبر الإنترنت بهدف إكمال المنهج الدراسة الذي تلقاه من المدرس وجهًا لوجه في الفصول الدراسية وبالشكل التقليدي، ولكنه يحصل على معظم تعليمه في هذه الحالة من الإنترنت، رغم استمراره في حضوره إلى الصف الدراسي وتلقيه التعليم من المدرس.

برامج التشغيل عبر الإنترنت

يقوم هذا النمط على منصة تعليمية عبر الإنترنت، مع وجود مدرسين لتقديم المواد الدراسية كالعادة، ويتعلم الطالب معظم مواده وأغلب أوقاته عن بعد، ويستمر في الذهاب إلى الصف لتلقي بعض الدروس الاختيارية، أو التي يجب عليه أن يتلقاها من المعلم.

مختبر على الإنترنت

يعتمد هذا النوع من التعليم المدمج على تعليم الطالب جميع المواد الدراسية على الإنترنت بشكل أساسي، ولكن ذلك يتم داخل المدرسة نفسها في مختبر خاص لتلقي التعليم عبر الإنترنت، حيثُ يتفاعل الطالب مع المعلم من خلال الفيديوهات والمواد الصوتية المعدة مسبقًا، وذلك تسهيلًا على المعلم والطالب وإيصال المعلومات بشكل أوضح وأسهل.

ميزات التعليم المدمج

يتمتع التعليم المدمج بكثير من الإيجابيات والميزات التي دفعت إلى انتشاره في معظم دول العالم، وفيما يأتي أهم ميزاته:[2]

• إمكانية الوصول إلى أي محتوى تعليمي في مكان على وجه الأرض وبذلك يكون أكثر كفاءة من التعليم التقليدي.
• توفير خبرات تعليم متضافرة ومستقلة في تحديد أفضل أساليب تقنيات التعليم الذاتي التي يختارها الطالب حسب رغبته وشخصيته.
• زيادة رضا الطالب عن التعليم من خلال اختيار الأساليب التي يحتاجها وزيادة فاعلية العمليات التعليمية.
• تطوير سلوك الطالب وتحسنه تجاه التعليم وتساهم في تطور وصوله إلى المواد التعليمية.
• تحسين ظروف التواصل بين المدرسين والطلاب وخصوصًا في طريقة الدوام الجزئي وتقليل التوتر عند الطلاب.
• تسهيل مهمة التقييم الذاتي بالنسبة للطلاب  وتقييم فهمهم للمواد الدراسية من خلال برامج تقييم في الحواسيب.
• جعل التعليم عملية أكثر سهولة من السابق.
• إضفاء المتعة على العملية التعليمية لجميع الأطراف.

شاهد أيضًا: خبر صحفي عن التعليم قصير

سلبيات التعليم المدمج

رغم الإيجابيات الكبيرة التي يوفرها التعليم المدمج، لكن له العديد من السلبيات وهي فيما يأتي:[2]

• اعتماد التعليم المدمج على تقنيات حديثة غير معتمدة في كثير من الأماكن حول العالم مثل الإنترنت، فهو غير متوفر في جميع أنحاء العالم.
• يتطلب التعليم المدمج معرفة الطالب بكيفية استخدام التكنولوجيا والإلكترونيات الحديثة بشكل جيد.
• عدم التزام كثير من الطلاب بمتابعة المواد التعليمية المطروحة عبر الإنترنت وقد أثبتت الدراسات عام 2008م أنَّ 40 % من الطلاب يتابعون الفيديوهات التعليمية.
  

في نهاية مقال ما هو التعليم المدمج تعرفنا على التعليم الإلكتروني الذي ظهر في العصر الحديث بعد ظهور التكنولوجيا الحديثة وعلى التعليم عن بعد، كما تعرفنا على التعليم المدمج الذي جمع بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني وعلى أنواعه المختلفة، وتعرفنا على ميزاته وعلى سلبياته التي تتمحور حول عدم انتشار التقنيات الحديثة في جميع الأماكن حول العالم.