متى يبدأ وقت إخراج زكاة الفطر

متى يبدأ وقت إخراج زكاة الفطر ومتى ينتهي وقت إخراجها، وهل يجوز إخراج صدقة الفطر قبل وقتها، من الأحكام والمعلومات الشرعية التي على كلّ مسلم ومسلمة أن يتعرف عليها ويلمّ بها، فالزكاة ركنٌ من أركان الإسلام الخمس، وهي من أعظم العبادات التي تطهر النفوس وتجلي القلوب، وتقرّب من الله سبحانه وتعالى، ومن خلال موقع المرجع فإنّه سيتمّ بيان متى يجب إخراج زكاة الفطر ومتى ينتهي وقتها.

متى يبدأ وقت إخراج زكاة الفطر

يبدأ وقت إخراج زكاة الفطر من غروب شمس آخر يوم من رمضان، وهو أول ليلة من شهر شوال، وينتهي بصلاة عيد الفطر، فرسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر المسلمين بأدائها قبل الصلاة، فقد روى الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أدَّاها قبلَ الصلاةِ فهي زكاةٌ مقبولةٌ ، ومن أداها بعدَ الصلاةِ فهي صدقةٌ من الصدقاتِ”.[1] وقد ذكر أهل العلم أنه يجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، وذلك للأدلة التي تشير إلى ذلك، وقد ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: “فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ صدقةَ الفطرِ، وقالَ نَصرٌ: صدقةَ رمضانَ على الصَّغيرِ والكبيرِ، والحرِّ والعبدِ، صاعَ تمرٍ أو صاعَ شعيرٍ، [وفي روايةٍ] نحوَه، وزادَ: والذَّكرِ والأنثَى”.[2] ومن أخّرها عن وقتها فقد أثم وعليه أن يتوب من تأخيره.[3]

شاهد أيضًا: هل تجوز الزكاة على الأخت

وقت أفضلية إخراج زكاة الفطر

وقت الأفضلية في إخراج زكاة الفطر يبدأ من غروب الشمس ليلة العيد إلى يوم العيد، وأفضله أن تُخرج بين صلاة الفجر وصلاة العيد، فالرجل يقدم زكاته يوم الفطر بين يدي صلاته، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} والمراد به أنّ من يتزكى يخرج زكاة الفطر ثم يغدو ذاكرًا لله إلى المصلى، وبذلك أجمع أهل العلم.[4]

شاهد أيضًا: ما حكم دفع الزكاة الى غير مصارفها التي حددها الشرع

وقت جواز إخراج زكاة الفطر

أما وقت إجزاء وجواز زكاة الفطر،  فيكون قبل يوم العيد بيوم أو يومين، لما في صحيح البخاري ما ورد أن الصحابة كانوا يعطون المساكين من الزكاة قبل الفطر بيوم أو يومين، ومن أداها قبل الصلاة فهي مقبولة أما تأخيرها عن الصلاة فلا يجوز، وتفوت بالفراغ من الصلاة، ولو تم تأخيرها عن الصلاة فهي قضاء ولا تسقط بخروج الوقت، وقيل اتَّفق العلماء على أنها تسقط عمَّن وجَبَتْ عليه بتأخيرها، وهي دَينٌ عليه حتى يؤدِّيها، وأنَّ تأخيرَها عن يوم العيد حرامٌ، ويقضيها آثمًا إجماعًا إذا أخَّرها عَمْدًا والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: ما هي شروط اخراج زكاة الفطر

الحكمة من وقت زكاة الفطر

الواجب إخراج زكاة الفِطر قبل صلاة العيد، ولا يَجوز تأخيرها إلى ما بعد الصلاة على الصحيح من قولي العلماء وذلك لحكمة بالغة، ففيها إشاعة للمحبة بين المسلمين وبالتحديد المساكين وأهل الحاجة، وذلك لأن العيد يوم فرح وسرور، فينبغي إدخال الفرح على قلوب المساكين والفقراء، وفيها إظهار شكر نعمة الله سبحانه وتعالى بإتمام صيام شهر رمضان المبارك.[6]

شاهد أيضًا: على من تجب زكاة الفطر وكيف يجب إخراجها؟

أقوال العلماء في وقت إخراج زكاة الفطر

اختلف أهل العلم في وقت وجوب إخراج زكاة الفطر، والذي كانت أقوالهم فيه على النحو الآتي:

• القول الأول: يجب أن تخرج زكاة الفطر في طلوع فجر يوم العيد، وهو قول الأحناف والمالكية في قولٍ منهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم قد أمر أن تؤدى زكاة الفطر قبل الذهاب إلى المصلى يوم العيد، فهو وقت وجوبها.
• القول الثاني: وقت وجوب إخراج زكاة الفطر هو غروب الشمس في آخر يوم من شهر رمضان المبارك، وهو ما ذهب إليه المالكية في قولهم الثاني، والشافعية فيما رجح عندهم.

وقت إخراج زكاة الفطر في المذاهب الأربعة

ذهب جمهور الأحناف أنّ وقت وجوب زكاة الفطر موسع فالأمر بأدائها غير مقيد بوقت كالزكاة، فهي تجب بالمطلق في أي وقت، إنما يتعين بتعيينه، ففي أي وقتٍ أدّاها المسلم كان مؤديًا لا قاضيًا، غير أن المستحب عندهم أن يخرجها قبل الذهاب إلى المصلى، أما المالكية والشافعية والحنابلة، فقد اختاروا أنّ من أدّاها بعد صلاة العيد بدون عذر فقد أثم، واتّفقوا جميعًا على أنّها لا تسقط بخروج وقتها.[7]

شاهد أيضًا: حكم إخراج الزكاة إذا دخل وقت وجوبها

وقت إخراج زكاة الفطر في المذهب المالكي

انقسم أصحاب المذهب المالكي في مسألة متى يبدأ وقت إخراج زكاة الفطر لقولين:

• القول الأول: تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان، وقد اختاره معهم الشافعية والحنابلة وبعض السلف واختاره الشيخ ابن عثيمين واللجنة الدائمة للإفتاء.
• القول الثاني: إن وقت وجوب زكاة الفطر عندهم من طلوع الفجر من يوم العيد، وقد اختاره معهم الأحناف والظاهرية، وهو قولٌ قديم للشافعي، فالصدقة عندهم أضيفت للفطر والإضافة تكون للاختصاص والاختصاص للفطر باليوم دون الليل والله ورسوله أعلم.

حكم إخراج زكاة الفطر قبل وقتها

أيضًا اختلف أهل العلم في جواز إخراج زكاة الفطر قبل وقتها من عدمه وكان لهم في هذه المسألة عدة أقوال، وهي:

• القول الأول:  وهو ما اختاره الأحناف ، حيث قالوا أنه يجوز تعجيل زكاة الفطر سنة وسنتين، وهي تكون في حكمها كحكم الزكاة عندهم.
• القول الثاني: وهو ما اختاره الأحناف والشافعية، حيث يجوز إخراجها من بداية رمضان، فهي تجب بسببين الصوم والفطر، فلو وجد أحد السببين جاز تقديمها.
• القول الثالث: وهو قولٌ عند الأحناف، وقولٌ عند المالكية والحنابلة، حيث قالوا أنه يجوز تقديمها بيوم أو يومين لما ورد في السنة يشير إلى ذلك.

متى ينتهي وقت إخراج زكاة الفطر

انقسم أهل العلم في تحديد آخر وقت زكاة الفطر لقولين وهما:[8]

• في القول الأول: إن آخر وقت زكاة الفطر الذي لا يجوز تأخيرها عنه هو غروب الشمس يوم عيد الفطر، وهو مذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة، واستدلوا بحديث أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “كُنَّا نُعْطِيهَا في زَمَانِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَاعًا مِن طَعَامٍ، أوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ، فَلَمَّا جَاءَ مُعَاوِيَةُ وجَاءَتِ السَّمْرَاءُ، قالَ: أُرَى مُدًّا مِن هذا يَعْدِلُ مُدَّيْنِ”.[9]
• في القول الثاني: إن آخر وقت لزكاة الفطر هو صلاة العيد ويحرم عندهم تأخيرها عنه، فلو أخرها المسلم لم تكن زكاةً إنما صدقة، وله أجر الصدقة فقط، وقال به الظاهرية وابن تيمية وابن القيم والصنعاني وابن باز وابن عثيمين.

مقالات مقترحة

نرشح لك الاطلاع على المزيد من المقالات المشابهة، وهي كالتالي:

بهذا نصل لنهاية مقال متى يبدأ وقت إخراج زكاة الفطر، والذي بيّن الوقت الشرعي الذي يوجب زكاة الفطر، ووقت أفضليّتها، وحكم إخراجها قبل وقتها ومتى يكون آخر وقتها، والكثير من الأحكام والمعلومات عن زكاة الفطر.