من هو خليل الله

من هو خليل الله من النّاس هي من المعلومات التي يقف معها المسلم وقفة المتعلم إذ تعد من أصول دينه ومن الأمور التي لا يسع المسلم جهلها، وخليل الله لا بدّ أنّه قد حاز على العديد من الصفات التي استحقّ من أجلها خلّة الله، لذلك سيشير موقع المرجع إلى تلك الصفات في هذا المقال وإلى غيرها من المعلومات التي لا بدّ لكل من مسلم من الوقوف عليها.

خليل الله معنى

إنّ الخليل هو الذي بلغ غاية المحبة عند من اتخذه خليلًا، والخلة هي مرتبة عالية إذ قد أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه لم يتخذ خليلًا على وجه هذه الأرض أبدًا، ولكنّه لو كان متخذًا خليلًا لاتخذ أبا بكر رضي الله عنه، ولكنّه ذكر أنّ أحب النّاس إليه عائشة رضي الله عنها، والخلة هي أعلى من المحبة إذ يُمكن للإنسان أن يحب ولكن ليس كل إنسان يحبه الآخر يمكن أن يكون خليلًا له.[1]

شاهد أيضًا: من هو اول شخص قال سبحان ربي الاعلى

من هو خليل الله

إنّ خليل الله هو إبراهيم عليه السلام، ولكن لم ينفرد إبراهيم عليه السلام بهذه المرتبة بل شاركه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في ذلك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إِنَّي أبرأُ إلى اللهِ ، أنْ يكونَ لي منكم خليلٌ ، فإِنَّ اللهَ قدِ اتخذني خليلًا ، كما اتخذَ إبراهيمَ خليلًا ، ولو كنتُ متُخِذًا مِنْ أمتي خليلًا ، لاتخذْتُ أبا بكرٍ خلِيلًا ، ألَا وإِنَّ مَنْ كان قبلَكم كانوا يتخذونَ قُبورَ أنبيائِهم وصالحيهم مساجِدَ ، ألَا فلا تتخِذوا القبورَ مساجِدَ ، إِنَّي أنهاكم عن ذلِكَ”،[2] والله في ذلك جميعه هو أعلى وأعلم.[3]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي قبضت روحه في السماء وتفاصيل قصته ونشأته ومكانته

لماذا سمي إبراهيم خليل الله إسلام ويب

كثيرة هي الصفات التي استحقّ من أجلها إبراهيم عليه السلام أن يكون خليل الله، وتفصيلها فيما يلي:[3]

  • لقد كان إبراهيم عليه السلام أمّة ومعنى أمة أي الإمام الجامع لكل خصال الخير الذي يُقتدى به.
  • لقد كان إبراهيم عليه السلام قانتًا خاشعًا مطيعًا لربه دائماً.
  • لقد كان عليه السلام حنيفًا أي منحرفًا عن الشرك إلى توحيد الله تعالى.
  • كان إبراهيم عليه السلام قائمًا بجميع ما أمره الله تعالى به دون تقصير.
  • كان إبراهيم عليه السلام كثير التضرع لله تعالى وكثير الذكر والدعاء والاستغفار.
  • كان إبراهيم صاحب كرم عظيم فهو يحب الضيف ويكرمه.
  • تبرأ إبراهيم عليه السلام من المشركين، وأعلن توبته لله تعالى من جميع الذنوب والخطايا.
  • لقد ضحى إبراهيم عليه السلام بابنه لمّا أمره الله تعالى أن يذبحه، فلم يكن في قلبه سوى حب الله تعالى.

شاهد أيضًا: ما الفرق بين النبي والرسول باختصار

مولد إبراهيم عليه السلام

لقد وُلِد نبي الله تعالى إبراهيم -عليه السلام- في منطقة بابل من أرض العراق، وقال آخرون بل إنه وُلد في دمشق، وقال بعضهم بل ولد في حرّان، وقيل كذلك ولد في الأهواز، وقد عاش إبراهيم عليه السلام في أرض لم يكن فيها توحيد لله -تعالى-؛ حيث كان البشر قد انحرفوا عن طريق ربهم المستقيم، وعبدوا من دونه سواه، وقد ذكر بعض المُؤرِّخين المسلمين أنّ أرض بابل التي وُلِد بها -عليه السلام- هي كانت أرض الكلدانيّين، وكان ذلك في عهد الطاغية النمرود، فبعث الله -تعالى- إبراهيم عليه السلام في وقت قد ازداد فيه الكفر واستشرى الشرك.[4]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي قبضت روحه في السماء

أبناء إبراهيم عليه السلام

لقد كان لنبي الله تعالى إبراهيم -عليه السلام- أبناء كُثر، ولكن من أكثرهم شُهرة إسماعيل عليه السلام، وإسحاق -عليه السلام-، وإسماعيل -عليه السلام- هو الابن البكر لنبي الله إبراهيم -عليه السلام-، وأم إسماعيل هي هاجر، وقد أثنى الله -تعالى- على إسماعيل في القرآن الكريم، وكان عليه السلام نعم العبد المطيع، ويُذكر أنّه قد تُوفِّي وعُمره مئة وسبعة وثلاثون عاماً، وقد دُفِن في الحِجر، أمّا نبي الله إسحاق -عليه السلام- فكانت أمّه سارة، وقد وُلِد بعد أربعة عشرة سنة من ولادة إسماعيل عليه السلام، وكانت لأمّه قد كبرت في العمر وأبوه كذلك.[5]

شاهد أيضًا: أسماء أولي العزم من الرسل

زوجات إبراهيم عليه السلام

لقد تزوّج نبي الله إبراهيم -عليه السلام- من أربعة نساء؛ فأمَّا الأولى فقد كانت سارة وهي بنت عمّه هاران، وأمّا الزوجة الثانية فهي هاجر؛ وقد كانت جارية مصريّة أهداها ملك مصر لسارة زوجته الأولى، وهي والدة إسماعيل، أمّا الثالثة فقد كانت كنعانية تُسمى قنطورا بنت يقطن، وقد تزوّجها بعد موت سارة، وأمّا الرابعة فكانت حجون وقد تزوّجها بعد قنطورا.[6]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي آمن به جميع قومه وتفاصيل قصته وحياته ووفاته

دعوة إبراهيم عليه السلام

لقد بدأت دعوة النبي إبراهيم -عليه السلام- مع أبيه الذي كان عابدًا للأصنام، وصار يدعوه إلى توحيد الله، وقد اتّبع إبراهيم عليه السلام في دعوته لأبيه عظيم الاحترام، وصار يبين له بالأدلة أنّ عبادة الأصنام تلك وعبادة ما لا يسمع ولا يبصر لا يُفيد شيئاً، لكنّ والده قد أصرَّ على عبادة الأصنام،  فاعتزله إبراهيم -عليه السلام-، ومن ثم بدأ يدعوا قومه إلى الله، ولكنّهم لم يستجيبوا، فما كان منه إلا أن حطّم أصنامهم إلّا أحدهم فتوعدوه بالعذاب الأليم والإلقاء في النار.[7]

الخليل والنار

لقد اغتاظ القوم من إبراهيم عليه السلام، فلم يجدوا بدًّا من تعذبيه، فجاء إلى خاطرهم حرقه بالنَّار فجمعوا حطبًا من أجله مدة طويلة، ومن ثم أوقدوا الحطب الذي جمعوه حتى إن الطير التي تمر من فوق النار في جو السماء لتحترق من حرها، ثم أخرجوا إبراهيم عليه السلام لأجل أن يلقوه فيها، ورموه في النّار ولكنّ إبراهيم اعتصم بربه وتخلى عن أسباب الأرض والتجأ إلى أسباب السماء فأيده الله وكانت النار بردًا وسلامًا على إبراهيم.[5]

الخليل مع ذبح ابنه

لما رزق الله تعالى نبيه إبراهيم عليه السلام بابن من هاجر، أحبه إبراهيم عليه السلام حبًا كبيرًا وكان قد تعلق قلبه به، فأراد الله عز وجل أن يختبر صدق إيمان ومحبة نبيه إبراهيم عليه السلام له، فأمره الله أن يذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، فذهب إبراهيم عليه السلام إلى ولده وأخبره بما قد قضى الله به، فما كان من إسماعيل إلا أن قال سمعًا وطاعة، ولمّا وضع إبراهيم سكينه على رقبة ابنه وحزّها لم تقطع، وأنزل الله كبشًا فداء لإسماعيل، إذ المقصود هو التضحية بمكانة إسماعيل في قلب أبيه حتى لا يُشارك قلب إبراهيم مع ربه أحد.[5]

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

لقد كانت مكانة إبراهيم جليلة عند الله تبارك وتعالى، ولم يتسمّ أي من الأنبياء بخليل الله إلا إبراهيم عليه السلام والرسول عليه الصلاة والسلام، وذلك لما كان يحوزه إبراهيم عليه السلام من الصفات الحسنة مثل الخلق الرفيع والكرم وصدق التوجه إلى الله تعالى، والاستعانة به وحده، فكانت مكانته عليّة جليلة عن ربه تبارك وتعالى.[3]

لقاء إبراهيم عليه السلام مع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام

لقد التقى إبراهيم عليه السلام مع الرسول صلى الله عليه وسلم في السماء السابعة وذلك بعد أن عرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحلته،  يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ السَّابِعَةِ، فاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فقِيلَ: مَن هذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قيلَ: وقدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قالَ: قدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفُتِحَ لنا فإذا أنا بإبْراهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إلى البَيْتِ المَعْمُورِ، وإذا هو يَدْخُلُهُ كُلَّ يَومٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ لا يَعُودُونَ إلَيْهِ”.[8]

وهنا ظهرت كرامة النبي إبراهيم عليه السلام، وذلك لما وجده النبي صلى الله عليه وسلم وقد استند إلى البيت المعمور، والبيت المعمور في السماء السابعة نظير للكعبة المشرفة على الأرض، وذاك شرف لنبي الله تعالى إبراهيم عليه السلام وهو يرى الملائكة تطوف في السماء حول البيت المعمور.[9]

ألقاب إبراهيم عليه السلام

لقد لقب إبراهيم عليه السلام بلقبين عظيمين شريفين، الأوّل خاص ما بينه وبين ربه، وأمّا الثاني فهو ما بينه وبين الأنبياء:[9]

  • إبراهيم خليل الله: لقد وصف الله -سبحانه وتعالى- نبيه إبراهيم -عليه السلام- في كثير من المواضع في القرآن على أنّه خليله؛ ومعنى الخُلّة في اللغة أي الصداقة، وقد وصف الله جلّ وتعالى إبراهيم بهذه الصفة بسبب فراغ قلبه من كل شيء غير مَحبّة الله.
  • إبراهيم أبو الأنبياء: لقد كان لقب أبو الأنبياء هو واحد من ألقاب النبيّ إبراهيم -عليه السلام-؛ لأنّ جميع الأنبياء من بعده هم من ذريته.

وفاة إبراهيم عليه السلام ودفنه

لقد ذكر في وفاة النبي إبراهيم -عليه السلام- أنّه مات على حين فجأة، وقد قال بعضهم أنّه مات بسبب مرضٍ قد أصابه، أمّا في ما ذكر بمسألة سِنّه حين تُوفِّي، فقد ذكروا أنّه كان يبلغ من العمر مئة وخمساً وسبعين سنة، وقال بعضهم بل يبلغ مئة وتسعين سنة، أمّا فيما يتعلق بمسألة مكان دفنه فقد ذكروا أنّه قد كان مع زوجته سارة في مغارة في منطقة الخليل في فلسطين، وقد دفنه إسماعيل، وإسحاق -عليهما السلام-، وهذا هو ما عليه جمهور أهل العلم أي إنّ قبر إبراهيم -عليه السلام- في فلسطين، في تلك المغارة.[10]

مراتب المحبة

الخلة هي المرتبة الأعلى من مراتب الحب التي صنفها ابن القيم إلى عشرة مراتب، وأمّا ما بعد الخلة فترتيبها ما يلي:[11]

  • العلاقة: وهي أن يتتعلّق القلب بالحبيب.
  • الإرادة: ومعنى الإرادة أي ميل القلب تجاه المحبوب.
  • الصبابة: أي انصباب كامل القلب وكذلك اندفاعه إلى المحبوب.
  • الغرام: وهو ملازمة العشق للقلب وعدم مفارقة الأول لذلك.
  • الوداد: وهو صفاء المحبّة.
  • الشغف: أي وصول العشق إلى داخل القلب.
  • العشق: يعني كثرة الحب الإفراط فيه.
  • التتيّم: وهو التعبّد من خلال الحب والتذلّل.
  • التعبّد: أن يمتلك المحبوب حبيبه من الظاهر والباطن.

وبذلك نكون قد أنهينا حديثنا وأجبنا عن سؤال من هو خليل الله وبيّنا سبب اختيار الله تعالى لإبراهيم عليه السلام ليكون خليله، ووقفنا مع أهم المفصليات في حياة نبي الله تعالى إبراهيم عليه السلام، وبيّنا ما ألقابه ومَن من الأنبياء شاركه في ذلك اللقب.

المراجع

  1. islamweb.net , النبي صلى الله عليه وسلم خليل الله , 22-5-2021
  2. صحيح الجامع , الألباني، جندب بن عبد الله، 2445، صحيح
  3. islamqa.info , صفات إبراهيم عليه السلام التي استحق من أجلها أن يكون خليل الرحمن , 22-5-2021
  4. al-maktaba.org , كتاب البداية والنهاية , 22-5-2021
  5. al-maktaba.org , كتاب قصص الأنبياء , 22-5-2021
  6. scholar.najah.edu , الحكمة من دعوة إبراهيم , 22-5-2021
  7. saaid.net , دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن , 22-5-2021
  8. صحيح مسلم , مسلم، أنس بن مالك، 162، صحيح
  9. islamstory.com , الرسول في السماء السابعة , 22-5-2021
  10. islamweb.net , قبر خليل الله إبراهيم عليه السلام في الخليل في فلسطين , 22-5-2021
  11. dorar.net , مراتب المحبَّة , 22-5-2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *