قصص واقعية مكتوبة

إنّ فَقرة قصص واقعية مكتوبة هي واحدة من الفَقرات الثقافيَّة المهمّة التي تهدف إلى زيادة الثقافة العامّة في النَّفوس، حيث تُعتبر القصة أحد أبرز الفنون الأدبية التي اهتمّت بها الأقلام العربيّة على اختلاف العُصور والمَراحل، كما اهتمّت بها أقلام الأُدباء والمفكّرين في جميع العصور والحُقب التاريخيّة، وقد تمّ ترجمة كثير من القِصص لاغتنام العِبرة المتواجدة فيها، فتلك القصص عابرة للّغات والثَّقافات، وعبر مَوقع المَرجع يُسعدنا أن نقوم على طرح باقة من أجمل القصص المؤثّرة، تلك التي تحرّض على الخير والفضيلة، ضمن باقة مميّزة من قصص واقعيّة مكتوبة للجميع.

قصص واقعية مكتوبة

تلفت القِصص الواقعيّة الانتباه إلى عدد كبير من الأمور المخفيّة في جوانب الحياة العَّامة، فتزيد من قدرة الإنسان على التعلّم، وتزيد من قدرته على رصد الحِكمة من خلال سُطور وفَقرات مميّزة، تجذب الانتباه، وفي ذلك نسرد لكم الآتي:

تروي الحكاية التي وقعت في إحدى القرى البعيدة في الغابات أنّه كان هنالك صديقتان مميّزتان للغاية، كانتا قريبتان على درجة مميّزة من القرب، ويحملان لبعضهما البعض أجمل المشاعر التي جعلت من قصّة صداقتهما حديث القريّة في التي تُدعى (جايبور) وكانت تلك الفتاتان تحملان اسماء (جاي وفيجاي) وقد جمعتهما أيّام الطفولة والدراسة وظلّا على تلك الحال حتّى المراحل الثانويّة ومرحلة الدراسة الجامعيّة، حيث قامت كلا الفتاتين باختيار ذات الفرع الجامعي كي لا تبتعد إحداهما عن الأخرى، وقامت كلّ منهما بمحبّة الأخرى زيادة عن الأوّل، فكان الطّريق الطّويل الذي يصل القرية بالجامعة بعيد جدًا ولكنّه كان ممتعًا برفقة تلك الأحاديث اليوميّة الجميلة، وكان أيضًا يضطرّهما للمرور من فوق أحد الجسور المائيّة التي تربط القريّة بالخارج، وقد وصلتا إلى قناعة بأن لا حياة لإحدى الفتاتين دون الأخرى، عبر ذلك المشوار المميّز من الحب.

وفي أحد الأيّام العصيبة من الضّغط الدّراسي والتَّعب الجَامعي، حيث كان الجو باردًا جدًا في أيّام الشتاء والعاصفة، وأثناء العودة من الجامعة فتحت إحدى الفتاتين حديثًا لتدفئة الأجواء الباردة، وقامت بطرح وجهة نظرها عن النظريّة الفيزيائية التي قام المدرّس على شرحها في القاعة الجامعيّة إلَّا أنّ فيجاي نقدت فهم جاي للنظرية عدّة مرّات وأخبرتها بأنّ فهمها خاطئ، وأنّ الشّرح كان يتمحور حول قضيّة أخرى في جوانب النظريّة، واحتدّ النقاش على تلك القضيّة حتّى تطوّر به الأمر إلى أن قامت جاي بصفع فيجاي بيدها على خدها الأبيض، قائلة أنا أعرف ما أقول، فغضبت فيجاي وبكت ثمّ ذهبت إلى كومة من الرمل على قارعة الطريق وكتبت عليها اليوم صفعتني صديقتي جاي، وأكملا الطريق معًا بغضب دون حديث، وفي أثناء العودة كان الجو مرعبًا، وقد لاحظت الفتاتان أنّ الماء يغمر أجزاء من الجسر المؤدي إلى القريّة، وقد كانت فيجاي خائفة من ذلك المشهد، فهي لا تعرف السباحة، فمشت على جانب الجسر حتّى وقعت في النهر، فقفزت جاي خلفها في النهر وعملت على إنقاذها وسحبها إلى الضفّة الأخرى، وقد كانت جاهزة للتضحية بحياتها من أجل صديقتها، فشكرتها فيجاي وقامت إلى صخرة وحفرت عليها، اليوم أنقذتني صديقتي جاي، فسألتها جاي ما السّر في كتابتك للصفعة على الرّمل وإنقاذي لكِ على الصّخر، فأخبرتها بأنّ نسيان الأخطاء واجب علينا مع الأصدقاء، فالكتابة على الرمل واجبة، وأمّا المعروف فيجب أن ينحت على الصخر كي لا ننساه مهما طال الوقت.

شاهد أيضًا: قصة خيالية جميلة قصيرة جدا

قصص واقعية مكتوبة قصيرة

تحتضن تلك القِصص عبر حروفها الوافرة المختصرة عدد واسع من الحِكم وعدد آخر من المَشاهد التي يتم تسليط الضوء فيها على الأمل والحُب والألم، وجميع الأشياء المميّزة، وأجمل ما ورد في ذلك:

كانت الأجواء حارَّة للغاية، وكان الحكيم الذي يُدعى غاندي متأخرًا عن قطاره الذي سينقله إلى وجهته الثانيّة، تلك التي انتظرها لفترة طويلة، فأقبل مسرعًا علّه يلحق القطار الذي همّ إلى مغادرة المحطّة بسرعة مرتفعة، وبدأ غاندي بزيادة سرعته حتّى يجاري القطار في ركضه، ووصل إلى إحدى العربات التي تنقل المسافرين فتعلّق بها قبل أن يبلغ القطار سرعته القصوى، فابتسم غادي ابتسامة المنتصر الذي انتزع المجد رغم التأخّر، بسبب عدم غياب تلك الرحلة وفوات الأوان، ولم يفكّر بالخسارة التي تعرّض لها أثناء الرّكض، فقد نظر غاندي إلى قدميه ووجد أنّ فيها فردة حذاء وحيدة، فقد طارت الأخرى أثناء محاولة اللحاق بالقطار المسرع، وعلى الفور قام غاندي من مكانه وخلع الفردة الأخرى من الحذاء وألقى بها لتصل إلى جوار الفردة الأولى من الحذاء، فتعجّب الجمع من حوله، وقالوا له ما السّر في ذلك التصرّف، فقال لهم، من المستحيل أن أستطيع الوصول إلى ذلك الحذاء وقد انطلق القطار، ولا يمكنني الاستفادة من فردة حذاء واحدة، فرميت الثانيّة بقرب الأولى علة تقع تحت يدي فقير فتبعث فيه على الفرح والسّرور.

شاهد أيضًا: قصة قصيرة جدا بالانجليزي للمبتدئين

قصص واقعية مكتوبة مؤثرة

تمَّ تداول تلك القِصص على لسان الأجداد حتّى وصلت إلى أحفادهم جيلًا بعد جيل، حيث تُعتبر القصّة أو الحكاية إحدى أقدم فنون اللغات، وهي تتولّى مسؤوليّة نقل الحكمة وزيادة ثقافة وأخلاق المَرء، وفي ذلك نسرد لكم القصّة الآتية:

كان خالد أحد الرّجال المتزوّجين في قرية بعيدة، وقد تزوّج من سعاد منذ مدّة ليست بالطّويلة، إلَّا أنَّ تلك الزوجة قد ذاقت ذرعًا من وجود والد خالد معها في المنزل، وقد بدأت على الدّوام وبشكل يومي تشتكي لزوجها فور رجوعه إلى المنزل من عمله متعبًا، عن والده العجوز الخرف الذي بدأ يتلف الأشياء ويعبث بجميع الأمور، وأخبرته بأنّ الأمر بات يقتضي منك القرار، فقال لها وما القرار، وهنا قامت سعاد بطرح فكرتها الشّريرة على خالد، فقالت له يجب أن تذهب بأبيك إلى دار العجزة، فهنالك يمتلكون كافّة الأمور التي تساعدهم في تأمين حاجيّاته، وهم مختصّون في هذا الأمر، فرفض خالد، ولكن مع إصرار زوجته يومًا بعد يوم، قام بالرّضوخ لذلك القرار، وفي صباح أحد الأيّام قام خالد إلى وجبة إفطاره فتناولها وقام على حمل قطعة كبيرة من الإسفنج لينام عليها والده في دار العجزة، وهمّ في شد أبيه من يده، وأخبره هيّا يا أبي يجب أن نذهب، وفي تلك اللحظة، خرج ابن خالد الصّغير وهو محمود الذي يبلغ من العمر عشر سنوات، وأمسك بالإسفنجة التي يحملها والده في يده، وأصرّ على أن يقسمها قسمين، فنهاه أبوه عن ذلك، وقال له ما حاجتك إلى تلك القطعة الباليّة من الإسفنج، فقال له محمد أريد أن أتركها لك، عندما تصير عجوزًا لآخذها معك إلى دار العجزة، فأحملك عليها، وهنا في تلك اللحظة استشعر خالد الألم الكبير الذي ترتّب على ذلك الخطأ واحتضن والده وعيونه تفيض بدمع الحب، وعاد به إلى المنزل.

اقرأ أيضًا: قصص رعب مكتوبة قصيرة

قصص واقعية للأطفال مكتوبة

تستهدف القِصص الجميلة الأطفال في أفكارها، وتختلف تلك القصص باختلاف المَرحلة العمريّة للطفل، فيتم اختيار الأفكار التي تتناسب مع قدرات وحاجة الطّفل على الفَهم، وفي ذلك، نسرد لكم القصّة الآتية:

تروي الحكاية أنّه كان هنالك طفل جميل اسمه سامر وقد كان هذا الطّفل جميلًا وشقيًا يلعب في الغابة برفقة خرافة العشرة، فقد كانوا أصدقاءه الجميلين، وكان يعرفهم بالاسم ويرافقهم في طريق البحث عن الطّعام بشكل يومي، وفي يوم من الأيّام، وقف على قمّة الجبل المؤدي إلى الغابة وصرخ بالنّاس: يا ناس، النجدة لقد أكل الذئب جميع خرافي، وكرّر ذلك حتّى وصل الصّوت إلى مسامح أهالي القريّة الشجعان فأنصتوا إليه واستجمعوا بعضهم البعض وتركوا أعمالهم ومحلّاتهم وتجارتهم وهرعوا إلى نصرة سامر في سفح الجبل، حاملين معهم الفؤوس والسكاكين والعصي لإنقاذ سامر وخرافه، وعندما وصلوا إلى سامر وجدوه يضحك هو والخراف، فأقبل محمود ووبّخ سامر، قائلًا إنّ الكذب هو أحد أقبح السمات التي تؤدي بنا إلى الهلاك، فلا تكذب مرّة أخرى، وعاد الجميع إلى القريّة.

وما هي إلّا أيّام أخرى حتّى عاد سامر إلى ذات المشهد، فوقف في جوار الجبل المجاور للقريّة وصرخ في الناس، يا أيّها النّاس، أنقذوني، لقد أكل الذئب خرافي جميعهم، أنقذوني، النجدة، وقام الجميع مرّة أخرى في استنهاض بعضهم البعض لمساعدة سامر في العودة إلى قريته سالمًا، ولمّا وصلوا إليه وجدوه جالسًا يضحك مع الخراف في أجواء من الاستهتار السلبي بمشاعر الآخرين، فغضب أهل القريّة وقالوا له أنت شاب كاذب، ولن نعود إلى تصديقك مرّة أخرى، وعادو إلى قريتهم، وفي طريق عودة سامر إلى القريّة وإذ بسامر يرى ذئبًا يتربّص بالخراف شرًا، فارتعد من الخوف وحمل عصاه لردّه، إلّا أنّ الذئب كان قويًا جدًا ومخيفًا، وكان حجمه كبيراً، فصرخ سامر طالبًا النجدة من القرية، وعندما وصل نداؤه إليها ظنّ الجميع أنّه كاذب، فلم يعطوه أي انتباه، وظلّ ينادي فيهم من سفح الجبل وهم منشغلون في أعمالهم، حتّى أكل الذئب جميع الخراف الخاصّة، وعندما عاد سامر إلى القريّة غصب من نفسه وعرف أنّه كان مخطئًا، فغنّى له الأطفال يا سامر يا كذّاب تستأهل أكل الذئاب.

شاهد أيضًا: حكايات قبل النوم للكبار

قصة واقعية حزينة مكتوبة بالإنجليزية

تُسافر تلك القصص بين اللغات والحروف، |إلى جميع الثقافات حول العالم، لأنّ القصّة تحمل رسالة المحبّة والألم، والعِبرة إلى جميع الأجيال، فنتعلّم من دروس حدثت، ونتعلّم من ماضي لن يعود، وقيل في ذلك:

تروي الحكاية عن فارس هُمام، كان يسمّى قيس، حيث كان طفلًا في منزل عمّه، وعاش تلك الطّفولة السّعيدة في رفقة ابنة عمّه بنت المهدي، وقد كان ابن عمّها وصديقها الذي يُساعدها في رعاية وسقاية الإبل الخاص بأبيها وأبيه، ولمّا وصلت ليلى إلى سن البلوغ قام والدها بحجبها عن قيس، وفي تلك الفترة استشعر قيس أنّه هائم في حب ليلى، وأنّ غيابها كان ذا وقع قاسي على قلبه الشّاب، فلم يعد قادر على التركيز في العمل ولا في الذّهاب أو القدوم، فهرب إلى شعره ناظمًا أجمل قصائد العشق والغرام في ابنة العم، تلك الجميلة التي غابت عن العين، فغضب عمّه ممّا وصل إليه من الشّعر، ورفض طلب أخيه بزواج قيس بن الملّوح من ابنته ليلى، وذلك لأنّ العرب في تلك المرحلة لم يكونوا يقبلون بتزويج ابنتهم لمن قام على نسج الشّعر فيها، فهو أحد أصناف العار حسب معتقداتهم الشّخصيّة، فقام والد ليلى بتزويج ابنته لأحد الرّجال، بعد أن قام والدها بتهديدها بالقتل في حال الرَّفض، فاعتزل قيس النّاس جميعًا وهجر الجميع، وبدء في نسج أعذب قصائد الشّعر بمحبوبته التي فارقته، حتّى قالوا فيه مجنون ليلى، وبادلته ليلى ذات المشاعر فمرضت وماتت على وقع تلك الأشواق، ولمّا وصل الخبر إلى قيس سقط على الأرض واهتزّ جسده من المرض، حتّى لحقها ميتًا، بعد أن داوم على زيارة قبرها بشكل يومي، ليكتب فيها الشّعر الحزين، وهكذا انتهت إحدى أعظم قصص الحب الحزينة التي انتهت بمزيد من الحزن والابتعاد والحرمان.

ترجمة القصة باللغة الانجليزية 

The story is told about Faris Hammam, whose name was Qais, when he was a child in his uncle’s house, and he lived that happy childhood in the company of his cousin Bint Al-Mahdi, and he was her cousin and friend who helped her take care and water the camels belonging to her father and his father, and when Laila reached puberty, he Her father withheld her from Qais, and at that time Qais felt that he was drifting in love with Layla, and that her absence had a harsh impact on his young heart, so he was no longer able to focus on work, nor in going or coming, for he is 9 Lord to his poetry regulating the most beautiful poems of love and love in the cousin , that beautiful woman who was absent from the eye, so his uncle got angry about the hair he reached, and refused his brother’s request for the marriage of Qais bin Al-Malouh to his daughter Laila, because the Arabs at that stage did not accept the marriage of their daughter to the one who weaved hair in her, as it is one of the types of shame according to Their personal beliefs, so Laila’s father married his daughter to one of the men, after her father threatened to kill her in case of refusal, so Qais retired from all people and deserted everyone, and began to weave the sweetest poems of poetry with his beloved who left him, until they said about him crazy Laila, and Laila exchanged him with the same feelings, she fell ill and died In the wake of these longings, And when the news reached Qais, he fell to the ground and shook his body from illness, until he caught her dead, after he kept visiting her grave on a daily basis, to write sad poetry in it, and thus ended one of the greatest sad love stories that ended with more sadness, distance and deprivation.

شاهد أيضًا: حكايات قبل النوم للكبار

قصص غريبة واقعية مكتوبة

تزيد القِصص الواقعيّة من بهجة الأشياء الجَميلة، وتزيد من معايير المودّة والمحبّة بتسليطها الضّوء على القيم المميّزة والأخلاقيات العاليّة كالشّرف والأخلاق والأمانة، وفي ذلك نسرد لكم القصّة الواقعيّة الآتية:

تروي الحكاية أنّه منذ مدّة ليست بالبعيدة كان هنالك رجل يبلغ من العمر 60 عام، وكان لديه ثلاثة من البنات العفيفات المميّزات في القريّة بالجمال والأخلاق، ولمّا كان هذا الرّجل يعمل طوال الليل والنهار في الزّراعة لإطعام أهل بيته، لاحظ أنّ مياه البئر باتت قليلة، ولم تعد تكفي لسقاية مساحة أوسع من الأرض، وعليه بدء بتقليل مساحته المزروعة حتّى ما عادت تكفيه ولا تكفي عائلته، فقام بشراء أحد العربات وبدء يبيع البضائع عليها في تلك القريّة للحصول على قوت يومه، ولمّا كان في المنزل يحمل حزنه ويجلس في زاوية المنزل، اقتربت منه إحدى البنات وعرضت عليه مساعدته في العمل، فقال لها كيف، فقالت له إنّ صوتي جميل وأستطيع العمل بحفلات الزفاف لأساعدك في مصروف المنزل، فغضب والدها منها، ونهاها عن ذلك، ثمّ قال له الابنة الأخرى، يا أبي إنّ لك صديقًا غنيًا في القريّة المجاورة، فاذهب إليه واسأله مبلغًا من المال، تستطيع من خلال حفر بئر آخر في أرضنا لسقاية المزروعات الخاصّة بك، وأعجب الرّجل بالفكرة.

في صباح اليوم التالي قام الرَّجل بتناول طعام الإفطار والمغادرة إلى القرية المجاورة حيث صديقه (أبو خالد) فجلس في ضيافته، وطلب منه (20 قطعة من الذّهب) دينًا لمدّة عامين، فأخبره صديقه أنها حاضره، وأنّه جاهز لمساعدته بما هو أكثر من ذلك، ولكن بعد الغداء، فأكرمه الرّجل وأعطاه كيسًا يحتوي على 20 قطعة من الذهب، ولمّا عاد فرحًا إلى منزله وبناته الثلاثة، قام بالبحث عن كيس الذهب فلم يجده، فظهرت على الجميع ملامح الألم والحزن، فقد ظنّ أنّ كيس النقود قد ضاع منه على الطّريق، وخجل من العودة لصديقه فيخبره بالأمر، كي لا يظن أنّه مُحتال، وطلب المعونة من الله تعالى، وعاد في صبيحة اليوم التالي للعمل بكل جدّ ونشاط ليجمع المبلغ الذي بات دينًا على ظهره، فزاد من ساعات العمل وضاعف من قدراته، وبدأت البنات تعملن معه أيضًا بالخياطة والغناء، حتّى جاء موعد تسليم الأمانة إلى صاحبها، فأقبل صديقه بعد عامين، وجلس في حديقة المنزل، وأخبره بأنّه قد رأى أمرًا غريبًا منذ مدّة، فقد وجد كيسًا من الخيش، وقد أكلت منه الفأرة، كان في المكان الذي جلست فيه أنت منذ سنتين عندما استدنت منّي المبلغ، وعندها عرفت أنّك لم تأخذ المبلغ معك، وأنّك لم تعد إليّ كي لا أشكّ بأنّك محتال، وهذا  هو الآن ملك لك، سامحك الله تعالى به إلى يوم القيامة، لما أظهرته من أمانة وإخلاص، ففرح الجميع، وعاد الفلّاح إلى أرضه.

قصص واقعيّة مغربية مكتوبة قصيرة

تحتمل تلك القصص الكثير من الغَرابة بين حروفها إلّا أنها تَحمل معاني جميلة وقيم مميّزة، من الواجب علينا الاهتمام بها، وفي ذلك نسرد لكم القصّة الآتية:

تروي الحكاية أنّه كان هنالك بإحدى القرى شابًا سليط اللسان ويتصّف بعلامات الغضب السّريع، فلم يستطع أي من أبناء الحب أو أساتذة المدارس أن يتفّق معه أو يساعده على إخفاء حالة الغضب الرهيبة التي تظهر على ملامحه، فقام والده وهو شيخ عجوز ذات يوم، وقال له بحقّي عليك، أسألك أن تسمع منّي ما أقول، فقال له ماذا تريد يا أبي، فقال له إنّ الطباع صعبة وإن تغييرها لأمر أصعب، فحقق لي أحد الأمور،  وقام على يده وأعطاه حفنة من المسامير، وقال له أترى جدار حديقة منزلنا هذا، قال له الشَّاب: نعم أراه، فقال له أريدك أن تبدأ من الغد بطرق مسمار في خشبه كلَّما شعرت بالغَضب، وفي اليوم التالي قام الشاب إلى جار الحديقة وبدء بطرق المسامير واحدًا تلو الآخر، حتّى تعب من تلك العمليّة، وفي مساء اليوم أتى أبوه الحكيم وأخبره أن ممتّن له على سماع الكلمة، فقال له تابع في الغد.

وفي اليوم التالي قام الشّاب بملاحظة أنّ الغضب يصعّب من مهمّة طرق المسامير ووضعها في مكانها، فبات يأخذ وقتًا في طرق المسمار، ممّا قلّل عدد المسامير في اليوم من 50 مسماراً إلى 20، فأخبر أباه في المساء بهذا الأمر، وقال له والده، إنّي ممتّن لك لسماع الكلمات، وأتمنّى لك من الله الهداية تابع كما أمرتك، وفي صباح اليوم التالي انطلق الشّاب بمساميره إلى الجدار، وبدء بطرقه بتلك المسامير، ولاحظ أنّ عدد المسامير قد يبدأ يتراجع يومًا بعد آخر، حتّى أمضى اليوم الأخير كلّه وهو يطرق مسمارًا واحدًا، ولمّا عاد إلى أبيه في المساء، أخبره بالأمر، وقال له والده إنّي فخور بك، والآن أريدك أن تسمع منّي ما أريد، فقال الشّاب سمعًا وطاعة يا أبي، فقال له أبوه، أريدك أن تنزع مسمار من الجدار في كلّ يوم لا تشعر معه بالغضب، وبدء الشّاب بتلك العمليّة في اليوم التالي، والتّالي، والتّالي حتّى انتهى من جميع المسامير التي كانت مغروسة، فذهب إلى أبيه الذي ضمّه إلى صدره وقال له بالفخر بك، فأنت تتعلّم الدرس، وأمّا الآن فقم معي إلى الجدار، وعندما وصلا إلى ذلك الجدار، قال له الوالد، هل ترى تلك الثقوب، فقال له الشّاب نعم يا أبي، فقال له الأب، كم تظن أنَّها بحاجة من الوقت لتعود إلى شكلها، فقال له يا أبي أظنّها لن تعود، فقال له الأب، ها هي كلماتنا وجراحنا التي نصنعها بالآخرين، لا يمكن للأيّام أن تعيدها كما كانت مهما فعلنا، فلنرفق بحديثنا مع الآخرين، فبكى الشّاب وعاهد أباه على الأخلاق الحميدة.

إلى هنا نصل بكم إلى نهاية المقال الذي تناولنا فيه قصص واقعية مكتوبة وانتقلنا عبر تلك السطور والفقرات ليكون القارئ قد تعرّف بباقة من أجمل قصص واقعيّة مكتوبة في التاريخ العالمي، تلك التي تحتوي على كمّ واسع من الحكمة والأخلاق الفاضلة، لنختم أخيرًا مع حكمة مميزة من قصص التاريخ المغربي الجميل، وهي حكاية الشاب والمسامير المميّزة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *