ما حكم دفع الزكاة الى غير مصارفها التي حددها الشرع

ما حكم دفع الزكاة الى غير مصارفها التي حددها الشرع الزكاة ثالث أركان الإسلام، وقد قرنها الله تعالى في كتابه العزيز بالصلاة في كثير من المواضع، وهي علامة من علامات التقوى، وسبب من أسباب دخول الجنة، والمحافظة عليها سبب من أسباب بلوغ العبد منزلة الصديقين والشهداء، ومن أداها عن طيب نفس، ذاق طعم الإيمان، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن ما حكم دفع الزكاة إلى غير مصارفها التي حددها الشرع.

ما حكم دفع الزكاة الى غير مصارفها التي حددها الشرع

اتفقت المذاهب الفقهية الأربعة على عدم جواز دفع الزكاة لغير الأصناف الثمانية التي حددها الله تعالى في قوله: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}،[1] لأن إنما في قوله تعالى {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ}،[1] تفيد الحصر أي أنها تثبت المذكور وتنفي ما سواه، فيكون معنى الآية: أن الصدقات للأصناف الثمانية فقط لا لغيرهم، وكذلك فإن تعريف الصدقات بـ (أل) دل على استغراقها للأصناف الثمانية فقط، وقد اتفقت المذاهب الفقهية أيضاً على أنه يجوز دفع الزكاة إلى صنف واحد من الأصناف الثمانية، ولا يلزم استيعاب الأصناف الثمانية كلها عند دفع الزكاة، ومن دفع الزكاة إلى من ظاهره أنه من الأصناف الثمانية، ثم ظهر أنه ليس منهم، فإنها تجزئه.[2]

شاهد أيضًا: حكم من جحد وجوب الزكاة مع العلم بوجوبها

مصارف الزكاة في القرآن

لقد حدد الله تعالى مصارف الزكاة في قوله: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}،[1] وتفصيل هذه المصارف الثمانية فيما يأتي:[3]

  • الفقراء والمساكين: وهما صنفان مستقلان، ولا يجوز أن يقال أنهما شيء واحد، فالفقير أشد حاجة من المسكين، وهو أولى بالزكاة منه، ويعطى الفقير أو المسكين من الزكاة ما يكفيه لسنة، ولا يشترط في الفقير أو المسكين ألا يملك نصاباً زكوياً، كما يجوز أن تدفع الزكاة للفقير الفاسق.
  • العاملون عليها: وهم من يوظفهم الإمام لجمع الزكاة والصدقات من أهلها، وهم على ثلاثة أقسام؛ الحياة: وتكون مهمتهم جباية أموال الزكاة من أهلها، والحفاظ: الذين يقومون على حفظ أموال الزكاة، القاسمون: الذين يقسمون الزكاة في أهلها، ويعطى العامل على الزكاة من أموال الزكاة ولو كان غنياً، ويعطى قدر أجرة عمله،
  • المؤلفة قلوبهم: وهم من يرجى إسلامهم، أو كف شرهم، أو يرجى بعطيتهم تأليف قلوبهم وقوة إيمانهم.
  • الرقاب: أي فك الرقاب من العبيد والمكاتبين، ويجوز افتداء الأسرى المسلمين من أموال الزكاة.
  • الغارمون: الغارم هو الذي عليه دين العاجز عن وفاء دينه، ومن الغارمين الذين يستحقون الزكاة الغارم لإصلاح ذات البين ولو كان غنياً، أما من غرم في محرَّمٍ فإنه لا يعطى من الزكاة، إلا إذا تاب من المعصية، ومن كان له دين على فقير، فأبرأه منه، واحتسبه من زكاة ماله؛ فإنه لا يجزيه.
  • في سبيل الله: ويقصد به كل عمل خالص، سلك به طريق التقرب إلى الله تعالى، وهو في الغالب واقع على الجهاد، حتى صار لكثرة الاستعمال كأنه مقصور عليه، ومصرف هذا السهم هو في الجهاد في سبيل الله، ولا يشترط في الغازي أن يكون فقيرا، فيجوز إعطاء الغني لذلك.
  • ابن السبيل: وهو الغريب الذي ليس بيده ما يرجع به إلى بلده، وإن كان غنيا فيها، ولا يعطى من الزكاة لمن انقطع في سفر المعصية ما لم يتب، ولا يلزم ابن السبيل أن يقترض ولو وجد من يقرضه، ويعطى ابن السبيل قدر كفايته بما يوصله إلى بلده.

شاهد أيضًا: الزكاة لا تقبل من غير المسلم صح أم خطأ

من يمنع من صرف الزكاة إليه

هناك عدة أصناف لا يجوز صرف الزكاة إليهم، لأسباب مختلفة، وهذه الأصناف هي:[4]

  • آل النبي صلى الله عليه وسلم: لا يجوز دفع الزكاة لآل النبي صلى الله عليه وسلم، وآل النبي صلى الله عليه وسلم الذين تحرم عليهم الصدقة هم بنو هاشم فقط.
  • الكافر: لا تدفع الزكاة لكافر، فقد خص الله تعالى الزكاة بصرفها إلى فقراء المسلمين دون سائر الملل، كما خص بوجوبها على أغنيائهم.
  • الأقارب الذين تلزمه نفقتهم: لا يصح صرف الزكاة من سهم الفقراء إلى القرابة الواجبة نفقتهم، بينما يجوز دفع الزكاة للأقارب الذين لا تلزمه نفقتهم.
  • الزوجة: لا يجوز دفع الرجل زكاته إلى زوجته، بينما يجوز للمرأة أن تعطي زوجها من زكاتها إن كان من أهل الزكاة.
  • الغني: لا يصح دفع الزكاة لغني من مصرف الفقراء والمساكين، فهذا يمنع وصولها إلى أهلها، ويخل بحكمة وجوبها، وهو إغناء الفقراء بها.
  • المكتسب ما يكفيه: لا يجوز صرف الزكاة إلى المكتسب كسبا يكفيه، لأن الزكاة مواساة؛ فلا تحل للمكتسب كسباً يكفيه؛ لأنه لا يسمى فقيراً ولا مسكيناً.
  • الرقيق: لا يجوز أن يدفع المزكي زكاته إلى رقيقة.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن ما حكم دفع الزكاة الى غير مصارفها التي حددها الشرع، وعن مصارف الزكاة في القرآن، وعن من يمنع من صرف الزكاة إليه.

المراجع

  1. سورة التوبة , الآية 60
  2. dorar.net , دفعُ الزَّكاةِ لغيرِ الأصناف الثمانية , 19/03/2024
  3. dorar.net , مصارِفُ الزَّكاةِ , 19/03/2024
  4. dorar.net , مَن يُمنع مِن صرْف الزَّكاة إليه , 19/03/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *