ما حكم سب الريح مع الاستدلال

ما حكم سب الريح مع الاستدلال؟ من الأسئلة الهامّة التي سيجيب عنها هذا المقال، وهو واحدٌ من الأسئلة التي تمرّ في مناهج التّعليم الدّراسية من مواد التوحيد، ومن الجدير بالذّكر أنّ الدّين الإسلامي دينٌ عظيم نظّم أمور النّاس كلّها وكلّ ما قد يواجهه المسلم خلال عمره، حتّى التّعامل مع الظواهر الطّبيعية من رياح وعواصف ونيران وغيرها، فلقد اهتمّ بأدقّ التّفاصيل لذلك فهو نعمةٌ من الله على عباده، وفي هذا المقال يوضّح موقع المرجع أحد الأحكام الفقهية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بواحدة من الظواهر الطبيعية اليومية.

ما حكم سب الريح مع الاستدلال

ورد في مادة التوحيد للصف الثالث متوسط في الفصل الدراسي الأول من مناهج المملكة العربية السعودية أحد الأسئلة الهامّة، وهو ما حكم سب الريح مع الاستدلال، وبيان إجابته فيما يأتي:

• سبّ الريح محرّمٌ شرعًا، والدليل قول النّبي صلى الله عليه وسلم: “لا تسُبُّوا الرِّيحَ، فإنَّها من رُوحِ اللهِ تعالَى، تأتِي بالرَّحمةِ والعذابِ، ولكِنْ سلُوا اللهَ من خيرِها، وتعوَّذُوا باللهِ من شرِّها“.[1]

فإنّ بعض النّاس يسبّ الرّيح ويلعنها بمجرد أن تأتي شديدة أو عاتية، أو محمّلة بالتّراب، لكنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى نهيًا قاطعًا عن سب الريح، فهي مأمورة بما تجيء به، سواءً جاءت بخير أو عذاب، وهي مسخّرة مذلّلة لأمر الله مصرّفة بتدبير الله وتسخيره، فمن يسبّ الرّيح فيقع سبّه على من صرّفها والعياذ بالله، ثم إنّها مخلوقٌ من مخلوقات الله وآياته الكونية، التي ينبغي للعبد أن يلجأ لخالقها ويسأله من خيرها وفضلها ويستعيذ به من شرّها وشر ما خلقت له، وإنّ من سبّ الريح ولعنها رجعت لعنته عليه وذلك بإخبار النّبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.[2]

شاهد أيضًا: دعاء الريح والغبار مكتوب 2021 ، أجمل أدعية الرياح والعواصف الشديدة

ما حكم سب الدهر مع الاستدلال

إنّ معرفة ما حكم سب الريح مع الاستدلال يدفع للبحث عن ما حكم سب الدهر مع الاستدلال، فسبّ الدّهر محرّمٌ شرعًا كحكم سبّ الريح وهو لا يجوز أبدًا، فقد ورد عن الصحابي الجليل ابو هريرة -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا تسُبُّوا الدَّهرَ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قال أنا الدَّهرُ الأيَّامُ واللَّيالي لي أُجدِّدُها وأُبلِيها وآتي بملوكٍ بعدَ ملوكٍ”.[3] فقد كان من عادة العرب في الجاهلية أن يسبّوا الدّهر عند النّوازل والأحداث، وفي هذا الزّمان اعتاد النّاس على سبّ الدّهر بمختلف الألفاظ من السباب والشتيمة، وهو كلّه لا يجوز، وذلك لنهي النّبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، فالله صاحب الدّهر يقلّبه ويدبر الأمور التي تُنسب للدّهر، والدّهر زمانٌ جُعل ظرفًا لمواقع الأمور.[4]

شاهد أيضًا: حكم سب الريح والدهر على أنهما الفاعل للأحداث أو الفاعل مع الله عز وجل

ما الحكمة من تحريم سب الدهر والريح

قبل ختام مقال ما حكم سب الريح مع الاستدلال وبيان أنّ حكم سب الريح والدّهر محرّمٌ شرعًا ولا يجوز في الدّين الإسلامي، فإنّ لذلك حكمة عظيمة، ومن الضّروري للمسلم أن يعرف ما الحكمة من تحريم سب الدهر والريح، وهي ما سيتمّ بيانه فيما يأتي:[4]

• إنّ سبّ الدّهر والريح من السباب الذي يكون لمن ليس أهلًا أن يُسب، فالدّهر والرّيح مخلوقان من مخلوقات الله المُسخّرة والتي تتبع أمر الله وإرادته، وهما مُذللان مسخّران.
• إنّ سبّ الدهر والريح ممّا يتضمّن الشرك بالله، فبه يكون ظنًّا أنّ الدهر أو الريح يضرّان أو ينفعان، ويتناسى من يسبّهما أنّ الله هو المتصرّف بهما كيف يشاء.
• إنّ السبّ للرّيح أو الدّهر يكون على من أمرهما وسخّرهما وهذا أكبر الحرام وأعظمه بل هو يصل لحدّ الكفر والشرك والعياذ بالله.

هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقال ما حكم سب الريح مع الاستدلال والذي أجاب وبيّن حكم سبّ الريح وقدّم دليلًا من السّنة النّبوية على تحريم سب الريح، وبيّن حكم سبّ الدّهر وتحريمه، وختم ببيان الحكمة من تحريم سبّ الريح والدهر.