هل فوائد البنوك حلال ام حرام

هل فوائد البنوك حلال ام حرام وهل يجوز التعامل مع البنك الربوي وما حكم التعامل مع البنوك الإسلامية، حيث جاء الإسلام منظّمًا لتفاصيل حياة المسلمين كلها، ومنها التعاملات المالية والاقتصادية، وقد أهمل المسلمون اليوم التعلم حول المعاملات المالية وباتوا يجهلون الكثير من الأحكام الشرعية الضرورية في حياتهم المالية، وباتوا بجهلهم يأكلون الربا ويتعاملون به بغير دراية، ومن خلال موقع المرجع سيتم بيان حكم أرباح الودائع البنكية وهل أرباح البنوك حرام أم حلال.

مفهوم الربا

قبل معرفة هل فوائد البنوك حلال ام حرام، فمن الضروري بيان مفهوم الربا، وهو في اللغة مصدر الفعل ربا يربو، ويعني زاد ونما، فهو الفضل والزيادة والنماء، وارتفع وزاد عمّا كان عليه، وفي الاصطلاح الشرعي الربا هو الفضل الخالي عن العوض بمعيار شرعي بشروط لأحد المتعاقدين في المعاوضة، وهو تعريف الأحناف، أمّا المالكية والشافعية فقد عرفوها بأنّها العقد على عوض مخصوص، غير معلوم التماثل في معيار الشرع حالة العقد أو مع التأخير في البدلين أو أحدهما، والربا محرم في جميع الرسالات السماوية، وتحريمه في الإسلام جاء بأدلة واضحة وقاطعة لا تحتاج لتفسير ولا تحتمل التأويل.[1]

شاهد أيضًا: حكم بطاقة المرابحة الائتمانية الراجحي

هل فوائد البنوك حلال ام حرام

إنّ فوائد البنوك حرام ولا يصح للمسلم أن يستفيد منها، وحكمها في الإسلام التحريم فهي من الربا الذي نهى الدين الإسلامي في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة عنها، فقد قال تعالى في محكم تنزيله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ}.[2] فقد حرّم الله الربا وجعله آكله محاربًا ملعونًا مطرودًا من رحمة الله تعالى، فلا يجوز للمسلم أن يضع أمواله في بنوك ربوية، والفوائد البنكية هي ربا ولو تغير اسمها ولا يجوز التعامل بها والله أعلم.[3]

هل فوائد البنوك من الربا

ببيان هل فوائد البنوك حلال ام حرام فإنّ حقيقة عمل البنوك هي أن تقوم بالمتاجرة في الديون، فهو مدين للمودعين ودائن للمقترضين، يأخذ من هذا ويعطيه الفائدة، ويعطي الآخر ويأخذ منه فائدة أعلى، ولا يحقّ للبنك في القانون أن يتعامل بالبيع والشراء إلا في حدود ضيقة، فالبنوك وفوائدها لا تخرج عن التعامل بالقروض الربوية الظاهرة والواضحة، فكل فوائد البنوك من الربا مهما كانت أنواع تعاملاتها ولا يجوز العمل مع البنك الربوي والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: حكم فتح حساب في البنك السعودي للاستثمار

هل يجوز إيداع المال في البنوك الربوية

في تتمة الحديث عن هل فوائد البنوك حلال ام حرام فقد سُئل الشيخ ابن باز هل يجوز إيداع المال في البنوك الربوية، فكانت إجابته بقوله: ” لا يجوز التأمين في البنوك الربوية ولو لم يأخذ فائدة؛ لما في ذلك من إعانتها على الإثم والعدوان، والله سبحانه قد نهى عن ذلك، لكن إن اضطر إلى ذلك، ولم يجد ما يحفظ ماله فيه سوى البنوك الربوية، فلا حرج إن شاء الله للضرورة، متى وجد بنكًا إسلاميًا أو محلًا أمينًا، ليس فيه تعاون على الإثم والعدوان يودع ماله فيه، لم يجز له الإيداع في البنك الربوي” فلا يجوز الإيداع في بنك ربوي بغير فائدة والله أعلم.[5]

ما الفرق بين البنوك الربوية والبنوك الإسلامية

إنّ البنوك الربوية هي البنوك التي تعتمد على نظام الفائدة وهو نظام ربوي محرم في الإسلام يقوم على الإقراض والاقتراض، والبنك يقرض العميل بالفائدة، والعميل الذي يودع المال في البنك يقرض البنك هذا المال مقابل الفائدة، والبنوك والمصارف الإسلامية هي المصارف التي تعتمد على المعاملات من البيع والشراء والمضاربة، والشركة وغير ذلك من صور الاستثمار المشروع بالمال، إضافة عن أجور الحوالات والاستفادة من أسعار الصرف، ويقوم البنك الإسلامي بأخذ المال من العميل ليضارب به في التجارة المشروعة، أو إقامة مشروع سكني ونحوه، على أن يعطي للعميل نسبة من الأرباح، فالبنك الإسلامي أمامه طريق كثيرة مشروعة لجني الأرباح ولهذا بدأت هذه  البنوك بالنمو والازدهار والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: حكم بيع الكالىء بالكالىء

حكم التعامل مع البنوك الإسلامية

البنوك الإسلامية لا حرج بالتعامل معها فهي ليست بنوكاً ربوية، التي لا يجوز التعامل معها والاستفادة من الفائدة التي فيها، فالبنوك الإسلامية هي البنوك التي تعتمد شرع الله في تعاملاتها، فالتعامل معها طيب وفيه عون لها على عملها المباح، والتعاون كذلك مع البنوك الربوية لا يجوز لما في ذلك إعانة لهم على فعلهم الغير مشروع، ولما فيه مشاركة في الإثم والذنب والله ورسوله أعلم.[7]

حكم إيداع الأموال في البنوك الربوية بدون فائدة

لا حرج على المسلم في أن يضع أمواله في بنوك ربوية خوفًا عليها من التلف والسرقة ونحو ذلك، فالضرورات تبيح المحظورات، ولكن من غير أن يستفيد من الفائدة منها، ولو تيسر له وضع أمواله في بنوك إسلامية فالأولى وضع المال في البنك الإسلامي، فالبنك الإسلامي يجب أن يشجع ويعان، ولا يجوز أن يأخذ المسلم الفائدة من البنوك الربوية ولا غيرها إن كانت معينة، فلو أعطى البنك الفائدة فإنّ على المسلم أن يصرفه في وجوه البر والخير من غير أن يستفيد منه لنفسه، ولا يرده للبنك، بل يتصدق فيه على الفقير، يضعه في مسجد، يصلح به دورات مياه عامة، قضاء دين أحد المسلمين، وغير ذلك من وجوه الخير والله أعلم.[8]

بهذا نختم مقال هل فوائد البنوك حلال ام حرام، والذي عرّف الربا وبيّن مفهومه، وبيّن حكم التعامل مع البنوك الربوية، وحكم التعامل مع البنوك الإسلامية وبيّن الفرق بين البنك الإسلامي والبنك الربوي، بيّن طريقة التخلف من الفائدة.