متى يبدأ الإحرام للمضحي وما الشروط الواجب توافرها في المضحي

متى يبدأ الإحرام للمضحي وما الشروط الواجب توافرها في المضحي، هي أسئلة مهمة تتزامن مع قرب وصول النفحات الاولى من شهر ذي الحجة المبارك الذي يحمل معه واحدة من اعظم أركان الإسلام وهي الركن الخامس الذي امرنا الله به عبر حج لمن استطاع إليه سبيلا، وقد شرّع الله عز وجل لغير الحاج أن يقوم بذبح الأضحية تقرّبًا منه، وعبر موقع المرجع يمكن للزائر الكريم أن يتعرّف على الموعد الذي يبدأ عنده من نوى ذبح الاضحية الابتعاد عن فعل بعض المباحات.

متى يبدأ الإحرام للمضحي

إن الإحرام عند من نوى أن يقوم بالأضحية يبدأ عندما يهلُّ هلال ذي الحجة، فيمتنع المسلم عن قص شعره وأظافره حتى يقوم بذبح الأضحية لتكون كفّارةً عنه وعن جسده كاملًا يوم القيامو ان شاء الله، ويستدل على ذلك من حديث أم سلمة -رضي الله عنها ونأرضاها- حيث قالت: من كان له ذبح يذبحه فإذا أُهلَّ هلالُ ذي الحجة فلا يأخنَّ من شعره ولا من أظفاره شيئًا حتّى يضحّي.[1]

ومن الجدير بالذكر انّ امتناع المضحّي لغير الحاج عن الإتيان بالأمور المباحة سابقًا فور عقد نيّة التضحية لا يسمّى إحرامًا، لأنّ الإحرام يكون للحاج فقط الذي عقد النية على اداء مناسك الحج كاملة وباشر بتلك الطقوس المباركة.

شاهد أيضًا: حكم الأضحية في المذاهب الأربعة

حكم قصّ الاظافر والشعر للمضحي

هنالك اختلاف بسيط بين الأئمة الاربعة في قولهم حول حكم قص الشعر والاظافر للمضحي من غير الحاج، وفي ذلك الامر ينضوي على ثلاثة مسارات، وهي:[2]

  • المسار الأول:
    • أنَّ قصَّ الأظافر والشعر لمن أراد أن يضحي جائز، ولا يحرم على المسلم ذلك، وهذا مذهب الإمام أبو حنيفة وهو قولٌ مرويٌ عن الإمام مالك.
  • المسار الثاني:
    • أنَّ قصَّ الأظافر والشعر لمن أراد التضحية مكروهٌ، وليس حرام، وهذا مذهب الإمام الشافعي، وهو قولٌ مرويٌ عن الإمام مالك أيضًا.
  • المسار الثالث:
    • أنَّ قصَّ الأظافر والشعر لمن أراد التضحية حرامٌ، وأنَّ فاعله آثمٌ، وهذا مذهب الإمام أحمد بن حنبل.

شاهد أيضًا: حكم الأضحية في عيد الأضحى

الشروط الواجب توافرها في المضحي

كما أسلفنا في بداية المقال فأنّ الاحرام لا يكون سوى للحاج، وإنما ما تعارف عليه الناس انّ الاحرام يشمل المضحّي أيضًا وفي ذلك نوضّح أن المضحي يجب عليه شروط في صحة الأضحية وليس احرام، وهي:[3]

  • الإسلام:
    • حيث تصحّ الأضحية من كلّ مسلم حُرٍّ، ولا تصحّ من غيره.
    • وقد اختصّت عبادة الأضحية بالمسلم؛ لأنّها قُربة إلى الله -تعالى- يتعبّد له بها
  • البلوغ:
    • يجب على المصحي أن يكون بالغ.
    • وذهب المالكيّة إلى كونها سُنّة في حقّ الصغير.
    • ورأى الحنفية أنّها واجبّة في حقّ الصغير إن كان ذا مال، ويُضحّي عنه أبوه، أو وصيّه، ويُسَنّ له أن يأكل من أضحيته.
    • وذهب بعضهم إلى أنّها لا تجب على الصغير من ماله، وهي غير مسنونة للصغير عند الشافعية، والحنابلة.
  • المقدرة الماليّة:
    • عند الحنفية المقدرة الماليّة شرط من شروط المُضحّي غير الحاج، وتسقط عن العبد دون الحُرّ؛ لأنّ العبد لا يملك شيئاً.
    • وتمّ توضيحها على انّ يمتلك الذي ينوي الأضحية النِّصاب الزائد عن حاجته اليوميّة.
  •  غير حاجّ:
    • حيث يشترط المالكية ألّا يكون المُضحّي حاجّاً، إذ إنّ السنّة للحاجّ الهَدْي وليس الأضحية، وقد انفرد المالكيّة بذلك الشرط عن باقي الفقهاء.
  • الإقامة:
    • اعتمد جمهور الفقهاء شرط الأضحية على المُسافر كالمُقيم.
    • وانفرد الحنفية في سقوطها عن المُسافر فلا تجب عليه، أي أنّهم اشترطوا أن يكون الشخص مُقيماً في بلده ليجوز له الأضحية.
    • والسبب في عدم وجوبها على المسافر عندهم أنّه يشقّ على المسافر تحصيل أسباب الأضحية.

شاهد أيضًا: متى يحلق المضحي غير الحاج

ما هي الحكمة من الامتناع عن قص الشعر والأظافر

إنّ الحكمة من الامتناع عن قص الأظافر والشعر فسّرها الامام النووري (رحمه الله) بقوله إنَّ الحكمة من النهي عن تقليم الأظافر والأخذ من الشعر للمضحّي تكمن في الحرص على بقاء جميع أجزاء بدن الإنسان لتعتق من النار.[4]

وعند الإمام المناوي في كتابه فيض القدير، قال في الامتناع عن قص الشعر والأظافر  إنّ الحكمة في ذلك هو الإبقاء على كامل الجزاء فيعتق بذلك كله من النار، وقال التوربيشي إن السرّ في المنع من أخذ الشعر أو الأظافر للمضحي يعود إلى جعل المضحّي أضحيته فداءً عن نفسه من العذاب، فكأنه رأى نفسه مستحقاً للعذاب والعقاب المتمثل بالقتل، إلّا أنّه غير مأذون له فيه، ففدا نفسه بأضحيته، حتى صار كلّ جزءٍ منها فداءً عن كلّ جزءٍ منه، ومن ذلك جاء النهي عن الأخذ من الشعر والأظافر حتّى يحصل المسلم على اجره كاملًا وتكون تلك الأضحية كفّارة لذنوبة ورفعة لجسدة.

ومن الجدير بالذكر أنّه لا يُمنع على من نوى التضحية استخدام الطيب والعطور، ومعاشرة الزوجة، ولكنّه حتى لو قصّ شعره أو قلّم أظافره فإنّ أضحيته تُعدّ صحيحةً ومقبولةً إن شاء الله.

شاهد أيضًا: حكم من اخذ من شعره وهو يريد ان يضحي

ما هي شروط الأضحية للمضحي

تمّ التنويه على عدد من الشروط التي يجب ان تتوافر في الأضحية ليتم قبولها بإذن الله تعالى، فينال المسلم عنها كامل الاجر ان شاء الله، وهي:[5]

  • أن تكون من بهيمة الأنعام:
    • أي من  البقر أو الإبل أو الغنم، من معزها أو ضأنها.
  • أن تكون الأضحية بالغةً للسنّ المحدد شرعاً لها.
    • فتكون جذعةً من الضأن، أو ثنيةً من غيره.
    • فالثنية عند الإبل هي التي بلغت خمس سنين.
    • والثنية من البقر هي التي بلغت سنتان من العمر.
    • أما الثنية من الغنم فهي التي أتمّت سنةً كاملة، ويقصد بالجذع ما تمّ له نصف سنة
  • أن تكون خاليةً من العيوب التي تمنع من إجزائها، وهي أربعة أنواع:
    • العور البين، والمرض البين، والعرج البين، والهزال الذي يزيل المخ.
  • أن تكون ملك خاص للمضحّي، أو مأذون له فيها بالشرع أو من قبل المالك.
    • حيث لا يتعلّق بها شيءٌ من حقوق الغير، كالمرهونة.
  • التصحية في الوقت المناسب.
    • وذلك من  بعد صلاة العيد في يوم النحر، إلى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من أيام ذي الحجة.
    • فالأيام المحدّدجة للذبح هي أربعة:  يوم العيد من بعد أداء صلاة العيد، وثلاثة أيام بعده، فمن ذبح قبل الانتهاء من صلاة العيد، أو بعد غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجّة لا تصحّ منه الأضحية.
    • وتمّ التنويه على أنّ الأضحية تصح ان شاء الله في حال التأخير بعذر ومن تلك الأعذار ( كهروب الأضحية من غير تفريط من صاحبها، أو نسيان الوكيل التضحية عن موكّله، وذلك قياساً على من نام عن صلاة أو نسيها وأدّاها عند استيقاظه من النوم أو عند تذكّرها).

شاهد أيضًا: هل يجوز الجمع بين العقيقة والاضحية

حكم الأضحية

تتنوّع آراء الفقهاء في الحكم الشرعي للأضحية، وفي ذلك نقوم على سرد ما جاء وفق الآتي:[6]

  • القول الأول: 
    • يقول جمهور العلماء فيها أن الأضحية سنةٌ مؤكدةٌ في حقِّ المسلم القادرِ عليها.
    • الدليل في ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الحِجَّةِ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عن شَعْرِهِ وأَظْفارِهِ”.
  • القول الثاني: 
  • وهو عند الامام أبو حنيفة (رحمه الله) حيث ذهب إلى أنَّ الأضحيةَ واجبةٌ في حقِّ المسلم القادر عليها.
  • الدليل في ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مَن كان له سَعَةٌ ولم يُضَحِّ ، فلا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانا.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي تناولنا فيه متى يبدأ الإحرام للمضحي لنقوم بالشرح عبر سطور المقال والتنويه على ان الاحرام لا يكون سوى للحاج بينما يجب على المضحي ان يتحلّى بشرط ويمتنع عن قص الشعر والاظافر منذ هلال ذو الحجة وانتقلنا إلى شرح شروط الأضحية وحكمها عند عامة الفقهاء بعد شرح متى يبدأ الإحرام للمضحي.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *