ما حكم قطع صيام القضاء وصيام النفل

ما حكم قطع صيام القضاء وصيام النفل من أهم الأحكام والمسائل الفقهية الشرعية الواجب على المسلم أن يطّلع عليها وأن يعرفها، وقد فرض الله سبحانه وتعالى شهر رمضان صيامًا للمسلمين، وجعل الصوم ركنًا من أركان الدين الإسلامي، وفيه جعل الرخص للعباد رحمةً بهم ورحمةً بضعيفهم ومريضهم وظروفهم، فأباح الفطر بوجود الرخص على أن يتم القضاء، ومن خلال موقع المرجع سيتم بيان هل يجوز افطر وانا صايمه قضاء وحكم قطع الصوم في النافلة والقضاء.

قضاء الصيام

شرّع الله سبحانه وتعالى عديد الرخص الشرعية التي بموجبها يستطيع المسلم أن يفطر في رمضان في صوم الفريضة من شهر رمضان، ولكن على أن يقضي الأيّام التي أفطرها فيه، فقضاء الصيام هو أن يصوم المسلم في غير رمضان بعدد الأيّام التي فاته صيامه في رمضان سواءً بعذرٍ شرعي أو بغير عذرٍ شرعي، وواجب المسلم في القضاء أن لا يؤخره إلى رمضان التالي.

شاهد أيضًا: هل يجوز صيام القضاء يوم السبت

ما حكم قطع صيام القضاء

إن قطع صيام القضاء غير جائزٍ للمسلمين بغير عذرٍ شرعي مطلقًا فصوم القضاء كصوم رمضان واجبٌ لا يجوز قطعه، فالمسلم إن دخل في صيام القضاء فمن واجب إتمامه وإن صيام القضاء لا يشبه صيام النافلة، لأنه كما ورد في الصحيح أن المتطوع في النافلة أمير نفسه ويمكنه قطع صيامه، أما القضاء فهو واجب على المسلم ودينٌ في رقبته عليه أن يؤديه، ولا خيار له فيه بل من واجبه أن يتمّه إن شرع فيه، ولكن لو أفطر فلا كفارة عليه إنما يجب عليه أن يتوب إلى الله وأن يقضي اليوم الذي أفطره، فقد روت أمّ هانئ رضي الله عنها قالت: “لمَّا كانَ يومُ الفتحِ فتحُ مكةَ جاءتْ فاطمةُ فجلستْ عن يسارِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ وأمُّ هانئٍ عنْ يمينِه قالتْ فجاءتْ الوليدةُ بإناءِ فيهِ شرابٌ فناولتُهُ فشربَ منه ثمَّ ناولَه أمَّ هانئٍ فشربتْ منهُ فقالتْ يا رسولَ اللهِ لقدْ أفطرتُ وكنتُ صائمةً فقال لها أكنتِ تقضينَ شيئًا قالتْ لا قالَ فلا يضرُّكِ إنْ كانَ تطوعًا”.[1] وهذا الحديث يشير إلى عدم جواز قطع صيام القضاء.

شاهد أيضًا: صيام القضاء هل يجوز قطعه

حكم قطع صيام النفل

ذكر أهل العلم أن من شرع في صيام نافلة فلا يجب عليه أن يتم صيامه ولو أفطر فيه وقطعه لا حرج عليه، ولا يقضي إن أفطر فيه، لكن الأولى والأفضل أن يتم صيام النافلة إن شرع فيها، لكن لو أفطر فلا بأس، فالصائم أمير نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أفطر من صوم التطوع، وأنّه شبّه صوم التطوع كالرجل يخرج من ماله صدقة إن شاء أمضاها وإن شاء حبسها والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز جمع صيام القضاء مع الست من شوال

حكم قطع صوم القضاء ابن باز

ما حكم قطع صيام القضاء وصيام النفل من المسائل الفقهية التي تم عرضها على الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى، والتي أورد فيها فتوى كاملة قال فيها:[3]

“الواجب عليك إكمال الصيام، ولا يجوز الإفطار إذا كان الصوم فريضة كقضاء رمضان وصوم النذر، وعليك التوبة مما فعلت، ومن تاب، تاب الله عليه، ولا يجوز لك الإفطار لإحساس بالجوع، بل عليك الصبر حتى تغيب الشمس؛ لأن قضاء رمضان فرض لا يجوز التساهل فيه، وإذا جاع الإنسان وهو صائم في الفرض، أو ظمئ؛ يتصبر، ويتحمل حتى يكمل، إلا إذا خشي الموت، أو مرضًا شديدًا يعلم أنه يترتب على هذا الشيء هذا عذر له في إفطاره، ثم إمساكه، يأخذ ما يزيل الخطر، ثم يمسك إلى الغروب، أما مجرد الجوع، أو مجرد الظمأ الذي ليس معه خطر؛ فهذا لا يسوغ الإفطار في الفريضة، لا في رمضان، ولا في قضاء رمضان، ولا في النذور في صيام المنذورة، ولا في الكفارات، بل يجب الإمساك والصبر حتى تغيب الشمس، وعليك التوبة إلى الله والاستغفار وقضاء اليوم”.

شاهد أيضًا: هل يجوز الافطار في صيام القضاء

حكم قطع صيام القضاء وصيام النفل ابن عثيمين

لم يختلف الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى مع جمهور أهل العلم ولا مع الشيخ ابن باز رحمه الله في مسألة قطع صيام القضاء، وقد ذكر في فتاويه ما يأتي:[4]

“أما صيام القضاء فإنه لا يجوز قطعه؛ لأن القاعدة التي دلت عليها النصوص أن من شرع في واجب فلا يجوز له قطعه إلا لعذر شرعي؛ ولهذا لو أن إنساناً كبر ليصلي صلاة الفريضة، ثم استأذن عليه أحد يدق عليه الباب فإنه لا يجوز أن يقطع الفريضة من أجل أن يأذن لهذا الطارق، وأما صيام الأيام الست فهي نفل، والنفل يجوز للإنسان أن يقطعه، لكنه يكره إلا لغرض، هذا هو حكم قطع القضاء وقطع صيام الأيام الست”.

شاهد أيضًا: من أفطر في صيام النفل لايجب عليه القضاء

حكم الإفطار في قضاء الصوم الواجب الإسلام سؤال وجواب

ورد في موقع الإسلام سؤال وجواب أن من شرع في صوم واجب كالقضاء والكفارة فلا يجوز له أن يفطر فيه إلا بعذرٍ شرعي، والأعذار الشرعية التي تبيح الفطر كالمرض والسفر والحيض والنفاس وغيرها، فلو أفطر المسلم في صيام القضاء من غير عذر أو عذر فيجب عليه أن يقضي هذا اليوم فيصوم يومًا مكانه، ولا يلزمه كفارة بالمطلق سوى التوبة والاستغفار، وقد ورد عن ابن قدامة أنّه قال: “وَمِنْ دَخَلَ فِي وَاجِبٍ , كَقَضَاءِ رَمَضَان , أَوْ نَذْرٍ ، أَوْ صِيَامِ كَفَّارَةٍ ; لَمْ يَجُزْ لَهُ الْخُرُوجُ مِنْهُ , وَلَيْسَ فِي هَذَا خِلافٌ بِحَمْدِ اللَّهِ” أما الإمام النووي فقد ذكر في المجموع: ” لَوْ جَامَعَ فِي صَوْمِ غَيْرِ رَمَضَانَ مِنْ قَضَاءٍ أَوْ نَذْرٍ أَوْ غَيْرِهِمَا فَلا كَفَّارَةَ ، وَبِهِ قَالَ الْجُمْهُورُ , وَقَالَ قَتَادَةُ : تَجِبُ الْكَفَّارَةُ فِي إفْسَادِ قَضَاءِ رَمَضَانَ” والله ورسوله أعلم.[5]

إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقال ما حكم قطع صيام القضاء وصيام النفل، الذي عرّف بصيام القضاء، وبيّن حكم قطعه والفطر فيه وحكم الفطر في صوم النافلة، وعديد الأحكام الشرعية المرتبطة في هذه المسألة.