من اول من سعى بين الصفا والمروة

من اول من سعى بين الصفا والمروة؟ هو أحد الأسئلة التي من المهم لكلّ مسلم ومسلمة أن يعلموا إجابته، فهو يتعلّق بإحدى شعائر الإسلام العظيمة، وهو ركنٌ من أركان الحجّ والعمرة، والذي يقوم به المسلمون جميعًا أثناء القيام بعبادة الحجّ أو العمرة، ويهتمّ موقع المرجع ببيان الشخص الذي سعى بين الصفا والمروة لأول مرّة.

تعريف الصفا والمروة

إنّ الصفا في اللغة هو جمع صفاة، ويعرف أنّه الحجر الصلد الضخم الذي لا نبات فيه، وفي الاصطلاح هو مكانٌ مرتفع من جبل أبي قبيس، والمروة في اللغة هي الحجارة البيضاء، وفي الاصطلاح اسم جبلٍ من جبال مكّة المكرمة، وقد ورد في تفسير التحرير والتنوير: “الصفا والمروة اسم لجبلين صغيرين متقابلين، فأما الصفا فرأس نهاية جبل أبي قبيس وأما المروة فرأس منتهى جبل قُعَيقِعَانَ، وسمي الصفا لأن حجارته من الصفا وهو الحجر الأملس الصلب، وسمي المروة مروة لأن حجارتها من المرو، وهي الحجارة البيضاء اللينة التي توري النار” وذكر القرطبي في تفسيره: “أصل الصفا في اللغة الحجر الأملس وهو جبل بمكة معروف، وكذلك المروة جبل أيضاً… وذكر الصفا لأن آدم المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقف عليه فسمي به، ووقفت حواء على المروة فسميت باسم المرأة فأنثت لذلك. والله أعلم”.[1]

شاهد أيضًا: طريقة السعي بين الصفا والمروة

من اول من سعى بين الصفا والمروة

إنّ السيدة هاجر عليها السلام هي اول من سعى بين الصفا والمروة، وهي زوجة نبي الله إبراهيم وأمّ نبي الله إسماعيل عليهما السلام، وقد روى ابن عبّاس رضي الله عنه ذلك في الصحيح فقال: “ثُمَّ جَاءَ بهَا إبْرَاهِيمُ وبِابْنِهَا إسْمَاعِيلَ وهي تُرْضِعُهُ، حتَّى وضَعَهُما عِنْدَ البَيْتِ عِنْدَ دَوْحَةٍ فَوْقَ زَمْزَمَ في أَعْلَى المَسْجِدِ، وليسَ بمَكَّةَ يَومَئذٍ أَحَدٌ، وليسَ بهَا مَاءٌ، فَوَضَعَهُما هُنَالِكَ، ووَضَعَ عِنْدَهُما جِرَابًا فيه تَمْرٌ، وسِقَاءً فيه مَاءٌ، ثُمَّ قَفَّى إبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا……. وجَعَلَتْ أُمُّ إسْمَاعِيلَ تُرْضِعُ إسْمَاعِيلَ وتَشْرَبُ مِن ذلكَ المَاءِ، حتَّى إذَا نَفِدَ ما في السِّقَاءِ عَطِشَتْ وعَطِشَ ابنُهَا، وجَعَلَتْ تَنْظُرُ إلَيْهِ يَتَلَوَّى -أَوْ قالَ: يَتَلَبَّطُ- فَانْطَلَقَتْ كَرَاهيةَ أَنْ تَنْظُرَ إلَيْهِ، فَوَجَدَتِ الصَّفَا أَقْرَبَ جَبَلٍ في الأرْضِ يَلِيهَا، فَقَامَتْ عليه، ثُمَّ اسْتَقْبَلَتِ الوَادِيَ تَنْظُرُ: هلْ تَرَى أَحَدًا؟ فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَهَبَطَتْ مِنَ الصَّفَا حتَّى إذَا بَلَغَتِ الوَادِيَ رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِهَا، ثُمَّ سَعَتْ سَعْيَ الإنْسَانِ المَجْهُودِ حتَّى جَاوَزَتِ الوَادِيَ، ثُمَّ أَتَتِ المَرْوَةَ فَقَامَتْ عَلَيْهَا ونَظَرَتْ: هلْ تَرَى أَحَدًا؟ فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَفَعَلَتْ ذلكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ -قالَ ابنُ عَبَّاسٍ: قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَذلكَ سَعْيُ النَّاسِ بيْنَهُما”. [2] فكان السعي بين الصفا والمروة من حينها، وأصبحت شعيرة من شعائر الإسلام.[1]

شاهد أيضًا: دعاء الصفا والمروة ٧ أشواط

طريقة السعي بين الصفا والمروة

ببيان من اول من سعى بين الصفا والمروة فإنّ طريقة السعي بين الصفا والمروة من الأمور التي علّمها النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة الكرام، وهي بأن يقوم المسلم الذي يريد السعي بصلاة ركعتين عند مقام إبراهيم، ويستلم الحجر الأسود وينطلق من عنده إلى الصفا، ويبدأ السعي من الصفا، فيصعد المسلم على الصفا حتى يرى البيت الحرام، فيستقبل القبلة ويوحد الله ويكبّره ويحمده، ويدعو الله بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم،  ثم ينزل حتى يصل للمروة للعلم الأخضر حاليًا، ويصعد على المروة حتى يرى البيت الحرام بعينه، ثم يستقبل القبلة ويفعل ما فعل على الصفا، والسعي يكون سبعة أشواط، الذهاب شوط والإياب شوط، ويبدأ من الصفا وينتهي بالمروة.[3]

شاهد أيضًا: من اول من وضع حدود مكة المكرمة

الحكمة من مشروعية السعي بين الصفا والمروة

إنّ الحكمة من تشريع السعي بين الصفا والمروة للمسلمين، إحياءً لذكرى نبي الله إبراهيم وزوجته هاجر وابنهما إسماعيل عليهما السلام، وذلك لما كانوا عليه من الامتثال لأمر الله، والإقبال عليه، فيكون السعي تذكيرًا وباعثًا على مثل ذلك، وكذلك فإنّ السعي بي الصفا والمروة يُشعر العبد المسلم بحاجته وفقره لخالقه، وذلك كما كانت هاجر محتاجة وفقيرة لله في ذلك الوقت الضيق، وليتذكر المسلم انّ من يطع الله فإنّه سبحانه لا يضيّعه.[4]

شروط السعي بين الصفا والمروة

قد جعلت الشريعة الإسلامية عديد الشروط لتمام وكمال السعي بين الصفا والمروة وصحّته، فبعد توضيح من اول من سعى بين الصفا والمروة لا بدّ من ذكر شروطها، وهي كما يأتي:[5]

  • الاستيعاب الكامل لمسافة السعي بين الصفا والمروة.
  • الحرص على الموالاة والترتيب بأن يبدأ السعي من الصفا وينهيه في المروة.
  • إكمال عدد الأشواط الكامل وهو سبعة أشواط.
  • أن يبدأ المسلم السعي بعد الطواف.
  • عدم وجود وقت مقطوع بين أشواط السعي فلا بدّ من الموالاة بينهم.

سنن السعي بين الصفا والمروة

إنّ السنن هي الأمور المستحب للمسلم أن يقوم بها عند سعيه بين الصفا والمروة، وهي ما تسد النقص بالفرائض وتكمل الشعيرة، ومن سنن السعي ما يأتي:

  • الطهارة أثناء السعي إن كان الأمر يسيرًا على المسلم.
  • استلام الحجر الأسود قبل التوجه للصفا والبدء بالسعي.
  • قراءة آيات الصفا والمروة وهي الآية 158 من سورة البقرة.
  • الدعاء عند الصعود على الصفا والمروة واستقبال القبلة والإكثار من الذكر والدعاء.
  • المشي بين الصفا والمروة.
  • أن يكون سريعًا بين العلمين الأخضرين.
  • الإكثار من الدعاء وذكر الله على وجه العموم بما تيسّر عليه من الكتاب والسّنة.

أدعية السعي بين الصفا والمروة

من المستحب للمسلم أن يكثر من الدعاء بين الصفا والمروة، وكذلك ذكر الله سبحانه وتعالى، وتلاوة القرآن الكريم، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه كان يقول في سعيه: “رب اغفر وارحم واهدني السبيل الأقوم، رب اغفر وارحم، إنك أنت الأعز الأكرم” ولكن لا يوجد دعاء مخصص بعينه للدعاء فيه أثناء السعي، ويمكن للمسلم ان يدعو بما شاء، وبعد أن تمّ التعرف على من أول من سعى بين الصفا والمروة سيتمّ تقديم أدعية الصفا والمروة فيما يأتي:

  • “اللهمَّ لك الحمدُ أنت نورُ السمواتِ والأرضِ ولك الحمدُ أنت قَيِّمُ السمواتِ والأرضِ ولك الحمدُ أنت ربُّ السمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ أنت الحقُّ وقولُكَ الحقُّ ووعدك الحقُّ ولقاؤك حقٌّ والجنةُ حقٌّ والنارُ حقٌّ والساعةُ حقٌّ اللهمَّ لك أسلمتُ وبك آمنتُ وعليك توكلتُ وإليك أنبتُ وبك خاصمتُ وإليك حاكمتُ فاغفر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ وما أسررتُ وما أعلنتُ أنت الذي لا إلهَ إلا أنتَ”.[6]
  • “اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، وأعوذُ بِكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألَكَ عبدُكَ ونبيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عاذَ بِهِ عبدُكَ ونبيُّكَ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قَولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بِكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قَضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا”. [7]

شاهد أيضًا: من اول من وضع قواعد البيت الحرام

بهذا القدر نصل لختام مقال من اول من سعى بين الصفا والمروة، والذي عرّف الصفا والمروة وبيّن الحكمة من مشروعيتها وطريقتها، وذكر الكثير من الأحكام التي تتعلق بها.

المراجع

  1. islamweb.net , الصفا والمروة.. سبب تسميتهما.. ومكانتهما , 07/02/2022
  2. صحيح البخاري , البخاري/ عبد الله بن عباس/ 3364/ صحيح
  3. islamweb.net , الكيفية الصحيحة في السعي بين الصفا والمروة , 07/02/2022
  4. dorar.net , مشروعيَّةُ السَّعْيِ وأصلُه وحِكْمَتُه , 07/02/2022
  5. dorar.net , شُروطُ السَّعيِ , 07/02/2022
  6. مسند أحمد , أحمد شاكر، عبد الله بن عباس، 4/250، إسناده صحيح
  7. صحيح ابن ماجه , الألباني، عائشة أم المؤمنين، 3116، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *