من هو النبي الذي لقب بذي النون

من هو النبي الذي لقب بذي النون وما المقصود بـِ “النون”، ولماذا ابتلعه الحوت، وكيف نجا منه، وما معنى دعاءه الذي دعا به في بطن الحوت، وما هي قصة دعوته لقومه، وكيف آمنوا به جميعًا، وغير ذلك من الوقفات التي سيبينها موقع المرجع في هذا المقال، بالإضافة إلى العبر والدروس المستفادة من قصة هذا النبي.

من هو النبي الذي لقب بذي النون

إن النبي الذي لقب بذي النون هو نبي الله يونس عليه السلام، وقد ورد هذا اللقب في القرآن الكريم، قال تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}،[1] ولُقب سيدنا يونس عليه السلام بهذا اللقب لابتلاع النون إياه أي الحوت، وقد سماه الله أيضًا بصاحب الحوت، قال تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ}.[2][3]

معلومات عن النبي يونس عليه السلام

بعد أن عرفنا أن النبي الذي لقب بذي النون هو يونس عليه السلام، سنتعرف على بعض المعلومات المتعلقة به، هو يونس بن متى، ومتى أمه، كما قال ابن الأثير في الكامل: “لم ينسب أحد من الأنبياء إلى أمه إلا عيسى ابن مريم ويونس بن متى، وهي أمه”، وقال ابن الجوزي في المنتظم: “ومتى أبوه وهو من ولد بنيامين بن يعقوب”، وجاء في مختصر تاريخ دمشق: “يونس بن متى ذو النون نبي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهو من سبط لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام”، وقد بعثه الله تعالى إلى أهل نينوى، وورد أنه لم يكن أحد في الأنبياء أكثر صلاة منه، فقد كان يصلي في كل يوم ثلاثمائة ركعة قبل أن يطعم، وكان يصلي كل ليلة ثلاثمائة ركعة قبل أن يأخذ مضجعه، فلما فشت المعاصي في أهل نينوى وعظمت أحداثهم بعثه الله إليهم.[4]

شاهد أيضًا: قصة سيدنا يونس عليه السلام مختصرة

دعوة ذو النون لقومه

بعد أن أرسل الله ذي النون -عليه السلام- إلى أهل نينوى، وكانوا قد دخلت فيهم الوثنية وانتشرت فيهم عبادة الأصنام وكان لهم صنم يعبدونه يسمى “عشتار”، بدأ ذو النون -عليه السلام- يدعوهم لعبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، فكذبوه وتمردوا وأصروا على كفرهم ولم يستجيبوا لدعوته، وقد أقام فيهم ثلاثًا وثلاثين سنة يدعوهم فلم يؤمن به غير رجلين، فيأس منهم ووعدهم بعذاب الله، وخرج من بينهم مغاضبًا قبل أن يأمره الله بالخروج، ظنًا منه أن الله لن يؤاخذه على ذلك، وعندما وصل شاطئ البحر ركب إحدى السفن، وفي أثناء إبحار السفينة في عرض البحر هاج البحر واضطرب فعلم أصحاب السفينة أن بينهم شخص قد ارتكب ذنبًا، فقرروا بينهم أن من يقع السهم عليه سيلقونه في البحر، فجاء السهم على يونس عليه السلام، فألقى بنفسه في البحر، والتقمه حوت عظيم وذلك بأمر الله عز وجل.[5]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي قطع راسه وشرب الخمر في جمجمته

ذو النون في بطن الحوت

عندما ألقى يونس -عليه السلام- بنفسه في البحر، أرسل الله حوتًا كبيرًا فابتلعه ابتلاء له على تركه قومه،، فدخل نبي الله يونس عليه السلام إلى بطن الحوت، وأصبح في بطن الحوت في ظلمات ثلاث وهي ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت، لكن الحوت بقدرة الله تعالى لم يضر يونس، وسار الحوت وفي جوفه يونس عليه السلام، حتى وصل إلى أعماق المياه في البحر، وهناك سمع يونس -عليه السلام- وهو في بطن الحوت، أصواتًا غريبة فقال في نفسه: ما هذا؟ فأوحى الله إليه وهو في بطن الحوت: إنَّ هذا تسبيح دواب البحر، فما كان من نبي الله يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت إلا أن أخذ يدعو الله عز وجل قائلًا ما ورد عنه في القرآن الكريم: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}،[1] فاستجاب الله تعالى دعاءه ونجاه من الغم والكرب والضيق الذي وقع فيه لأنه كان من المسبحين، وأمر الله تعالى الحوت أن يلقيه على البر، وقد مكث نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام في بطن الحوت ثلاثة أيام، وقيل: سبعة أيام، وقيل غير ذلك. ولولا أنه سبح الله وهو في بطن الحوت للبث في بطن الحوت إلى يوم القيامة، قال الله تبارك وتعالى:{فلولا أنَّهُ كانَ مِنَ المُسبِّحين * للَبِثَ في بطنِهِ إلى يومٍ يُبعثون}.[6][5]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي يقتل المسيح الدجال

قبول الله لتوبة قومه

بعد أن ترك ذو النون -عليه السلام- قومه، تغشاهم العذاب وأصبح قريبًا جدًا منهم، فلما أيقنوا بالهلاك والعذاب أنه قريب منهم بحثوا عن يونس -عليه السلام- فلم يجدوه، فألهمهم الله التوبة والإنابة، عند ذلك ءامنوا بالله وبرسوله يونس عليه السلام، فاستجاب الله منهم وكشف عنهم بقدرته ورحمته العذاب الشديد الذي كان قريبًا جدًا منهم، قال تعالى: {فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}،[7] فلما عاد يونس -عليه الصلاة والسلام- إلى قومه وجدهم مؤمنين بالله، ينتظرون عودته ليتبعوه، فمكث عليه الصلاة والسلام معهم يعلمهم ويرشدهم، فمتع الله تعالى أهل نينوى في مدينتهم مدة إقامة يونس فيهم وبعده فترة من الزمن، قال الله تبارك وتعالى: {وأرسلناهُ إلى مائةِ ألفٍ أو يزيدونَ * فآمنوا فمَتَّعناهُم إلى حين}.[8][5]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي آمن به جميع قومه وتفاصيل قصته وحياته ووفاته

معنى دعاء ذي النون

بعد أن عرفنا من هو النبي الذي لقب بذي النون، سنتحدث عن معنى دعاءه الذي دعا به في بطن الحوت، حيث تعني لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، الاعتراف بوحدانية الله تعالى، وتنزيهه وتقديسه عما لا يليق به وبعظمته، وتنزيهه عن كل العيوب والنقائص، و”إني كنت من الظالمين” أي: وإني من الظالمين لأنفسهم في حال المعصية، وفعل ما لا ينبغي لي فعله، كما أنها تشمل على الاعتراف بعبودية الإنسان لله تعالى، وأنه لا غنى له عن الله -تعالى- لحظة واحدة، وفيما يأتي تفصيل لجوانب كل جزء من هذا الدعاء:[9]

شاهد أيضًا: فضل دعاء لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

الإقرار بوحدانية الله

تعني لا إله إلا الله، أي أن الله مستغن عن كل ما سواه، وغيره لا يستغني عنه، ومحتاج ومفتقر إليه، وأن الله هو الوحيد المستحق للعبادة، فلا إله إلا الله تذكر المسلم عند الكرب بأنه خلق للتوحيد، وإشغال وقته لأجلها، ولأجل الغاية التي خلق لها، فتكون شغله وهمه واهتمامه، فلا يسأل إلا الله، ولا يستغيث إلا به، ولا يلجأ إلا إليه، وهي تذكره بعظمة خالقه، وقوته، وقدرته، وهي دواء لهم المسلم وغمه، من خلال ذكر الله تعالى، وتوحيده، وتعظيمه، وتنزيهه، ومن معانيها: أنه لا معبود بحق إلا الله تعالى، فهو الوحيد المستحق للعبادة.

شاهد أيضًا: لماذا كان التوحيد سببا للتمكين في الأرض

تنزيه الله تعالى وتقديسه

الأصل في التسبيح هو تنزيه الله عما لا يليق به من النقائص، كنسب الولد له، أو تشبيهه بأحد من خلقه، وجاء التسبيح في القرآن الكريم بصيغة الماضي والمستقبل والحاضر، أي أنه الله المستحق لذلك في جميع الأزمنة، وهو مستحق له سواء كان هناك فاعل له أو لم يكن، فيشمل تسبيحه جميع الأزمنة وقبل الأزمنة وبعد الأزمنة، ويستغرق الخلق وما قبل الخلق وما بعد الخلق، وقول المسلم كلمة سبحانك أي: أنزهك عن كل ما لا يليق بك، وما يصفه به غيرك من النقائص، كما يأتي التسبيح بمعنى الحمد والثناء على الله تعالى، الموصوف بالكمال في ذاته وصفاته، وقد فسر النبي -عليه الصلاة والسلام- معنى التسبيح ببراءة الله من جميع أنواع السوء، والأصل في التسبيح هو التنزيه.

التضرع بالاعتراف بالذنب والافتقار إلى الله

الاعتراف بالتقصير هو في قول المسلم “إني كنت من الظالمين”، ففيه اعتراف بالذنب والخطأ منه، واستغفاره لظلمه لنفسه بفعل ما لا ينبغي له فعله في حق الله تعالى، وقول العبد بعد الذنب “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”، يعد من أعظم الدعاء، لتضمنه على التوحيد الذي هو من أعظم الطاعات لله تعالى، ثم تنزيهه عما لا يليق به، كما فيه بيان لضعف الإنسان وعجزه وظلمه لنفسه، الذي يكون عند معصيته لربه، وفيه معنى التوبة واعتراف الإنسان بخطئه، بسبب تقصيره في عبادة ربه، ولذلك يطلب التوبة، وهذا دعاء نبي من أنبياء الله، فكان قوله “إني كنت من الظالمين”، أي أنه ظلم نفسه بخروجه من عند قومه قبل أن يأذن الله له بذلك.

كم عدد قوم ذي النون

جاء في القرآن الكريم: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}، ولا خلاف بين العلماء أنهم كانوا مائة ألف، لكنهم اختلفوا في الزيادة:[10]

  • فعن مكحول: كانوا مائة ألف وعشرة آلاف.
  • وروى الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي بن كعب أنه قال: “سَألتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عن قَولِ اللَّهِ تعالى: وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ قالَ : عِشرونَ ألفًا”.
  • وعن ابن عباس: كانوا مائة ألف وثلاثون ألفًا، وعنه مائة ألف وبضعة وثلاثين ألفًا، وعنه مائة ألف وبضعة وأربعين ألفًا.
  • وقال سعيد بن جبير: كانوا مائة ألف وسبعين ألفًا.

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي صام لأول مرة

المرات التي ذكر فيها في القرآن الكريم

ذكر الله نبيه يونس بن متى باسمه “يونس” في القرآن أربع مرات، في سورة النساء والأنعام ويونس والصافات، وذكر لقبه “ذي النون” في سورة “الأنبياء” ووصفه بـِ “صاحب الحوت” في سورة “القلم”:

  • في سورة النساء: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}.[11]
  • في سورة الأنعام: {وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ}.[12]
  • في سورة يونس: {فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}.[4]
  • في سورة الصافات: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}.[3]
  • في سورة الأنبياء: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}.[1]
  • في سورة القلم: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ * لَوْلا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاء وَهُوَ مَذْمُومٌ * فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ}.[2]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي سخر الله له الجبال تسبح معه

فضل ذو النون عليه السلام

ورد في السنة الكثير من الأحاديث في فضل سيدنا يونس عليه السلام، لكن يصح منها:

  • عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِن يُونُسَ بنِ مَتَّى. وَنَسَبَهُ إلى أَبِيهِ”.[13]
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَن قال: أنا خَيْرٌ مِن يُونُسَ بنِ مَتَّى، فقَدْ كَذَبَ”.[14]
  • عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا وهو في بطنِ الحوتِ لا إلهَ إلَّا أنتَ سبحانَك إنِّي كنتُ من الظالمينَ فإنَّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له”.[15]

الدروس المستفادة من قصة ذي النون

تحتوي قصة ذي النون -عليه السلام- على العديد من الدروس والعبر، ونذكر منها:[16]

  • أن يونس عليه السلام من أنبياء الله الكرام، وما حصل من عتاب الله له وإيقاعه في الغم، لا يدعو إلى تنقصه والإزراء به.
  • أهمية الصبر في الدعوة إلى الله تعالى وأنه من أسباب مرضاة الله.
  • أن ترك الصبر قد يكون سببًا للبلاء، وأن ابتلاء الله لعبده المؤمن وعتابه له لا يدعو إلى نقصه، وإنما هو تأديب من الله ليرقِّيَ عبده المؤمن إلى المراتب العالية.
  • أن الله تعالى اختص يونس بخصيصة تضاف إلى فضائله وهي أنه عبدَ الله تعالى في مكان لم يعبده فيه أحد من البشر.
  • المسارعة إلى الابتهال إلى الله وقت البلاء، وفضل التضرع بين يديه والتوسل بتوحيده وتنزيهه، والاعتراف بالذنوب بين يدي الله، فذلك من وسائل إجابة الدعاء، وكشف الضراء.
  • حفظ الله لأوليائه وعباده الصالحين حتى في أوقات ابتلائهم.
  • بيان سعة علم الله تعالى وسمعِه وعظمة قدرته؛ فقد علم بموضع نبيه يونس وسمع دعاءه وتسبيحه وتوبته وهو في تلك الظلمات الثلاث، وبقدرته تعالى حفظ حياته وهو في تلك المهلكة، وأعاد إلى جسده رونق الحياة بعد حرِّ بطن الحوت.
  • استدل بعض العلماء بمساهمة يونسعليه السلام، ومشاركته في الاقتراع على جواز استعمال القرعة، وذلك جائز عند الأمور المشكلة والمتساوية، التي لا يوجد ترجيح لبعضها على بعض.
  • أن دعوة المعرضين عن الحق تحتاج إلى صبر وجلد، حتى تحصل ثمرة الدعوة، أو يعذر الداعية إلى ربه، وأن العجلة في قطف الثمرة لا تعين على الاستمرار.
  • أن ما وجده يونس عليه السلام في نفسه، من الغمِّ كان أكبر عليه مما لاقاه من المشاق والصعاب، إلى أن نجَّاه ربّه جلَّ وعلا من كلِّ ذلك.

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي قبضت روحه في السماء

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال، الذي تحدثنا فيه عن من هو النبي الذي لقب بذي النون، وتفاصيل دعوته لقومه، وكيف التقمه الحوت ونجا منه، وعن دعاءه ومعناه، والدروس المستفادة من قصته.

المراجع

  1. سورة الأنبياء , الآية: 87
  2. سورة القلم , الآية: 48
  3. islamweb.net , ذكر نبي الله يونس بن متى عليه الصلاة والسلام , 11/6/2021
  4. islamweb.net , نبي الله يونس عليه السلام , 11/6/2021
  5. alukah.net , يونس عليه السلام , 11/6/2021
  6. سورة الصافات , الآيتين: 143-144
  7. سورة يونس , الآية: 98
  8. سورة الصافات , الآيتين: 147-148
  9. kalemtayeb.com , شرح دعاء "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" , 11/6/2021
  10. al-maktaba.org , قوم يونس وما حل بهم من العذاب , 11/6/2021
  11. سورة النساء , الآية: 163
  12. سورة الأنعام , الآية: 86
  13. صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن عباس، 3395، صحيح.
  14. صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 4604، صحيح.
  15. صحيح الترمذي , الألباني، سعد بن أبي وقاص، 3505، صحيح.
  16. alukah.net , قصة يونس عليه السلام: دروس وعبر , 11/6/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *