اذاعة مدرسية عن الرفق وعدم العنف كاملة

اذاعة مدرسية عن الرفق وعدم العنف كاملة هي من الإذاعات المميزة التي تتحدث عن خلق الرفق، فالرفق لم يكن في شيء إلّا زاده زينة وحُسنًا وجمالًا، ولم يُنزع من شيء إلّا صار سيّئًا قبيحًا، وفي هذا المقال يتوقف موقع المرجع لكي يسلط الضوء على هذه الإذاعة المميزة عن الرفق من خلال الحديث على تعريف الرفق وبعض ما قيل عنه ويقف أيضًا مع آيات من القرآن الكريم وأحاديث شريفة تتحدث عن فضل الرفق.

مقدمة اذاعة مدرسية عن الرفق وعدم العنف

السادة الحضور مدير المدرسة والأساتذة الأكارم وزملائي الطلبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، خير ما نبدأ به هو حمد الله على نعمه وآلائه، والصلاة والسلام على رسوله الأكرم محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، اليوم لدينا فقرة اذاعة مدرسية عن الرفق وعدم العنف، نبدؤها مع أداء التمارين الصباحية لبَثّ النشاط في أجسامنا، ونتابع بعدها الحديث عن خلق من أعظم الأخلاق التي يحملها الإنسان وهو خلق الرفق.

اذاعة مدرسية عن الرفق وعدم العنف كاملة

تنقسم فقرتنا الإذاعية هذه إلى مجموعة من الفقرات المُصغّرة التي تتعلّق بمسألة الرفق وعدم العنف، وفيها سنتحدث على تعريف الرفق ونقف مع فقرة من القرآن الكريم عن الرفق تليها فقرة من الحديث الشريف تمتدح خلق الرفق، بعدها تتوالى الفقرات بين حكم عن الرفق وحكم عن الرفق والرفق في الإسلام وفقرة بعنوان هل تعلم وشعر عن الرفق وغير ذلك الكثير.

فقرة تعريف الرفق

الرفق في اللغة العربية هو ما يكون ضد العنف، وهو اللطف بمعنى أو بآخر، فإذا كان الغضب عنفًا فالهدوء يكون هو الرفق، وإذا كان الاعتداء على الآخرين هو العنف فإنّ الرفق هو عدم أذيتهم، فالرفق إذًا هو كلّ ما هو لطيف ويقف في الجهة المقابلة للعنف، وقد قالت العرب قديمًا: ينال الإنسان بالرفق ما لا يناله بالعنف، وفيما يلي نقف مع فقرة من القرآن الكريم عن الرفق مع الطالب “…..”.

فقرة القرآن الكريم عن الرفق

بسم الله خير الأسماء، بسم الله رب الأرض والسماء، فيما يلي آيات قرآنية عن الرفق انتقاها الطالب “……”، يقول تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم:

• {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ ۚ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}.[1]
• {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.[2]
• {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}.[3]
• {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ}.[4]

فقرة الحديث النبوي الشريف عن الرفق

بعد الاستماع لآيات الذكر الحكيم نتوقف مع أحاديث تحكي عن الرفق وتحث عليه قولًا او فعلًا، جمع مادة هذه الفقرة زميلنا الطالب “….”:

• “إنَّ الرِّفْقَ لا يَكونُ في شيءٍ إلَّا زانَهُ، ولا يُنْزَعُ مِن شيءٍ إلَّا شانَهُ. وَزادَ في الحَديثِ: رَكِبَتْ عائِشَةُ بَعِيرًا، فَكانَتْ فيه صُعُوبَةٌ، فَجَعَلَتْ تُرَدِّدُهُ، فقالَ لها رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَلَيْكِ بالرِّفْقِ…، ثُمَّ ذَكَرَ، بمِثْلِهِ”.[5]
• “يا عائِشَةُ إنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، ويُعْطِي علَى الرِّفْقِ ما لا يُعْطِي علَى العُنْفِ، وما لا يُعْطِي علَى ما سِواهُ”.[6]
• “دخلَ أعرابِيٌّ المسجِدَ، والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالِسٌ، فصلَّى، فلما فرغَ قال: اللهمَّ ارحمني ومحمدًا، ولَا ترحمْ معنا أحدًا، فالتفَتَ إليهِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: لقدْ تَحَجَّرْتَ واسعًا، فلم يلبثْ أنْ بالَ فِي المسجدِ، فأسرعَ إليه الناسُ، فقال النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أهْريقوا عليْهِ سَجْلًا مِنْ ماءٍ، أوْ دلْوًا مِنْ ماءٍ، ثُمَّ قال: إِنَّما بُعِثْتُم مُيَسِّرينَ ولَمْ تُبْعَثوا مُعَسِّريْنَ”.[7]
• “مَن حُرِمَ الرِّفْقَ، حُرِمَ الخَيْرَ، أوْ مَن يُحْرَمِ الرِّفْقَ، يُحْرَمِ الخَيْرَ”.[8]
• “يا عائشةُ ارفُقي إذا أراد اللهُ بأهلِ بيتٍ خيرًا أدخَل عليه الرِّفقَ”.[9]
• “ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُما عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ”.[10]
• “أَلَا أُخْبِرُكم بمَن يَحْرُمُ على النَّارِ، وبمَن تَحْرُمُ عليه النَّارُ؟ على كلِّ قريبٍ هيِّنٍ سهْلٍ”.[11]
• “أنَّه مَن أُعطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفقِ، فقد أُعطِيَ حَظَّهُ مِن خَيْرِ الدُّنيا والآخِرَةِ. وصِلَةُ الرَّحِمِ، وحُسْنُ الخُلُقِ، وحُسْنُ الجِوارِ، يُعَمِّرُ الدِّيارَ، ويَزِيدانِ في الأعمارِ”.[12]
• “إنَّ شَرَّ الرِّعاءِ الحُطَمَةُ”.[13]

اقرأ أيضًا: اذاعة مدرسية عن التواضع كاملة

فقرة الحكم الخاصة عن الرفق

فيما يلي في هذه الفقرة مجموعة من الحكم التي انتقاها زميلنا الطالب “…..”، وهي عبارة عن حكم من ثقافات كثيرة كالعربية والصينية واليابانية والفرنسية وغيرها، وإليكم فقرة الحكم:

• الرفق والعنف نقيضان لا يجتمعان في آن معًا.
• الرفق والحياء خلقان لا يتمتع بهما إلّا قليل من البشر.
• أن يكون المرء ليّنًا هو أن يكون أنقى من الثلج وأروع من اللؤلؤ.
• الكلمة اللطيفة أشبه بيوم ربيعي.
• بالرفق تنال الحاجة.
• اطلب حاجتك برفق.
• إنّ قوة شجرة الخيزران تكمن في مرونتها.
• الحطب الطري لا تشقه الصاعقة.
• الثلج لا يحطم أبدا أغصان الصفصاف.
• من لانت كلمته وجبت محبته.
• الكلام اللين يلين القلوب التي هي أقسى من الصخور، والكلام الخشن يخشن القلوب التي هي أنعم من الحرير.

فقرة هل تعلم عن الرفق

إلى فقرة هل تعلم عن الرفق يقدمها الطالب “…..” وهي عبارة عن معلومات عن خلق الرفق جمعها من هنا وهناك ليمتعكم بها، فنترككم مع الطالب “…..” وهل تعلم عن الرفق:

• هل تعلم أنّ الله -تعالى- من أسمائه الرفيق، ويحب الرفق؟
• هل تعلم أنّه لا يمكن هزيمة الغضب والعنف والظلم سوى بالرفق؟
• هل تعلم أنّ الإنسان العنيف محروم من الرفق ومحروم من كثير من الخيرات؟
• هل تعلم أنّ الصديق الحقيقي هو من يعزّز فيك خصلة الرفق ويحضّك عليها؟
• هل تعلم أنّ أكثر الناس استمتاعًا بالحياة هم الذين يأخذون الأمور بالرفق واللين؟
• هل تعلم أنّك عند سماع الأخبار السيئة عليك أن تسترخي وتأخذ الأمور بالهدوء والرفق وألّا تستعجل في اتخاذ قرارك في ساعة غضب؟

شاهد أيضًا: اذاعة مدرسية عن وسائل التواصل الاجتماعي

الرفق في الإسلام

فقرة الرفق في الإسلام أعدّها الطالب “……” فلنستمع إليه، بسم الله الرحمن الرحيم، لقد أعطى الإسلام للرفق أهمية بالغة وعزّز هذا المفهوم في نفوس المسلمين وحثّهم عليه وجعل للذي يكون رفيقًا أجرًا عظيمًا لا يعلمه إلّا الله تعالى وحده، فقد عزز خلق الرفق في النفس فلا يحمل الإنسان نفسه على ما لا تطيق، ولكن أن يرفق بنفسه ويكون سهلًا ليّنًا هيّنًا، فكان الناس في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- لا ينامون في الليل وهم يتعبّدون، فنهى عن ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- ونبّه إلى أنّ العبادة من الأفضل أن تنقسم على مدار اليوم وألّا يحمّل الإنسان نفسه ما لا تطيق، ومن صور الرفق في الإسلام أيضًا أن يكون الإنسان رفيقًا مع الناس عمومًا، فيخفض لهم الجناح ولا يعاملهم بجفاء، وقد امتدح النبي -صلى الله عليه وسلم- المؤمن الهيّن اللين مع الآخرين.

كذلك من صور الرفق أن يرفق الإنسان بالناس الذين يدعوهم إلى الإسلام في حال كان من الدعاة، فالله -تعالى- عندما أرسل موسى وهارون إلى فرعون الطاغية المتجبر قال لهما: {اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي * اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ}،[14] فهذ الرجل الذي ادعى أنّه الرب أمر الله تعالى بأن يُدعى بلين، وكذلك قال تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}.[15]

ويعلّمنا الله -تعالى- كيف نردّ على الذين يرفضون الإسلام ويحاربونه عندما يضرب لنا مثلًا كيف أجاب إبراهيم النبي -عليه السلام- والده الكافر حينما دعاه للإسلام، يقول تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا * قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا * قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا}.[16]

فهذا كان خلق الإسلام، الرفق في كل الأمور كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، وآخر صور الرفق التي نقف معها هي الرفق بالحيوان، فالإسلام قد أعطى المسلم الذي يرفق بالحيوان أجرًا عظيمًا قد يكون الجنّة في بعض الأحيان، أو يكون مغفرة لكل الذنوب التي قد ارتكبها الإنسان في حياته، فيعلّمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- الرفق بالحيوان من خلال ضرب الأمثلة من الأمم السابقة، فيقول في الحديث الشريف: “بَيْنا رَجُلٌ يَمْشِي، فاشْتَدَّ عليه العَطَشُ، فَنَزَلَ بئْرًا، فَشَرِبَ مِنْها، ثُمَّ خَرَجَ فإذا هو بكَلْبٍ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فقالَ: لقَدْ بَلَغَ هذا مِثْلُ الذي بَلَغَ بي، فَمَلَأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أمْسَكَهُ بفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ، فَسَقَى الكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ له، فَغَفَرَ له، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وإنَّ لنا في البَهائِمِ أجْرًا؟ قالَ: في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ”،[17] فمن صور الرفق عدم تجويعه أو تعريضه للعطش الشديد، وعدم تحميله ما لا يطيق إن كان من الحيوانات التي يُنقل عليها، وأن يحسن إليه لكي ينال رضا الله -سبحانه- ومغفرته وجنّته، ونهى الإسلام عن جعل الحيوانات ألعوبة أو غرضًا يُرمى بأي شيء، بل وقد لعن النبي -صلى الله عليه وسلم- من يفعل ذلك.

شاهد أيضًا: اذاعة مدرسية عن الصلاة متكاملة قصيرة مميزة

كلمة الصباح عن الرفق وعدم العنف

يقدم لكم هذه الفقرة الطالب المجتهد “……”، أمّا بعد، فالرفق هو من الأخلاق الجامعة التي يجب أن يتحلّى بها كل مسلم، فإنّ الإسلام قد حثّ على هذه الخصلة وجعلها مقدّمة على غيرها، سوف أضرب لك مثالًا لتعلم وجهة نظري تجاه هذه الخصلة، مثلًا لو واجهك شخص عديم الاخلاق والتربية في الطريق، فكيف تتعامل معه؟ عندك حل من اثنين، الأول أن تردّ عليه الإساءة وتتعارك معه وتحدث معك مشكلة أنت بغنًى عنها، والثاني أن تتجاهله بل وتتعامل معه برفق ولين وتحدثه كلامًا جميلًا، ففي هذه الحال سوف ينقلب هذا الشخص إلى حمل وديع ويصبح طوع بنانك وعندها ستزرع فيه قيمًا كثيرة قد يصبح بعدها إنسانًا سويًّا ليس عنده أيّ مشكلات، فمن هنا كان الرفق من أفضل الأخلاق في الإنسان.

شاهد أيضًا: اذاعة مدرسية كاملة عن محو الامية

فقرة الشعر عن الرفق وعدم العنف

قدم لكم الطالب “…..” فقرة شعرية تحكي عن الرفق، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته زملائي الطلبة، فيما يلي أبيات شعرية منتقاة بعناية من حديقة الشعر تحكي عن الرفق قد قطفتها لكم، منها ما هو بيت واحد ومنها ما هو أكثر، فإليكم:

قال الشاعر عن الرفق:

الرِّفقُ ممن سيلقَى اليمنَ صاحبُه
والخُرقُ منه يكونُ العنفُ والزللُ

والحزمُ أن يتأنى المرءُ فرصتَه
والكفُّ عنها إذا ما أمكنتْ فشلُ

والبرُّ للهِ خيرُ الأمرِ عاقبةً
واللهُ للبرِّ عونٌ ماله مثلُ

خيرُ البريَّةِ قولًا خيرُهم عملًا
لا يصلحُ القولُ حتى يصلحَ العملُ

ويقول القاضي التوخي متحدثًا عن الرفق:

القَ العدوَّ بوجهٍ لا قطوبَ به
يكادُ يقطرُ مِن ماءِ البشاشاتِ

فأحزمُ النَّاسِ مَن يلقَى أعاديَه
في جسمِ حقدٍ وثوبٍ مِن موداتِ

الرِّفقُ يمنٌ وخيرُ القولِ أصدقُه
وكثرةُ المزحِ مفتاحُ العداواتِ

يقول الشاعر أحمد بن موسى الأزرق:

وزِنِ الكلامَ إذا نطقتَ، فإنَّما
يُبدي العقولَ أو العيوبَ المنطقُ

لا أُلفينَّك ثاويًا في غربةٍ
إنَّ الغريبَ بكلِّ سهمٍ يُرشقُ

لو سار ألفُ مدجَّجٍ في حاجةٍ
لم يقضِها إلا الذي يترفَّقُ

وقال أبو الحسن الربعي:

الرِّفقُ ألطفُ ما اتخذتَ رفيقا
ويسوءُ ظنُّك أن تكونَ شفيقا

فخذِ المجازَ مِن الزمانِ وأهلِه
ودعِ التعمقَ فيه والتحقيقا

وإذا سألتَ اللهَ صحبةَ صاحبٍ
فاسألْه في أن يصحبَ التوفيقا

وانظرْ بعينِك حازمًا متعذرًا
في حيثُ شئتَ وعاجزًا مرزوقا

شاهد أيضًا: اذاعة مدرسية عن الاخلاق الحميدة كاملة

قصة عن الرفق وعدم العنف

والآن مع هذه الفقرة اللطيفة التي تقدمها الطالبة “…..”، أسعد الله صباحكم زملائي الطلبة، أحكي لكم هذه القصة التي حدثت معي، أنا بطبيعتي لا أحب القطط وأخافها، وذات يوم كنت عند أقاربي وكان عندهم قطة صغيرة، صارت هذه القطة تأتي إليّ تحرّك رأسها على قدمي، وأنا أركلها بقدمي وأبعدها خوفًا منها، واستمرّ الوضع على هذه الحال زمنًا طويلًا قليلًا، وأخيرًا غضبت القطة وصارت تزمجر في وجهي كلما ركلتها، حتى بلغ الوضع حدًّا لا يُحتمل، فجأة ظهرت امراة عجوز من أقاربي من أصحاب البيت الذي ذهبنا لزيارة أهله، وقالت لي: “ما دمتِ تخافين القطة وتركلينها فلن يتغير شيء، احمليها وضعيها في حجرك وامسحي رأسها وانظري ماذا سيحدث”، حملتُ القطة وأنا أرتعد خوفًا، فوضعتها في حجري وصرت امسح على رأسها، فهدأت القطة وصارت تلعق يدي، فصرت أضحك، ونظرتُ إلى العجوز فإذا هي تضحك وقالت:

أَحْسِنْ إلى النَّاسِ تَسْتَعبِدْ قلوبَهم
فطالما استعبدَ الإنسانَ إِحسانُ

كيفية تعزيز الرفق في تعاملنا مع الآخرين

نصل إلى الفقرة قبل الأخيرة، والقبطان الذي سيقود سفينتنا في هذه الرحلة هو زميلنا الطالب “……”، السلام عليكم زملائي المجدّين، أحبّ أن ألخّص معكم هنا فكرة يجب ان نتمسّك بها كلّنا هنا، وهي تعزيز الرفق في تعاملنا مع الآخرين، فكلنا نغضب فورًا، ونحاول أن ننتزع الأمر الذي نريده بالعنف، فبدلًا من أن نتعلّم الفنون القتالية لنأخذ حقّنا من الآخرين، علينا أن نتعلّم أوّلًا فنون التواصل مع الآخرين، مثلًا إذا طارت الكرة التي تلعب بها إلى الجيران فلا يمكن أن تذهب إليهم وتقول لهم أريد كرتي رغم أنوفكم، لأنّ الأمر ببساطة يمكن أن ينتهي بتمزيق الكرة، ولكن في هذه الحال نطرق الباب بأدب ونطلب منهم ذلك بكل لطف، عندها سنأخذ ما نريد من دون عنف وأفضل طريقة، ولنا في قصة موسى وأخيه -عليهما السلام- عبرة كبيرة حين ذهبا إلى فرعون وخاطباه بلطف مع أنّه كان كافرًا ويدعي أنّه إله، ولكن الخطاب السهل اللين يجعل الإنسان يلين هو أيضًا ويعطي ما لا يمكن أن يعطيه في العنف.

شاهد أيضًا: اذاعة مدرسية عن العمل التطوعي

خاتمة اذاعة عن الرفق وعدم العنف

أخيرًا يمكن أن نقول إنّ الرفق هو من أحسن الأخلاق التي يوصي بها الإسلام، وهو من أحسن الاخلاق التي تدعو لها معظم الثقافات على اختلاف انتمائها الديني والحضاري، بل هو من أسمى الأخلاق الذي ما إن يمتلكه الإنسان حتى يمتلك معه أخلاقًا كثيرة تصبّ كلّها في بوتقة واحدة وهي الأخلاق الحميدة ومكارم الأخلاق التي تدعو إليها البشريّة منذ عهد آدم -عليه السلام- وحتى اليوم.

شاهد أيضًا: إذاعة مدرسية عن الرسول صلى الله عليه وسلم

وإلى هنا يكون قد انتهى مقالنا عن اذاعة مدرسية عن الرفق وعدم العنف كاملة بعد أن تحدّثنا بما فيه الكفاية عن الرفق وكيف أنّه يكون الحل الأفضل في حل المشكلات والتعامل مع الناس، ومررنا على آيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية مباركة، ووقفنا مع بعض الأشعار، وختمنا أخيرًا مع تلخيص عام عمّا سبق.