من هو النبي الذي يقتل المسيح الدجال

من هو النبي الذي يقتل المسيح الدجال؟ ذلك الرجل الذي يظهر في آخر الزمان فيفتن الناس، فهو أكبر فتنة تواجه المسلمين على مرّ التاريخ، حيث سيجيب موقع المرجع على هذا السؤال مع التعريف بالنبي الذي يخلّص الناس والعالم من فتنة ذلك الدجال الكذاب، ويتوقف المقال أيضًا مع بيان الأحاديث النبوية التي تثبت ذلك وتصف حال ذلك النبي ومجيئه وغير ذلك.

من هو النبي الذي يقتل المسيح الدجال

إنّ النبي الذي يقتل المسيح الدجال هو نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام، وسيقتل من يساعد المسيح الدجال من اليهود والنصارى الذين قد خدعهم اليهود من خلال إيمان أولئك النصارى بالتوراة والإنجيل المحرّفتين التي يؤمن بهما اليهود والنصارى؛ إذ إنّ اليهود والنصارى كلّ ينتظر مسيحه الذي سينزل في آخر الزمان، فالنصارى يؤمنون بنزول مسيحهم الإله وابن الإله حاشا لله، واليهود يؤمنون بنزول ملك السلام وهو الأعور الدجال الذي يرون أنّه سيقتل المسلمين والنصارى، بينما يؤمن المسلمون بنزول المسيح ابن مريم الذي يكسر الصليب ويقتل المسيح الدجال ومن معه من الأعوان، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: من هو أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم

حديث الرسول عن نزول عيسى عليه السلام

يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث طويل في صحيح مسلم عن أحداث آخر الزمان وخروج المسيح الدجال وبعده نزول المسيح الحقيقي عيسى بن مريم عليه وعلى أمّه الصلاة والسلام، فيقول عليه الصلاة والسلام:

“فَبيْنَما هو كَذلكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ المَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ المَنَارَةِ البَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ علَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وإذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ منه جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فلا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حتَّى يُدْرِكَهُ ببَابِ لُدٍّ، فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَأْتي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ منه، فَيَمْسَحُ عن وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بدَرَجَاتِهِمْ في الجَنَّةِ”.[2][3]

شاهد أيضًا: من هو اول من يقرع باب الجنة

شرح كيفية نزول عيسى عليه السلام

يروي النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث الهيئة التي ينزل عليها المسيح عيسى بن مريم -عليهما السلام- في آخر الزمان في وقت ظهور الدجال، فيقول -صلى الله عليه وسلم- إنّه بينما الناس مشغولون بالدجال إذ بالمسيح ابن مريم -عليهما السلام- ينزل في مكان ما شرقي دمشق عند منارة بيضاء، فيكون قد وضع يديه على أجنحة ملَكَين من الملائكة، ويصف النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّ عيسى -عليه السلام- يكون العرَق يتساقط منه وكأنّه حبّات الفضة الكبيرة المصنوعة على هيئة اللؤلؤ يسمونها الجُمان.[3]

فيكون من علامات صدقه أنّ هذا هو المسيح، أنّ الكافر عندما يشم رائحة عيسى -عليه السلام- سيموت، وريح المسيح -عليه السلام- يصل إلى ما حيث ينتهي طرفه، فيطلب المسيح -عليه السلام- الدجّال ويجري خلفه حتى يدركه في مكان في فلسطين يُقال له باب لد، فيقتله المسيح -عليه السلام- ويخلّص الناس منه ومن شروره وفِتَنه، ثمّ يذهب المسيح -عليه السلام- إلى أُناس كانوا في عصمة عن الدجال، فيجلس إليهم نبي الله -عليه الصلاة والسلام- ويحدثهم عن منازلهم في الجنة ويواسيهم ويحدثهم عن كرم الله -تعالى- وجنانه التي سيكافئهم بها لقاء صبرهم.[3]

شاهد أيضًا: من هو رفيق الرسول في رحلة الهجرة.

لماذا سمي المسيح الدجال بهذا الاسم

لقد سمي المسيح الدجال باسم المسيح لأنّه ممسوح العين، وقيل لأنّه يمسح الأرض في أربعين يومًا، ويرجح العلماء القول الأوّل لأنّ هنالك حديث نبوي يعاضد هذا القول ويؤازره يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ العَيْنِ مَكْتُوبٌ بيْنَ عَيْنَيْهِ كافِرٌ، ثُمَّ تَهَجَّاها ك ف ر يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُسْلِمٍ”،[4] وسمي بالدجال لأنّه يكثر من الكذب والتدليس ويغطي على الناس بكفره وكذبه وتدليسه وتلبيسه عليهم، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: من اين اخرج الله الناقة لقبيلة ثمود

كيف يموت المسيح الدجال

لقد بيّنت الأحاديث النبوية أنّ المسيح الدجال يقتله نبي الله عيسى بن مريم عليه وعلى أمّه الصلاة والسلام، فعندما ينزل المسيح -عليه السلام- يهرب الدجال منه، فيلحقه إلى منطقة في فلسطين يُقال لها باب لد، ويرى بعض علماء المسلمين أنّ باب لد اليوم هي المنطقة التي بنى عليها اليهود الصهاينة مطار تل أبيب في فلسطين المحتلة، فعندما يلتقي المسيح -عليه السلام- بالأعور الدجال فإنّه يقتله هناك، ويكسر المسيح الصليب ويقتل الخنزير ويحكم المسلمين ويهاجر إليه المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: من اول من وضع قواعد البيت الحرام

الحكمة من نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان

إنّ الحكمة المطلقة من نزول عيسى بن مريم -عليهما السلام- آخر الزمان لا يعلمها إلّا الله -تعالى- وحده، ولكن قال جمع من أهل العلم إنّ الحكمة من ذلك هو إظهار أمر دين الإسلام على ما سواه من الأديان المحرّفة التي يعتنقها أهلها، فالمسيح -عليه السلام- من أكثر الأنبياء الذين اختلفت فيه الأديان، فينزل ناصرًا للمسلمين ودينهم، وينزل محاربًا لليهود وقاتلًا لسيّدهم الدجّال، وينزل محقًّا للحقّ عند النصارى وملزمًا إيّاهم باتّباعه فيكسر صليبهم ويقتل الخنزير ويُبطل مقالتهم.[7]

وفي الحديث الشريف: “وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ المَالُ حتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا. ثُمَّ يقولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء: 159]”.[8][7]

وكذلك قد أشار الإمام المحدّث ابن حجر -رحمه الله ورضي عنه- إلى حكم أخرى قد استنبطها بعض العلماء فقال في فتح الباري: “قال العلماء: الحكمة في نزول عيسى دون غيره من الأنبياء الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه، فبين الله تعالى كذبهم وأنه الذي يقتلهم، أو نزوله لدنو أجله ليدفن في الأرض؛ إذ ليس لمخلوق من التراب أن يموت في غيرها، وقيل إنه دعا الله لما رأى صفة محمد وأمته أن يجعله منهم فاستجاب الله دعاءه وأبقاه حتى ينزل في آخر الزمان مجددًا لأمر الإسلام، فيوافق خروج الدجال فيقتله، والأول أوجه”، والله أعلم.[7]

وبذلك يكون قد انتهى مقال من هو النبي الذي يقتل المسيح الدجال، وقد وقفنا فيه مع تفاصيل ذلك الأمر وكيفية نزول عيسى -عليه السلام- إلى الأرض والمكان الذي سينزل فيه، وكذلك وقفنا مع بيان المكان الذي سيُقتل فيه الدجال وغير ذلك من الأمور المتعلقة بالمسيح الدجال.

المراجع

  1. islamweb.net , قتل المسيح ابن مريم الدجال واليهود , 01/06/2021
  2. صحيح مسلم , مسلم، النواس بن سمعان الأنصاري، الرقم: 2937، حديث صحيح.
  3. dorar.net , الموسوعة الحديثية , 01/06/2021
  4. صحيح مسلم , مسلم، أنس بن مالك، الرقم: 2933، حديث صحيح.
  5. islamqa.info , فتنة المسيح الدجال , 01/06/2021
  6. ar.islamway.net , تحرير بيت المقدس , 01/06/2021
  7. islamqa.info , الحكمة من نزول نبي الله عيسى عليه السلام آخر الزمان , 01/06/2021
  8. صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، الرقم: 3448، حديث صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *