ماهو التخبيب وما حكمه

ماهو التخبيب وما حكمه هو الموضوع الّذي سيتمّ عرضه في هذا المقال، حيث أنّ الإسلام قد أفح وأخبر النّسا عن الكثير من الكبائر والذّنوب الّتي يجب عليهم الابتعاد عنها واجتنابها، ليس فقط لأنّه تورث السّيئات، بل لأّن بحصولها تحصل المفاسد والخراب في المجتمع الإسلاميّ، وفي موقع المرجع سنتعرّف على معنى التخبيب في الشريعة الإسلاميّة وحكمه فيها.

ماهو التخبيب

إنّ التخبيب في الإسلام هو أن يأتي من يفسد المرأة على زوجها لأيّ غرضٍ كان، و في اللغة مأخوذٌ من الغشّ والخداع والفساد، ، كأن يأتي رجلٌ يحادث امرأةً متزوجة، فيقوم بإغوائها وإغرائها بالمال على سبيل المثال، فتعمد هذه المرأة المتزوّجة للطّلاق، لتذهب وتتزوّج ذلك الرّجل، أو أن تفسد الأمّ ابنتها على زوجها لتطلب المال أو السّفر أو غيره وذلك لتحقيق مصلحةٍ أو منفعةٍ ما، ومن أفسد امرأةً على زوجها سمّي مخبّبًا، فلا يجوز لرجل] أو امرأةٍ أن يفسد امرأة على زوجها لتحقيق مصالح منافع شخصيّةٍ له.

حكم التخبيب

حرّم الإسلام التخبيب وعُدّ فيه من كبائر الذّنوب، كذلك قال أهل العلم هو من أفعال الشّياطين والسّحرة، ولقد قال الله تعالى في الذّكر الحكيم: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ}.[1] فهو من عمل السّحرة والشّياطين ليفسدوا في الأرض، ويخربون البيوت العامرة، ويؤثم الّذي يخبّب المرأة على زوجها إثمًا عظيمًا، ومن واجب المرأة أن تكون واعيةً ذات عقلٍ ودين، لكيلا تستمع لوساوس الإنس والجنّ فتخرب ما بنته وعمّرته بيديها، ولا ترث بعدها إلّا النّدم والحسرة، وعلى المرأة المسلمة أن تحفظ بيتها وزوجها وتحفظ عرضه، وأن تبادر لإصلاح ما يفسد فيهما، لا أن تفسدهما بإرادتها رغبةً في تحقيق مصالح ومنافع دنيويّة، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: حكم من تسبب في طلاق زوجين

أحاديث التخبيب

قد تحدّث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن التخبيب في سنّته المباركة، وحذّر المسلمين منه لما له من عواقب وخيمة، فالتخبيب فيروسٌ يدمّر هيكل الأسرة المسلمة ويفسدها، ممّا يؤول بها للتّفكك والانحلال، ومن الأحاديث المباركة الّتي ذكرت التخبيب نذكر ما يلي:

  • قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “المؤمنُ غرٌّ كريمٌ والفاجرُ خِبٌّ لئيمٌ”.[3]
  • قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ إبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ علَى الماءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَراياهُ، فأدْناهُمْ منه مَنْزِلَةً أعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: فَعَلْتُ كَذا وكَذا، فيَقولُ: ما صَنَعْتَ شيئًا، قالَ ثُمَّ يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: ما تَرَكْتُهُ حتَّى فَرَّقْتُ بيْنَهُ وبيْنَ امْرَأَتِهِ، قالَ: فيُدْنِيهِ منه ويقولُ: نِعْمَ أنْتَ”.[4]
  • قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ليس مِنَّا من خَبَّبَ امرأةً على زوجِها، أو عَبدًا، على سَيِّدِه”.[5]

نكاح من خبب للمرأة التي خبب لها

قال بعض أهل العلم أنّ زواج الرّجل من المرأة الّتي قام بإفسادها على زوجها لتطلب الطّلاق منه باطل، ولا يجوز له الزّواج منها، وقيل أيضًا أنّه من اللّازم تأبيد تحريمها عليه لعقابه على ما فعل، لكنّ بعض أهل العلم قال بأنّ نكاح المخبب على المرأة الّتي خبب لها، هو صحيح إذا تحقّقت شروط النّكاح الشرعي الصّحيح وأركانه، وأمّا التخبيب فذنبه وحده ولا علاقة له بالنّكاح، والصّحيح عن الجمهور هو أنّ النّكاح يكون صحيحًا ما دام الزوج قد حقّق جميع أركان وشروط صحّة النّكاح، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز للرجل المسلم الزواج من مسيحية

حكم المرأة المخبب لها

إنّ المرأة الّتي تطيع كلام المفسدين وغيره، وتسمعه دون أن تعي مفاسده والعواقب الّتي سيخلّفها، هي امرأةٌ آثمةٌ، حيث يحوّل أمرها إلى القاضي الشّرعي، فإذا فهمت أمرها وأرادت العودة لزوجها، ينظر القاضي في طلاقها إن كان طلاقًا رجعيًّا ووافق زوجها على ردّها ترجع لزوجها، أمّا إن رفض زوجها ردّها أو أرادت الزّواج برجلٍ آخر جاز لها ذلك أيضًا، والله أعلم.[6]

أشكال التخبيب

توجد العديد من الأشكال للتخبيب الّذي يعدّ من الكبائر، ويُحرم من فعلها من الجنّة وريحها، وفيما يأتي بعضًا من أشكال التخبيب:

  • قد تخبب امرأةٌ رجلًا على زوجته، فتفسد علاقتهما وتحمله على أن يطلّق الزوجة فتتزوجّه هي.
  • قد تفسد الأمّ علاقة ابنها بزوجته أو تفسد الأخت علاقة أخيها بزوجته فيهجرها ويطلّقها فقط لأنّها تكررها أو تشاجرت معها في يومٍ ما.
  • قد يخطب رجلًا امرأةً يريدها، فيأتي صديقه فيخطبها ويغريها بماله أو جاهه، فتترك خاطبها وتتزوّج الآخر

شاهد أيضًا: حكم من حلف بالطلاق ثم أراد الرجوع عن يمينه

هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا ماهو التخبيب وما حكمه، حيث تحدّثنا عن تعريف التخبيب وحكمه في الإسلام، كذلك عرضنا أشكاله والأحاديث الّتي ذُكر فيها وحكم نكاح المرأة على من خبب لها.

المراجع

  1. سورة البقرة , الآية 102
  2. islamweb.net , ضابط التخبيب , 20/01/2022
  3. صحيح الترمذي , الألباني/أبو هريرة/1964/حسن
  4. صحيح مسلم , مسلم/جابر بن عبدالله/2813/صحيح
  5. تخريج مشكاة المصابيح , الألباني/أبو هريرة/3198/إسناده صحيح
  6. alukah.net , التخبيب ... آفة لخراب البيوت , 20/01/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *