ما هي ظاهرة الودق

تساءل كثيرون ما هي ظاهرة الودق وهو ما سَنقوم على شرحه والإجابة عنه عبر السّطور القادمة، حيث يُعتبر الودق أحد أبرز الظَّواهر الطبيعية المهمّة التي تُساهم على نحو كبير وواسع في تأمين حاجيات الإنسان الأساسيّة للحياة، فهي ليست أمور ثانويّة وإنّما هي حاجة أساسيّة ومهمّة لاستمرار دورة الحياة عند جميع الكائنات الحيّة، وانطلاقًا من تلك الأهميّة فقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، وعبر مَوقع المَرجع يُسعدنا أن نُشارككم البحث وأن نقوم على توضيح معنى الودق وجميع الأمور التي ترتبط بظاهرة الودق.

ما هي ظاهرة الودق

إنّ ظاهرة الودق وفق التفسير العلمي هي عبارة عن ظاهرة مميّزة ونادرة وتعني سقوط كميات كبيرة من المياه ضمن دفعة واحده من السحب العملاقة التي تتكوّن في السماء أثناء تلك المناخات والظروف البيئيّة المشروطة لتكوّنها، وتختلف تلك المياه عن الأمطار المعروفة في تكوينها وهطولها وتختلف أيضًا عن الغيث، وهي من الظواهر المميّزة للغاية وقد أعلنت الأرصاد الجويّة المصريَّة عن كشفها وحدوثها في مدينة الإسكندرية مؤخّرًا، وهو ما دعي كثير من النّاشطين للسؤال عن ظاهرة الودق وتبيان تفاصيل تشكيلها.

جدير بالّذكر أنّ كلمة الودق التي ترمز إلى ظاهرة هطول كميّات من المطر دفعة واحدة من سحب عملاقة قد وردت في القرآن الكريم، منذ 1400 عام، أي قبل اكتشاف جميع الوسائل التي نمتلكها اليوم في تفسير تلك الظاهرة المناخيّة المميّزة، حيث جرت كثير من الأبحاث حولها ولا تزال جارية حتّى اللحظة للتعرّف بالسبب الذي يؤدّي إلى تشكيل تلك الظاهرة، التي تكون بعد أن تتكوّن الغيوم الخاصّة بها.

ما هي ظاهرة الودق

تفاصيل حادثة الاسكندرية ظاهرة الودق

وهو الأمر الذي تداولته كثير من الصفحات العامة والخاصّة مؤخّرًا خلال الأيّام القليلة الماضيّة عن حدوث ظاهرة الودق في مدينة الإسكندرية المصريّة، أثناء حالة عدم استقرار المناخ وهو ما أكّدته الهيئة العامة للأرصاد الجويّة المصرية، حيث سقطت كميّة كبيرة جدًا من الأمطار دفعة واحدة من السحب العملاقة التي تشكّلت في سماء المدينة، وهي وتُعرف تلك السحب بأنّها من السّحب الركاميّة العملاقة التي أثّرت على حالة الطقس وغيّرت من مناخ المطر إلى الودق، حيث تساقطت كميات كبيرة من الأمطار بشكل عمودي ومباشر على سطح الأرض، وهو ما يختلف عن الأمطار التي تتناثر في كلّ الأرجاء.[1]

وجدير بالذّكر أنّ الهيئة العامة للأرصاد الجويّة المصريّة قد علّلت حدوث ذلك الأمر في مدينة الإسكندرية إلى أنّها تحدث عندما يسقط عمود من الهواء البارد خلال سحابة رعديّة ثقيلة وهي مصاحبة لظاهرة مناخية تُعرف بظاهرة الميكروبرويست أو ما يُعرف بالانفجار الصغير، التي تتلاحق بسلسلة من الخطوات والشّروط الأخرى، ممّا جعل تلك السحب تقوم بعمليّة الودق المميّزة والنادرة الحدوث، حيث أفرغت حمولتها بشكل مباشر في منطقة محددة في الإسكندرية، وبطريقة عموديّة أذهلت جميع من شاهدها.

اقرأ أيضًا: ما هي أسماء المطر في جازان

التفسير العلمي لظاهرة الودق 

إنّ التفسير العلمي لما حث في الإسكندرية عبر ظاهرة الودق هو ازدياد شدّة السحب الركاميّة حيث حدث مع ذلك الاشتداد حملًا لقطرات الماء أو البرد التي تتواجد داخل السحابة خلال مجموعة واسعة من التيارات الهوائيّة التي تصعد إلى أعلى الغيوم، وفي حالات محدّدة تكون تلك التيّارات شديدة القوة في صعودها لدرجة أنّها قادرة على حمل كميّات كبيرة جدًا من حبّات المطر والبرد، فتصل بها إلى أجزاء مرتفعة جدًا من أعلى السحابة الرعديّة، وينته ذلك الصعود عندما يحدث لهذا التيار الصّاعد تبريد فجأة، فيحدث له انهيار مفاجئ وسقوط لأسفل باتّجاه الأرض، بالاستناد على القاعدة التي تقول بأنّ الهواء البارد يمتلك كثافة كبيرة ممّا يجعله ثقيلًا لذلك يتم تفسير الانهيار والسّقوط إلى أسفل.

وإمّا عن الودق فهي العمليّة ذاتها التي تحدث في حال تمّ ذات الأمر بسرعة كبيرة وعلى مساحة كافية وكبير، وهو ما يفسّر حصولنا على عمود كبير جدًا من الهواء البارد فيسقط من أعلى إلى أسفل باتّجاه الأرض بسرعة كبيرة لينتشر على الأرض بقوّة خطيرة ويولّد انفجار صغير، حيث من الممكن وصول سرعة الرياح التي تتولّد إلى (٢٧٠كم/الساعة) ويجلب معه الكثير من المطر على شكل ظاهرة الودق التي شهدناها في مدينة الإسكندرية مؤخّرًا.

اقرأ أيضًا: من هو الملك الموكل بالمطر

مراحل تشكل الغيوم والمطر 

إنّ التفسير العلمي لحدوث ظاهرة الهطول المطري في أي من البلدان يمرّ بعدّة مراحل، فهي من الظّواهر التي تحتاج إلى عدّة شروط أو ما يُعرف بخطوات الوصول إلى الودق، والتي جاءت وفق الآتي:

  • قبل ظاهرة الودق تكون السماء صافية وزرقاء على نحو طبيعي، ليتم بعد ذلك تشكيل الغيوم، تلك التي تتكوّن من الماء أو الجليد الذي تبخّر عن سطح الأرض أو من النباتات التي تقوم بإطلاق بخار الماء والأوكسجين نتيجة عمليّة التركيب الضوئي، فيرتفع هذا البخار إلى الغلاف الجوّي وهو على شكل غاز بخار ماء.
  • يتحوّل بخار الماء إلى غيوم عندما تقلّ درجة حرارته أثناء تواجده في الغلاف الجوّي، حيث يتكثّف ويتحوّل مرّة أخرى إلى ماء سائل أو جليد، وهو يحتاج إلى مادة صلبة تساعده على التكثّف ليتكتّل عليها وقد تكون تلك المادة ذرّة غبار، أو قطرة ماء أو بلوّرة من الجليد.
  • يتم تساقط الماء تلك عندما يزيد وزنها عن الوزن الطبيعي المسموح به في السحابة، حتّى مع استمرار عمليات التكثيف الأخرى، حيث تسقط على شكل أمطار في حال كان الهواء ف5ي السحابة أقل من نقطة التجمّد (32 درجة فهرنهايت أو 0 درجة).
  • تهطل تلك الأمطار على شكل بلوّرات جليدية في حال كان الهواء باردًا جدًا (متجمًدًا) على طول مسار تلك القطرات المائيّة إلى الأرض، فتتساقط على هيئة ثلوج، وفي حال كانت طبقات الغلاف الجوّي داخل وخارج السحابة والأرض متناوبة في الحرارة تتشكّل أنواع أخرى من الهطولات كحبّات البَرد وغيرها.
  • حيث تتشكّل حبّات البرد عندما يكون الهطول ثلجيًا فتمر تلك الهطولات عبر الجزء الأكثر دفئًا فتتغطّى بالماء ثمّ تنزل إلى مستوى أبرد فتتغطّى بالجليد، وتستمرّ بالدّوران بين تلك الأجزاء لتضيف مزيد من طبقات الجليد لتسقط على هيئة برد متفاوت الأحجام، ويزداد ذلك الحجم كلّما زادت قوّة السحابة الرعديّة، فيمكن أن يتراوح حجم حبّة البرد من حبة البازلاء وتصل حتّى كرة الجولف.
  • يتم دراسة تلك المراحل المهمّة من حياة الغيوم وفق أحدث الأقمار الصناعيّة العالميّ، بسبب الدور المهم الذي تقدّمه تلك الظاهرة في استمرار الحياة على كوكب الأرض، وذلك باستخدام أقمار صناعية بيئيّة تقوم على تأمين كافّة المعلومات حول العواصف والهطولات وتشكّل الغيوم.

الودق في القرآن الكريم 

وهي من الأمور التي يبحث عنها عدد واسع من الناشطين حول العالم، حيث تناول القرآن الكريم تلك الظاهر منذ ما يزيد عن ألف وأربعمئة عام، في آيات من سورة الروم، وفق الآتي:

  • الآية الأولى: ظهرت كلمة الودق وتلك الظاهرة في سورة النور حين قال تعالى “ألم تر أن الله يزجي سحابًا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركامًا فترى الودق يخرج من خلاله”[2].
  • الآية الثانية: وأيضًا ظهرت تلك الظاهرة في سورة الروح في قوله تعالى “الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابًا فيبسطه في السماء كيف يشاء، ويجعله كسفًا فترى الودق يخرج من خلاله”[3].
  • نجد من خلال الآيات الماضية أنّ المعنى ذاته قد ورد في كلتا الحالتين، وهو بمعنى المطر الشديد، والمطر الخفيف، أو ذرّات المطر التي تهطل مع السحاب.
  • وأمّا عن الودق اصطلاحًا في العربية فهو يعني المطر الشديد القوّي، الذي يتساقط على مكان محدّد في دفعة واحدة.
  • وقد جاء تفسير معنى الآيات الكريمة وفق الآتي:

“ألم تشاهد أن الله سبحانه وتعالى يسوق السحاب إلى حيث يشاء، ثم يجمعه بعد تفرقه، ثم يجعله متراكمًا، فينزل مِن بينه المطر؟ وينزل من السحاب الذي يشبه الجبال في عظمته بَرَدًا، فيصيب به مَن يشاء من عباده ويصرفه عمَّن يشاء منهم بحسب حكمته وتقديره، يكاد ضوء ذلك البرق في السحاب مِن شدته يذهب بأبصار الناظرين إليه”.

شاهد أيضًا: تفسير حلم نزول المطر على شخص

ما هو الفرق بين الودق والمطر والغيث

تتعدّد التعريفات التي تتناول تلك الظواهر المناخيّة الثلاثة التي تخرج جميعها من بيتٍ واحد، وظروف مناخيّة مشتركة، ويمكن تعريف الفوارق بين الغيث والمطر والودق على الشّكل الآتي:

  • تعريف المطر: هو جميع أنواع الماء التي تسقط من السماء على الأرض.
  • تعريف الغيثهو حالة المطر التي تأتي عند الجفاف والحاجة الماسّة إلى تلك القطرات المائيّة العظيمة.
  • تعريف الودقهو أشد أنواع الهطول المطري، ويكون بشكل قوي ومستمر في خطوط عامودية دون توقّف على منطقة محدّدة.

إلى هنا نصل بكم إلى نهاية المقال الذي تناولنا فيه ما هي ظاهرة الودق وانتقلنا عبر لسطور والفقرات ليكون القارئ قد تعرّف على ظاهرة الودق، وعلى التفسير العلمي لهطول المطر وتشكل السحاب الركامية والرعديّة، وعلى تفاصيل ظاهرة الودق التي حصلت في الإسكندرية لنختم أخيرًا مع الودق في القرآن الكريم وتعريف المطر والغيث والودق.

المراجع

  1. skynewsarabia.com , "ظاهرة غريبة" وقعت في الإسكندرية.. بيان رسمي يكشف ما حدث , 02/12/2021
  2. سورة النور , الآية 43.
  3. سورة الروم , الآية 48.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *