ما هي ليلة الإسراء والمعراج

ما هي ليلة الإسراء والمعراج هو السّؤال الّذي سيجيب عنه هذا المقال، حيث إنّ الكثير من المسلمين يجهلون حقيقة الإسراء والمعراج، تلك المعجزة الّتي كرّم الله تعالى نبيّه صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، وهذه الحادثة تحمل الكثير من الدّروس والعبر والحكم، وتنبئ الإنسان عن عظيم قدرة الله تعالى الّتي لا يبلغها مهما حاول ومهما فعل، فهو مخلوقٌ ضعيف، وعبر موقع المرجع سنتعرّف على حادثة الإسراء والمعراج وما سببها والحكمة منها والدّليل عليها في القرآن والسّنة.

ما هي ليلة الإسراء والمعراج

إنّ ليلة الاسراء والمعراج هي من المعجزات الّتي أيّد الله تعالى بها رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- وكرّمه بها وخفّف بها حزنه ومحنه، وهي معجزةٌ عظيمة وحادثةٌ عجيبة تُذهل لها العقول السّليمة وتخضع بها القلوب لقدرة الله جلّ وعلا، وتزداد النّفوس المؤمنة إيمانًا وتصديقًا لرسالة الإسلام العظيمة الّتي كلّف الله تعالى بها رسول الله عليه الصّلاة والسّلام، فقد أسرى الله تعالى بعبده ورسوله محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- من بيته في مكّة المكرّمة بعد أن غسل جبريل عليه السّلام قلبه بماء زمزم وملأه بالحكمة والإيمان، وأركبه البراق، إلى المسجد الأقصى في جزءٍ من الليل، فصلّى رسول الله ركعتين بالمسجد الأقصى وصلّى معه سائر الأنبياء والرّسل الّذين بعثهم الله بالحق، قال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.[1] ثمّ عرج به من الأقصى إلى السّبع الطّباق، فصعد إليهنّ واحدةً تلو الأخرى، حتّى وصل إلى سدرة المنتهى، وتجلّى له عندها نور الله تبارك وتعالى، فأوحى له ما أوحى، وفرض عليه الصّلوات وكانت خمسين، فما زال رسول الله يناجي الله تعالى ويسأله التّخفيف حتّى صارت الصّلاة خمسة فروضٍ فقط في اليوم والليلة، وعاد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من السّماء السّابعة إلى بيته في مكّة المكرمة، والله أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: ماذا رأى الرسول في رحلة الاسراء والمعراج

معنى الإسراء والمعراج

يختلف معنى الإسراء عن معنى المعراج، فهما حادثتان لا تشبهان بعضهما لكنّهما متلازمتان فقد حصلتا في نفس اللّيلة وذلك بقدرة الله تعالى فهو على كلّ شيءٍ قدير، وإنّ معنى الإسراء أي إذهاب الله تعالى للنّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- من بيته في مكّة إلى المسجد الأقصى في مدينة القدس، ويكون الإسراء في الليل ثمّ أعاده في ذات الليلة، وأمّا عن معنى المعراج، فهو صعود النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى السّماوات السّبع واحدةً تلي الأخرى حتّى السّماء السّابعة ثمّ قطعها إلى سدرة المنتهى، ومنها عاد إلى بيت المقدس ثمّ إلى بيته في مكّة المكرّمة، والله أعلم.[3]

سبب رحلة الإسراء والمعراج

كرّم الله تبارك وتعالى نبيّه -صلّى الله عليه وسلّم- برحلة الإسراء والمعراج الّتي ترجّح من أقوال أهل العلم أنّها وقعت في السّنة الثّانية عشر بعد البعثة المباركة، وقد تجمّعت الكثير من الأسباب والظّروف الّتي هيأت النّبيّ إلى هذه الرحلة المباركة والعظيمة، حيث كان الحصار على شعب أبي طالب ودام ثلاث سنواتٍ كاملة، كذلك بعد فكّ الحصار توفّيت السّيدة خديجة رضي الله عنها والّتي كانت تساند رسول الله بقلبها وحبّها ومالها وما ملكت يمينها، وتوفّي في نفس العام عمّه أبو طالب الّذي كان يحميه ويدافع عنه، فامتلأ قلب النّبي بالحزن والكآبة، وأثّرت في نفسه كثيرًا حادثة الطّائف حين راح يدعو أهلها للإسلام  فهاجموه وكذّبوه وآذوه، وعاد إلى مكّة مكسورًا حزينًا، حتّى ناجى الله تعالى ودعاه وبثّ له شكواه، فأكرمه الله تعالى بهذه الرّحلة ليريه عظمة قدرته، وليخفّف بها عنه الأوجاع والمحن والحزن، وليريه بأنّ الله على كلّ شيءٍ قدير فما عليه إلّا الثّبات والصّبر.[4]

اقرأ أيضًا: موعد ليلة الاسراء و المعراج و فضل احياءها

توقيت الإسراء والمعراج

اختلف أهل العلم في التّوقيت الّتي حدثت فيه رحلة الإسراء والمعراج، وتعدّدت الأقوال في ذلك، فمن العلماء من يقول بأنّها وقعت في العام الثّاني عشر بعد البعثة، ومنهم من يقول بأنّه قد حدثت في قبل عامٍ واحدٍ من الهجرة المباركة، كما أنّ منهم من يقول أنّها كانت قبل الهجرة بثلاثة أعوام، وغير ذلك الكثير، وإنّ الله تعالى ورسوله أعلم بذلك.[4]

الحكمة من رحلة الإسراء والمعراج

تحمل رحلة الإسراء والمعراج العديد من الحكم الّتي علّمها الله تعالى لرسوله وأعطاه إيّاها صلّى الله عليه وسلّم، ومن هذه الحكم نذكر الآتي:[5]

• كانت مواساةً وتخفيفًا من حزن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
• رأى الرسول فيها الأنبياء وأدرك أنّهم عانوا كما يعاني هو في تبليغ الرسالة.
• أدرك قدرة الله العظيمة والّتي لا حدود لها.
• أدرك العقاب والعذاب، كما أدرك الثواب والجزاء الحسن.
• علّمه الصّلاة وفرض عليه فهي راحة المسلم وعونٌ له على المعاناة والحياة.

اقرأ أيضًا: قصة الاسراء والمعراج مختصره

ماذا رأى الرسول في رحلة الإسراء والمعراج

رأى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في رحلة الإسراء والمعراج عجائب قدرة الله تعالى، فقد رأى المسجد الأقصى الّذي لم يزره من قبل، كما رأى الأنبياء والرّسل جميعًا حين صلّى بهم في المسجد، كذلك رأى السّماوات السّبع بمن فيها من أنبياء وملائكة، كما أنّه قد رأى نور الله تعالى عند سدرة المنتهى قرب عرشه العظيم، ورأى الأنهار النّابعة من هذه الشّجرة المباركة، كذلك رأى جبريل في صورة الحقيقية، ورأى جنّة المأوى الّتي هي جزاء المحسنين والمؤمنين والمسلمين، ورأى النّار الّتي هي عذاب الكافرين والمشركين، والله أعلم.[6]

لماذا سميت ليلة الإسراء والمعراج بهذا الاسم

قد سمّيت ليلة الإسراء والمعراج بهذا الاسم نسبةً للحادثة الّتي وقعت في هذه اللّيلة المباركة، حيث أُسري برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من بيته في مكّة المكرّمة، حتّى المسجد الأقصى في بلاد الشّام، ثمّ عُرج به من الأقصى إلى السّماء الأولى فالثانية والثّالثة حتّى وصل إلى السّابعة ثمّ سدرة المنتهى، حيث تجلّى له نور الله تعالى وأحب إليه هناك بالصّلاة وغيرها، فسميّت هذه الليلة بليلة الإسراء والمعراج.

اقرأ أيضًا: ما هي أطول رحلة في تاريخ البشرية

أعمال ليلة الإسراء والمعراج

لم يرد في القرآن الكريم أو السّنّة النّبويّة المباركة أّيّ ما يدلّ على أنّ هناك أعمالًا مخصوصةً لهذه الليلة، حيث لا يجوز للمسلم أن يخصّ هذه الليلة بشيءٍ من الأعمال الصّالحة أو الاحتفالات وغيرها، لأنّ ذلك يعدّ من البدع والإحداث في الدين، والبدع من الضّلالات الّتي تؤدي بصاحبها إلى نار جهنّم يوم القيامة، والله أعلم.[7]

هنا نصل وإيّاكم لختام مقالنا ما هي ليلة الإسراء والمعراج، حيث تحدّثنا عن قصّة هذه الليلة العظيمة مع ذكر بعض تفاصليها، كذلك ذكرنا معنى الإسراء والمعراج وأسبابها والحكمة منها.