حكم الأضحية في عيد الأضحى

حكم الأضحية في عيد الأضحى الأضحية من شعائر الإسلام التي شرعها الله تعالى، إحياء لسنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، حين أمره الله عز وجل بذبح الفداء عن ولده إسماعيل عليه السلام، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن حكم الأضحية في عيد الأضحى، وعن ما هي الأضحية، وعن الشروط الواجب توافرها في الشخص الذي يقوم بالتضحية، والشروط الواجب توفرها في الأضحية نفسها.

ما هي الأضحية

قبل أن نتعرف على حكم الأضحية في عيد الأضحى، سنتعرف على ما هي الأضحية، فالأضحية هي ما يذكى تقربًا إلى الله تعالى في أيام النحر بشرائط مخصوصة، فليس من الأضحية ما يذكى لغير التقرب إلى الله تعالى، والأضحية مشروعة إجماعًا بالكتاب والسنة: أما الكتاب فقوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}،[1] وأما السنة ما صح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: “ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا”،[2] وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن كان له سَعَةٌ ولم يُضَحِّ ، فلا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانا”.[3]

وقد شرعت الأضحية في السنة الثانية من الهجرة النبوية، والحكمة من مشروعيتها، فهي شكرًا لله تعالى على نعمة الحياة، وإحياء سنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، حين أمره الله عز وجل بذبح الفداء عن ولده إسماعيل -عليه السلام- في يوم النحر، وأن يتذكر المؤمن أن صبر إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وإيثارهما طاعة الله ومحبته على محبة النفس والولد كانا سبب الفداء ورفع البلاء، فإذا تذكر المؤمن ذلك اقتدى بهما في الصبر على طاعة الله، وتقديم محبته عز وجل على هوى النفس وشهوتها.[4]

شاهد أيضًا: هل الاضحية واجبة على المقتدر وحكمها لغير المقتدر

حكم الأضحية في عيد الأضحى

اختلف الفقهاء في حكم الأضحية، حيث انقسموا إلى قسمين، فمنهم من قال بأنها سنة مؤكدة، ومنهم من قال بأنها واجبة، وبيان أقوالهم فيما يأتي:[5]

القول الأول

أنها سنة مؤكدة، وهو قول الشافعية، والحنابلة، والأصح عند المالكية، وقال به أبو بكر، وعمر، وبلال -رضي الله عنهم- من الصحابة، وسعيد بن المسيب، وعطاء، وغيرهم من التابعين، واستدلوا بالعديد من الأدلة، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا”،[6] فجعل الحديث الأمر مفوضًا إلى الإرادة، وروي عن أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- أنهم كانوا لا يضحون السنة والسنتين.

وقيل إنها سنة عين؛ فلا تجزئ الأضحية الواحدة عن الشخص وأهل بيته أو غيرهم، وهو قول أبي يوسف، ومنهم من يقول إنها سنة عين حكمًا؛ فلو ضحى الشخص عن نفسه وعن أهل بيته سقط الطلب عمن أشركهم معه، ومنهم من يجعلها سنة عين في حق الفرد، وسنة كفاية في حق أهل البيت الواحد، وهو قول الشافعية والحنابلة، واستدلوا بفعل الصحابة الكرام من غير إنكار من النبي -صلى الله عليه وسلم- عليهم، وذهب المالكية إلى القول بالكراهة لمن تركها مع قدرته عليها.

القول الثاني

أنها واجبة في كل عام مرة على القادر إلا في حق الحاج بمنى، وهو قول أبو حنيفة، وجاء عن الماوردي أنها واجبة في حق المقيم فقط، واستدلوا على ذلك بالعديد من الأدلة، كقوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}،[1] فجاءت كلمة النحر بصيغة الأمر، ومطلق الأمر للوجوب، وقول جندب بن عبد الله رضي الله عنه: “شَهِدْتُ الأضْحَى مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ بالنَّاسِ نَظَرَ إلى غَنَمٍ قدْ ذُبِحَتْ، فَقالَ: مَن ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَلْيَذْبَحْ شَاةً مَكَانَهَا، وَمَن لَمْ يَكُنْ ذَبَحَ، فَلْيَذْبَحْ علَى اسْمِ اللَّهِ”،[7] وفيه أمر بإعادة الذبح لمن ضحى قبل الصلاة، وذلك يدل على الوجوب.

شاهد أيضًا: الأضحية في عيد الأضحى ، حكمها شروطها ووقتها

الشروط الواجب توافرها في المضحي

هناك شروط يجب أن تتوفر في الشخص الذي يريد أن يضحي، وهذه الشروط هي:[8]

  • أن يكون المضحي مسلماً: فلابد أن يكون المضحي من المسلمين، فلا تقبل التضحية من كافر أو غير مسلم، وذلك لأنه لا ينال الثواب والأجر لأضحية العيد، كما أنه ليس مكلفاً بفعل هذا الأمر.
  • أن يكون مقيماً في بلده: من الشروط الفقهية التي دلل عليها العلماء بوجوبها في المضحي، هي أن يكون المضحي مقيماً في بلده أو في بلد غريب لكنها إقامة طويلة كالهجرة مثلًا، وذلك لأن شرط الإقامة يجعل المضحي متفاعلاً مع مجتمعه ويقوم بالتوسعة على فقراء المسلمين في المجتمع المحيط به.
  • أن يكون المسلم بالغًا وعاقلًا: وهي من شروط الأهلية الهامة في المسلم المضحي هو أن يكون واعيًا عاقلًا غير مصابًا بعدم الوعي أو مجنونًا أو ذاهب عقله، كما يجب عليه أن يكون بالغًا حتى يكون مكلفًا بالتكاليف الشرعية، وهذا يعني أنه لا يجوز للأطفال غير البالغين التضحية بأضحية العيد.
  • أن يكون قادرًا: من الأمور الهامة على المسلم المضحي أن يكون قادرًا من الناحية المادية، وذلك لأن هذه الاضحية تعتبر من التكاليف المادية التي لا يقدر عليها إلا المسلم القادر من هذه الناحية، لذلك أهتم الشرع الحنيف بعدم التكلفة على الفقراء من المسلمين وجوب هذا التكليف ولا حرج عليهم بسبب عدم القدرة.

شاهد أيضًا: هل يجوز ذبح الأضحية في بلد اخر

الشروط الواجب توافرها في الأضحية

كما أن هناك شروط يجب توافرها في الشخص المضحي، كذلك هناك شروط يجب أن تتوفر في الأضحية أيضًا، وهي كما يأتي:[9]

  • أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام: التي يجوز أن نضحي بها أو التي أحلها الله مثل الإبل والخراف والماعز والبقر والجاموس.
  • أن تكون الأضحية ذات سن محدد: فلا تجزئ التضحية بما دون الثنية من غير الضأن، ولا بما دون الجذعة من الضأن، والثني من الإبل ما أتم خمس سنين، ومن البقر ما أتم سنتين، ومن المعز ما أتم سنة، والجذع من الضأن ما أتم ستة أشهر.
  • أن تكون الأضحية خالية من الأمراض أو العيوب الظاهرة: التي تؤثر عليها، وأوضح الفقهاء أيضاً أن لا تكون الأضحية عرجاء او هزيلة أو مريضة بمرض ظاهر أو باطن.
  • أن تكون التضحية في وقت الذبح: ويبدأ وقت ذبح الأضاحي من صلاة العيد ويمتد حتى ثاني أيام التشريق عند جمهور العلماء وحتى ثالث أيام التشريق عند الشافعية.
  • نية التضحية: حيث يشترط على المضحي أن ينوي بها التضحية، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة.

اقرأ أيضًا: هل يجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية ؟ وحكم الاشتراك في الاضحية

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن عن حكم الأضحية في عيد الأضحى، وعن ما هي الأضحية، وعن الشروط الواجب توافرها في الشخص الذي يقوم بالتضحية، والشروط الواجب توفرها في الأضحية نفسها.

المراجع

  1. سورة الكوثر , الآية 2
  2. صحيح البخاري , البخاري، أنس بن مالك، 5565، صحيح.
  3. صحيح الجامع , الألباني، أبو هريرة، 6490، صحيح.
  4. dorar.net , ذَبحُ الأضْحِيَّةِ , 08/07/2021
  5. islamweb.net , مذاهب الفقهاء في حكم الأضحية , 08/07/2021
  6. صحيح مسلم , مسلم، أم سلمة أم المؤمنين، 1977، صحيح.
  7. صحيح مسلم , مسلم، جندب بن عبد الله، 1960، صحيح.
  8. alukah.net , أحكام المضحي , 08/07/2021
  9. islamqa.info , شروط الأضحية , 08/07/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *