ما هو حكم القزع ابن باز

ما هو حكم القزع ابن باز الذي قرّره الشّرع وأخذ به العلّامة ابن باز، هو ما سيتمّ بيانه في هذا المقال، حيث إنّ القزع واحدٌ من الأمور التي شاعت بين الشّباب المسلم، وهو واحدٌ من الأمور التي بيّن الشّرع حكمها وفصّل في أحكامها، فالشريعة الإسلامية لم تترك شاردةً ولا واردة إلا ونظّمتها وبيّنت أحكامها للمسلمين، ويهتمّ موقع المرجع ببيان هل القزع حلال أم حرام بقول العلامة ابن باز والعلامة ابن عثيمين، وكذلك سيبيّن معنى القزع وحكمه في المذاهب الفقهية الأربعة.

ما هو حكم القزع ابن باز

إنّ حكم القزع عند العلامة ابن باز كما بيّن في قوله أنّه مكروهٌ في الإسلام والأصل فيه التحريم، فالقزع من الأمور التي ابتلي بها شباب الأمّة اليوم من قصّات شعر الرأس على عدّة أِشكال وأنواع، متأثرين بموضاتٍ وصيحاتٍ تخرج من الغرب الذين هم على غير الإسلام، ويركض الشباب المسلم وراءها بغية الشهرة أو التميز، أو للفت النّظر لينظر النّاس إليهم، أو تشبّهًا بمشاهير وغيرهم، وسعي الشباب المسلم وراء هذه الأمور يكون من جهلهم بحكمها وعدم معرفة أنّه مكروهٌ في الإسلام بل محرّمًا في أشهر الأقوال، وقد ورد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَنْهَى عَنِ القَزَعِ. قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: قُلتُ: وما القَزَعُ؟ فأشَارَ لَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قالَ: إذَا حَلَقَ الصَّبِيَّ، وتَرَكَ هَاهُنَا شَعَرَةً، وهَاهُنَا وهَاهُنَا”.[1] ولو اطّلع الشباب عليه لتركوه، لذلك ينبغي للمسلم أن يحرص على ترك القزع وعدم التشبه بالكفار بأمور لباسهم وشعرهم والله أعلم.[2]

مفهوم القزع

بعد بيان حكم القزع ابن باز من الضروري بيان مفهوم القزع، فقد ورد في معاجم اللغة منها مختار الصحاح أنّ القزع هو أن يحلق شعر رأس الصبي ويترك في مواضع منه الشعر متفرقًا، أمّا في المصباح المنير فقد ورد تعريفه أنّه حلق بعض الرأس دون بعض، وقيل هو أخذ بعض الرأس وترك بعضه على الصحيح، وبذلك تبيّن أن كلّ صور حلق شعر الرأس وترك بعضه يدخل في مفهوم القزع، وهو من الأمور التي انتشرت في هذا الزمان بالرّغم من تحريم الإسلام لها.[3]

أنواع القزع

إنّ الخوض في حكم القزع ابن باز ومعرفة مفهوم القزع يدفع للخوض في أنواع القزع وأشكاله، حيث تعددت أنواع هذا الأمر وكثرت أشكاله، ومنها ما سيتمّ ذكره فيما يأتي:[3]

• النوع الأول: أن يحلق شعره بغير ترتيب، فيحلق من اليمين ومن اليسار، ومن الناصية ومن القفا، فيحلق أجزاء متفرقة من الرأس ويترك باقيه.
• النوع الثاني: أن يحلق شعر وسط الرأس ويترك جوانبه.
• النوع الثالث: أن يحلق جوانب شعر الرأس ويترك وسطه.
• النوع الرابع: أن يحلق ناصية شعر الرأس ويترك الباقي على حاله.
• النوع الخامس: أن يحلق مقدّمة شعر الرأس كلّها ويترك مؤخّره كله.
• النوع السادس: أن يقوم بحلق مؤّخر الشعر كلّه ويترك مقدّمته.

شاهد أيضًا: لماذا حرم الإسلام القزع إسلام ويب

الفرق بين القزع والتخفيف

يرد على بال كلّ مسلم بعد أن يطّلع على حكم القزع ابن باز ما الفرق بين القزع والتخفيف، فكما ورد سابقًا إنّ القزع هو حلق بعض شعر الرأس وترك بعضه، كأن يحلق مقدّمة الرّأس دون أن يمسّ باقي رأسه، أو أن يحلق جوانبه دون أن يقصّ شيئًا من الأعلى والمقدمة، أمّا تقصير الشعر من الرأس كالجوانب تخفيفًا والتدرج بها إلى الوسط فهو لا يعدّ من القزع فهو لا يدخل في تعريفه، أمّا لو كان التخفيف شديدًا فإنّ ذلك مكروه فهو سيشبه القزع لحدٍّ كبير وهو من المنهي عنه، والتقصير الشديد بهذه الطريقة وتخفيفه من سمات الكافرين والفاسقين وليس من سمات أهل المروءة والعدالة، ولا ينبغي للمسلم أن يتشبه بهؤلاء، فالأولى بالمسلم تركه والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: حكم ازالة الشعر بين الحاجبين

ما هو حكم القزع ابن عثيمين

تم توجيه سؤال ما هو حكم القزع للعلّامة ابن عثيمين، وقد وضّحه بتفصيل ولم يخالف في رأيه حكم القزع ابن باز، حيث أجاب أنّ القزع هو حلق بعض الرأس وترك بعضه وهو على أنواعٍ عدّة وذكر أربعة أنواعٍ، كأن يحلق المسلم بعض شعره بشكلٍ غير مرتب من كلّ مكانٍ بعضه ويترك بعضه، وكأن يحلق وسطه ويترك جانبه، أو أن يحلق جانبيه ويترك وسطه، أو أن يحلق ناصيته فقط، وبيّن ابن عثيمين أنّ القزع كلّه مكروه وذلك لأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر أن يحلق الشعر كلّه أو يترك كلّه، أمّا لو كان تشبّهًا للكفار فإنّه يخرج من الكراهة ويدخل في التّحريم المطلق، فهو محرّمٌ لأنّه قزع ومحرّمٌ لأنّه تشبّهٌ بالكفّار، والله ورسوله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: حكم حلق الحواجب بالموس ابن باز

حكم القزع في المذاهب الفقهية الأربعة

قبل ختام حكم القزع ابن باز فإنّه من الضروري بيان رأي المذاهب الفقهية الأربعة في حكم القزع، وما ورد وصحّ عن أهل العلم أنّ القزع مكروه باتفاق الأحناف والمالكية والشافعية والحنابلة، وحكي الإجماع عليه، وكانت دلالتهم عليه ما ورد من الأحاديث الصحيحة منها ما ورد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: “أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى صبيًا حلق بعضَ رأسِه وترك بعضًا فنهى عن ذلك وقال احلقوه كلَّهُ أو اتركوه كلَّهُ”. [6] فالمسلم من واجبه أن يتأدب بآداب الإسلام التي حثّ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.[7]

بهذا نصل لنهاية مقال ما هو حكم القزع ابن باز، الذي بيّن قول العلامة ابن باز في القزع، وعرّف القزع وبيّن أنواعه، ووضّح الفرق بين القزع وتخفيف الشعر، ثمّ بيّن حكم القزع عند ابن عثيمين، وختم ببيان حكم القزع في المذاهب الفقهية الأربعة.