متى يجب الغسل للمرأة العزباء

متى يجب الغسل للمرأة العزباء، التي لم تتزوج بعد؛ فالأحكام الشرعية نزلت في الكتاب العزيز والسنة النبوية المطهرة، وكان لكل حال حكم شرعي خاص به، فأحكام النساء تختلف عن أحكام الرجال، وأحكام الصغير تختلف عن الكبير، وأحكام الزواج تختلف عما قبل الزواج، وسواء أكان ذلك للعبادات أم في سائر الأعمال، ولهذا سيتم التعرف في موقع المرجع عن تعريف الغسل ومتى يجب الغسل على الفتاة الغير متزوجة، وما هي موجبات الغسل، وما طريقة الغسل الصحيحة، وسنتطرق لمعرفة هل الغسل واجب عند سماع الكلام المثير، وما حكم الغسل بعد العادة السرية، وهل الخيال الجنسي يوجب الغسل، وما الفرق بين المذي والمني في هذا المقال.

تعريف الغسل

إنَّ الغسل مما أوجبه الله سبحانه وتعالى على المؤمن والمؤمنة في حالات وأوقات معينة، وقد جاء الغسل في اللغة: هو جريان الماء على شيء معين، وأما في الاصطلاح الشرعي: فهو إفاضة الماء على الجسم بشكل عام بنية محددة، وقد أوجب الله -عز وجل- الغسل لطهارة البدن والقيام بالعبادات والطاعات بطهارة تامة جسدية وقلبية، ولا سيما وأن الدين الإسلامي حث على النظافة وجعلها من الإيمان.[1]

شاهد أيضًا: هل الاستحمام يغني عن الوضوء

متى يجب الغسل للمرأة العزباء

شرع الله سبحانه وتعالى الغسل للنساء والرجال لأسباب معينة، وقد بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك في السنة النبوية المطهرة، ولذلك فقد أوجب الغسل على المرأة العزباء على النحو الآتي:[1]

• انتهاء العزباء من فترة الحيض بالطهر التام وانقطاع الدم عنها؛ فهنا يجب عليها الاغتسال.
• يكون الاغتسال في حالة الاحتلام؛ وهو أن ترى أنها تباشر في نومها؛ فإن خرج المني وجب عليه الاغتسال.
• خروج المني سواء بشهوة أم من غير شهوة مع وجود الخلاف بين العلماء.
• الاغتسال بعد الاستمناء أي القيام بالعادة السرية؛ وهو مما نهى عن الشرع الإسلامي.

شاهد أيضًا: كيف اعرف اني طهرت من الدورة

ما هي موجبات الغسل

إنَّ الله سبحانه وتعالى قد فرض على العباد الطهارة من الحدث الأكبر والحدث الأصغر، وجعل لذلك ما يسمى بالاغتسال، ولهذا فقد أجمع العلماء على أن موجبات على النحو الآتي:[2]

• الاغتسال بعد توقف دم الحيض والنفاس للمرأة، وطهارتها التامة التي تأتي من الجفاف التام أو بنزول القصة البيضاء.
• الاغتسال في حال نزول المني، سواء من الرجل أو المرأة وسواء أكان بنوم أو يقظة، وبشهوة وبغير شهوة.
• الاغتسال بعد الجماع بين الرجل والمرأة، وسواء أكان هنالك إنزال أم لا.
• الاغتسال بعد الدخول في الإسلام.
• غسل الميت.

شاهد أيضًا: هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة للعزباء

طريقة الغسل الصحيح

بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حكم الاغتسال وموجباته في السنة النبوية، وكان لا بد من بيان الكيفية الصحيحة لأداء الاغتسال؛ وهي بالاغتسال الكامل على النحو الآتي:[1]

• البدء بالنية؛ بحيث ينوي في قلبه رفع الحدث الأكبر أم الأصغر.
• يبدأ بالتسمية، بقوله: “بسم الله”.
• أن يغسل اليدين ثلاث مرات.
• أن يغسل الفرج جيدًا، ولكن بشماله.
• أن يتوضأ وضوءًا كاملًا؛ وهذا كالوضوء لأداء الصلاة.
• أن يغسل الرأس ثلاث مرات مع إفاضة الماء عليه والتخليل بين الشعر لوصول الماء إلى الجذور.
• أن يغتسل بيمينه، ثم يفيض الماء على سائر بدنه ويبدأ بالشق الأيمن فالأيسر.
• أن يغسل ويدلك جميع مناطق البدن من إبطين وأذنين وسائر الأعضاء، حتى يتأكد من وصول الماء إلى جميع البدن.

هل الغسل واجب عند سماع كلام مثير

إنَّ الإثارة عند بني الإنسان ما هي إلا غريزة وضعها الله سبحانه وتعالى في نفس الإنسان، ولهذا فإن من المثيرات التي قد تؤثر على طهارة الإنسان؛ الكلام المثير للشهوة؛ فهذا إن كان به نزول للمني فإنه يوجب الغسل على الفتاة، وأما إن كان نزول المذي بعد ذلك فلا عليها إلا الوضوء وإزالة النجاسة التي حصلت بعد ذلك؛ والتالي لا يجب عليها الغسل إلا أن آثار الكلام الشهوة بنزول المني مها ووصلها للرعشة الجنسية، وهذا مما يجب الابتعاد عنه حتى لا تتأثر الفتاة بشيء كهذا ويؤثر على أدائها للعبادات في أوقاتها.

حكم الغسل بعد ممارسة العادة السرية

يجب الغسل بعد ممارسة العادة السرية إن كان في ذلك خروج للمني، وأما إن كان نزولًا للمذي فهذا لا غسل فيه وإنما يجزئه الوضوء للصلاة، ولا ممارسة العادة السرية، وإنما يجب بتحقق خروج المني، وعلى الإنسان أن يفرق بين كل من المني والمذي حتى يعلم حاله؛ هل هو موجب للغسل أم الوضوء، والعادة السرية أو الاستمناء هو مما نهى عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو الاستثارة الجنسية التي تأتي من الشخص نفسه، ولها أضرار كبيرة سواء أكانت نفسية أم اجتماعية أم زوجية، ولهذا يجب أن يحذر الإنسان من الوقوع فيها، وعليه أن لا يترك لنفسه الوقت الفراغ ولا أن يسترسل لهكذا أمور.[3]

شاهد أيضًا: طريقة الاغتسال من الجنابة عند النساء

هل الخيال الجنسي يوجب الغسل

إنَّ الإنسان قد يتخيل العديد من الأمور في عقله وقلبه، وقد يتساءل عن حكم الخيال إن وصل به إلى الخيال الجنسي فهل يوجب الغسل، فنقول إن ما يتخيله الإنسان في نفسه لا يترتب عليه أحكام خاصة، ولا سيما وأنه لم يبق في النفس والقلب، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به”، فالخيال الجنسي لا يوجب الغسل إن لم يصل به إلى نزول المني، وإنما يتوضأ للصلاة، وأما إن جاء مع التخيل الجنسي خروج للمني فهنا يجب الغسل، وهذا للمتزوج وغير المتزوج، ولكن يجدر أن ينتبه الإنسان إلى هكذا أمور ويبتعد عن الاسترسال في ذلك حتى لا يقع في الحرام والعياذ بالله.[4]

ما هو الفرق بين المذي والمني

إنَّ العلماء ذكروا أن الفرق بين المذي والمني من السهل أن يفرق الإنسان بينهم، وبينا أن المني يوجب الغسل، أما المذي في جزءه الوضوء، وعليه فقد بيّن الإمام النووي ذلك في كتابه ونذكر ما أورده في التفصيل كالآتي:[5]

 فَمَنِيُّ الرجل في حال صحته أبيض ثخين، يَتَدَفَّقُ فِي خُرُوجِهِ دَفْعَةً بَعْدَ دَفْعَةٍ، وَيَخْرُجُ بِشَهْوَةٍ، وَيُتَلَذَّذُ بِخُرُوجِهِ، ثُمَّ إذَا خَرَجَ يَعْقُبُهُ فُتُورٌ، وَرَائِحَتُهُ كَرَائِحَةِ طَلْعِ النَّخْلِ قَرِيبَةٌ مِنْ رَائِحَةِ الْعَجِينِ، وَإِذَا يَبِسَ كَانَتْ رَائِحَتُهُ كَرَائِحَةِ الْبَيْضِ، هَذِهِ صِفَاتُهُ، وَقَدْ يُفْقَدُ بَعْضُهَا مَعَ أَنَّهُ مَنِيٌّ مُوجِبٌ لِلْغُسْلِ، وَأَمَّا الْمَذْيُ فَهُوَ مَاءٌ أَبْيَضُ رَقِيقٌ لَزِجٌ يَخْرُجَ عِنْدَ شَهْوَةٍ، لَا بِشَهْوَةٍ وَلَا دَفْقٍ، وَلَا يَعْقُبُهُ فُتُورٌ، وَرُبَّمَا لَا يَحُسُّ بِخُرُوجِهِ، وَيَشْتَرِك الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ فِيهِ، قَالَ إمَامُ الْحَرَمَيْنِ: وَإِذَا هَاجَتْ الْمَرْأَةُ خَرَجَ مِنْهَا الْمَذْيُ, قَالَ: وَهُوَ أُغْلَبُ فِيهِنَّ مِنْهُ فِي الرِّجَالِ.

ومن هنا نصل إلى ختام مقال متى يجب الغسل للمرأة العزباء، وبينا أنه في حالة الاحتلام وما بعد الحيض وخروج المني، ومن ثم تعرفنا على مفهوم الغسل، وتطرقنا للتعرف على موجبات الغسل، وطريقة الاغتسال الصحيح، وتعرفنا على بعض الأحكام الخاصة التي في هذا الشأن.