من هو افضل الخلق بعد رسول الله ؟

من هو افضل الخلق بعد رسول الله ؟ يعد هذا السؤال من الأسئلة التي تناولها أهل العلم من المسلمين، وتحدثوا عنها وفصلوا فيها، فمن العلماء من فاضل بين الأنبياء بعضهم ببعض ومنهم من فاضل بين البشر والملائكة ومنهم من فاضل بين الصحابة، وكان ذلك منهم عن أدلة شرعية، ومنهم امتنع عن المفاضلة وذكر المعلومة على عمومها. ونحن هنا في موقع المرجع سوف نجيبكم عن هذا السؤال حسب ما ورد من تفصيلات عن أهل العلم.

من هو خير خلق الله

رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق كلهم، مع العلم أن هناك فضائل كثيرة وردت في النبي -صلى الله عليه وسلم- في العديد الأدلة، لكن لم يرد – فيما يُعلم – دليل فيه نص صريح على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو أفضل الخلق، فما ورد فيه نص هو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو أفضل البشر كلهم وهو سيد ولد آدم. [1] فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ”. [2]

ومن هذا النص وغيره الكثير مما ورد من النصوص الواردة في فضائل الرسول -صلى الله عليه وسلم- فهم العلماء أنه أفضل الخلق.
فقد قال النووي رحمه الله في “شرح صحيح مسلم” ما معناه أن هذا الحديث هو الدليل على تفضيل الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- على  الخلق جميعهم؛ حيث إن مذهب أهل السنة على أن الآدميين لهم الأفضلية على الملائكة، والرسول -صلى الله عليه وسلم- هو أفضل الآدميين ومن غيرهم. [1]

من هو افضل الخلق بعد رسول الله

افضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو إبراهيم عليه السلام على الراجح من أقوال أهل العلم، وذلك على أن أولي العزم من الرسل هم أفضل الخلق بعد الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وهم نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى عليهم السلام، ثم يليهم باقي الأنبياء والرسل، ثم بعدهم الملائكة الكرام. والراجح من قول من فاضل بين أولي العزم من الرسل هو أن إبراهيم عليه السلام هو أفضلهم بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. [3]

والمفاضلة بين الآدميين والملائكة من الأمور الخلافية بين أهل العلم، وكذلك المفاضلة بين أولي العزم من الرسل، فإن سيدنا إبراهيم -عليه السلام- على الراجح من أقوال أهل العلم هو أفضلهم، ثم اختلف في ترتيب الثلاثة الباقين، فمن أهل العلم من توقف عن المفاضلة بينهم، وهناك آخرون قطعوا بأفضلية سيدنا موسى بعد إبراهيم عليهم السلام، وتوقفوا في التفضيل بين نوح وعيسى عليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام. [4]

من هو خير البشر بعد الأنبياء

الصحابة -رضي الله عنهم- هم الأفضل من أتباع الأنبياء على الإطلاق، وقد دل على هذا الأمر كتاب الله -تعالى- وسنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ” [آل عمران: 110]. وقال أيضًا: “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا” [البقرة: 143]. وإن تفسير لفظ الأمة في كلتا الآيتين بأنهم الصحابة؛ وذلك باعتبار الكلمة عام مخصوص، وهناك من قال بعدم العموم في اللفظ، أي أن اللفظ ظاهر في دلالته على كون الصحابة هن أفضل الناس بعد الأنبياء عليهم السلام. وفسر بأن المراد أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- عامة. [5]

وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تفضيلًا لقرنه على جميع الناس، وهذا يدل على أن أصحابه صلى الله عليه وسلم هم أفضل أصحاب الأنبياء، وأيضًا أفضل بني آدم بعد الأنبياء، رضي الله عنهم جميعهم وأرضاهم. وفي ذلك قال ابن تيمية رحمه الله: “ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل علم يقيناً أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله”. [5]

شاهد أيضًا: ما الدليل على تحريم الطعن بالصحابة

لماذا النبي محمد افضل الانبياء؟

ورد في  العديد من النصوص في القرآن الكريم والسنة المشرفة بيان لعظم قـدر سيدنا -محمد صلى الله عليه وسلم- ورفعة مكانته عند الله سبحانه تعالى؛ نظرًا للفضائل الجليلة والخصائص التي خص بها من الله عز وجل، التي تدل على أن الرسول -عليه أفضل الصوات وأتم التسليم- هو أفضل خلق الله وأكرمهم وأعظمهم عنده -جلّ في علاه- جاهًا، فقد قال سبحانه: “وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا” [النساء: 113]. [1]

وإن أجنـاس ما فضل الله به سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يصعب استقصاؤها؛ وسوف نذكر لكم فيما يأتي بعضًا منها:

  • اتخذه الله -سبحانه وتعالى- خليلًا.
  • جعله الله خاتم رسله.
  • أنزل الله عليه أفضل كتبه.
  • جعل الله تعالى رسالته عامة للثقلين حتى يوم القيامة.
  • غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
  • أجرى الله -سبحانه- على يديه من الآيات ما فاق به كل الأنبياء الذين قبله.
  • جعله الله سيد ولد آدم.
  • أول من ينشق عنه القبر.
  • أول شافع.
  • أول مشفع.
  • بيده -صلى الله عليه وسلم- لواء الحمد يوم القيامة.
  • أول من يجوز الصراط.
  • أول من يقرع باب الجنة.
  • أول مـن يدخلها.

إلى هنا نكون قد نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، وقد أجبنا فيه عن السؤال الوارد في بداية المقال وهو: “من هو افضل الخلق بعد رسول الله ؟”، كما بينا سبب تفضيل الله سبحانه وتعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على باقي الخلق والمرسلين.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *