ماهي الحشرة التي تكلمت في القرآن

ماهي الحشرة التي تكلمت في القرآن، ورد ذِكر مجموعة من الحيوانات في القرآن الكريم، منها ما كانت حقيقة خَلقِه حيوانًا، كحمار العُزَير، وحوت يونس، وغيرهم، ومنها ما كانت صورته الظاهرة نباتًا، كعصا موسى -عليه السلام- التي تحوّلت بقدرة الله إلى ثعبان مُبين، ومنها ما كانت حقيقة خَلقه طَيراً، كهُدهُد سليمان، ومن خلال موقع المرجع سندرجُ الحشرة التي تكلمت في القرآن الكريم.

ماهي الحشرة التي تكلمت في القرآن

تُعدُّ النملة الحشرة التي تكلمت في القرآن الكريّم، وهِي نملّةُ سليّمان، حيثُ أنّه -عليه السلام- قد خرج يومًا مع جنوده فمرّ بوادي النمل، وسمع نملة تنصح بني جنسها بدخول مساكنهم حتى لا يتحطّموا تحت وطأة أقدام سليمان وجنده، ففَهِم قولها وضحك لأجله، قال -تعالى-: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا).[1]

شاهد أيضًا: قصة سيدنا سليمان كاملة

اسم نملة سليمان

أنعم الله -تعالى- على نبيّه سليمان -عليه السلام- بتعليمه لغة الطير والحيوان، فقد كان -عليه السلام- يفهمهم ويتحدث إليهم قال -تعالى-: (وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ)[2]، وقد ذكرَ الضحّاكُ أنّ اسمَ نملةِ سُليّمانَ هوَ صطاخية، وقال مُقاتل أنّ اسمها خرمى، ونملةُ سليّمانَ هيّ نملةُ كانتَ تمشيْ مع قومِها حينَ أقبل نبي الله سُليمانَ -عليّه السلام- وجُنودهِ يقتربون منّها، فخشيت النملة أن يدوسها سُليمان وجيشه، فنادتهم أن يختبؤوا في مساكنهم حتى لا يُحطّمهم سُليمان وجنوده وهم غير منتبهين لهم، فسمعها نبيّ الله سليمان وفهم قولها، فتبسّم وحمد الله تعالى أن منّ عليه بعظيم نعمه، ففضّله بها على كثيرٍ من خلقه.

شاهد أيضًا: ما الطير والحشرة اللذان تكلما في القرآن الكريم؟

ذكاء نملة سليمان

قال الله -سبحانهُ وتعالى- في الآية الثامنة عشر من سورة النمل قصّة النملة مع جيشِ سُليمانَ بقوله: (يا أيّها النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)، وخُلاصة ما أتى في كلام النملة يُذكر في ما يأتي:

  • النداءُ بلفظِ (يا أيّها النمل)، فيّه تنبيهُ وإنذار أنّ هنالكَ خطر قادم إليّهم.
  • التوجيّه لكيفية النجاة بلفظِ (ادخلوا مساكنّكم)، وهو إيحاءٌ بالسرعةِ، ومعرفةِ الحل قبلَ إدراكِ الخطر.
  • إخبارها بقولها: (لا يحطمنّكم سُليمان وجنوده)، فهذا هو ذُكر الخطر القادم.
  • التبريرُ لنبي الله سليمان -عليّه السلام- وجُنّدهِ بقولها :(وهم لا يشعرون)، فبيّنت لقومها أنّهم مع خطرهم فهم أصدقاءٌ وليسوا أعداءً، إذ إنّ خطرهم ليس بإرادتهم، بل إنّهم لم يلحظوا وجودكم أمامهم.

شاهد أيضًا: ماهي الحشرة التي امر النبي بقتلها

فوائد وعبر من قصة النملة

في قصة النملة مع نبي الله سليمان -عليه السلام- عدّةٌ من الدروسِ والعبّر والمواعظِ، ومنّها:

  • أدبُ النمّلة وخوفِها على منْ همْ من جنسِها، حيثُ أنّها أمرتهم بدخول مساكنهم حتى لا يتحطموا تحت وطأة الأقدام، وأمّا أدبها فقد كان بحسن ظنّها بسليمان وجنده.
  • النهيّ عن قتلِ النملِ، حيثُ يظهرُ أنّ النمل أمّة من الأمم، يُسبّح رب العالمين بكيفية لا يعلمها إلا هو -عزّ وجل- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: (قَرَصَتْ نَمْلَةٌ نَبِيًّا مِنَ الأنْبِيَاءِ، فأمَرَ بقَرْيَةِ النَّمْلِ، فَأُحْرِقَتْ، فأوْحَى اللَّهُ إلَيْهِ: أنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أحْرَقْتَ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ تُسَبِّحُ).
  • هداية الحيوانات من أمر الله -سبحانهُ وتعالى-، يُعدّ النمل من أهدى الحيوانات كما ذكر ابن القيم، فالنمل يُدرك بالشمّ ما يدركه غيره بالبصر أو السمع، كما أنّه يتميّز بعلو همّته وجرأته على نقل ما هو أضعاف أضعاف وزنه، وهذا التدبير والتنظيم كلّه بهداية الله -تعالى- .
  • تقديّم المصلحة العامة على المصلحة الخاصّة، حيثُ يظهرُ ذلكَ جليًا في قصةِ نملة سليّمان.

تعليم الله لسليمان لغة الكائنات

منَ الله -سبحانهُ وتعالى- على سيّدنا سليمان -عليّه السلام- بالعديدِ من المُعجزاتِ والنعمَ التي فاق بها قدرةُ غيّرهِ من البشرِ، وكان من قدرتهِ فهمِ كلام ما لا ينطق من الحيوانات، والحشرات، والجمادات، والنّباتات، وقد ورد ذكر فهمه للطّير لأنّ الطّير كان مسخَّراً بين يديه، فكان يفهم كلام الطّيور، وينقل الكلام لقومه ليتّعظوا به، كما أنّهُ كان يُكلّم الشياطين والجنّ ويأمرهم ويمتثلون لأمره، وكلّ ذلك من تعليم الله تعالى له.

إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا ماهي الحشرة التي تكلمت في القرآن، حيثُ سلطنَا الضوءَ على أهم الدروس والعبر من قصة النملة مع نبي الله سليمان -عليه السلام-.

المراجع

  1. سورة النمل , الآية 18
  2. سورة النمل , الآية 16

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *